المسارات المهنية للمبرمجين ومطوري البرمجيات

هنالك الكثير من المبرمجين المبتدئين – ومن ذوي الخبرة أيضاً – ممن لا يمتلكون أي فكرة عن الفرص الوظيفية الهائلة المتاحة في مجال البرمجة وتطوير البرمجيات. فكل يوم تظهر تقنية جديدة، أو يتم تقديم شيء جديد يجعل حياتنا أفضل وأسهل بكثير.

المسارات المهنية للمبرمجين ومطوري البرمجيات

المسارات المهنية للمبرمجين ومطوري البرمجيات

يعمل العديد من المبرمجين والمطورين بجدٍّ في أدوارهم الوظيفية بهدف تقديم تطبيق أو برنامج جديد، فالمجال التقني مجال واسع، والطلب على المبرمجين ومطوري البرمجيات مرتفع في سوق العمل، لذا توجد العديد من الخيارات المتاحة، والتي يمكن الاختيار من بينها كمسار مهني في مجال تطوير البرمجيات

ولا يُمكن القول أنَّ أحد المجالات أفضل من غيره، فلكل دور وظيفي تحديات مختلفة، وللشخص حرية اختيار نوع التحدي الذي يود قبوله. لذا سنناقش في هذا المقال جميع المسارات المهنية المتاحة في تطوير البرمجيات، والأدوار الوظيفية ذات الصلة بها أيضاً.

مطورو الواجهة الأمامية:

مهندسو البرمجيات هؤلاء متخصصون في الكود البرمجي الذي يتم تشغيله في متصفح الويب، ويجيدون إنشاء واجهة مستخدم للموقع، أو يقومون ببعض أعمال التصميم. إنَّهم يعملون على الجزء الظاهر من الموقع باستخدام لغة ترميز النص الفائق “HTML” أو صفحات التنسيق النمطية “CSS”، أو جافا سكريبت، أو تقنيات وأطر عمل أخرى للواجهة الأمامية، لذلك يندرج مصممو واجهة أو تجربة المستخدم “UI / UX” في هذه الفئة بصورة رئيسية. 

إذا كنت تجيد إنشاء مواقع ويب سريعة الاستجابة، فمن المؤكد أنَّ هنالك الكثير من الخيارات الوظيفية المتاحة للمصممين، سواء أكانوا عاملين مستقلين، أم يعملون لدى بعض الشركات.

مطورو تطبيقات الهواتف المحمولة:

كل يوم يخرج إلى العلن تطبيق جديد لنستخدمه على هواتفنا، ومن يصنع هذه التطبيقات هم مهندسو أو مطورو تطبيقات الهواتف المحمولة. يعمل مطورو تطبيقات الهواتف المحمولة بشكل وثيق جداً مع المصممين، ويولون اهتماماً عالياً بكل بكسل يظهر على شاشات هذه الهواتف. 

إنَّهم متخصصون في تصميم وإنشاء تطبيقات تعمل على منصات مختلفة مثل الأندرويد أو الآي أو إس.

مطورو الألعاب:

يكتب هؤلاء المطورون التعليمات البرمجية للألعاب التي نحب لعبها عبر منصات مختلفة. ويكون معظم مطوري الألعاب متخصصون في محركات ألعاب مختلفة، مثل يونيتي “Unity” وأن ريل إنجين “Unreal Engine” وكراي إنجين “CryEngine”، وما إلى ذلك. 

تتيح لك أطر الألعاب تلك إنشاء ألعاب مختلفة على منصات متعددة، فإذا كنت تحب ممارسة الألعاب، ومفتوناً بالرسوميات أو برمجة الرسوميات ثلاثية الأبعاد، وتحب استخدام الرسوميات أو التأثيرات الحركية، فهذا المجال هو الأفضل لك.

مطورو الواجهة الخلفية:

أي تطويرٍ يتم من وراء الكواليس، يندرج في فئة تطوير الواجهة الخلفية. يكتب هؤلاء المطورون الأكواد والتعليمات البرمجية ذات الصلة بالخوادم. ويركزون على معالجة قواعد البيانات، وأنواع مختلفة من واجهات برمجة التطبيقات، وبنية النظام، والبرمجة النصية، وما إلى ذلك. ويعطي عملهم صلاحيات لصفحات الويب أو تطبيقات الهواتف المحمولة. 

