23 مساراً مهنياً بديلاً يمكن لمطوري البرمجيات العمل فيها

بالنسبة إلى شخص يحترف العمل في صناعة البرمجيات، لا تفشل بعض الأسئلة في أن تلاقي طريقها إلى مسامعه: “أي لغة برمجة يجب أن أتعلمها لاحقاً؟”، و”كيف يمكنني الاستعداد للمقابلات الوظيفية في المجال التقني؟

23 مساراً مهنياً بديلاً يمكن لمطوري البرمجيات العمل فيها

23 مساراً مهنياً بديلاً يمكن لمطوري البرمجيات العمل فيها

ما الذي يمكن لمطوري البرمجيات فعله أيضاً؟

إذا فكرنا في السؤال التالي: “ما الوظائف الأخرى التي يمكن لمهندسي البرمجيات القيام بها إلى جانب كتابة الأكواد البرمجية؟”، لوجدنا أنَّ القائمة تطول بصورة مدهشة، لذا يتناول هذا المقال العديد من المسارات المهنية المتاحة لمطوري البرمجيات، وخاصة المتخرجين حديثاً من المعسكرات التدريبية في هذا المجال. وسنشرح ما تفعله في كل مسار مهني، وكيف يمكنك الحصول على أول وظيفة لك فيه، والآفاق الوظيفية طويلة الأجل لكل واحدة من تلك المسارات.

وسواء أكنت تبحث عن مسار مهني بديل لأنَّك لم تعثر لنفسك على وظيفة كمهندس برمجيات، أم أنَّك أدركت أنَّ تطوير البرمجيات لم يعد المجال الوظيفي الذي يناسبك، سيساعدك هذا الدليل في العثور على مهنة تناسب مهاراتك.

أولاً: وظائف ذات صلة بالتعامل مع العملاء

في حين يستفيد مهندسو البرمجيات من امتلاك مهارات التعامل مع الآخرين، فإنَّ بعض خريجي المعسكرات التدريبية ليسوا متحمسين للجلوس وكتابة التعليمات البرمجية طوال اليوم، فإذا كنت تريد مساراً مهنياً يوفر المزيد من فرص التفاعل مع الأشخاص، فقد تناسبك هذه الوظائف.

  • علاقات المطورون

نظراً لأنَّ المزيد من الشركات تسعى إلى بناء علاقات مع المطورين الذين هم عملاؤهم أو مستخدموهم أو مؤيدوهم، فإنَّ مجال علاقات المطورين ينمو بسرعة.

يساعد متخصصو علاقات المطورين – تسميهم بعض الشركات دعاة المطورين “Developer Advocates”، أو المبشرين بالتطوير “Dev-Evangelists”، أو مديري المجتمع – في إنشاء وبناء مجتمع خاص ببرامج الشركات.

غالباً ما يشارك هؤلاء في إنشاء نسخ تجريبية من التطبيقات، وكتابة منشورات في المدونات، والتحدث في المؤتمرات وإدارة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي للشركات التي تركز على التكنولوجيا. 

تقوم العديد من الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا مثل – جوجل وفيسبوك وأمازون – بتوظيف فرق من المتخصصين في علاقات المطورين، فإذا كنت مهتماً بهذا المجال، فاقرأ ما يقوم به كل من ماري ثينغفال “Mary Thengvall” وبي جي هاجرتي “PJ Hagerty”. إنَّهما اثنان من المؤثرين في هذا المجال.

  • تسويق المطورين

يُعدُّ التسويق للمطورين أمراً شائكاً لأنَّنا كبشر لا نحب أن نباع ونشترى، لذا فإنَّ العديد من أساليب التسويق الأكثر جراءة التي تنجح في مجالات أخرى تعدُّ من المحرمات هنا. وبصفتك شخصاً يتمتع بخلفية تقنية، ستفهم من فورك الطريقة التي يفكر المطورون فيها، وسيكون لديك نفوذ أكبر لا يمتلكه بالضرورة أي مسوق تقليدي.

إذا كنت ترغب في البدء بهذا المجال، فتعلم التسويق عبر الإنترنت، مثل: تحسين محركات البحث، وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي، والتسويق بالمحتوى، والتسويق عن طريق المؤثرين “Influencer Marketing”، وما إلى ذلك. 

