يعلم الجميع أنَّه لكي يكون المنتج ناجحاً ويحقق أرقام مبيعات ضخمة، فإنَّه يجب أن يحل مشكلة ما، لكن هذا لا يكفي، إذ يجب أن يكون له تأثير عاطفي إيجابي على الأشخاص الذين يستخدمونه، فلا جدوى من تصميم هاتف ذكي مليء بالمميزات إذا كانت واجهته وعمر بطاريته قصير، لذا يجب أن تترك كل من المنتجات المادية والرقمية عند المستخدم شعوراً رائعاً حيال شرائه إيَّاها. وتقع هذه المسؤولية على عاتق المصممين المهرة لتجربة المستخدم.
لقد خلق قطاع التكنولوجيا طلباً قوياً على المحترفين في مجال تجربة المستخدم، فإذا كنت ترغب في المساعدة في تلبية هذا الطلب المتزايد، ومعرفة المزيد عن المسار المهني لمصممي تجربة المستخدم، فإنَّ هذا المقال يخاطبك مباشرة، إذ سنناقش فيه المسميات الوظيفية الشائعة في مجال تجربة المستخدم، وأدوارهم ومسؤولياتهم الوظيفية. كما سننظر أيضاً في المعسكرات التدريبية لواجهة وتجربة المستخدم، وكيف يمكن لهذه الدورات التدريبية المكثفة أن تشكل نقطة انطلاق لحياتك المهنية.
يوجد الكثير من الالتباس فيما يتعلق بالمسميات الوظيفية لتجربة المستخدم، ففي الواقع، تجربة المستخدم مصطلح شامل يُستخدم لمجموعة من المهن المتخصصة. فلنلقِ نظرة على بعض المسميات الوظيفية الأكثر شيوعاً في هذا المجال:
مصمم تجربة المستخدم هو شخص يفهم عقلية العميل ويصمم وفقاً لاحتياجاته، ويكون هدفه الأساسي هو تعزيز تجربة المستخدم من خلال مراعاة مشاعر المستخدم ومواقفه حول استخدام المنتج.
الأدوار والمسؤوليات:
غالباً ما يُساء فهم دور مصمم واجهة المستخدم، إذ يخلط العديد من المهنيين بينها وبين تصميم تجربة المستخدم. وعلى الرغم من وجود بعض التداخل فيما بينهما، إلا أنَّهما دوران مختلفان.
مصمم تجربة المستخدم هو المسؤول عن المظهر والشعور العام للمنتج، بينما يكون مصمم واجهة المستخدم هو المسؤول الوحيد عن واجهة المنتج، فالواجهة هي النقطة التي يلتقي فيها المستخدم والمنتج ويتفاعلان.
يمكن أن تكون واجهة الإدخال عبارة عن شاشة تعمل باللمس، أو لوحة مفاتيح أو ماوس أو زر تشغيل وإيقاف، كما تتضمن أمثلة واجهات الإخراج المكونات المرئية والصوتية، مثل الشاشات أو سماعات الأذن.
تحتوي المنتجات الرقمية مثل مواقع الويب والتطبيقات على واجهة مستخدم رسومية (GUI)، والتي تعالج كلاً من بيانات الإدخال واستجابات الإخراج بين المستخدم والنظام.
تتمثل مهمة مصمم واجهة المستخدم في إنشاء واجهة سهلة الاستخدام والفهم، وهم يحققون ذلك من خلال مجموعة رائعة من الأزرار والقوائم وأشرطة البحث والمسميات. قد تلاحظ وجود مسمى وظيفي لمصمم واجهة وتجربة المستخدم في بعض المؤسسات، وهو يكون عبارة عن دورين وظيفيين دُمجا في دورٍ وظيفي واحد.
الأدوار والمسؤوليات
إنَّ المصممين البصريين فنانون مبدعون يهتمون بالنواحي الجمالية في الشاشة. هم لا يكونون مسؤولين عن كيفية تفاعل المستخدم مع الواجهة، إذ ينصب تركيزهم على فن صياغة الحروف والألوان والرسومات والمؤثرات المرئية والتخطيط.
الأدوار والمسؤوليات
يهتم هؤلاء بشكل خاص بالتفاعل بين المستخدم والشاشة. ويتضمن ذلك التنقل بين الصفحات، وطريقة انسدال القوائم، والآلية التي يغير فيها تفاعل المستخدم مظهر الأزرار. يوجد هذا الدور الوظيفي عادة في الشركات التي تعمل على مشاريع كبيرة، حيث يتخصص أعضاء الفريق في الجوانب الفردية لعملية التصميم.
الأدوار والمسؤوليات
يمكن أن تلعب الرسوم المتحركة دوراً رئيسياً في خلق تجربة مستخدم جذابة. وفي حين يتحمل المصممون البصريون مسؤولية العناصر الثابتة، يهتم مصممو الحركة بالتجربة الديناميكية. ينشئ مصممو الحركة تأثيرات متحركة تعمل عندما يتفاعل المستخدم مع الشاشة.
