لماذا من الصعب إيجاد وظيفة؟

لقد قمت ببناء مهنة محترمة لنفسك ترتكز على سنوات من الخبرة ومجموعة كبيرة من المهارات، وأمضيت ساعات في تصفح لوحات إعلانات الوظائف لتقديم سيرة ذاتية تلو الأخرى، وأعدت كتابة خطاب التقديم خاصتك “Cover Letter” ست مرات؛ لكنَّكَ ومع ذلك، ما زلت تجد نفسك بدون عرض عمل يقدم إليك!

صعوبة إيجاد وظيفة
جدول المحتويات

لقد قمت ببناء مهنة محترمة لنفسك ترتكز على سنوات من الخبرة ومجموعة كبيرة من المهارات، وأمضيت ساعات في تصفح لوحات إعلانات الوظائف لتقديم سيرة ذاتية تلو الأخرى، وأعدت كتابة خطاب التقديم خاصتك “Cover Letter” ست مرات؛ لكنَّكَ ومع ذلك، ما زلت تجد نفسك بدون عرض عمل يقدم إليك!

إذا كان هذا هو وضعك، فأنت لست وحدك من يعيش المأزق نفسه؛ إذ يستغرق متوسط البحث عن عمل خمسة أشهر، مما يعني أنَّ الملايين من الباحثين عن عمل يختبرون مشاعر انعدام الأمن واليقين نفسها، مما يجعل صعوبات البحث عن عمل حالة عالمية يشترك بها عدد كبير من الناس، وهذا يطرح السؤال الآتي: لماذا من الصعب العثور على وظيفة؟

والجواب يكمن في اجتماع عدة عوامل تتلخص في الممارسات المتبعة في عمليات التوظيف، والمعايير الموضوعة لتقديم السير الذاتية، والأعداد الهائلة من المتقدمين إلى الوظائف.

ولأنَّ المعرفة قوة، نقدم إليك شرحاً مفصلاً يساعدك على امتلاك معرفة أفضل بالصورة العامة للبحث عن عمل؛ فما إن تعرف ما الذي ستواجهه، يمكنك البدء باتخاذ خطوات مدروسة توصلك إلى إيجاد الوظيفة التي تحلم بالعمل فيها.

لم يصعب إيجاد وظيفة؟

  • الممارسات المتبعة في عمليات التوظيف تكون مضللة في بعض الأحيان

أحد أسباب صعوبة الحصول على وظيفة هو أنَّه قد يكون هنالك فرص عمل أقل مما تعتقد؛ فقد تجد إعلانات توظيف على الإنترنت، ولكنَّك ستُدهش إن علمت كيف أنَّ هذا لا يعني بالضرورة أنَّ الشركات مهتمة بجلب شخص جديد للعمل فيها! إذ تقوم العديد من الشركات بسد متطلبات التوظيف لديها عبر ترقية موظفٍ أو أكثر، لذا وفي حين قد توجد وظيفة شاغرة نظرياً، لكنَّها لا تكون متاحة لك بالضرورة.

وفي حالات أخرى، تقوم الشركات بنشر إعلانات التوظيف كوسيلة منها لجمع سير ذاتية من المتقدمين المحتملين للمناصب الوظيفية التي قد تتاح فيها مستقبلاً؛ فقط لا غير! وفي حين قد يكون من الجيد بالنسبة إليك أن تعرف أنَّك قد تكون مرشحاً مستقبلياً لإحدى الوظائف التي تقدمت إليها، لكنَّ هذا لن يساعدك في تلبية حاجتك الماسة إلى وظيفة في الوقت الحالي.

عندما تنظر إلى كل هذه العوامل مجتمعة، تُدرك أنَّ سوق العمل أصغر بكثير مما يبدو عليه.

  • الشركات أصبحت انتقائية أكثر 

من أسباب صعوبة إيجاد عمل أنَّ الشركات قد بات بمقدورها أن تكون أكثر انتقائية في وقتنا الحالي؛ فحتى لو وُجدت وظائف متاحة، فإنَّ غالبية هذه الوظائف تعدُّ منخفضة الجودة، ما يعني وجود تنافس كبير على الوظائف التي يمكن النظر إليها على أنَّها وظائف عالية الجودة. ومع اشتداد حدة التنافس على تلك الوظائف، تأتي قدرة الشركة على أن تكون أكثر انتقائية بشأن من تريد توظيفه ليشغل تلك الوظائف المتاحة فيها.

إذاً أنت تواجه عدداً أكبر من الباحثين عن عمل بصورة تفوق ما يمكنك تخيله، ما يُلزمكَ بأن تكون المرشح الأفضل من بينهم.

