تطوير الألعاب عبارة عن عملية تتمثل في صناعة ألعاب الفيديو. يقوم مطورو الألعاب بتنفيذ التعليمات البرمجية التي ينتج عنها إنتاج لعبة فيديو. في حين أنَّ المصممين يخرجون بفكرة الألعاب، فإنَّ المطورين يحولون هذه الأفكار إلى منتج فعلي قابل للتشغيل من خلال الأكواد البرمجية
هل تسابقت من قبل في الشوارع في منتصف الليل، أو طاردتك الشرطة، أو قضيت على العديد من الأشرار، أو أفرجت عن شخص مختطف، وتسببت في مقتل نفسك مراراً وتكراراً في أثناء قيامك بكل هذا؟ إذا كانت الإجابة نعم، فأنت على دراية بمدى روعة عالم الألعاب.
إذا كنت قد تساءلت يوماً في أثناء لعبك على إحدى منصات الألعاب كيف سيكون الوضع عليه إن أنت نزلت من على أريكتك وخضت في مسار مهني في صناعة الألعاب الإلكترونية، فقد جئت إلى المكان الصحيح.
لقد قطعت الألعاب شوطاً طويلاً، ورسخت نفسها اليوم كصناعة سريعة التطور مع وجود أكثر من 2.34 مليار لاعب منتشرين في جميع أنحاء العالم؛ والذين يزدادون عدداً مع ظهور خدمات الألعاب السحابية وشركات التكنولوجيا الكبرى التي تدخل المعركة باستخدام منصات الألعاب الخاصة بها مثل جوجل ستاديا “Google Stadia” وإكس كلاود من مايكروسوفت “Microsoft xCloud” وآبل آركاد “Apple Arcade”.
يوجد ارتفاع في الطلب على العاملين في هذا المجال، ووظائف تطوير الألعاب تتفوق على أي وظيفة نموذجية تبدأ من الساعة التاسعة صباحاً وتنتهي في الخامسة مساءً، وهناك الكثير من الأدوار الوظيفية المتاحة؛ فأنت لن تقوم بإنشاء الألعاب فحسب، بل وستنغمس في عالم الألعاب (كل ذلك في يوم واحد في العمل).
“نحن جميعاً نتخذ خيارات في الحياة، ولكن في النهاية خياراتنا هي من تحدد شخصياتنا” – أندرو رايان، من لعبة بيوشوك “Bioshock”.
تطوير الألعاب عبارة عن عملية تتمثل في صناعة ألعاب الفيديو. يقوم مطورو الألعاب بتنفيذ التعليمات البرمجية التي ينتج عنها إنتاج لعبة فيديو. في حين أنَّ المصممين يخرجون بفكرة الألعاب، فإنَّ المطورين يحولون هذه الأفكار إلى منتج فعلي قابل للتشغيل من خلال الأكواد البرمجية. يعمل المطورون في فرق مختلفة مسؤولة عن العديد من جوانب الألعاب، مثل اللعب والإعدادات وتطوير الشخصيات، وغيرها.
قد يتشابه عمل “مصمم الألعاب” و”مطور الألعاب”، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يفكرون في العمل في وظيفة في هذا المجال، فإنَّ المصطلحات مختلفة.
مصممو الألعاب هم العقول المبدعة التي تتصور العملية بأكملها من بدايتها إلى نهايتها. مطورو الألعاب هم أولئك الذين يضعون هذه التصورات في موضع التنفيذ؛ ويقضون ساعات في العمل لضمان الدقة في كتابة الأكواد البرمجية.
يستخدم مصممو الألعاب العديد من مهاراتهم في كل من التصميم الجرافيكي والبرمجة، وحتى الفنون والرسوم المتحركة. ويحلمون ويضعون تصوراً لفكرة اللعبة، وأحياناً قصتها. جزء حاسم آخر من عملهم هو تصميم الهيكلية الأولية ومسار التنفيذ؛ وهذا ما يجعل اللعبة إما تنجح أو تفشل.
مطورو الألعاب هم في الأساس مبرمجون يركزون أكثر على الجوانب التقنية للألعاب؛ ويمتلكون فهماً شاملاً لمجموعة متنوعة من لغات البرمجة مثل لوا “Lua” وبيرل “Perl” وسي بلاس بلاس “C++” وغير ذلك. إذا كنت تعتقد أنَّك تبرع في البرمجة، أو تريد أن تصبح كذلك، فإنَّ العمل في التطوير هو المجال الذي يناسبك؛ حيث ستعمل كجزء من فريق، وتكتب التعليمات البرمجية التي تجعل اللعبة تعمل. كما سيتعيَّن عليك أيضاً إصلاح الأخطاء التي تجعل الألعاب التي تم إصدارها في السابق تعمل بسلاسة.