يمكنك تطبيق العديد من هذه الممارسات على مدونتك لإثبات مهاراتك في هذا المجال قبل التقدم إلى الوظائف.

  • هندسة المبيعات

عادة ما تفتر همة العديد من المهندسين بسبب أي وظيفة تحتوي على كلمة “مبيعات” في توصيفها الوظيفي، ولكن هذا لا يحدث إلا لكوننا تعاملنا جميعاً مع مندوبي مبيعات سيئين.

الحقيقة هي أنَّ الجميع يعملون في مجال المبيعات بشكل أو بآخر، فسواء أكنتَ “تروج لنفسك” كمرشح وظيفي في أثناء إجرائكَ مقابلات توظيف، أم كنت تروج لإطار عمل جديد في فريقك الهندسي، فإنَّ المبيعات تعني مواءمة احتياجات العميل مع الحل الصحيح.

يُعد مهندسو المبيعات فريدون من حيث امتلاكهم مستوى معيناً من الخبرة التقنية. يمكن أن يكون هذا الخيار مثالياً للمطورين الذين لا يرغبون في كتابة التعليمات البرمجية طوال اليوم، ولكنَّهم يكونون في الوقت نفسه ضليعين في هندسة البرمجيات.

الجانب المشرق بشأن المبيعات هو أنَّك لست بحاجة إلى أي شهادات متخصصة للقيام بذلك، ومع قيام المزيد من الشركات ببناء أدوات وخدمات برمجية للمهندسين، فمن المرجح أن يزداد الطلب على مهندسي المبيعات في العقد القادم.

  • التوظيف (في المجال التقني)

توجد مهنة أخرى ذات سمعة سيئة بين مهندسي البرمجيات، وهي التوظيف في المجال التقني. ولعلَّك تكون قد تعاملت مع بعض مسؤولي التوظيف الحقيقيين والصادقين، لكنَّك وفي المقابل ستكون قد تعاملت أيضاً مع بعض مسؤولي التوظيف الفظيعين وغير الأكفاء، الذين يركزون على استقطاب المرشحين بغية نيل أتعابهم فحسب.

الخبر السار هو أنَّه مع امتلاكك خلفية في تطوير البرمجيات، سيكون لديك تعاطف ومصداقية أكثر من العديد من شركات التوظيف التي تعمل في مجال التقنية. ومثله مثل مجال المبيعات، يتطلب مجال العمل هذا شخصية تكون أكثر انفتاحاً وتركيزاً على العلاقات، لكنَّه وفي المقابل، لا يتطلب نيل شهادات أو الخضوع إلى دورات تدريبية.

لسوء الحظ، فإنَّ العديد من وظائف المبتدئين في التوظيف في المجال التقني موجودة في شركات منخفضة الجودة، لذا احرص على التحقق من سمعة أي شركة تريد العمل فيها من على موقع جلاس دور “Glassdoor” قبل التقدم إلى الوظيفة.

ثانياً: وظائف ذات صلة بالمنتجات

إذا كنت تريد البقاء في فريق الإنتاج، ولكنَّك غير متأكد من رغبتك في أن تصبح مطور برمجيات، فهنالك العديد من المجالات التي يمكنك الانتقال إليها. تعمل هذه الأدوار الوظيفية بشكل وثيق مع المهندسين، لذا فإنَّ معرفتك بكتابة الأكواد البرمجية ستساعدك، لكنَّ هذه الأدوار تتطلب أيضاً خبرة تخصصية في مجالات أخرى.

  • ضمان الجودة أو هندسة الاختبارات

في حين توجد اختلافات طفيفة بين ضمان الجودة والاختبارات، فكلاهما يتعامل مع اختبار البرمجيات قبل أن يتم طرح المنتج في السوق، فإذا كنت مهتماً بالتفاصيل وترغب في إيجاد طرائق إبداعية لأتمتة المهام المتكررة، فقد يكون هذا المسار الوظيفي رائعاً. من المحتمل أن يتطلب الأمر شيئاً من كتابة الأكواد البرمجية، بالإضافة إلى إجراء بعض الاختبارات يدوياً.

لدى الشركات الصغيرة مهندسي برمجيات يختبرون الأكواد البرمجية لبعضهم بعضاً، لذا فإنَّ إجراء اختبارات مخصصة واختبارات ضمان الجودة نجدها أكثر شيوعاً في المؤسسات الكبيرة. 

