تسعى الشركات إلى جذب الكفاءات البشرية والعمل على الاحتفاظ بها لأطول فترة ممكنة، وهذا لتأثيرها على تطوير الأعمال التجارية وفعاليتها في رفع الإنتاجية، لذلك دائمًا ما يتم البحث عن استراتيجية استقطاب المواهب وأفضل الإجراءات المرتبطة بها، وهذا المقال سيُوضح هذه الاستراتيجية وما يتصل بها.
استقطاب المواهب (بالإنجليزية: Talent Acquisition)؛ هي استراتيجية من استراتيجيات استقطاب الموارد البشرية، والتي تهدف إلى جذب الكفاءات؛ لتلبية الاحتياجات التنظيمية للشركة على المدى الطويل، من خلال جذب المواهب وإقناعهم بالانضمام لبيئة العمل.
كما تُعد عملية استقطاب أفضل الكفاءات والمواهب أولى المراحل الخاصة بإدارة المواهب، وهي العملية التي يستخدمها أصحاب العمل بالتعاون مع قسم الموارد البشرية لتعيين الموظفين الأكثر ملائمةً للمنصب المطلوب وتدريبهم وتقييمهم والاستثمار بهم.
تُعد عملية اسقطاب الموظفين الموهوبين صعبةً؛ لأنّها تُؤثر بشكل مباشر على الخطط الخاصة بالشركة، وبدون اختيار الموظفين المناسبين للمنصب المطلوب ستفشل هذه الخطط، وتصعف الإنتاجية في العمل، فاستراتيجية اكتساب المواهب ليست مجرد عملية توظيف مرشح مناسب بل هي تخطيط مستقبلي، فهذه المواهب ستتطور وستشغل مناصب أُخرى في الشركة ويكون لها إسهامات في تطوير العمل.
تكمن أهمية جذب الكفاءات وأفضل المواهب لبيئة العمل فيما يأتي:
من أهم استراتيجيات استقطاب الكفاءات وجذب المواهب ما يأتي:
يجب أن يكون للشركة خطة استراتيجية واضحة على الأقل للسنوات الخمس القادمة، لتستطيع معرفة كيفية مواءمة أهدافها مع الاستراتيجية التي ستضعها لاكتساب المواهب وليس فقط البحث عن موظفين لملء الشواغر، فالتوظيف هو عملية ملء الشواغر داخل الأقسام، أما جذب المواهب فهي عملية واسعة وشاملة ذات صلة بالتفكير في التوسع على المدى الطويل، وهذا يتطلب دراسة الاحتياجات الخاصة بالشركة.
اقرأ أيضًا: التوصيف الوظيفي لاستشاري استقطاب المواهب
إنّ أفضل المواهب والكفاءات يبحثون عن ثقافة شركة إيجابية يستطيعون من خلالها الإفادة والاستفادة من خبراتهم، وهذا يُلزم الشركات بناء ثقافة تعكس رؤى ورسالة الإدارة، وبالتالي سينعكس ذلك على الجو العام لبيئة العمل.
جدير بالذكر أنّ في ظل هذا التطور التكنولوجي غالبية المرشحين قبل التقدم للوظيفة ينظرون إلى حسابات الشركة على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية لفهم ثقافة العمل، ويُركّزن خلال بحثهم على مدى سعادة الموظفين في المؤسسة، إلى جانب إمكانية النمو والتقدم، وعليه يجب أن تستغل الشركة تواجدها على المنصات الاجتماعية في الترويج لعلامتها التجارية من خلال الفيديوهات والصور، بالإضافة إلى التركيز على رفاهية الموظف.
تُسهم المسؤوليات الاجتماعية للشركة إلى تحسين صورة العلامة التجارية وثقافة مكان العمل والمجتمع، وهذا يُثبت بأنّ المؤسسة تدعم الاستدامة والشمولية والتنوع، وأنّها تمتلك قيمًا ومبادئ واضحة وأصيلة، وهذا الأمر سيُسهم في استقطاب المواهب الوظيفية، خاصةً المرشحين الذين تتناسب قيمهم مع قيم الشركة، إذ تنصح المؤسسات بتوضيح السياسات الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية عبر صفحاتها وموقع الويب الخاص بها.
