إنّ الظروف الطارئة قد تتسبب في حالة من الذعر والخوف والقلق الدائم، والذي يُؤثر بشكل سلبي على أداء الأعمال والواجبات اليومية، لعدم معرفة أين تتجه الأمور، مثل: الأزمات الاقتصادية العالمية، وانتشار الأوبئة كفيروس كورونا، والكوارث الطبيعية كالزلازل، وآخرها زلزال تركيا وسوريا الذي تسبب في حالة صدمة عامة، وفي هذا المقال سنُساعدك في كيفية التعامل مع هذه الظروف؛ لتكن قادرًا على الحفاظ على هدوئك، ولا يُسيطر عليك القلق في العمل.
إنّ الصدمة التي تُعاني منها جراء الكوارث لست وحدك من تُعاني منه، فهو حالة نفسية عامة وفاجعة كبيرة خاصةً إذا كان هناك ضحايا وخسائر بشرية بأعداد كبيرة، لذلك عليك أن تكن رحيمًا بنفسك؛ لكي لا تتطور حالتك وتُصاب بأزمة نفسية متقدمة، مثل: نوبات الهلع أو الخوف الشديد.
يُمكن أن تسمح لنفسك أن تُعبّر عمّا تشعر به بشكل معقول دون مبالغة، وتذكر أنّ الصبر في مثل هذه المواقف مهم، خاصةً إذا كنت مسؤولًا في عملك ومنزلك، فأنت مطالب بأن تكون داعمًا للآخرين، يُقال: “لو لم تستحضر إرداتك ستبتلعك الأزمات ابتلاعًا“.
إنّ التفاعل الاجتماعي هو المفتاح للحفاظ على الصحة العقلية والنفسية، فمن المهم أن تدعم زملائك في العمل، فهُم بالطبع يمرون بما تمر به، فالفريق الذي يتحد خلال حدوث الأزمات سيتجاوز هول الكوارث، وهذا يُساعدهم على بناء ثقة في بيئة العمل متبادلة، فبيئة العمل المنعزلة، والتي يكون كل شخص فيها مهتمًا بنفسه بعيدًا عن الآخرين، يُحتمل أن تتطور الأزمة النفسية بشكل كبير.
اقرأ أيضًا: لأصحاب العمل: كيف تحد من التسرب الوظيفي؟
قد يكون هناك أيضًا احتمالية خسارة أحد الموظفين لأحد أفراد عائلته أو أصدقائه أو المقربين منه، وهذا سيكون سببًا بمروره بحالة نفسية صعبة، وعليه يجب التكاتف في مكان العمل لدعمه والوقوف بجانبه عبر طرق عدة، مثل: التحدث معه وزيارته ومواساته، والسماح له بالتعبير عما بداخله، فأنت مطالب أن تكون قويًا بجانبه، وتُسيطر على مشاعرك ومخاوفك.
إذا كنت تشعر بالإرهاق الشديد، وأنّك بحاجة إلى دعم احترافي، فأمامك العديد من الخيارات، مثل: طلب مساعدة من المدير أو قسم الموارد البشرية، أو مرشد نفسي، إذ يُنصح باللجوء للمرشد إذا بدأت تفقد السيطرة على أفعالك، وتُعاني من اضطراب قلق شديد وصعوبة في النوم وعدم القدرة على التفكير بأيّ أمر آخر سوى الأزمات والكوارث، كما يُمكن طلب إجازة لفترة محددة، حتى تستطيع تجميع نفسك واستئناف عملك بهمة.
هذا أسوأ سؤال يُمكن أن تطرحه على نفسك، أو على الآخرين في خضم الكوارث؛ لأنّ هذا السؤال سبب في دوام التفكير بما هو سلبي، إلى جانب أنّه يُجبرك على بمواقف قد لا تحدث، وعليه يجب عدم التفكير بهذا السؤال الذي يزيد الخوف، بل ركّز على الوضع الحالي وما يُمكن فعله من أجلك، ومن أجل المقربين منك.