  • المعايير الموضوعة لتقديم السير الذاتية باتت عالية

إذا لم تكن سيرتك الذاتية محدثة، فإنَّها ستعيقك وتجعل بحثك عن وظيفة أكثر صعوبة؛ وهذا لا يعني فقط تحديث سيرتك الذاتية بشكل دائم وتضمينها آخر خبراتك الوظيفية، بل يعني أيضاً أن تكون مكتوبة ومنسقة بما يناسب التوقعات الحالية؛ أي: هل تقوم ببساطة بإدراج المهام التي قمت بها، أم أنَّك تسلط الضوء على الإنجازات التي يمكن قياسها؟ وهل سيرتك الذاتية بطول مناسب ومُصاغة بلغة مناسبة تجذب انتباه أرباب العمل؟ إذا كان هذا يبدو مبالغاً فيه، فنحن نوافقك الرأي، وخصوصاً حينما تضيف إليه التعامل مع إحدى أنظمة تتبع مقدمي طلبات التوظيف “Applicant Tracking System”.

يتلقى مديرو التوظيف ما معدله 250 متقدم لكل وظيفة شاغرة، ولتسريع عملية فرز هذه الطلبات، تستخدم العديد من الشركات برامج فحص تسمى “أنظمة تتبع مقدمي طلبات التوظيف” (ATS) لاستعراض المرشحين وفرزهم وترتيبهم واستبعاد بعضهم.

تبحث أنظمة (ATS) عن التفاصيل داخل السير الذاتية – أي الكلمات المفتاحية – لتحديد ما إذا كان الشخص مؤهلاً للوظيفة المتاحة أم لا؛ وإذا لم تقم بصياغة سيرتك الذاتية بطريقة ترضي أنظمة الفرز تلك، فستخرج من السباق خاسراً قبل أن يقرأ مسؤول التوظيف اسمك حتى! لذا لن يكفيك كتابة سيرة ذاتية مميزة للحصول على الوظيفة التي تتقدم إليها، بل يجب أن تكون أيضاً محدثة وتجذب الانتباه، وتجتاز أنظمة “تتبع مقدمي طلبات التوظيف”.

  • ظروف مقابلات التوظيف لا تلعب لصالحك

فلنفترض أنَّك تغلبت على كل العقبات التي سبق ذكرها في السطور الماضية، وأنَّك قد ترقيت أخيراً من كونك متقدماً إلى وظيفة ترغب في العمل فيها، إلى مرشح إلى تلك الوظيفة. على الرغم من أنَّ هذا أمر يستأهل منك الاحتفال به، إلا أنَّ تحديات الحصول على وظيفة لم تنته عند هذه المرحلة؛ بل في الواقع: إنَّ التحديات الحقيقية قد بدأت لتوها!

تقليص عدد المتقدمين من 250 متقدم إلى مرشح واحد

مرحباً بكَ في مقابلة التوظيف

مهمتك هي:

اجتياز كل مرحلة بنجاح، والحصول على الوظيفة. لكن لا تنخدع بسهولة، فالأمر أكثر صعوبة مما تعتقد، فكل مرحلة تتطلب تحضيراتٍ مدروسة، وفشلك في التخطيط لأي مرحلة لاحقة ستكون نتيجته إقصاؤك من عملية التوظيف.

250 متقدماً سيبدأ رحلته، وواحد فقط سيحصل على الوظيفة في نهاية الرحلة؛ فهل تكون أنت ذلك الشخص؟

يتقدم 250 شخص وسطياً إلى وظيفة متاحة.

فقط 25 بالمئة منهم ينجح بتجاوز برمجيات “تتبع مقدمي طلبات التوظيف”.

التقديم

10 مرشحين يتم اختيارهم للتواصل معهم عبر الهاتف.

التواصل عبر الهاتف

من 4-5 مرشحين يقابلون مسؤولي التوظيف.

المقابلة

من 2-3 مرشحين ينالون إعجاب مسؤولي التوظيف، ويعبرون إلى المرحلة التالية التي هي عبارة عن عدة مقابلات لاحقة.

إثارة الإعجاب

مرشح واحد يتلقى عرض عمل (95 بالمئة منهم يقبلون تلك العروض).

الاحتمالات ليست في صالحك؛ فهل يعني هذا أنَّ الحصول على وظيفة أمرٌ مستحيل؟ بالتأكيد لا؛ فعندما يكون لديك الفريق المناسب والتوقيت المناسب، والظروف المناسبة، يكون الحصول على الوظيفة في متناولك.  

يتطلب الأمر الكثير من العمل لتضييق نطاق المرشحين إلى مرشح واحد. ولكي تحرص على أن يكون هذا الشخص أنت، يكون لزاماً عليكَ إثارة الإعجاب في كل خطوة من خطوات عملية التوظيف، وذلك مع ترك مساحة صغيرة لحدوث الأخطاء؛ ومن أجل أن تكون جاهزاً للقيام بذلك، اعمل مع مدرب محترف في إجراء مقابلات التوظيف.