توجد الكثير من التباينات بين كيفية قيام الشركات بإجراء الاختبار، لذا احرص على أن تسأل عن الأدوات التي يستخدمونها، وعن كيفية أتمتة اختباراتهم، وإلى أي درجة ستقوم بإجراء الاختبارات يدوياً في مقابل الاختبارات المؤتمتة.

  • تحليل الأعمال التجارية

على الطرف الآخر من دورة حياة تطوير المنتج، يوجد محللو الأعمال. يعمل هؤلاء في العادة كصلة وصل بين فرق العمل والفرق التقنية لضمان أن يعيَ هؤلاء المتطلبات والقيود والجداول الزمنية، كما قد يساعدون في إجراء الاختبارات وضمان الجودة – تبعاً لهيكلية فريق العمل، لذلك يتوجب عليهم امتلاك معرفة واسعة بالمنتج.

إذا كنت تمتلك خلفية في الأعمال التجارية أو تطوير المنتجات أو التصميم، بالإضافة إلى بعض مهارات كتابة الأكواد البرمجية، فقد تكون مؤهلاً لشغل دور وظيفي بصفتك محلل أعمال مبتدئ، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فنوصيك بالبحث عن بعض الدورات التدريبية عبر الإنترنت، والتي تساعدك على تطوير فهم أساسي للدور ومتطلباته.

  • إدارة المشاريع

مثل محللي الأعمال، يجب على مديري المشاريع فهم متطلبات العمل والقيود التقنية لمنتجاتهم، لكنَّ الفارق الرئيسي هو أنَّ مديري المشاريع عادة ما يعملون على مشروع واحد، وغالباً ما يقومون بتحديد المهام والموارد للفرق العاملة في المشروع، وتتبع تقدمه مع اقتراب موعد إطلاقه.

قد تجمع الشركات الصغيرة بين تحليل الأعمال، وإدارة المشاريع، وإدارة فرق السكروم، وإدارة المنتج بطرائق مختلفة، ولكنَّ الشركات الأكبر قد تحدد مسؤوليات منفصلة.

تعدُّ المهارات التنظيم الممتازة، وفهم الأعمال، ومهارات التعامل مع الأفراد من الأمور الحاسمة لنجاح مدير المشروع. يتوقف هذا الدور على قدرتك على إدارة التوقعات وتحفيز الأشخاص الذين قد يكونون في مناصب أعلى أو أكثر خبرة منك، لذلك سيتعين عليك بناء الثقة بسرعة. 

تجعل الطبيعة متعددة الجوانب لهذا الدور الوظيفي يناسب الأشخاص التحليليين والتقنيين الذين لم يعودوا يرغبون في كتابة التعليمات البرمجية بعد الآن.

  • إدارة فرق السكروم

في الفرق المرنة “Agile Teams”، يساعد مدير السكروم “Scrum Master” على التأكد من أنَّ الجميع يعرف ويشارك بأفضل الممارسات وقواعد العمل. يكون هذا الأمر أشبه بإدارة المشروع، ولكن مع التركيز بشكل خاص على خدمة الفرق الأخرى المشاركة في بناء المنتج.

تُعدُّ القدرة على إدارة التوقعات والقيود أمراً بالغ الأهمية لنجاحك كمدير سكروم. وسيتعيَّن عليك أيضاً معرفة أفضل ممارسات المنهجية المرنة في إدارة المشاريع، لذلك نوصي بالعثور على دورة تدريبية أو كتاب مناسب يتحدث عن هذا الموضوع. 

شهدت المنهجية المرنة لإدارة المشاريع اعتمادية واسعة النطاق في المؤسسات من جميع الأحجام، لذلك من المرجح أن يستمر هذا المسار الوظيفي في النمو في العقد القادم.

  • إدارة المنتج

ينظر مديرو المنتجات بشكل شامل إلى منتجات الشركة للتأكد من أنَّها مرغوبة (يريدها العملاء)، ومجدية (منطقية من الناحية التجارية)، وقابلة للتطبيق (يمكننا بناؤها). القدرة على التفكير بمستوى عالٍ مثل هذا لهو أمرٌ نادر الحدوث، لذلك إذا كان لديك بعض الخلفية التقنية، فقد تقوم بعمل جيد كمدير منتج.

