الذكاء العاطفي: مفهومه، أهميته في بيئة العمل

يُعد الذكاء العاطفي في بيئة العمل أداةً قويةً للنجاح والتفوق المهني، إذ يتعلق الأمر بفهم وإدراك المشاعر والعواطف الخاصة بالنفس والآخرين، والقدرة على التحكم فيها والتعامل معها بشكل إيجابي، ويُعزز التواصل الفعال، والقيادة القوية، وبناء العلاقات الإيجابية، مما يُساهم في تعزيز التعاون والإنتاجية في بيئة العمل.

الذكاء العاطفي: مفهومه، أهميته في بيئة العمل
جدول المحتويات

مفهوم الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي (بالإنجليزية: Emotional Intelligence)؛ مفهوم يُشير إلى قدرة الإنسان على فهم مشاعره ومشاعر الآخرين، والعمل على تنظيمها والتعامل معها بطريقة فعّالة، إذ يكون قادرًا على الإدراك والتفسير والتحكم في العواطف، كما يلعب هذا الذكاء دورًا كبيرًا في تعزيز العلاقات الاجتماعية، والتعامل مع التوتر والضغوطات، واتخاذ القرارات الفعّالة والذكية، والتمكن من إدارة العواطف في المواقف الصعبة.

يتكون الذكاء الخاص بالعاطفة مما يأتي:

  • التعرف على المشاعر

القدرة على تسمية المشاعر بشكل صحيح، ويتضمن ذلك فهم وإدراك الاختلافات بين المشاعر في المواقف المختلفة، مثل: الفرح والحزن والخوف والغضب، وفهم الإشارات غير اللفظية، مثل: تعبيرات الوجه ولغة الجسد.

  • التفهم العاطفي

القدرة على فهم العواطف والتحولات النفسية الموجودة عند الشخص، ويتطلب ذلك القدرة على توظيف القوة العاطفية وفهم أسبابها وتأثيرها على سلوك الأفراد.

  • التحكم في المشاعر

القدرة على التحكم في المشاعر وتوجيهها وتنظيمها بطريقة تُعزز التوازن الذهني والعاطفي، ويتضمن هذا السيطرة على التوتر والغضب وإدارة المشاعر السلبية بشكل عام، وتعزيز المشاعر الإيجابية مثل السعادة والرضا.

  • التعامل مع العلاقات الاجتماعية

يتضمن القدرة على التواصل الفعال مع الآخرين، والتفاعل معهم، وفهم احتياجاتهم ومشاعرهم، يشمل ذلك القدرة على بناء العلاقات الصحية وحل المشكلات والنزاعات، والسعي إلى التفاهم والتعاون.

أهمية الذكاء العاطفي في بيئة العمل

الذكاء العاطفي له أهمية كبيرة في بيئة العمل؛ إذ يُمكّن الشخص من القدرة على فهم وإدارة عواطفه بشكل فعّال، كما يُوفر فوائد كبيرة داخل مكان العمل، ويُسهم في تطوير الحياة المهنية، ويُساعد الموظف على تحسين علاقاته على الصعيدين الشخصي والمهني، وزيادة الوعي الذاتي والتنظيم الذاتي والتعاطف والتحفيز والمهارات الاجتماعية لديه، بالإضافة إلى تأثيره على سلوكه والمساهمة في تعديله بشكل صحيح، واتخاذ القرارات المناسبة.

اقرأ أيضًا: الاستثمار العاطفي: كيفية تأثيره في ثقافة الشركة

يُسهم هذا الذكاء داخل العمل في تحقيق أهداف الشركة بغض النظر عن المعوقات التي تنشأ، ويُعد دافعًا كبيرًا بين الموظفين لفهم مشاعرهم ومشاعر زملائهم، ويُقوّي التواصل الصحي الذي ينتج عنه أهداف مشتركة عبر العمل، كما أنّ الذكاء العاطفي المرتفع يُمكّن الموظفين من الاستجابة للتغيير بشكل فعّال والتعامل مع أي ضغوطات إضافية قد تحدث داخل العمل، وتتلخص أهمية الذكاء العاطفي في ما يلي:

  • القيادة الفعالة

يُعد هذا الذكاء أحد العوامل الأساسية والمهمة في القيادة الناجحة، فالقادة القادرون على فهم مشاعر واحتياجات الموظفين، والتواصل والتفاعل معهم بشكل إيجابي، سيُمكّنهم من بناء فرق عمل قوية ومبدعة، كما أن القادة العاطفيين يستطيعون تحفيز الموظفين، وبناء علاقات متينة معهم، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحقيق الأهداف المشتركة.