الأدوار والمسؤوليات
يهدف عمل الباحث في تجربة المستخدم إلى فهم رغبات المستخدمين واحتياجاتهم الكاملة. ويقوم بإجراء بحث شامل لاكتساب رؤى مفيدة حول عقلية العميل. وتقدم نتائج البحث إلى فريق التصميم، بغية مساعدتهم في اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الشكل الذي يجب أن يكون عليه المنتج.
توظِّف معظم المؤسسات الكبيرة باحثين في تجربة المستخدم، في حين يتم دمج هذا الدور الوظيفي مع دور مصممي تجربة المستخدم في الشركات الأصغر.
الأدوار والمسؤوليات
لا توفر الوظيفة في مجال تجربة المستخدم رضىً وظيفياً كبيراً فحسب، بل ومرونة كبيرة في العمل أيضاً.
هناك مساران يمكن خوضهما: الأول هو المسار التقني، والآخر هو المسار الإداري.
إذا كنت تستمتع بالعمل كمصمم تجربة المستخدم، فقد ترغب في التعمق أكثر لاكتساب خبرة في مجالك وتتخصص فيه. يمكنك الاختيار من بين مجموعة من المجالات المختلفة، بما في ذلك التصميم التفاعلي أو تصميم واجهة المستخدم الرسومية.
ربما تكون شغوفاً بتقنيات الويب، وتحبُّ العمل على لغات برمجة مثل لغة ترميز النص الفائق وصفحات التنسيق النمطية وجافا سكريبت. وإذا كنت مهتماً بهذا، فقد يكون تطوير الواجهة الأمامية لتطبيقات الويب مثالياً بالنسبة إليك. لديك أيضاً خيار تعلم لغات جديدة مثل بايثون وروبي وبي إتش بي للانتقال إلى التطوير المتكامل لتطبيقات الويب.
مع النمو الأخير في تكنولوجيا الهواتف المحمولة، قد ترغب أيضاً في التفكير في تطوير تطبيقات الأجهزة المحمولة أو تصميم ألعاب الفيديو.
إذا كنت تجيد إدارة الأشخاص وترغب في قيادة الفرق، فقد يناسبك هذا المسار. يمكنك العمل في شق طريقك من مصمم تجربة المستخدم إلى مدير تجربة المستخدم، ثم إلى مدير تنفيذي في مجال تجربة المستخدم.
يمكن أن يقودك هذا المسار أيضاً إلى أن تصبح نائب الرئيس في تخصص تجربة المستخدم. ستتولى دوراً أكثر تخصصاً في مجال الأعمال، وستشارك في حملات التوظيف وتخصيص الموارد وتحفيز الفرق. يتطلب هذا المسار ميلاً طبيعياً للقيادة، ومهارات شخصية قوية في التعامل مع الآخرين.
لبدء حياتك المهنية في مجال تجربة المستخدم، سيتعيَّن عليك تعلم المهارات المطلوبة لتصبح مصمماً محترفاً، وستحتاج أيضاً إلى خبرة عملية في هذا الدور الوظيفي.
بينما يفضل بعض الأشخاص الحصول على شهادة، فقد تبيَّن أنَّ الأفراد الذين يدخلون مجال تجربة المستخدم ينحدرون من خلفيات تعليمية أخرى بخلاف المسار الجامعي التقليدي.
فيما يلي خياران يساعدانك على البدء بذلك:
وفقاً لاستطلاع أجرته مجموعة نيلسين نورمان (Nielsen Norman)، أفاد غالبية الطلاب الذين التحقوا بمعسكر تدريبي في مجال تجربة المستخدم مدته ستة أشهر أنَّهم تمكنوا من تعزيز مهاراتهم المهنية. واتفق معظمهم على أنَّ المعسكرات التدريبية زودتهم بالتجربة العملية التي لم يحصلوا عليها في أثناء دراستهم الجامعية، كما أنَّهم أفادوا بأنَّ المعسكرات التدريبية توفر بيئة عمل واقعية، وأنَّهم لم يكتسبوا مهارات صلبة فحسب، بل ومهارات ناعمة مثل التعاون والتواصل.
يمكنك أن تصبح مصمماً في مجال تجربة المستخدم من خلال تعلُّم أساسيات التصميم وأبحاث السوق والاستراتيجيات وتطوير المنتجات. بالإضافة إلى ذلك، يجب عليك أيضاً تعلُّم أساسيات تصميم تجربة المستخدم، والتعرف إلى الأدوات الرئيسية في تصميم تجربة المستخدم، والعمل على مشاريع خاصة بك لتعزيز مهاراتك التقنية.
يتميز العمل في تصميم تجربة المستخدم بمرونة عالية ويوفر فرص عمل رائعة. ويمكن لمصممي تجربة المستخدم اختيار مسار تقني من خلال اكتساب الخبرة في تخصص معين، أو العمل في مسار إداري ليصبحوا مديرين في تجربة المستخدم.
مسارات مهنية ذات صلة