إنّ المماطلة وتأجيل العمل يُمكن أن يُشكل تحديًا لقدرة أيّ شخص على العمل بشكل فعال، إذ يُمكنك التغلب على تأخير المهمة لوقت أو تاريخ لاحق من خلال مجموعة متنوعة من النصائح والأساليب التي تركز على الإنتاجية، وإنّ معرفة الخطوات التي تُساعدك على التخلص من المماطلة في مكان العمل قد يُؤدي إلى تحسين إنتاجيتك اليومية.
إنّ المماطلة هي المصطلح الفني للطريقة التي نقوم بها دون داع بتأخير أو تأجيل الأنشطة ذات الصلة حتى يوم أو وقت آخر، فمثلًا وجدت إحدى الدراسات أنّ 65% من طلاب الجامعات يُريدون أن يتعلموا كيفية التوقف عن تأجيل كتابة أوراق الفصل الدراسي، ويشعر 62% منهم بالحاجة إلى الدراسة للامتحانات بسرعة أكبر، ويأمل 55% منهم في قراءة واجباتهم في وقت مبكر.
هناك العديد من الأسباب التي يُمكن أن تُحفزك على عدم تأجيل العمل من اليوم إلى الغد، وهي كالآتي:
قد تجد أنّ العمل في الوقت الحالي يُمكن أن يزيد من إنتاجيتك، وعادةً ما يكون لديك طاقة وتركيز أفضل عندما تقوم بالعمل بمجرد أن تكون لديك الفرصة للبدء.
تأجيل العمل قد يُؤدي إلى تراكم المهام وزيادة الضغط عندما يقترب الوقت النهائي، بدلًا من ذلك، يُمكن أن يُخفف العمل المنتظم من الضغط ويسمح لك بتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل.
إنّ القيام بالعمل في وقت مناسب يُمكن أن يسمح لك بتقديم عمل ذي جودة أفضل، وعندما تمتلك الوقت الكافي للتفكير وإكمال المهام، يُمكنك تحسين الجودة بشكل عام.
قد تكون لديك أهداف يومية أو أسبوعية، والعمل في الوقت المناسب يُمكن أن يُساعدك في تحقيق هذه الأهداف بشكل أفضل.
عادةً ما يُؤدي التأجيل المتكرر إلى تكرار السلوك وتأجيل المهام باستمرار، بدلًا من ذلك، يُمكن أن يُساعد التحفيز الداخلي على تجنب هذا السلوك.
إن القيام بالعمل في الوقت المحدد يُمكن أن يُساعد في تقليل مستويات التوتر والقلق المرتبطة بتأجيل الأعباء.
إنّ تجنب تأجيل الأعمال يساعد في بناء الانضباط الذاتي، وهو مفهوم يُشير إلى القدرة على تحديد الأهداف والالتزام بها بشكل منتظم.
عندما نقوم بالمماطلة، فإنّنا نُحوّل انتباهنا سريعًا بعيدًا عن العمل الذي يجب القيام به بطريقة بارعة وغير مدروسة، مما يجعلنا نشعر بالرضا تجاه تجنب العمل حتى وقت لاحق، وعندما نُواجه ما يبدو وكأنه مهام هائلة، وأحيانًا نقوم بذلك تلقائيًا دون أن نعرف ذلك، والأسباب التي تدفع إلى تأجيل العمل فيما يأتي:
اقرأ أيضًا: 6 نصائح لإنجاز العمل في رمضان بكفاءة وفعالية
بناءً على ما سبق، تتم عملية المماطلة كما يأتي:
مثل أيّ عادة، يُمكنك التغلب على المماطلة من خلال خطة استراتيجية، مع بعض الجهد والتخطيط الدقيق، يُمكنك إدارة وقتك بشكل أفضل وتقليل القلق بشأن إكمال المهام، ومن استراتيجيات التوقف عن المماطلة في العمل ما يأتي:
تحدي نفسك لتقليص كل مهمة إلى أجزاء أصغر، لذلك حاول استخدام تقنيات مختلفة لتحقيق ذلك، مثل: تقنية بومودورو ، حيث تعمل لمدة 25 دقيقة ثم تأخذ استراحة قصيرة. بعد الانتهاء من أربع دورات من العمل وفترات الراحة، يُمكنك أن تأخذ استراحة أطول، وتسمح لك هذه العملية بالتركيز لفترات زمنية أقصر مع تنفيذ وقت فترات الراحة أيضًا.