قد يبدأ مديرو المنتجات بأجزاء أصغر من المنتج حينما يكونون مبتدئين، أو كمديري مشاريع في بعض المؤسسات. يمكن أن يمنحك هذا الأمر فكرة عن تطوير المنتج، ويساعدك على بناء علاقات مع جميع أصحاب المصلحة الضروريين قبل أن يتم تعيينك لإدارة أحد المنتجات.

  • التصميم

إذا كنت قادماً من خلفية تصميمية أو خلفية فنية، فأن تصبح مصمماً لواجهة المستخدم أو لتجربة المستخدم – مع شيء من كتابة الأكواد البرمجية – طريقة رائعة للتميز في مجال عملك. سيسمح لك هذا المزيج من المهارات بالتحدث بشكل أكثر فاعلية مع المهندسين، وإنشاء نماذج تجريبية تفاعلية بلغة ترميز النص الفائق وصفحات التنسيق النمطية، وذلك بدلاً من أن تجعلها مجرد ملفات تكون عبارة عن صور ثابتة.

إذا لم تكن لديك خبرة كبيرة في التصميم، فاخضع إلى دورة تدريبية وابدأ ببناء معرض أعمال لنفسك. ستقوم العديد من الشركات بتوظيف أشخاص بدون شهادة أو درجة جامعية إذا كان بإمكانهم إظهار مقدراتهم ومهاراتهم. دريبل “Dribbble” هي أكثر المنصات التي تتيح بناء معرض أعمال شيوعاً، ولكن يمكنك أيضاً استخدام موقعك الإلكتروني.

  • تطوير تطبيقات قليلة أو منعدمة التعليمات البرمجية

أدى انفجار أدوات التطوير التي لا تحتوي على تعليمات برمجية أو منخفضة التعليمات البرمجية في السنوات القليلة الماضية إلى فتح المجال واسعاً أمام الشركات التي ترغب في إنشاء برامج بسرعة، ودون تعيين فريق تطوير. 

تتيح لك هذه الأدوات إنشاء تطبيق للجوال أو الويب في غضون ساعات بدلاً من أسابيع، ولأنَّها تتحسن كل عام، فإنَّ المزيد من الشركات تتبنى تطبيقات لا تحتوي على تعليمات برمجية.

تُعد منصتا مارك باد “Makerpad” ونو كود جوبز “No Code Jobs” أماكن جيدة لبدء البحث عن هذه الأنواع من الوظائف. ونظراً لأنَّ هذا مجال عمل جديد، فستجد أنَّ الكثير من المهارات مطلوبة للعمل في هذا المجال، لكن تبقى مهارة كتابة الأكواد البرمجية مهارة مطلوبة أيضاً.

ثالثاً: وظائف الدعم

لا يسمع الكثير من مهندسي البرمجيات الجدد عن العديد من الموظفين العاملين من وراء الكواليس، والذين يساعدون في إبقاء الخوادم ومواقع الويب والعمليات تعمل بسلاسة. تتطلب منك بعض هذه الأدوار الوظيفية كتابة نصوص برمجية مؤتمتة، أو امتلاك معرفة عميقة بإدارة الخوادم، ولكن إذا كنت تبحث عن شيء من خارج الدورات التقليدية لتطوير المنتجات، فقد يكون هذا الخيار مناسباً جداً.

  • مسؤول النظام أو مهندس ديف أوبس “DevOps”

تمتلك شركات البرمجيات الكبيرة المئات أو الآلاف من الخوادم التي تتطلب إصلاحاً وترقية وتغييراً على مدار العام. وعلى الرغم من أنَّ الاعتماد الواسع النطاق للحوسبة السحابية قد غير هذه الوظيفة من توصيل الخوادم مادياً إلى العمل على منصات مثل تيرافورم “Terraform” وكوبيرنتس “Kubernetes”، فلا يوجد نقص في الطلب على هذه الوظائف.

في العادة، كان مديرو الأنظمة مسؤولين عن صيانة وإدارة الخوادم وفقاً لحاجة الفرق الهندسية. ومع نمو المؤسسات وانتقالها إلى الاستضافة السحابية، اعتمد الكثيرون لقب مهندس “ديف أوبس” ليعكس زيادة الأتمتة المستخدمة في هذه العملية. 

