مع استمرار النمو التكنولوجي المتسارع، فإنَّ فرص العمل في مجال تطوير البرمجيات تتوسع جنباً إلى جنب معه. وبالنسبة إلى المبرمجين المهرة الذين يتوقون إلى تطوير علاقاتهم الشخصية ومهاراتهم الناعمة “Soft Skills”، فإنَّ الأدوار الوظيفية الإدارية متاحة بكثرة وتنتظر من يشغلها.
إن المبرمج الماهر الذي يتمتع بمهارات تواصل قوية تتفتح له كل الفرص، ومع مرور الوقت، يمكن أن يتم ترشيحه ليشغل العديد من الأدوار الوظيفية، بما في ذلك منصب كبير المطورين، وقائد فريق، ومهندس برمجيات، ويمكن له أن يصبح من كبار المسؤولين الإداريين.
يمكن أن يستغرق الطريق للوصول إلى المناصب العليا ذات الأجور المرتفعة أشهراً إلى عدة سنوات، وذلك تبعاً لعوامل مختلفة. وتختلف سرعة التقدم في المسار الوظيفي مع قدرة المرء على إثبات مقدرته التقنية، وامتلاكه الدافع والتحفيز اللازمين، والتفكير النقدي ومهارات التواصل.
هذه هي نقطة الانطلاق التي سيحصل عليها أي مطور بعد تخرجه مباشرة من الجامعة، أو خضوعه إلى دورات تدريبية سريعة في هذا المجال، مع امتلاكه خبرة عملية قليلة أو معدومة في برمجة الحواسيب.
تشمل المتطلبات الوظيفية للمطور المبتدئ ما يلي:
قد تمر أوقات قد يشعر فيها صغار المطورين كما لو أنَّهم لا يمتلكون الخبرة والمهارة اللازمة عندما يُطلب منهم كتابة تعليمات برمجية لتطبيقات معقدة. وفي أيام أخرى، قد يسألوا أنفسهم لماذا لم تتم ترقيتهم للقيام بالعمل نفسه الذي يقوم به العديد من كبار المطورين، لكن ومع ذلك، فإنَّ الفارق الرئيسي بين المطور المبتدئ والمطور المحترف هو الخبرة.
إنَّ مطور البرامج أو كبير مطوري البرامج شخصان تمرَّسا في إنشاء تطبيقات كاملة. تشمل المتطلبات الوظيفية لمطور البرامج ما يلي:
قد يقضي الشخص الذين يحب كتابة الأكواد البرمجية، ولا يحبِّذ العمل في مجال الإدارة سنوات عديدة – أو حتى حياته المهنية بأكملها – كمطور برامج أو كبير مطوري البرامج، لكن قد يشكل هذا المنصب الوظيفي نقطة انطلاق إلى مناصب إدارية مثل كبير موظفي قسم تكنولوجيا في شركة ناشئة.
إنَّ وظيفة المطور الرئيسي “Lead Developer” أو المهندس التقني “Technical Architect” تناسب شخصاً يريد المزيد من المسؤولية والتحدي، ولكنَّه لا يكون مهتماً بإدارة فريق. ويكون مطوراً متخصصاً يتمتع بالاحترافية، ويلجأ إليه المبرمجون الآخرون للحصول على الدعم والتوجيه.
عادة ما يقوم المطورون الرئيسيون بتنسيق العمل وتنفيذ القرارات في أثناء العمل على كتابة التعليمات البرمجية. وفي حين يستمر المهندس التقنيون في بعض الأحيان في كتابة التعليمات البرمجية، فإنَّهم عادة ما يكونون مسؤولين عن تصميم الأنظمة المعقدة التي سيتم تنفيذها بواسطة مطورين آخرين.