  • التعاون والعمل الجماعي

يُساهم هذا الذكاء في تعزيز التفاعل والتعاون والعمل الجماعي داخل بيئة العمل، إذ يُساعد الموظفين على فهم واحترام احتياجات ومشاعر زملائهم، وتوفير وتقديم الدعم والتعاطف لهم في حال مواجهتهم لأيّة مشكلات وصعوبات وتحديات، وبهذا يُمكن بناء فرق عمل قوية ومتكاملة قادرة على تحقيق التميّز والنجاح المشترك

  • التواصل الفعال

يُسهم هذا الذكاء في تحسين مهارات التواصل في بيئة العمل بطريقة فعّالة، فالأفراد القادرون على فهم مشاعرهم ومشاعر الآخرين، والتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بكل وضوح واحترام، يتمتعون بقدرة كبيرة على بناء علاقات متينة مع زملائهم، بالإضافة إلى أن الذكاء العاطفي يعزز القدرة على الاستماع الفعال، وفهم الآخرين من خلال الاتصال غير اللفظي والقراءة بين السطور، وبهذا ستُفهم الرسائل بشكل واضح، وسيتم تجنب سوء التفاهم والتواصل غير الفعال.

  • إدارة التوتر والضغوط

يُساعد هذا الذكاء على التعامل مع التوتر والضغوطات بطريقة صحية وفعالة، ويُمكّن الموظفين من التحكم في مشاعرهم السلبية وتحويلها إلى طاقة إيجابية، وتنظيم هذه المشاعر بشكل هادئ لمواجهة التحديات والمشكلات التي تواجههم.

  • تعزيز الابتكار والإبداع

الذكاء الخاص بالعاطفة يُسهم في تعزيز الابتكار والإبداع في بيئة العمل، فالأفراد ذوو الذكاء العالي يمتلكون قدرة عالية على التفكير المرن والتعامل مع المواقف الجديدة والمعقدة، كما أنهم يتمتعون بقدرات التخطيط والتنظيم والتفاعل والتعاون في حل المشكلات والتحديات وتطوير حلول جديدة تصب في مصلحة العمل.

اقرأ أيضًا: بيئة العمل السامة مقابل بيئة العمل الصحية

كيفية استخدام الذكاء العاطفي

يُمكن تنمية الذكاء العاطفي من خلال التعلم والتدريب، ويُمكن للأفراد تحسين قدراتهم العاطفية عن طريق زيادة الوعي بالمشاعر والتفكير فيها، والعمل على تطوير مهارات التواصل والتعاطف والتحكم في المشاعر، والعمل على تطوير قدرات القيادة وحل المشكلات بشكل إيجابي، ويُمكن ممارسة هذا الذكاء في الحياة اليومية على النحو الآتي:

  • القدرة على مشاركة المشاعر مع الآخرين.
  • التعاطف والشعور مع الآخرين.
  • عدم الحكم على الآخرين.
  • القدرة على قول لا عند الاحتياج إلى ذلك.
  • تقبل النقد وتحمّل المسؤولية.
  • العمل على المشكلات بطرق تُناسب الجميع وبشكل إيجابي.
  • المضي قُدمًا بعد ارتكاب الخطأ وحدوثه.
  • امتلاك مهارات استماع جيّدة.

يُساهم الذكاء العاطفي في تحسين جودة الحياة والعلاقات الشخصية والمهنية، ويعزز التوازن والسعادة العامة، كما يُعد اكتساب المشاعر أمرًا هامًا، لكن على الشخص أن يكون قادرًا على وضع نفسه في مكان شخص آخر؛ حتى يفهم وجهة نظره حقًا، والتدرب على التعاطف مع الآخرين، وتخيل نفسه كيف سيشعر في حال كان نفس وضعهم، ويُمكن أن تُساعد هذه الأنشطة في تطوير وبناء الفهم العاطفي لموقف معين، بالإضافة إلى تطوير مهارات وقدرات عاطفية أقوى على المدى الطويل.