ولكي تصبح مطور واجهة خلفية، يجب أن تمتلك مهارات منطقية وتحليلية، وتتقن حل المشكلات، وتتقن العمل على لغة برمجة ذات صلة بالخوادم لاستخدامها في التعليمات البرمجية الخاصة بك. 

يتعامل هؤلاء مع مشاكل معقدة للغاية، ويقدمون حلولاً لهذه المشكلات.

مطورو التطبيقات:

يقوم مطورو التطبيقات بإنشاء أي نوع من البرامج التي تم تطويرها ليستخدمها المستهلكون أو أي شخص آخر. يمكن لمطوري التطبيقات إنشاء أدوات داخلية تستخدمها المؤسسات الكبيرة أو الشركات، أو إنشاء برامج سطح المكتب التي نستخدمها كل يوم مثل بور بوينت “PowerPoint”، وبرامج تحرير النصوص، وجداول البيانات، وما إلى ذلك. 

يستخدم مطور التطبيقات في الغالب لغات برمجة مثل جافا وسي ++ أو أوراكل، في تطوير التطبيقات.

مطورو أدوات وبرامج المؤسسات:

لا يقوم هؤلاء المطورون بإنشاء برامج يتم نشرها أو بيعها تجارياً، إذ يتضمن دورهم الوظيفي إنشاء أدوات تُستخدم داخل المنظمة نفسها. تساعد هذه الأدوات المنظمة أو أعضاء الفريق الآخرين على تسهيل وتسريع عملهم. ويحتاج مطورو تطبيقات المؤسسات إلى امتلاك فهم معمق للمؤسسة ومتطلباتها.

علماء البيانات:

هذه هي الوظيفة العصرية والأكثر أهمية في الوقت الحاضر بين المهندسين والمطورين. ومؤخراً، ازداد الطلب على علماء البيانات في سوق العمل، بالمقارنة مع الوظائف الأخرى. إنَّه مجال عمل ضخم وسريع النمو، لذا يحصل علماء البيانات على رواتب عالية، ولكن يتعيَّن عليك الحصول على درجة الماجستير في تعلم الآلة

يبحث هؤلاء في البيانات، ويتوصلون إلى بعض الأنماط أو التوجهات الرائجة. ويبحثون في مشكلات تحليلات البيانات، ويطبقون بعض الخوارزميات لإعطاء بعض الحلول للمؤسسات. ويتضمن دورهم الوظيفي تخزين أو معالجة أو تنظيم كمية كبيرة أو ضخمة من البيانات. 

إذا كنت تريد العمل في هذا المجال، فأنت بحاجة إلى أن تكون جيداً في مجال تعلم الآلة، أو الرياضيات أو الإحصاء. يستخدم علماء البيانات لغتَي برمجة هما بايثون وآر على نطاق واسع في دورهم الوظيفي. 

تتضمن كل الأعمال التجارية كمية هائلة من البيانات، لذلك من المؤكد أنَّ الطلب على علماء البيانات يتزايد يوماً بعد يوم في مختلف الصناعات ومجالات العمل.

ضمان الجودة / الاختبار / الأتمتة:

في معظم الأحيان، يتم الاستهانة بعمل مهندسي ضمان الجودة، لكنَّهم هامون عندما يتعلق الأمر باختبار البرامج أو العثور على خطأ برمجي قبل إطلاق المنتج في السوق. يطور هؤلاء المهندسون برمجيات تختبر تعليمات برمجية أخرى، ولأنَّ معظم المبتدئين لا يعرفون كيفية اختبار التعليمات البرمجية خاصتهم، يكون لعمل مهندسي ضمان الجودة في المؤسسات أهمية كبرى، خاصة في مثل هكذا مواقف. 

يقوم مهندسو ضمان الجودة ببناء أدوات الاختبار، وبكتابة اختبارات آلية تهدف إلى اختبار الوظائف والتحقق منها، وإعطاء نتائج للبرنامج أو المنتج، فإذا كنت تهوى هذه الأمور، فاسعَ إلى العمل في هذا المجال.

تطوير البرمجيات العلمية
تطوير البرمجيات العلمية

الخوارزميات وتطوير البرمجيات العلمية:

يتضمن هذا المجال الكثير من البحث، والحصول على درجة الدكتوراه، أو درجة الماجستير على أقل تقدير. كما يتضمن دورهم الوظيفي قراءة الكثير من الأوراق البحثية، وإجراء أبحاث بصورة يومية لتحويل المفاهيم والنظريات الأكاديمية إلى حلول واقعية. 