“الرجل المناسب في المكان “الخطأ” يمكن أن يحدث فارقاً مهولاً في هذا العالم” – جي مان، إحدى شخصيات لعبة هاف لايف 2 “G-Man, Half-Life 2“.
ما الشيء المشترك في ألعاب مثل: “Grand Theft Auto V”, “Red Dead Redemption 2”, “The Legend of Zelda: Breath of the Wild”, “Call of Duty: Black Ops 4”؟
لم تكن هذه الألعاب الأكثر مبيعاً في عام 2018 فحسب، بل كانت أيضاً نتيجة لمئات الآلاف من ساعات العمل المضني والخيال والبراعة في البرمجة. هل تتوق إلى أن تكون جزءاً من فريق يمكنه إنشاء واحدة من أفضل الألعاب على الإطلاق؟ ستحتاج إذاً إلى مجموعة المهارات الآتية:
للنجاح كمطور ألعاب، تحتاج إلى ترسيخ معرفتك في برمجة التطبيقات وتصميمها. وستحتاج أيضاً إلى موهبة في التصميم تتجاوز مهاراتك في البرمجة. تلعب الرسوم المتحركة والرسومات دوراً محورياً في ألعاب الفيديو. وكمطور، إذا كنت على دراية بتصميم واجهة المستخدم، وتصميم الديكورات المسرحية، وتصميم الشخصيات، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة؛ فهي نقطة كبيرة في صالحك. سيساعد امتلاك المهارات الفنية والتقنية على خلق لعبة واقعية ورائعة بصرياً، مما يساعد بدوره على تميز هذه الألعاب في السوق.
يتعين على مطوري الألعاب التغلب على التحديات وحل المشكلات التقنية كل يوم تقريباً. الحصافة والصبر هو ما سيساعدك على النجاح عند التعامل مع المشكلات البرمجية. التفكير خارج الصندوق والنظر إلى الأشياء بمنظور مختلف قد يكون من المهارات المفيدة أيضاً.
ألعاب الفيديو معقدة؛ إذ تنطوي على العديد من الجوانب والمستويات المختلفة. في كثير من الأحيان، لبناء لعبة ما، ستحتاج إلى أكثر من مدير، وإلى العديد من الفرق الفنية والتقنية التي يجب أن تعمل معاً. وبالإضافة إلى ذلك، الألعاب لا يتم إنشاؤها بين عشية وضحاها؛ إذ يستغرق الأمر عدة سنوات لإنتاج لعبة تحوز على جوائز. وللازدهار في مثل هذه البيئة، يجب أن تكون قادراً على التعاون مع الآخرين، وعلى العمل بشكل جيد تحت الضغط، والالتزام بالمواعيد النهائية.
الإبداع هو ما يصنع الألعاب التي نعرفها. الإبداع يجب أن يكون ميزتك التنافسية؛ ففي سوق مليء بالأفكار الإبداعية، تحتاج إلى مفاهيم أصلية ومبتكرة في العالم الافتراضي. وبالإضافة إلى الإبداع، تحتاج إلى فهم التفضيلات الثقافية والأذواق. رغم أنَّ الناس يلعبون الألعاب افتراضياً مع الناس على بعد أميال، إلا أنَّ الألعاب هي منتج ثقافي ونشاط بشري. ولجذب اهتمام اللاعبين بسرعة والحفاظ عليه، يحتاج مصممو الألعاب ومطوروها إلى فهم الثقافة وعلم النفس البشريين.
من السهل على التقنيين والمبرمجين التغاضي عن المهارات الناعمة. ومهارات التواصل تنتمي إلى هذه الفئة. لكي تكون ناجحاً، يجب أن تكون مهاراتك في التواصل ممتازة حتى تتمكن من إيصال رؤيتك وأفكارك بفاعلية إلى أعضاء الفريق الآخرين.
هل تعلم أنَّه بخلاف الأفلام والموسيقى، فإنَّ أحد أكثر القطاعات ربحية في مجال الترفيه هو الألعاب؟ ففي الوقت الذي حقق فيه فيلم المنتقمون: نهاية اللعبة 858,373,000 دولار أمريكي خلال أول أسبوع عرض له، حققت لعبة جراند ثفت أوتو 5 “Grand Theft Auto V” ربحاً قدره مليار دولار أمريكي في غضون ثلاثة أيام فقط بعد إطلاقها.
ببطء وثبات، ستتفوق صناعة الألعاب على كل من الأفلام والموسيقى في سباق الإيرادات؛ حيث تستمر صناعة الألعاب العالمية في النمو بوتيرة سريعة مع زيادة تبلغ 10.9٪ كل عام.
اليوم، لم تعد الألعاب مجرد هواية؛ بل أضحت صناعة مزدهرة مع وجود مجال واسع للابتكار المستمر. ومع كل عام يمر، يتطور عالم الألعاب وينمو، مع وجود مستقبل مشرق للألعاب في جميع أنحاء العالم.