إنّ كثرة التفكير بما هو سلبي واحتمالية حدوث المزيد من الأزمات والكوارث يُؤثر على مستوى أدائك في العمل، وستشعر أنّك غير قادر على التنفس، فالقلق يُسيطر عليك بشكل كبير، وبالتالي حاول تنظيم التنفس ببطء؛ لإرخاء عضلاتك والاسترخاء، وإليك تمرين بسيط يُمكنك تجربته:
اقرأ أيضًا: المهارات الإدارية الفعالة
من الطبيعي أن نشعر بالحزن والقلق عندما نُحاول السيطرة على أشياء لا نستطيع السيطرة عليها، خاصةً في الكوارث الطبيعية وعدم إمكانيتنا مساعدة أكبر عدد من المتضررين، لذلك حاول ألا تضيع الكثير من وقتك وطاقتك في القلق بشأن الأشياء الخارجة عن سيطرتك، لذلك تريث وحاول تهدئة نفسك بالتركيز على ما تستطيع فعله لنفسك وعائلتك والمقربين منك أولًا إذا كانوا بحاجة مساعدة، فهذه الخطوة ستُساعدك على تنظيم أولوياتك، ولن يتأثر أداؤك في العمل كثيرًا.
يُمكن أن تُفيدك الكتابة في التقليل من التوتر والقلق، وتُساعدك على إدارة مشاعرك، فهي طريقة لتفريغ المشاعر والأفكار والابتعاد عن دائرة التفكير بهوس في الأزمات، وبالتالي إذا كنت لا ترغب في الحديث مع صديق مقرب أو أحد أفراد أسرتك ومشاركتهم مخاوفك وما تمر به، فالكتابة هي الحل.
ربما يكون الحاضر مؤلمًا، ولكنك مجبر للتعامل معه والاستمرار في حياتك وإنجاز مهامك، لذلك لا تُفكر بالماضي، ولا تُغرق نفسك بالقلق من المستقبل، أعد نفسك للحاضر وتعامل معه كما يجب، وعندما تجلس بمفردك، وتبدأ بالتفكير بأمور سلبية قد تحدث قُم واشغل نفسك بشيء آخر.
إذا شعرت أنّك في مكان العمل غير قادر على إنجاز مهامك، ويُعاني زملاؤك من المشكلة ذاتها؛ بسبب الأزمات التي تحدث حولكم، فإنّ خيار التطوع لمساعدة الآخرين له أثر إيجابي ستشعرون من خلاله أنّكم قادرون على تقديم شيء، فشعور العطاء سيمنحك راحةً نفسيةً كبيرةً، وإذا لم تكن قادرًا على التطوع، فيُمكنك تقديم دعم مالي حتى لو بمبلغ بسيط.
اقرأ أيضًا: كيف تجعل من البهجة أولوية في مكان العمل؟
إنّ الأزمات والكوارث هي أمر قد يحدث ويتسبب بأضرار وخيمة ليست بالحسبان، فهو حالة طارئة قد تخرج عن السيطرة، وتكون نتيجتها صدمة عامة، وبالتالي سيُؤدي ذلك إلى عدم القدرة على الاستمرار وتأثر الأعمال وسوء الحالة النفسية، وعليه يجب وضع حدود لمتابعة الأخبار، ومعرفة أنّ ما تمر به من تردي الحالة النفسية وعدم القدرة على إنجاز المهام واستئناف العمل يمر به الكثيرون، لذلك اطلب الدعم المهني، أو تواصل مع زملائك وتحدث إليهم.
كما يُمكنك القيام بتمارين التنفس، واحذر من قول “ماذا لو؟” حتى لا تكن حبيسًا لهذه المشكلة التي تُعد أكبر من قدراتك على مواجهتها، فحاول أن تُركز على الحاضر، وفكّر بما يُمكنك التحكم به، والجأ إلى الكتابة فهي وسيلة لتفريغ المشاعر، ولا تنسَ أنّك قادر على التطوع ومد يد العون للمتضررين أو التبرع لهم.
مقالات ذات صلة