عملياً، يوجد الكثير من التداخل بين هذه الأدوار الوظيفية، لكن في جميع الأحوال، ستحتاج إلى أن تكون ملماً بأنظمة التشغيل، والمنصات المخصصة لاستضافة المواقع، وأدوات الأتمتة، والبرمجة النصية بلغة باش، وبنية النظم. 

قد يكون من الصعب العثور على وظائف على مستوى المبتدئين في هذا المجال، لأنَّه يتطلب امتلاك معرفة تقنية واسعة، ولكنَّه يُعد مجالاً رائعاً يستأهل العمل فيه إذا كنت مولعاً بحل المشكلات الهندسية دون المتطلبات التي يفرضها كل من تصميم واجهة وتجربة المستخدم، والتي نجدها عند العمل على منتجات موجهة للعملاء.

  • إدارة قواعد البيانات

تقوم بعض الشركات بدمج أدوار مسؤولي قواعد البيانات مع أدوار مسؤولي النظام، ولكن يمكن أن يكون هذا الدور الوظيفي مميزاً.

يتعامل مسؤولو قواعد البيانات مع مسائل الأمن، والإمداد والتوسيع وتحسين أنظمة تخزين البيانات منخفضة المستوى. سيتوجب عليك معرفة قواعد بيانات إس كيو إل، وقواعد البيانات غير العلائقية “NoSQL”، وأفضل الممارسات في مجال الأمن، وبعض المهارات الأساسية في البرمجة النصية – ولكن من المحتمل ألا تكتب أي تعليمات برمجية في الغالب. ستتعامل أيضاً مع مشكلات التحسين الدقيقة جداً، مثل إصلاح الفهارس وذواكر التخزين المؤقت.

وإذا كنت جديداً في مجال تطوير البرمجيات، فابدأ تعلم كل ما يمكنك تعلمه بشأن قواعد البيانات. ستحتاج إلى معرفة قواعد البيانات التي تناسب كل تطبيق على حدة، وكيفية تحسين كل منها على نطاق واسع، لذلك قد يكون من الصعب ممارسة هذا بمفردك.

  • هندسة موثوقية الموقع

مهندسو موثوقية المواقع مسؤولون عن الاستجابة إلى المشكلات الحرجة وإصلاحها، والتي تظهر في مرحلة الإنتاج. غالباً ما يعني هذا أنَّهم يعملون “تحت الطلب”، لذلك قد تعمل ضمن ساعات عمل غريبة. الجانب الإيجابي هو أنَّك ستجيد حل مجموعة واسعة من المشكلات غير الاعتيادية، وإنشاء تنبيهات آلية، وقراءة ملفات سجلات الخوادم.

وبسبب الطبيعة شديدة التفاعلية لهذه الوظيفة، قد يكون من الصعب إبقاء مهندسي البرمجيات ذوي الخبرة في وظائف موثوقية الموقع لفترة طويلة، وبناء على هذا، قد يكون هذا الدور الوظيفي مكاناً رائعاً لتضع قدمك فيه إذا كنت تواجه مشكلة في العثور على وظيفتك الأولى في تطوير البرمجيات. 

خدمة العملاء
خدمة العملاء

  • الدعم الفني أو خدمة العملاء

بينما يخشى بعض المهندسين التفاعل مع العملاء، يجد آخرون أنَّه من المفيد مساعدة الأشخاص في حل المشكلات. ستجعلك خبرتك في كتابة الأكواد البرمجية مرشحاً مثالياً لأدوار دعم العملاء في شركات البرمجيات التي تحتاج إلى شخص لديه خلفية تقنية تؤهله للإجابة عن الأسئلة التي يطرحها العملاء، واقتراح الحلول لهم.

الجانب السلبي للعمل في هذا المجال هو أنَّك قد تضطر إلى التفاعل مع الأشخاص في أسوأ حالاتهم، فقد لا يكون المستخدمون غير الراضين أو المحبطين سعداء بالتحدث إلى فريق الدعم الفني، لذلك ستحتاج إلى الكثير من الصبر والجَلَد للبقاء في هذا الدور الوظيفي لفترة طويلة.

رابعاً: وظائف التدريس والكتابة

إذا كنت تستمتع بشرح الموضوعات المعقدة إلى مهندسين آخرين، فهنالك بعض المسارات المهنية التي يمكنك النظر فيها.