“البطل لا حاجة له بأن يتكلم؛ فعندما يرحل، سيتحدث العالم باسمه” – من لعبة هيلو “Halo”.
من اللحظة التي يتصور مصممو الألعاب هيكلية اللعبة ومفاهيمها الأولية وحتى نهايتها، لا يمكن أن تؤتي اللعبة ثمارها بغياب مطوري الألعاب. المطورون هم عباقرة تقنيون يجمعون بين الصوت والأعمال الفنية وآلاف الأسطر من التعليمات البرمجية بهدف جلب السحر إلى شاشتك.
تتعدد الخيارات المهنية بعد الحصول على شهادة في تطوير الألعاب، وتشمل ما يلي:
تشمل بعض الدورات في هذا المجال ما يلي:
إليك بعض الموضوعات التي ستدرسها:
مثلك تماماً، هناك العديد من الأشخاص الآخرين الذين لديهم شغف بألعاب الفيديو. في حين أنَّه من السهل أن تجد أنَّ أفكارك الخاصة استثنائية، قد لا يتفق وإيَّاك الآخرون في ذلك. لذا من الهام أن تكون قادراً على التفكر لبرهة وأن تتقبل الانتقادات؛ إذ يمكن للآخرين أن يجدوا عيباً لربما تكون قد أغفلته. فكر في الأمر كجزء من تطوير نفسك.
تتطور التكنولوجيا بسرعة البرق، وأحياناً في اتجاهات غير متوقعة. وما يكون ذا صلة اليوم، قد يصبح قديماً وعفا عنه الزمن في صباح الغد؛ لذا فمن الضروري أن تواكب التغييرات. عندما تستخدم ألعابك أحدث التقنيات مثل الواقع المعزز أو الواقع الافتراضي، فإنَّك ستكتسب شهرة وتحظى بالتقدير.
مثل التكنولوجيا، يتحرك العالم بوتيرة سريعة أيضاً؛ فمن كان يعتقد أنَّ ألعاب الهاتف المحمول ستتغلب على ألعاب البلايستيشن والإكس بوكس؟ تساعدك توجهات الصناعة على فهم السوق وسلوكيات اللاعبين بشكل أفضل.
وضع قدم لنفسك في مهنة أحلامك هو مجرد خطوة أولى؛ لكن ما إن تفعل ذلك، حتى تجد أنَّ هنالك طريقاً كاملاً معبداً أمامك. لتكون في القمة، من الأفضل أن تبقي مهاراتك في أعلى مستوياتها:
عندما تكون مبتدئاً، ستطمح للعمل على ألعاب مثل ستار كرافت “StarCraft” أو كوايك “Quake”؛ ولكن من الأفضل أن تبدأ بخطوات صغيرة، ثم تتقدم أكثر بناءً على خبرتك.
ابدأ أعمال التطوير الخاصة بك بلعبة بسيطة وكلاسيكية أثبتت نجاحها مراراً وتكراراً؛ إذ سيكون ذلك قابلاً للتنفيذ، مما يجعلك تشعر بالراحة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتحول هذا الأمر إلى تجربة تعلُّم رائعة.
العديد من الألعاب لا تكون عبارة عن مفاهيم جديدة، بل مجرد إصدارات معدلة خضعت لكمية كبيرة من أعمال التطوير التي حولتها إلى ألعاب تدر أرباحاً بملايين الدولارات.
لذلك حتى لو كنت تعمل على ألعاب مثل تيترس “Tetris”، فأنت بحاجة إلى لعب ألعاب مشابهة ومراجعتها بشكل نقدي. تعرف على ما يجعل هذه الألعاب رائعة للغاية، وحاول دمج عناصر مماثلة في نسختك.
تطوير الألعاب لا معنى له في غياب الابتكار؛ لذا لا تخشَ من أن تجرب، وتأتي بأفكار مجنونة بحق. ابتعد عن النمطية. في مجال مثل الألعاب، لا وجود لقواعد ثابتة؛ فأنت من يضع قواعده الخاصة؛ والتي ستكون ناجحة طالماً أنَّ اللاعبين يجدونها مثيرة للاهتمام.
التعلم الدائم هو الذي سيجعلك تتقدم في مسيرتك المهنية؛ ففي غضون سنوات، تصبح لغات ومنصات الألعاب قديمة وعفا عليها الزمن. لا يمكن للمطورين أن يلعبوا دوراً ثانوياً بعد تعلم لغة أو لغتين، ويخاطرون بالتباطؤ في منحنى التعلم. اتبع ما هو شائع، وتعلم كل يوم وتحلَّ بعقلية لا تستسلم أبداً.
مسارات مهنية ذات صلة