إنّ 70% من الباحثين عن عمل يرغبون بإيجاد وظيفة لدى شركة تسعى إلى تطوير موظفيها عن طريق توفير فرص تدريبية وتعليمية، فمن دون التعلم لن يتمكن المرشحون من النمو داخل الشركة، لذلك يجب أن تكون الإدارة جادة فيما يخص الاستثمار في الموظفين عن طريق التعلم والتدريب، فهذا سيلعب دورًا كبيرًا في جذب الكفاءات واكتساب المواهب.
اقرأ أيضًا: كيف تحل أكبر التحديات ذات الصلة باستقطاب المواهب
لتكون هناك خطة إدارة مواهب صحيحة يجب على الشركة دراسة سوق العمل وأبرز المنافسين لها في المجال أو القطاع الذي تعمل عليه، فهُم أيضًا يسعون إلى اكتساب أفضل المواهب وجذبها إليهم، وعليه يجب أن تُقدم بدورها حوافز مادية ومعنوية منافسة للشركات الأخرى تتضمن ما يأتي:
كما يجب أن تعي الشركات أنّ الحياة داخل العمل ليست كل شيء، إذ يجب أيضًا الاهتمام بتوفير استقرار خارج نطاق العمل من خلال دعم رفاهية الموظفين عن طريق تحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية، فهذا ما يبحث عنه أفضل الموظفين وأمهرهم، وعليه يلزم وجود خطة شاملة لنظام رعاية الموظف.
يلعب التحول الرقمي لنظام الشركة دورًا مهمًا، لما له فوائد تتعلق بتوفير الوقت والجهد والمال، إلى جانب إسهامه في دعم نظام العمل المرن الذي يُفضله أغلب الموظفين، بالإضافة إلى أنّه فرصة للتخلص من العمل الورقي التقليدي الذي يستنزف الطاقة والكوادر العاملة خاصةً عند البحث عن معلومات وبيانات العملاء، وعليه يلزم تحديد أيّ فجوات تكنولوجية وتشكيل فريق خاص بالتعاون مع قسم الموارد البشرية لدعم هذا التحول بطريقة منظمة ومدروسة.
ينصح الخبراء بالتركيز على عدة أمور لضمان أن تكون استراتيجية جذب المواهب ناجحة وفعالة، وأهم هذه النصائح:
يُعد التوصيف الوظيفي جانبًا أساسيًا من جوانب التوظيف، إذ يُساعد المرشح على تحديد ما إذا كان مناسبًا لهذا المنصب، وعليه يجب على أصحاب العمل التأكد من أنّ التوصيفات الوظيفية دقيقة وشاملة، من خلال ذكر المسمى الوظيفي والمتطلبات الخاصة بالمهارات والمسؤوليات والخبرة وحتى المكافآت.
اقرأ أيضًا: كيف تصبح مستشار الموارد البشرية؟
يجب على الشركة أن تُعزز حضورها على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع التوظيف، وذلك بهدف الترويج لعلامتها التجارية وسرعة الوصول للباحثين عن عمل، ومن أهم المنصات هي منصة اللينكد إن.
إنّ الموظفين الحاليين والذي على رأس عملهم يُترجمون ثقافة الشركة، فإذا كانوا سعداء وإيجابيين وقادرين على الإنتاج، فهذا مؤشر يدل على قدرة الشركة على الاحتفاظ بالموظفين وتقديم تجربة اسثنائية لهم، وعليه يجب أن تعزز الشركة مفهوم الاحتفاظ بالموظف لتقديم تجربة استثنائية لموظفيها.
إنّ عملية إدارة استقطاب المواهب والتوظيف ترتبط باستراتيجيات مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار لجذب الكفاءات المهمة لبيئة العمل، ومن أهم هذه الاستراتيجيات؛ وضوح أهداف العمل، والعمل على بناء ثقافة الشركة وتطويرها، إلى جانب التأكيد على المسؤولية الاجتماعية للشركة والاستثمار في التطوير والتدريب، ودعم التحول الرقمي، وتصميم خطة تنافسية شاملة.
كما يُنصح بتحديد التوصيف الوظيفي بدقة وشمول، بالإضافة إلى زيادة التواجد على مواقع التواصل الاجتماعي خاصةً اللينكد إن، والعمل على خلق تجربة موظف استثنائية.
مسارات مهنية ذات صلة