استقطاب الكفاءات هي من استراتيجيات التوظيف التي تُحدد احتياجات الشركة الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلى العملية التي سيتم اتباعها لجذب الكفاءات والمواهب، وتتضمن عدة أساليب متنوعة الهدف منها تبسيط عملية التوظيف وتوحيدها، وجعلها أكثر فعاليةً، ومن يقوم بوضع هذه الأساليب والاستراتيجيات فريق الموارد البشرية في الشركة.
يُعد وضع أساليب لجذب الكفاءات لمكان العمل أحد أهم الخطوات لتحقيق أهدف ورؤية الشركة، ومن أفضل الأساليب ما يأتي:
تتمثل الخطوة الأولى لجذب الموظفين المهرة الذين يتناسبون مع احتياجاتك في كتابة وصف وظيفي جيد، إذ يُمكن أن يُحدث الوصف الوظيفي المكتوب جيدًا فرقًا كبيرًا في العثور على المرشحين المؤهلين، وأهم مواصفاته ما يأتي:
يجب أن يتضمن الوصف الوظيفي كل من المهارات والمهام ومتطلبات الوظيفة، بالإضافة إلى تضمين رؤية الشركة وأهدافها؛ ليشعر الموظف بثقافة الشركة، ومن المهم أيضًا تضمين الراتب والمزايا، إذا أثبتت دراسة قامت بها Skynova أنّ 7 من كل 10 باحثين عن عمل يجدون بأنّ الراتب هو أهم جانب في الوصف تليه المزايا.
يجب أن يُعبر أسلوب الوصف الوظيفي عن ثقافة الشركة، مثلًا إذا كانت الشركة تتبنى ثقافة التحفيز وجو العمل المرح، فاستخدام كلمات تُعبر عن ذلك قد يدل على بيئة العمل.
مهم جدًا الأخذ بعين الاعتبار تنسيق الوصف بطريقة يسهل قراءتها، مثل: استخدام التعداد النقطي عند ذكر المسؤوليات والمتطلبات، وشرح طريقة التقدم للوظيفة مع إدراج الرابط أو الإيميل أو رقم الهاتف للتواصل أو لإرسال السيرة الذاتية.
إنّ إعداد استراتيجية شاملة وفق أهداف محددة ومدروسة ستُسهل عملية استقطاب الكفاءات، حيث يبدأ ذلك من إعلان الوظيفة وتتبع الطلبات، وبعدها يكون من المهم الإعداد الجيد لمقابلات العمل، بحيث تُحدد أنواع الأسئلة التي يُمكن طرحها، مما يُسهم في جعل المقابلة أكثر فعاليةً، وأخيرًا تبدأ عملية اختيار الموظفين ومراجعة أوراقهم والترحيب بهم وتدريبهم، والعمل على دمجهم في بيئة العمل.
اقرأ أيضًا: استراتيجيات توظيف لاستقطاب موظفين أكفاء.
إذا كنت ترغب في توظيف كفاءات عالية، فيجب أن تكون مستعدًا من الناحية المالية لدفع ما يستحقونه، وتقديم عرض تنافسي من خلال الإعلان عن الراتب والمزايا، إذ يُعتبر ذلك أول ما يكون في أذهان الباحثين عن عمل، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الراتب ليس المحفز الأساسي فقط، بل هناك محفزات أُخرى، مثل: المسار الوظيفي.
إنّ وجود حزمة من المزايا دافع لجذب الكفاءات العالية، ويحتاج ذلك إلى إنشاء نظام شامل لذلك يتضمن مزايا الموظفين الأكثر شيوعًا، وهي كالآتي:
من خلال استطلاع أجراه “Work Institute” أوضح بأنّ نقص فرص التطور الوظيفي هو السبب الأهم وراء ترك الموظفين لعملهم؛ وذلك بسبب عدم وجود خطة واضحة متعلقة في المسار الوظيفي للمستقبل، لذلك يجب العمل على تعزيز التطور الوظيفي عبر الآتي:
قبل عملية البحث عن موظفين جدد من الخارج، فإنّ من المهم معرفة كفاءات الموظفين داخليًا، فقد يكون المرشح المناسب للوظيفة موجودًا في الشركة؛ لذلك يجب أن تكون هناك استراتيجية خاصة بالتعرف على الموظفين، فذلك سيُشعرهم بالتقدير والاحترام، مثل: إنشاء نظام مكافآت نقطي مقابل إنجازاتهم، والعمل على دمج الأقسام مع بعضها لتبادل الخبرات.