  • الكتابة عن الموضوعات التقنية

قد تكون الكتابة عن الموضوعات التقنية ذات طبيعة “جافة” بعض الشيء، لكنَّك ستستمتع بتعلم أشياء جديدة كل يوم، فالكتابة عن الموضوعات التقنية لا تعني التوثيق فحسب، إذ يمكنك متابعة التدوين عن موضوعات تقنية أو كتابة محتوى تسويقي، كما يمكنك إنشاء تطبيقات تجريبية وبرامج تعليمية. إنَّه واحد من أكثر المجالات ربحاً للكتَّاب، لذا فهو يستأهل النظر فيه.

إذا اخترت العمل في هذا المجال، فسيتعيَّن عليك أن تجيد الكتابة وتنظيم الأفكار المعقدة، وتعلُّمَ أشياء جديدة، وكلما زادت قدرتك على التحرير بنفسك، زادت قيمة عملك، لذا استثمر في الأدوات التي تجعلك أفضل وأكثر كفاءة.

يمكنك البدء بالكتابة لبعض برامج الكتابة المجتمعية المدفوعة، واستغلال تلك التجربة للعمل في وظيفة بدوام كامل في أثناء بناء شبكة معارف ومعرض أعمال لنفسك.

  • التدريس

توجد عدة طرائق يمكنك من خلالها الانتقال من العمل في وظيفة في مجال تطوير البرمجيات إلى أخرى في مجال التدريس. يمكنك الحصول على وظيفة كمدرس في برنامج تدريبي في مجال كتابة الأكواد البرمجية، أو التدريس في كلية أو مدرسة ثانوية، أو الانضمام إلى منصة مثل “Egghead.io“، أو يمكنك إنشاء دورة تدريبية على موقع إلكتروني باستخدام موقعي “Teachable” أو “Educative“. 

يعتمد المسار الذي تسلكه على خلفيتك وقدرتك على تحمل المخاطر، لكن في جميع الأحوال، يجب على المعلمين تعلُّم المعلومات الجديدة بسرعة وتقديمها إلى طلبتهم بشكل مبسط وسهل، لذا عليك أن تعمل وفقاً لمستوى جمهورك، وأن تبني الثقة معهم لتحقيق النجاح. 

قد لا يكون التدريس مربحاً بقدر تطوير البرمجيات، ولكن يمكن أن يكون أيضاً مساراً مهنياً مُرضياً للغاية.

  • التدريب

يُعدُّ تدريب موظفي الشركات شكلاً آخر من أشكال التدريس. قد يعمل المدربون كمستشارين مستقلين أو موظفين في الشركات الكبيرة، حيث يسافرون عادةً إلى مكاتب عملائهم لتقديم تدريب عملي لبرمجيات متخصصة.

قد يمتلك المدربون معرفة تقنية عميقة، لكنَّ بعضهم يكونون عبارة عن مهندسين تقنيين يبرعون في التواصل مع الآخرين. عادةً ما يكون التدريب المؤسسي أفضل من التدريس، ولكنَّه قد يكون أيضاً مدفوعاً بالمبيعات. 

غالباً ما يتحدث المدربون في المؤتمرات أو يقدمون ورش عمل مجتمعية، أو يسافرون بهدف عقد لقاءات بين الدورات التدريبية. وإذا كنت ترغب في التواجد على خشبة المسرح وتقديم محاضرة عن المفاهيم التقنية، فقد يكون هذا المسار المهني مثالياً.

خامساً: الوظائف التحليلية

تتطلب الكثير من الوظائف داخل شركات التكنولوجيا امتلاك مهارات تحليلية. ورغم أنَّ العديد من هذه المجالات تتطلب تعليماً تخصصياً، إلا أنَّه يجدر بك النظر فيها إذا كنت تريد العمل في مجال آخر بعيد عن هندسة البرمجيات. ستتمكن من العمل بوتيرة مختلفة عن معظم المهندسين الذين يركزون على المنتجات، ومثل بعض وظائف الدعم المذكورة أعلاه، قد تتعامل مع أجزاء أخرى من العمل.

  • علم وهندسة البيانات 

يتضمن هذان الدوران الوظيفيان استخدام مجموعات كبيرة من البيانات لمساعدة الشركات أو عملائها على اتخاذ قرارات مستنيرة. وعادةً ما يعمل مهندسو البيانات على استيعاب البيانات ومسارات عمل المنظمات، في حين يصمم علماء البيانات الخوارزميات التي تحول هذه البيانات إلى نتائج مفيدة. 