تشمل المتطلبات الوظيفية للمطورين الرئيسيين ما يلي:
غالباً ما يُنظر إلى مناصب المطورين الرئيسيين على أنَّها أدوار وظيفية انتقالية إلى منصب مدير في مستوى الإدارة الوسطى، في حين أنَّ منصب المهندس التقني لا يشكِّل دوراً وظيفياً انتقالياً في العادة. وغالباً ما يُعد منصب المهندس التقني أعلى منصب في السلم الوظيفي في مجال التقنية.
الإدارة هي الخطوة المنطقية والتقليدية التالية في المسار المهني لمطوري البرامج. توجد مجالات عديدة ومسؤوليات مختلفة للمديرين تشمل:
يتتبع المدير على مستوى الإدارة الوسطى سير العمل والإنتاجية، ويعمل تحت إمرة إلى قائد أو مدير من الإدارة العليا. وتكون مهمته في العادة تنسيق الاحتياجات بين مدير المنتج ومدير المشروع، وبين أعضاء فريق التطوير، لذا يتطلب هذا الأمر امتلاك مهارات قوية في التعامل مع الأفراد، والقدرة على التوسط في حال نشوب نزاعات بينهم.
كما قد يقوم بتسريح أعضاء قدامى، وتوظيف أعضاء جدد وإضافتهم إلى الفريق عند الضرورة، لذا إحدى مساوئ هذا الدور الوظيفي هي أنَّك قد تضطر إلى إنهاء خدمة أشخاص يعملون تحت إمرتك. قد يُمثِّل هذا الأمر تحدياً نفسياً وعاطفياً للكثيرين منهم، ولكن عند إتقانه، يتحول إلى مهارة قيادية فعَّالة.
يتمثل الاختلاف الرئيسي بين مدير من الإدارة العليا، ومدير من الإدارة الوسطى في أنَّ الإدارة العليا تشرف على عمل المديرين الآخرين، وتتحمل بعض المسؤولية عن وضع الاستراتيجية والتوجيه المؤسسي.
تشمل المناصب الوظيفية في مستوى الإدارة العليا ما يلي:
تتمثل مهمة المدير من الإدارة العليا في اتخاذ قرارات على المستوى التنفيذي، بما يتضمن الاستراتيجية طويلة الأمد، والمبادرات وتحديد الأهداف، بالإضافة إلى المساءلة على مستوى الإدارات بأكملها.
كما يتعيَّن عليهم أيضاً تحفيز مديري الإدارة الوسطى على تنفيذ الاستراتيجيات ومساءَلتهم عن أهداف محددة وقابلة للقياس. ويقومون بتوظيف مديري الإدارة الوسطى، ويشرفون عليهم ويفصلونهم من عملهم إن دعت الحاجة إلى ذلك، ويعملون تحت إمرة كبار المديرين التنفيذيين الآخرين دون غيرهم، مثل أعضاء مجلس إدارة الشركة.
حسناً، أنت محظوظ حينئذٍ، فلأنَّ وظيفة المطور تبدأ بمستوى عالٍ من الدخل، يمكنك أن تحظى بوظيفة مربحة. لكن ومع ذلك، تتزايد الفرص المتاحة للمبرمجين في عالمنا المعاصر الذي تقوده التكنولوجيا، وتتمتع العديد من وظائف التطوير بتقدم خطي على طول المسار الوظيفي لمطور البرامج، مما يؤدي مباشرة إلى مناصب في الإدارة العليا ومناصب تنفيذية.
ومع ذلك، قد لا تناسب الأدوار الوظيفية الإدارية الجميع، فبعض المطورين يمقتون فكرة أن يكونوا مديرين، في حين يرى آخرون العمل في المجال الإداري تحدياً شخصياً مغرياً.
لكن وبغض النظر عن أهدافك وطموحاتك، فإنَّ أفضل رهان لتحقيق النجاح على الأمد الطويل هو اتباع هاتين النصيتين:
الزم هذين النصيحتين، لتكون جاهزاً للنمو وتحقيق النجاح المستمر!
مسارات مهنية ذات صلة