كيف تُحسِّن فرصك في الحصول على وظيفة؟

لعلَّك قد أصبت بالإحباط بعد عرفت العقبات التي قد تعترض طريق نجاحك في البحث عن عمل، لكن لا داعيَ للقلق؛ فالآن وبعد أن بتَّ تعرف بالضبط ما يجب عليك القيام به لتحسين فرصك في النجاح، أصبح لديك الآن اليد العليا. إليك بعض النصائح في هذا الصدد:

  • التشبيك:

إذا كانت الشركة لا تتطلع بالمطلق إلى التوظيف من الخارج، فقد لا يكون هناك الكثير مما يمكنك فعله. ومع ذلك، إذا كانوا ببساطة لا يريدون شخصاً غريباً تماماً، فيمكنك إيجاد موطئ قدم لكَ من خلال التشبيك “Networking”.

تحسين فرص الحصول على وظيفة
تحسين فرص الحصول على وظيفة

استخدم أدوات مثل منصة لينكد إن “LinkedIn” للالتقاء والتفاعل مع الآخرين في مجال تخصصك؛ شارك في مجموعات مهنية، وانشر بانتظام، ولا تخشَ التواصل مع زملاء جدد. ثم وفي أثناء قيامك بالبحث عن وظيفة، استفد من هذه العلاقات، واطلب منهم أن يوصوا بك، أو على الأقل، أن يُعلِموك إن وجدوا أي فرص عمل تناسبك.

قد تكون المرشح الأكثر تميُّزاً بين مجموعة من المتقدمين إلى وظيفة، ولكن بدون سيرة ذاتية متميزة، لن يسمع بك ربُّ العمل أبداً. لذا إن كنت لا ترغب بأن تضيع سيرتك الذاتية بين مئات السير الذاتية الأخرى، فيجب أن تكون سيرتك الذاتية مميزة؛ وهذا يتطلب أن تكتب سيرة تركز على الإنجازات وتكون موضوعية بقدر ما تكون جذابة بصرياً، وأن تصيغها بصورة استراتيجية مع وضع أنظمة تتبع مقدمي طلبات التوظيف (ATS) في الحسبان.

  • التقدم إلى الوظائف المناسبة

خلافاً للاعتقاد الشائع، فإنَّ إرسال سيرتك الذاتية إلى كل قائمة توظيف تجدها ليس خياراً مثمراً لبحثك عن وظيفة؛ فعندما يتعلق الأمر بإرسال الطلبات، تكون مدى ملائمة الوظائف التي تتقدم إليها العاملَ الأكثر أهمية.

تذكر أيضاً أنَّ تخصيص سيرتك الذاتية وخطاب التقديم وفقاً لكل وظيفة تتقدم إليها أمر ضروري لنجاحك في الحصول على وظيفة أحلامك؛ فإذا اخترت الطريق السهل وأرسلت العشرات من السير الذاتية نفسها كل أسبوع، فغالباً ما سيذهب سعيك أدراج الرياح؛ إذ من المرجح أن تُقصيكَ أنظمة تتبع مقدمي طلبات التوظيف (ATS) مباشرة، وحتى إذا نجحت في تخطيها، سيرى مدير التوظيف على الفور أنَّك لست أهلاً للوظيفة، وسيقصيك من السباق فوراً.

بدلاً من ذلك، تمعَّن في خبرتك في العمل وأهدافك المهنية، ثم استهدف الوظائف الشاغرة التي تناسبك دون غيرها. وعندما تتجاوز أنظمة تتبع مقدمي طلبات التوظيف (ATS)، سيلاحظ مدير التوظيف أنَّك الشخص المناسب لهذه الوظيفة، مما يجعلك المرشح الأبرز للحصول عليها.

في الختام

لا شكَّ أنَّه من الصعب العثور على وظيفة؛ فهنالك الكثير من العقبات التي قد تواجهها. لكن ومع ذلك، ما من داعٍ لأن تكون هذه التجربة مؤلمة؛ إذ وأنت مسلحٌ بالمعرفة والأدوات الصحيحة، يمكنك الحصول على وظيفة أحلامك بشكل أسرع وبأقل قدرٍ ممكن من خيبات الأمل.

ولزيادة فرصك قوةً، يمكنك دوماً العمل مع كاتب سيرة ذاتية محترف تم تدريبه لمساعدتك في أن تُظهر لمدير التوظيف سبب كونك الشخص المناسب للوظيفة.

نتمنى لك حظاً سعيداً.

 

Shares

مقالات ذات صلة

تعرّف على حقوق العمال في تركيا 2023

قواعد الأمن الوظيفي في قانون العمل التركي

أسرار يملكها الموظف الناجح تجعله استثنائيًا

error: Content is protected !!
We use cookies to improve your experience on our website. By browsing this website, you agree to our use of cookies.

تسجيل الدخول

إنشاء حساب

كلمة سر منسية

كن صوتاً مؤثراً في قطاع العقارات

هل تعمل في مجال المبيعات العقارية؟

خصص بضعة دقائق لملء هذا الاستبيان

وساهم بشكل مباشر في تطوير حلول مصممة خصيصاً لمواجهة التحديات في مجال المبيعات العقارية.

 شارك الآن وكن جزءا من التغيير