لقد سبق لهؤلاء أن توصلوا إلى خوارزميات جديدة، أو تحسين خوارزميات موجودة مسبقاً. وخير مثال على ذلك هو التفكير في شخص كتب تعليمات برمجية لخرائط جوجل للانتقال من مكان إلى آخر في أقصر وقت ممكن. يتم توظيف هؤلاء الباحثين أو العلماء في مجال الكمبيوتر بشكل عام في الجامعات أو البنوك أو الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت أو جوجل.

ينطوي هذا المجال على مهارات استقصائية للغاية في حل المشكلات، والكثير من التحسينات والضبط الدقيق، والحوسبة الكمومية والأبحاث المتعمقة.

مطورو الأنظمة المدمجة “Embedded System”:

يكتب هؤلاء المبرمجون تعليمات برمجية منخفضة المستوى، تعمل على تشغيل النظام. 

مثلك مثل معظم الناس، قد لا تجد هذا العمل هو الأروع، ولكن إن فكرت في الثلاجات أو الطابعات أو الأفران، لوجدتها نوعاً من العناصر الإلكترونية التي تتطلب من المبرمجين إعمال عقولهم لتطوير وظائفها وتسهيل حياتك. 

تهدف التعليمات البرمجية هنا إلى أن يتاح تشغيلها قبل عمل نظام التشغيل الفعلي، لذا يعمل هؤلاء المطورون على نظام تشغيل يعمل في الوقت الفعلي، ويكتبون الكود البرمجي الذي يحتاجه العتاد ليعمل بشكل صحيح في الوقت الفعلي. إنَّهم يعملون بشكل وثيق مع مهندسي الأجهزة، فهم من يكتبون برامج تعريف العتاد. 

يجب أن يكون لديك فهم جيد لجوانب العتاد الصلب والبرامج، وكذلك معرفة بلغات البرمجة منخفضة وعالية المستوى، مثل جافا ولغة الترميز القابلة للامتداد “XML”، ولغة بيرل، وبايثون وشل سكريبت، وسي وسي ++، ولغات التجميع وغيرها. 

توظف كل من كوالكوم وإنتل وتاتا إلكسي “Tata Elxsi” مهندسي أنظمة مدمجة.

مطورو أنظمة التشغيل وأنوية لينوكس:

نحن بحاجة إلى وجود نظام تشغيلٍ لتشغيل أي نوع من البرامج على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا، لذا يقوم هؤلاء المطورون بتطوير برامج التشغيل التي تعمل عليها جميع برامجنا. ويكونون مسؤولين عن جدولة العمليات المختلفة، والتبديل بين عمليتين، وكيفية إدارة ملفات أنظمة التشغيل، ومهام أخرى. 

تكون وظائف المبتدئين في هذا المجال أكثر تعقيداً بكثير.

مهندسو ديف أوبس “DevOps”:

هؤلاء المهندسين هم أشبه بمسؤولي الشبكة أو النظام، إذ يتمثل دورهم الوظيفي في التعامل مع البنية التحتية بالكامل، ومع جميع الاحتياجات الهندسية التي تحتاجها أي شركة، مثل نوع أجهزة الكمبيوتر التي يحتاجونها، وكيفية إصلاح أي خلل أمني، وكيفية عمل نسخة احتياطية يومية من قواعد البيانات. كما أنَّهم يديرون الكثير من العمليات ومسارات العمل الهندسي، بهدف تسهيل عمل المطورين الآخرين، بالإضافة إلى الاهتمام بالتغييرات المتكررة في إصدارات التعليمات البرمجية. 

تقوم الشركات بتوظيف هؤلاء المهندسين عندما يكون النظام كبيراً جداً، وعندما يحتاجون إلى شخص يدير النظام ويتحمل مسؤولية تشغيله بالكامل. إذا كنت جيداً في أساسيات اللينوكس، وتمتلك معرفة قوية بأي لغة برمجة نصية مثل بايثون وروبي وبيرل، فيمكنك خوض مجال العمل هذا، ولكن اعلم أنَّهم في دورهم الوظيفي، نادراً ما يكتبون التعليمات البرمجية من البداية. هم لديهم فهم قوي بالأدوات والتقنيات، مثل التحكم في المصادر وأتمتة البنية التحتية والحوسبة السحابية. ويهتمون بمسألة الأمان ويقومون أيضاً بإجراء الاختبارات.

