كيف تختار مسارك الوظيفي في مجال التصميم؟

أنت لا تعرف مدى الصدمة الناتجة عن التحديق في لوحة بيضاء تقول للرسام: “لا يمكنك فعل أي شيء”. فللوحة القماش تلك نظرة غبية تفتن بعض الرسامين حتى يتحولوا إلى أغبياء. يخشى العديد من الرسامين من القماش الفارغ، لكنَّ اللوحة الفارغة تخشى الرسام الشغوف الذي يتجرأ على كسر تعويذة “لا يمكنك فعل أي شيء”.

مسار مهني في مجال التصميم

كيف تختار مسارك الوظيفي في مجال التصميم

يقول جيمس كلير:

“بدلاً من العمل إلى أن تتقاعد، اعمل على نمط حياتك المثالي. عادة ما يكون هنالك طريق لتحقيق ذلك في غضون بضع سنوات بدلاً من بضعة عقود”.

رغم أنَّ قول هذا أسهل من فعله، إلا أنَّ الفكرة بسيطة للغاية: نحن بحاجة إلى البحث عن تفضيلاتنا الشخصية، وتحليل جميع الخيارات التي لدينا بعناية. ولحسن الحظ، في تصميم المنتجات، لدينا العديد من الخيارات؛ مما يجعل من السهل تعديل المسارات الوظيفية خلال حياتنا المهنية. يبقى الجزء الأصعب متمثلاً في العثور على أفضل الخيارات التي تلائمك:

  • نمط العمل: عمل حر، تعاقد، توظيف، إلخ.
  • مجال التركيز: تصميم تجربة المستخدم “UX“، تصميم واجهة المستخدم “UI”، التصميم المرئي “Visual design”، إدارة المنتجات “Product management”، تصميم الرسومات المتحركة “Motion design”، إلخ.
  • صناعة المنتج: التكنولوجيا المالية “FinTech”، تكنولوجيا التعليم “EdTech”، التقانة الطبية “HealthTech”، سلسلة الكتل (البلوك تشين) “Blochchain”، تكنولوجيا التسويق “MarkTech”، سمها ما شئت.

الاستقالة
الاستقالة

لماذا نستقيل ونبحث عن المزيد؟

غالباً ما يكون سبب تغيير المصممين لوظائفهم بشكل متكرر، وتجربة مسارات وظيفية مختلفة إلى هو نفسه كما هو الحال في الصناعات الأخرى:

  • لا يشعر الناس بالاندماج في عملهم: إنَّ “مشاركة الموظفين” – في جميع أنحاء العالم – تمر بأزمة كبيرة؛ فعلى الصعيد العالمي، يشارك 13٪ فقط من الموظفين العاملين في أي مؤسسة.
  • يشعر بعض الناس بالضياع: الإنجازات لا تعطي دائماً شعوراً بالرضا. في مرحلة ما، قد يشعر الناس بأنَّهم بعيدون عن عملهم، فلا يوجد شيء آخر في الحياة. يمكن أن يكون الشعور بالضياع مرتبطاً بشكل أساسي بضعف خطة النمو المهني أو نقص الإرشاد اللازم.
  • يشعر الناس بانعدام اليقين: يمكن لكل من تسريح العاملين أو الصناعة المحتضرة التي تفتقر إلى وجهات النظر المستقبلية أن يتسببا بشعور بالقلق وعدم الارتياح.
  • لا يتمتع الشباب برفاهية سنة الاستراحة “Gap year”: إنَّ النشأة في البلدان النامية أو بدء الدراسة بعد التخرج مباشرة هي بعض من هذه الأسباب. لهذا السبب يجب أن يكون قضاء سنة استراحة هو الوضع الطبيعي الجديد في اتخاذ الخطوات الأولى في الحياة المهنية.

هل جربت هذه الطريقة من قبل؟ هذه المؤشرات في مسارك الوظيفي في مجال التصميم، هي إشارات جيدة للتغييرات المهنية المطلوبة. ولتسهيل اتخاذ قرارات مسار حياتك المهنية في ها المجال، نود مناقشة بعض نماذج التطوير الوظيفي المعروفة.

نماذج التطوير الوظيفي

إيكيغاي” Ikigai” – السر الياباني لحياة طويلة وسعيدة: بالنسبة لأولئك الذين لا يجدون هدف حياتهم، فإنَّ هذا النموذج الذي تم اختباره عبر الزمن يعد جوهرة حقيقية. يُطلق على تعريف السبب أو الغرض الحقيقي من الحياة في الفلسفة اليابانية اسم “إيكيغاي”. إنَّه ما يجعلك تستيقظ كل صباح ويبقيك متحفزاً.

إيكيغاي
إيكيغاي

هذا المفهوم عبارة عن فلسفة وأسلوب حياة يحاول تحقيق التوازن بين الجوانب الروحية والعملية لأنشطة عملك؛ إذ يعلمنا هذا النموذج تحقيق راحة البال من خلال موازنة أربعة عناصر أساسية:

  • ماذا تحب.
  • ما يحتاجه العالم.
  • ما تجيده.
  • ما يمكن أن يُدفع لكَ مقابله.

هذا المفهوم يعلمنا أيضاً إيجاد توازن في الرغبات البشرية المتضاربة، سواء كانت تبحث عن المعنى، أم البحث عن المتعة، أم الحياة السهلة. من المثير للاهتمام أنَّه لا توجد كلمة “تقاعد” في اليابان، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بفكرة جيمس كلير حول العمل نحو أسلوب حياة مثالي.