للمساعدة في إنشاء روتين والحفاظ عليه، فكّر في استخدام أدوات لتحقيق الأهداف اليومية، مثل: تطبيق إدارة المهام على هاتفك أو التقويم الفعلي، لذلك قُم بإزالة أيّ شيء من المحتمل أن يصرف انتباهك عن المهمة التي بين يديك.
إذا كنت تُواجه تحديًا لتجنب وسائل التواصل الاجتماعي أثناء ساعات العمل، فأوقف جميع الإشعارات وضع هاتفك في مكان لا يُمكنك الوصول إليه من محطة العمل الخاصة بك، وإذا كنت تعمل في بيئة مشتتة للانتباه، فحاول استخدام سماعات الرأس المانعة للضوضاء للتخلص من الأصوات المشتتة للانتباه، أو انتقل إلى منطقة عمل أكثر هدوءًا، إذا استطعت.
اقرأ أيضًا: ملف التفاخر: دليل على إنجازاتك المهنية
بعد أن تُدرك نطاق المشروع، حدد أهدافًا لنفسك للحد من المماطلة، لذلك فكّر في تحديد أهداف للمواعيد النهائية المتزايدة بالإضافة إلى مقدار العمل الذي تنهيه في فترة يومية أو أسبوعية، وقد تُساعدك كتابة أهدافك على تذكرها واستكمالها.
يُعد إنشاء جدول زمني طريقةً أُخرى لتقسيم المهام إلى خطوات أصغر، ويُتيح لك هذا أيضًا إرفاق طابع زمني لكل جزء من المشروع، كما أنّ الوفاء بالمواعيد النهائية الصغيرة أثناء إكمال الخطوات يُمكن أن يحفزك على مواصلة العمل حتى نهاية الجدول الزمني.
كُن على دراية بالمواعيد النهائية الخاصة بك أثناء تنقلك بين المهام، ويُمكنك تحميل المهام إلى تقويم رقمي أو برنامج لإدارة المهام وتعيين مواعيد نهائية أو وضع ملاحظات على شاشة الكمبيوتر أو في أي مكان من المحتمل أن تراها عدة مرات في اليوم، مع تحديد الموعد النهائي باستمرار، يُصبح من الصعب المماطلة.
قد يبدو أخذ قسط من الراحة أمرًا غير بديهي بالنسبة للمماطلة، لكن إعطاء عقلك راحة ذهنية يُمكن أن يجعلك أكثر إنتاجية بمجرد عودتك إلى العمل، قُم بإعداد روتين يتضمن استراحة لمدة 10 إلى 15 دقيقة بين الحين والآخر للنهوض أو التجول أو الحصول على بعض الهواء النقي أو الدردشة مع زميل في العمل أو القيام بكل ما تعتبره مريحًا وإعادة النشاط، وقُم بتخصيص وقت لنفسك حتى لا تقوم في كثير من الأحيان بتحويل فترات الراحة القصيرة إلى فترات طويلة.
من الأسئلة الشائعة حول ذلك ما يأتي:
يُعد عدم تأجيل الأعمال مهمًا؛ لأنّه يُساعد في تحسين الإنتاجية وتحقيق الأهداف بفعالية، وعندما تقوم بإلغاء التأجيل، تكون قادرًا على إدارة الوقت بشكل أفضل وتجنب التوتر الناتج عن تراكم المهام.
إنّ تأجيل الأعمال يُمكن أن يُؤدي إلى تراكم المهام وزيادة الضغط النفسي، ويُمكن أن يُؤدي إلى تأثير سلبي على الأداء العام وجودة العمل، ومن الضروري تجنب التأجيل لضمان التقدم السليم وتحقيق الأهداف المحددة.
اقرأ أيضًا: الذكاء العاطفي: مفهومه، أهميته في بيئة العمل
في الختام، يظهر أنّ عدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد يُعزز الإنتاجية ويُقلل من التوتر، وإنّ تحديد الأهداف واتباع استراتيجيات إدارة الوقت يُمكن أن يُوفران تجربة عمل أكثر فاعلية ورفاهية نفسية، كما أنّ تحقيق التقدم المستمر يبدأ اليوم، وليس في وقت لاحق، حيث يُظهر العمل المنظم فعاليته في تحقيق الأهداف المحددة.
مقالات ذات صلة