المطورون المتكاملون:

هذا مصطلح شائع تستخدمه الشركات لتوظيف مطورين يمكنهم العمل على كل من تقنية الواجهة الأمامية والخلفية، أو المنصات البرمجية لتطبيقات الإنترنت. ينطوي هذا المجال على مجموعة من المهارات الخاصة بالواجهة الأمامية والخلفية، كما أنَّهم يتعاملون مع قواعد البيانات والخوادم والواجهة الأمامية، والكثير من الأشياء لبناء منتج متكامل، إذاً في الأساس، يجب أن تكون لديك معرفة جيدة بكل أنواع هندسة البرمجيات لكي تبني منتجاً متكاملاً. 

تقوم معظم الشركات بتوظيف مطورين يكون لديهم مجموعة مهارات مختلفة للعمل على تطوير منتجاتها.

مطورو ومترجمو لغات البرمجة:

نحن نستخدم لغات برمجة مختلفة لإنشاء التطبيقات، ولكن إذا تساءلنا عن الأشخاص الفعليين الذين أوجدوا هذه اللغات، فهؤلاء الأشخاص هم مطورو ومترجمو لغات البرمجة. 

لقد قام شخص ما بإنشاء لغتي سي أو سي++، ثمَّ أتى آخر واستخدم هاتين اللغتين لإنشاء لغة بايثون، لذلك توجد الكثير من اللغات، والعديد من الطرائق المختلفة لتطبيق إحداها. 

نحن نستخدم بايثون أو روبي، لكنَّ المهندسين الذين ابتكروا هذه اللغات يدرسون الأساسيات والهيكليات اللازمة لبناء لغات برمجة فعلية. يقوم هؤلاء أيضاً بكتابة أكواد برمجية لتنفيذ المحول البرمجي “Compiler” الذي يترجم هذه التعليمات البرمجية إلى لغة الآلة، لكي يتمكن الكمبيوتر من فهمها.

مطورو السحابة:

هذا أيضاً مصطلح ظهر حديثاً في سوق العمل، فاليوم معظم التطبيقات موجودة في السحابة، لذا فإنَّ الدور الوظيفي لهؤلاء المهندسين يتضمن تخطيط وتصميم وإدارة وتنفيذ التطبيقات التي يرتكز عملها على السحابة. إنَّهم مسؤولون عن البنية التحتية السحابية الكاملة للشركات، وعن صيانتها. 

مجموعة المهارات المطلوبة هنا هي شهادة في علوم الكمبيوتر، وبعض شهادات الأنظمة السحابية. يجب أن يكون لديك معرفة بنظام تشغيل لينوكس، وقواعد البيانات والمنصات السحابية. ومن الأمثلة على الأنظمة السحابية: علي بابا، وخدمات أمازون ويب، ومايكروسوفت آزور، وجوجل كلاود.

في الختام:

الآن، توجد نقطة هامة بحاجة لبعض المناقشة: بغض النظر عن أي مجال تختاره في مهنتك في تطوير البرمجيات، سيتم تصنيفك كموظف يعمل في شركة، أو صاحب عمل حر أو رائد أعمال. فالأمر يعتمد على مجموعة مهارات الشخص، واهتمامه، ونموه المستقبلي المتوقع في المجال الذي يريد بدء العمل فيه. وفي مرحلة ما، قد تخبرك معظم الشركات: “لم نعد بحاجة إلى كتابة أي تعليمات برمجية جديدة”، وبعد سنوات من الخبرة، قد تجد نفسك مضطراً إلى العمل في منصب إداري، لكنَّ بعض الشركات الكبيرة مثل مايكروسوفت وجوجل وآبل توظف أفضل التقنيين لإنشاء مسارات تقنية خاصة لكل منتج من منتجاتها، لذا نذكِّر أنَّ الخيار يعود إليك لاختيار مسار وظيفي من بين هذه المسارات الوظيفية المذكورة في هذا المقال، مع الأخذ في الحسبان كل هذه الحقائق.

المصدر

Shares

مسارات مهنية ذات صلة

المسار المهني لمصممي تجربة المستخدم

كيف تحل أكبر التحديات ذات الصلة باستقطاب المواهب

ما مدى أهمية الدور الذي يلعبه تخصصك الجامعي في مسيرتك المهنية؟

error: Content is protected !!
We use cookies to improve your experience on our website. By browsing this website, you agree to our use of cookies.

تسجيل الدخول

إنشاء حساب

كلمة سر منسية