نماذج مهنية على شكل حرف آي “I-shaped”، وعلى شكل حرف  تي “T-shaped”، ونماذج مهنية أخرى: إنَّه لمن المثير للاهتمام أنَّ الحاجة إلى بناء فرق متنوعة ومتعاونة ليست بالأمر الجديد. تم اعتماد نموذج “شكل حرف تي” لأول مرة على نطاق واسع من قبل تيم براون الرئيس التنفيذي لشركة إيديو “IDEO”، بغية تقييم المرشحين من حيث اتساع معرفتهم وعمق خبراتهم. والذي في وقت لاحق، أصبح من الممارسات الشائعة في عملية التطوير المرن للبرمجيات بغية تجميع فرق المنتج من المطورين والمختبرين والمصممين من ذوي المهارات المتعددة.

ما هو النموذج الوظيفي الذي يجب أن تختاره أو تطوره؟ على ما يبدو، لا توجد إجابة خاطئة على هذا، وذلك لأنَّها تعتمد على نوع شخصيتك، وكيف تريد أن يُنظر إليك في السوق. وعلى الرغم من ذلك، فإنَّ التوجه السائد في صناعة تصميم المنتجات ينتقل من نموذج شكل حرف تي “T-shaped” لتصميم المحتوى إلى نموذج شكل باي “Pi-shaped”. 

يمكن تفسير أسباب هذا التحول في التصميم لما يلي:

  • أهمية كتابة تجربة المستخدم “UX” والتخصصات الأخرى؛ مثل البحث والإدارة وكتابة الأكواد البرمجية “Coding” في شركات التكنولوجيا. في بيئة الشركات الناشئة، لا تندهش من كونك الشخص الذي يكتب جميع النصوص للمنتجات الرقمية، أو يقوم بأكثر من مهمة في غير تخصصه، ولا يقوم بمهام ذات صلة بالتصميم بنسبة 100٪.
  • يؤدي التوسع الكبير في فرق تصميم المنتجات إلى خلق حاجة لدى مصممي المنتجات لاكتساب المعرفة في الإدارة وفي المهارات الناعمة ” Soft skills”. إذا كنت تريد مساراً وظيفياً أكثر تخصصاً داخل الشركة، فمن الأفضل اختيار شركة أو مؤسسة أكبر، بحيث يكون لديها فريق تصميم محترف وعملياتها الخاصة.
  • لقد ازداد الطلب على مصممي المنتجات في صناعة التكنولوجيا، وهم ينضمون إلى الشركات الناشئة، والشركات في مراحل العمل المبكرة بسبب الحاجة إلى جعل المنتجات أكثر جمالاً وسهولة وفائدة. 

يتساءل عادل صديقي “Adil Siddiqui” في مقال له عما إذا كنت مستعداً لأن تكون المصمم الأول في شركة ناشئة؛ وذلك لأنَّه سيتعين عليك القيام بأنواع مختلفة تماماً من المهام:

“عليك أن تصمم كل شيء؛ حرفياً!! هوية العلامة التجارية “brand identity”، والإطارات الشبكية للمنتج “product wireframes”، ونظام التصميم، وإرشادات واجهة المستخدم، وعمليات التصميم، وصفحات الهبوط “landing pages”، وتطبيقات الأجهزة المحمولة، والنماذج الأولية “prototypes”، ووثائق المطور “developer documentation”، والقمصان، والملصقات “stickers”، والبضائع، وبطاقات العمل، وبطاقة هوية الموظفين “employee id card”، والمواد الإعلانية “advertising materials”، وتصميمات الطباعة “print designs”، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي؛ والقائمة تطول”.

نموذج منطقة التعلم: من أجل التعلم، علينا استكشاف المجهول. يعود عليك الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك واختيار بعض التحديات الجديدة بمكافأة كبيرة.

طوَّر الألماني توم سينينجر هذا النموذج الذي يهدف إلى توضيح كيف يمكننا إنشاء مواقف تعليمية؛ حيث يساعد هذا النموذج على تذكيرك بدفع نفسك دائماً نحو مرحلة التعلم، سواء كان ذلك متعلقاً بأدوات التصميم الجديدة، أم المعرفة بمجال الصناعة، أم التكنولوجيا المتقدمة، أم بالتغييرات في عملية التصميم.

خلاصة القول

يمكن أن يكون اختيار المسار الوظيفي للتصميم مهمة شاقة؛ حيث يستغرق الأمر وقتاً وجهداً لإيجاد مسارك المهني الخاص في صناعة التكنولوجيا، ولكن يصبح من الأسهل امتلاك المهارات الخاصة بك، ووضع نفسك في السوق من خلال معرفة أهدافك وتفضيلاتك الشخصية.

المصدر

Shares

مسارات مهنية ذات صلة

كيف أصبحت مسوقًا على شكل حرف V؟

الوصف الوظيفي لمهنة مسؤول تحليل الرواتب

المسميات الوظيفية في قسم التوظيف والموارد البشرية

error: Content is protected !!
We use cookies to improve your experience on our website. By browsing this website, you agree to our use of cookies.

تسجيل الدخول

إنشاء حساب

كلمة سر منسية