علم البيانات (الذكاء الاصطناعي، تعلُّم الآلة، إلخ) هو مجال عمل أساسه الرياضيات وهندسة البرمجيات والإحصاء، لذا توجد دورات تدريبية وتخصصات جامعية في علوم وهندسة البيانات، ولكن قد تتمكن من تعلم بعض الأساسيات بنفسك إذا كنت بارعاً في الرياضيات. وإذا لم تكن كذلك، ففكر أولاً في صقل مهاراتك في التحليل العددي وجبر المصفوفات “Matrix Algebra” والإحصاء.

ونظراً لأنَّ تعلم هذه المهارات يستغرق وقتاً طويلاً، ولأنَّ الطلب مرتفع على علماء البيانات، فإنَّ هذا الدور له مستقبل مبشر، وليس من المحتمل أن يختفي في أي وقت قريب.

  • وظيفة محلل أمني

عادةً ما يعمل محللو أمن المعلومات في الخفاء، لكن فقط إلى أن يحدث خلل ما. وفي حين يجب أن يكون كل مطور على دراية بالثغرات والمخاطر الأمنية، يتم تعيين محللي الأمن لهدف واحد يتمثل في العثور على المشكلات الأمنية، ومن ثم فهرستها واقتراح حلول لها.

يعمل بعضهم كمستشارين مستقلين، ولكن في الشركات الكبيرة، قد تكون هناك فرق متخصصة داخل الشركة نفسها. هذا الدور الوظيفي مثير للاهتمام لأنَّه يتطلب مزيجاً من الالتزام والمهارات التقنية، والقدرة على تقييم المخاطر.

تعدُّ الوظائف الأمنية أيضاً من بين أصعب الوظائف التي يتعين على القادة في المجال التكنولوجي شغلها، لذلك ستتمتع بالأمان الوظيفي إن عملت بها. 

  • البحث والتطوير

يمكن أن يكون العمل في البحث والتطوير تجربة فريدة لشخص بارع في هندسة البرمجيات، إذ تُخصص الشركات الكبيرة مثل جوجل وأمازون جزءاً من أرباحها للتجارب عالية المخاطر التي تجريها فرق البحث والتطوير، والتي يحتمل أن تكون عالية المكاسب أيضاً. قد تشمل هذه الفرق متعددة التخصصات مطوري البرامج وعلماء البيانات ومحللي الأعمال ومديري المشاريع.

من الصعب الانضمام إلى فريق ماهر في البحث والتطوير، إذ تميل هذه الأدوار الوظيفية إلى أن تكون شديدة التنافسية، كما تتطلب امتلاك معرفة متخصصة للغاية حول موضوعات من المحتمل ألا تتعلمها في دورات تدريبية ذات صلة بمجال كتابة الأكواد البرمجية، وبناء على هذا، توظف بعض الشركات متسللين أخلاقيين (Ethical Hackers) أو قراصنة متعددي اللغات لإضافة بعض التفكير الإبداعي إلى مجموعة المهارات التي يتمتع بها أعضاء الفرق.

سادساً: وظائف توفر الاستقلالية والمرونة

في حين أنَّ مجال تطوير البرمجيات يسمح في الغالب بالعمل عن بُعد مع وجود بعض أوقات الفراغ، فقد ترغب في التمتع بالمزيد من المرونة في حياتك. إذا كانت لديك الرغبة في بدء عملك الخاص، فقد تتمكن من العمل 4 ساعات كل يوم، أو قضاء ستة أشهر من العام في السفر، أو قضاء نصف وقتك في العمل على مشاريع مفتوحة المصدر. الأمر ليس بالهين، ولكن بصفتك مطور برامج، ستمتلك أفضلية على معظم الأشخاص.

  • العمل الحر أو العمل الاستشاري

تتمثل إحدى طرائق الحصول على مزيد من الحرية في ترك وظيفتك الاعتيادية لتصبح عاملاً مستقلاً، فبصفتك عاملاً مستقلاً، ستعمل مع واحد أو أكثر من العملاء الذين سيدفعون لك بالساعة لكتابة أكواد برمجية لهم. غالباً ما تقوم الشركات بتوظيف عاملين مستقلين للعمل في مشاريع محددة قصيرة الأجل، أو تنظيف الديون التقنية “Technical Debt”، أو سد الثغرات عندما يقصر الموظف المسؤول عن هذه المهام في عمله (أو يأخذ إجازة).

