يلعب محلل الموارد البشرية دوراً هاماً في جمع وتنظيم وتحليل وإعداد التقارير حول عمليات وبيانات الموارد البشرية. وفي هذا المقال، سنناقش المهارات الرئيسية لوظيفة محلل الموارد البشرية، والطريقة التي تمكِّنك من أن تصبح واحداً منهم.
لاحظ أنَّ المحلل له دور وظيفي واسع النطاق؛ فاعتماداً على المؤسسة، قد يُطلب منه التركيز على مهام مختلفة؛ لذا تبحث عدد غير قليل من المؤسسات عن محلل موارد بشرية يتمتع بمهارات ناعمة في الغالب، وهذا ما يجعل التوصيف الوظيفي للمحلل مشابهاً جداً لشريك أعمال الموارد البشرية؛ ومع ذلك، تبحث منظمات أخرى عن محللي البيانات؛ لذا كن على علم بهذا إذا تقدمت لمثل هذه الوظيفة. وهذا يعني أيضاً أنَّك نادراً ما ترى محللاً يقوم بتحليل البيانات بنسبة 100٪ من وظيفته؛ إذ عادة ما يعملون في مهام أخرى أيضاً.
الشيء الغريب الذي لوحظ أنَّه كلما تم ذكر المزيد من “البيانات” في المسميات الوظيفية، كانت الوظيفة أكثر توجهاً نحو البيانات. وعلى الرغم من عدم وجود دور وظيفي رسمي، فإنَّ محلل الموارد البشرية عادة ما يكون أقل توجهاً نحو البيانات من محلل بيانات الموارد البشرية، والذي يكون بدوره أقل توجهاً نحو البيانات من عالم بيانات الموارد البشرية؛ فهذا الأخير عادة ما يكون مشغولاً بتحليل البيانات بشكل كامل.
أصبحت الفطنة التجارية هامة بشكل متزايد لأدوار الموارد البشرية. وينطبق الشيء نفسه على محلل الموارد البشرية.
قبل تحليل البيانات، تحتاج إلى معرفة المشروع الذي ستعمل عليه، وكيف سيؤثر تحليل البيانات في الأعمال. والفطنة التجارية مهارة أساسية لأي محلل يشارك في التحليل البسيط للبيانات، أو في تحليل بيانات المشروع بشكل كامل.
المهارة الثانية هي التواصل والتشاور؛ سواء كنت تقضي معظم وقتك في تحليل البيانات أم قليلاً منه، فأنت بحاجة إلى إدارة أصحاب المصلحة وتوقعاتهم، وإبلاغ نتائج تحليل بيانات المشروع إلى الأشخاص المعنيين.
كونك محللاً يعدُّ مفتاح إدارة العلاقات وأصحاب المصلحة؛ فإدارة التوقعات مطلبٌ لنجاح التحليلات. بالإضافة إلى ذلك، تحتاج إلى إبقاء الأطراف المعنيين مشاركين في مشروع التحليلات خاصتك وإبقائهم على اطلاع دائم بالعقبات المحتملة.
سواء كنت في الجانب التجاري لدور المحلل، أو كنت تتعامل مع الأرقام يومياً؛ فإنَّ الخبرة العملية في مجال الموارد البشرية تعدُّ مهارة أساسية؛ إذ تلامسُ هذه الخبرة تقريباً كل ما تفعله في وظيفتك، حيث يمكن تقسيم خبرة الموارد البشرية إلى ثلاثة مجالات رئيسية:
يشارك محللو بيانات الموارد البشرية في صلب عمليات الموارد البشرية التي تعتمد على البيانات في المنظمة. وبالنسبة إلى معظم المؤسسات، يستلزم ذلك إعداد تقارير (مخصصة) ولوحة معلومات.
ومن أجل الإبلاغ بدقة عن بيانات الموارد البشرية، يشارك المحلل في تجميع والحفاظ على جودة بيانات الموارد البشرية، وفي تحليلها. واعتماداً على نضج بيانات المنظمة، يمكن أن تكون هذه التقارير مخصصة.