اقرأ أيضًا: هل موظفوك محصنين من عدوى دوران العمالة؟
يُمكن أن تُؤثر ثقافة الشركة على الرضا الوظيفي للموظفين بشكل كبير، إذ يرغب العديد من الأشخاص في العمل في مكان عمل محدد الأهداف ويسعى لتطوير موظفيه، وكل هذا يبدأ في عملية التوظيف، لذلك تلعب إدارة الشركة دورًا كبيرًا في طريقة تفاعل أفراد المؤسسة مع بعضهم، والإداريين هُم القدوة في ذلك.
على سبيل المثال، إذا كان قادة الأفرقة يحضرون باستمرار في وقت متأخر إلى الاجتماعات، ويتحدثون بشكل سلبي عن الموظفين، فسيعتقد الموظفون الآخرون أيضًا أنّه من المقبول معاملة الأشخاص بهذه الطريقة في مكان العمل، مما سيُؤثر على الأداء العام ومستوى الرضا، وعملية الاستقطاب الكفاءات بشكل عام.
في ضوء ما سبق، يُقارن المرشحون الموهوبون بين الشركات بدقة؛ لأنّهم بحاجة إلى شركة تهتم بثقافة مكانها، بالإضافة إلى وجود ميزة التوازن بين العمل والحياة، وإتاحة فرص للنمو، إذ يبحث المرشحون باختصار عن أفضل تجربة للموظف، فإذا تمكنت الشركة من تقديم عروض توظيف مدروسة الخطوات، فستكون هناك فرص عديدة لجذب المواهب عالية المستوى، وضمان النجاح والتطور على المدى البعيد.
من المهم التأكد من عدم مواجهة الموظفين في الشركة للاحتراق الوظيفي؛ مما يُؤدي إلى دوران العمالة مستقبلًا، وهذا كله يُؤثر بشكل سلبي على الإنتاجية والأداء العام وجذب الكفاءات، ومفتاح الحل يكون أولًا بدمج الموظفين وتشجيع التواصل الفعال والمفتوح مع الإدارة، بالإضافة إلى وضع خطط تنموية فردية؛ لإشعار الموظف بأهميته في مكان العمل، مما يعمل على الاحتفاظ بالكفاءات المهنية.
هناك طريقة أخرى يُمكن من خلالها جذب الموظفين والاحتفاظ بهم، وهي توصيل رسالة الشركة وبيان الرؤية والأهداف والقيم، إذ يرغب الباحثون عن عمل بالتعرف على الشركة وبيئتها؛ ذلك لأنّهم بحاجة إلى الثقة في المؤسسة، وقد لا يهتم البعض في فهم رؤية الشركة، ولا بأس بذلك؛ لهذا السبب يجب إيصالها بوضوح من البداية، حتى تُبنى مؤسسة مترابطة، يكون فيها الموظفون داعمين للهدف وما يرتبط به بكل جد واجتهاد وأمانة.
اقرأ أيضًا: مستويات الإدارة.
من المهم أن يتم تدريب رؤساء الأقسام والإداريين على كيفية إدارة فرقهم بنجاح وكفاءة، حيث يُمكن أن يُؤثر ذلك على الاحتفاظ بالموظفين الأكفاء، وذلك من خلال توفير فرص تدريبية على القيادة الفعالة وكيفية إدارة الموظفين، مما يُجنب الشركة العديد من المشكلات المتعلقة بدوران العمالة والتسرب الوظيفي والإرهاق، ويزيد ثقة الموظفين في الشركة.
لا توجد استراتيجية واحدة تناسب الجميع، ويُمكن تطبيقها لضمان نجاح عملية استقطاب الكفاءات، إذ يجب على الشركة العمل لضمان تطبيق أفضل الأساليب لذلك، وليس شرطًا أن يكون جذب الكفاءات من الخارج فقط، بل يُمكن أن تكون الكفاءات داخلية، لذلك أيضًا يجب توفير فرص تطور وظيفي واضحة، ومن المهم أن تُحدد الشركة رؤيتها وأهدافها، وتُوضح كل ذلك للموظفين القدامى والجدد، وإعطاء أولوية لتطوير ثقافة الشركة، وإشعار الموظفين بالتقدير وتطوير حزمة المزايا.
مقالات ذات صلة