المستشارون هم موظفون مستقلون رفيعو المستوى يحلون مشكلات محددة لعملائهم. ورغم أنَّهم قد يكتبون بعض التعليمات البرمجية، إلا أنَّهم غالباً ما يتم الاستعانة بهم بسبب خبرتهم العملية أو مهاراتهم الفريدة. 

أن تبدأ العمل كمستقل أو مستشار هو الجزء الأصعب في هذه العملية، فإذا لم يكن لديك شبكة معارف ضخمة، فربما تعتمد على منصات مثل أب وورك “Upwork” أو توبتال “Toptal” للعثور على عملاء، لكنَّ هذه المنصات تأخذ جزءاً كبيراً من أرباحك، وتجبرك على التنافس مباشرة مع الكثير من العاملين المستقلين الآخرين من جميع أنحاء العالم.

وفي الوقت الذي تبني فيه لنفسك سمعة وقائمة عملاء، ستتمكن من الحصول على عمل أكثر من الإحالات الوظيفية. تُعدُّ الإحالات رائعة لأنَّ العميل يأتي إليك بناءً على علاقة موثوق بها بدلاً من إخفاء هويته على الإنترنت، وإذا كنت جيداً في العمل الحر أو الاستشارات، فيمكنك رفع السعر إلى مستوى عالٍ بما يكفي بحيث يمكنك قضاء بعض الوقت بين كل عمل وآخر.

  • تأسيس شركة ناشئة

الإنترنت مليء بقصص مهندسي البرمجيات الذين أسسوا شركاتهم الخاصة، لذلك قد يكون لديك انطباع بأنَّ هذا الأمر سهل أو فكرة جيدة، لكن في الحقيقة، هذا الأمر يتوقف على عوامل عدة.

عادةً ما تستغرق الشركات الناشئة وقتاً طويلاً لتجني أي أرباح، لذلك قد تجد نفسك مضطراً إلى العيش دون الحصول على أي مردود مادي لعدة أشهر أو سنوات للنجاح في هذا العمل. لكن ومع ذلك، إذا كنت ترغب في بناء مشروع برمجيات خاص بك، فإنَّ الاتجاه التصاعدي لا حدود له تقريباً.

كما قد تتمكن من بدء شركتك الخاصة خارج ساعات عملك المعتادة. ورغم صعوبة القيام بذلك – قد يكون له تداعيات قانونية، إلا أنَّه ليس بالأمر غير المألوف. فإذا تمكنت من العثور على مؤسس أو اثنين تتقاسم معهم أعباء العمل، فقد يزيد ذلك من فرصك في النجاح.

في الختام:

هندسة البرمجيات مجال عمل مثير، لكنَّه قد لا يناسب الجميع. وحتى لو قررت تركه والعمل في مجال آخر، فإنَّ المهارات التي اكتسبتها لن تذهب سدى إذا قررت القيام بذلك.

يخشى العديد من خريجي الدورات التدريبية البحث عن وظائف خارج مجال تطوير البرمجيات، لكنَّنا نشجعك على المضي في مسارك الخاص. وازن بين الجدوى العملية – كسب مال يكفيك قوت يومك – وبين اهتماماتك، لتجد لنفسك مساراً مهنياً لا تشعر فيه بأنَّك “تعمل”.

المصدر

Shares

مسارات مهنية ذات صلة

كيف أصبحت مسوقًا على شكل حرف V؟

كيف تصبح مطوراً للواجهة الخلفية؟

المسار الوظيفي لمحرر الفيديوهات

error: Content is protected !!
We use cookies to improve your experience on our website. By browsing this website, you agree to our use of cookies.

تسجيل الدخول

إنشاء حساب

كلمة سر منسية

كن صوتاً مؤثراً في قطاع العقارات

هل تعمل في مجال المبيعات العقارية؟

خصص بضعة دقائق لملء هذا الاستبيان

وساهم بشكل مباشر في تطوير حلول مصممة خصيصاً لمواجهة التحديات في مجال المبيعات العقارية.

 شارك الآن وكن جزءا من التغيير