يعني إعداد التقارير المخصصة أنَّه يجب استرداد المعلومات يدوياً من الأنظمة، بغية إعداد التقارير والتحليلات. وغالباً ما يحتاج هذا النوع من البيانات إلى إجراء عملية فلترة أيضاً، الأمر الذي قد يستغرق وقتاً طويلاً؛ لذا تقوم المنظمات الأكثر نضجاً بأتمتة هذه العملية، فهذا يجعل إعداد التقارير أقل استهلاكاً للوقت، وتمكِّن المحلل من التركيز في التحليلات التي تضيف قيمة أكبر من التقارير الأساسية، مثل التحليلات التنبؤية “Predictive analytics”.
تتضمن المهارات المطلوبة لذلك الاهتمام الشديد بالتفاصيل، ودافعاً قوياً لاستخدام البيانات بغرض الإجابة عن أسئلة العمل.
تأتي بيانات الموارد البشرية من أنظمة الموارد البشرية، وغالباً ما يشار إليها باسم أنظمة معلومات الموارد البشرية (HRIS). تحتوي هذه الأنظمة على معظم البيانات التي يعمل عليها محلل الموارد البشرية. ويعد العمل على هذه الأنظمة وصيانتها وتحديثها جزءاً من مسؤولية المحلل.
لا تكون بيانات الموارد البشرية محلية أبداً؛ فأنت بصفتك محللاً، تعمل مع بيانات عالمية، فالوعي العالمي والثقافي ضروري لفهم مصدر البيانات وكيفية تأثير الاختلافات الثقافية في الموارد البشرية، وممارسات جمع البيانات.
الشرط المعياري لوظيفة محلل الموارد البشرية هو خبرة في مجال في الموارد البشرية. عادة ما تعدُّ دراسة إدارة الموارد البشرية، أو الخلفية في علم النفس الصناعي والتنظيمي وثيقة الصلة بالموضوع. وكبديل عن ذلك، توضع المعرفة في الاقتصادات أو الإحصاءات أو التحليلات في الحسبان؛ إذ يجلب الأشخاص الذين لديهم هذه الأنواع من الخبرات مجموعة فريدة من المهارات الكمية التي قد يفتقدها معظم الأشخاص الذين لديهم خلفية في إدارة الموارد البشرية. وغالباً ما تتطلب هذه الخبرة تدريباً تكميلياً في ممارسات إدارة الموارد البشرية.
تعدُّ خبرة العمل في الموارد البشرية ميزة دائماً، وكذلك الخبرة في نظام معلومات الموارد البشرية. وبالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الخبرة ذات الصلة بالأدوات والأنظمة المستخدمة من قبل المنظمة لها تأثير كبير في صالحك. تشمل هذه الأدوات تابلو، وباور بي آي وكليك “Qlik”، وما إلى ذلك.
كما يجب وبالضرورة أن تتمتع بمهارة في استخدام مايكروسوفت إكسيل؛ إذ لا يزال هذا البرنامج مستخدماً في معظم المؤسسات، وعادةً ما يعدُّ فهم كيفية دمج أوراق العمل وتحليل كميات كبيرة من البيانات باستخدام الجداول المحورية “Pivot Tables” أمراً أساسياً.
لقد ألمحنا بالفعل عدة مرات حول أوجه التشابه بين دور محلل الموارد البشرية، وشريك أعمال الموارد البشرية؛ ففي الوقت الذي تركز فيه وظيفة المحلل بشكل أساسي على جمع البيانات وتحليلها وإعداد التقارير عنها، فإنَّ شريك العمل (BP) يشارك بشكل أكبر في التواصل مع المديرين التنفيذيين، والمساعدة في حل المشكلات المتعلقة بالموارد البشرية. ومن الناحية العملية، يعتمد شريك العمل بنسبة 90٪ على المهارات الناعمة، في حين يعتمد المحلل على المهارات الصلبة (البيانات) بقدر اعتماده على المهارات الناعمة، إن لم يكن أكثر. وهذا يعني أنَّ شريك أعمال الموارد البشرية مستشار داخلي يساعد المدير على تحقيق أهداف العمل.
في بعض الأحيان يكون هذا الدور تنفيذياً للغاية، وأحياناً يكون تكتيكياً بدرجة أكبر؛ ولكن يُمكن تطبيقه بشكل كبير على الأعمال.
وفي حالة مواجهة كل من شريك العمل والمدير مشاكل يمكن حلها باستخدام البيانات، يتدخل محلل الموارد البشرية؛ إذ يساعد في تحديد المشكلة، ويستفيد من البيانات لتوظيفها في إيجاد حل باستخدام المهارات الموضحة سابقاً.
ونظراً لأنَّ شريك العمل يتدرب بشكل متزايد على التحليلات، ولأنَّه يجب أن يكون قادراً على تفسير البيانات لتقديم مشورة صحيحة للمديرين؛ تصبح الأدوار متداخلة، ولهذا السبب ستجد أحياناً شركة تطلب محلل موارد بشرية في أثناء قيامهم بالبحث عن شريك تجاري.
من الصعب رسم مسار مهني محدد جيداً في عالمنا اليوم؛ فأنت عادة، تبدأ كمحلل مبتدئ، ثم تشق طريقك إلى منصب كبير المحللين.
إنَّ المسارات الوظيفية لتصبح مدير موارد بشرية متوفرة، بالإضافة إلى المسارات الأفقية نحو منصب كبير اختصاصي الموارد البشرية، أو محلل نظم معلومات الموارد البشرية ومدير نظام معلومات الموارد البشرية.
نظراً لأنَّ تحديد ما يفعله محلل الموارد البشرية بالضبط أمر صعب، فقد قمنا بتضمين عدد من التوصيفات الوظيفية من المؤسسات الكبيرة، والتي توفر نظرة عامة جيدة على ما تتوقعه الشركات من محللي الموارد البشرية.
بناءً على توصيف الوظائف أعلاه، أجرينا تحليلاً موجزاً للعثور على القواسم المشتركة والاختلافات بين التوصيفات الوظيفية؛ فهذا يساعدنا على فهم دور محلل الموارد البشرية بشكل أفضل؛ لكن لفت انتباهنا بعض التفاصيل المثيرة للاهتمام:
قد يبدو لك الأمر مثيراً للجدل، لكنَّ الكثير من هذه الوظائف تبدو كمجموعة مهارات يجب أن يمتلكها شريك العمل. كما يمكن القيام بالكثير من عمل محلل الموارد البشرية باستخدام البنية التحتية المناسبة للنظام، ولوحة معلومات الموارد البشرية.
الاستثناء هنا هو التوصيف الوظيفي لشركة بيبسي “Pepsico”؛ إذ تسمى هذه الوظيفة فيها “عالم بيانات مبتدئ في التحليل”، وتتطلب خبرة في برنامج مثل إس بي إس إس “SPSS” أو ساتا “STATA” أو بايثون “Phyton” أو آر “R”، أو أدوات مماثلة.
لجعل الأمور ملائمة أكثر، قمنا بإنشاء نموذج لتوصيف وظيفي يمكنك نسخه ولصقه لاستخدامك الخاص. ملحوظة: اقرأ المتطلبات، وأضف أو أزل الطلبات الخاصة بالشركة.
يلعب محلل الموارد البشرية دوراً هاماً في جمع وتنظيم وتحليل وإعداد التقارير حول عمليات وبيانات الموارد البشرية. وتشمل الخبرات الرئيسية تحليل البيانات، والفطنة التجارية، وإدارة العلاقات، وخبرة في الموارد البشرية، والتواصل والوعي الثقافي.
يمكن أن تختلف رواتب محللي الموارد البشرية بشكل كبير اعتماداً على حجم الشركة وموقعها وخبرة المحلل.
لا توجد طريقة محددة لتصبح محلل موارد بشرية؛ فعلم النفس وإدارة الأعمال وإدارة الموارد البشرية كلها مجالات دراسية تؤهلك للاضطلاع بهذا الدور الوظيفي. والخبرة في تحليل البيانات في برنامج الإكسيل شرط لازم، وغالباً ما تكون الخبرة في لغات مثل آر “R” أو بايثون “Phyton” اختيارية؛ ولكنَّها تعدُّ ميزة كبيرة.
كان هذا كل شيء بالنسبة إلى محللي الموارد البشرية؛ فهذا الدور الوظيفي متنوع للغاية، ويمكن أن تختلف التوصيفات الوظيفية بين الشركات اختلافاً كبيراً من شركة إلى أخرى.
مسارات مهنية ذات صلة