عناصر الذكاء العاطفي في مكان العمل

عناصر الذكاء العاطفي في مكان العمل

يتألف هذا الذكاء في بيئة العمل من عدة عناصر، والتي يجب تطويرها وتعزيزها لتحقيق أكبر استفادة من هذا الذكاء، وهذه العناصر تتمثل فيما يأتي:

  • الوعي الذاتي

يشمل عنصر الوعي الذاتي القدرة على التعرف على مشاعر الأشخاص وعواطفهم، وملاحظة ماهية نقاط القوة والضعف لدى الشخص، ويُمكن للشخص تعزيز هذا العنصر عن طريق الاهتمام بتطوير مهارات التفكير الذاتي والتأمل والاسترخاء، التحدث مع الموظفين والاستماع إلى ما سيقولونه، وتجنب اتخاذ القرارات في ذروة اللحظات العاطفية.

  • المهارات الاجتماعية

يتمثل هذا العنصر في القدرة على فهم مشاعر وعواطف واحتياجات الآخرين والتفاعل معهم بشكل فعال وإيجابي، ويُمكن تطوير هذا العنصر عن طريق الاهتمام بتحسين مهارات الاتصال والاستماع وتطوير الحس الاجتماعي، والتدرب على التحدث أمام الجمهور مثل الحديث مع النفس أمام المرأة.

اقرأ أيضًا: 12 طريقة لخلق بيئة عمل سعيدة

  • التحفيز

هناك العديد من مصادر التحفيز، مثل: القوة والثروة والشهرة، ولكن بالنسبة للأشخاص ذوي الذكاء العالي، يأتي دافعهم من الاستمتاع بما يفعلونه، من خلال اتبّاع شغفهم والأهداف التي يحبون الوصول إليها، والتركيز على الإيجابيات، والتدرب على البقاء في تفاؤل دائم في مختلف المواقف والتحديات التي يتعرضون لها.

  • الوعي والإدراك الاجتماعي

يستطيع الأشخاص ذوي الوعي الاجتماعي العالي قراءة مشاعر زملائهم في العمل والشعور بهم، والتواصل معهم ورؤية الموقف من وجهة نظرهم ومساعدتهم في اتخاذ قرارات موضوعية.

  • تنظيم الذات

تُسهم الإدارة الذاتية الفعالة في تمكين الأشخاص من التعامل مع عواطفهم بشكل أفضل، والتعامل مع التوتر والضغوطات بطريقة صحية، إذ يمتلك الفرد القدرة على تحديد أهدافه المهنية ووضع خطط فعالة لتحقيقها، ويتضمن ذلك تحديد الأولويات وإدارة الوقت وتنظيم المهام والمسؤوليات بشكل مناسب.

الأسئلة الشائعة حول الذكاء العاطفي في بيئة العمل

من الأسئلة الشائعة حول ذلك ما يأتي:

ما هو دور الذكاء الخاص بالعاطفة في بيئة العمل؟

يُساهم هذا الذكاء في بناء علاقات إيجابية ومهارات التواصل والتعاون في بيئة العمل، ويُمكن للأفراد الذكيين عاطفيًا فهم احتياجات زملائهم والتفاعل معهم بشكل فعال، مما يُؤدي إلى تحسين المناخ المهني وزيادة الإنتاجية.

هل يمكن تطوير الذكاء الخاص بالعاطفة في بيئة العمل؟

نعم، يُمكن تطويره من خلال التدريب والتمارين التي تهدف إلى تعزيز التفاهم الذاتي وإدراك المشاعر وتطوير مهارات التواصل والتعاون. العمل على تعزيز الذكاء الخاص بالعاطفة، ويُمكن أن يكون مفيدًا للأفراد وللفرق والمنظمات بشكل عام.

هل يؤثر الذكاء الخاص بالعاطفة في القيادة في بيئة العمل؟

نعم، هذا الذكاء يلعب دورًا هامًا في القيادة الفعالة في بيئة العمل، فالقادة الذكيون عاطفيًا قادرون على فهم مشاعر واحتياجات أعضاء الفريق وتحفيزهم وتوجيههم بشكل إيجابي، مما يُسهم في تحقيق الأهداف المشتركة وتعزيز الأداء العام للفريق.

الخاتمة

ختامًا، يعد الذكاء العاطفي من العوامل المهمة والأساسية في بيئة العمل الناجحة والمثمرة، الذي يُساعد على بناء علاقات متينة، وتعزز التواصل الفعال وإدارة الصراعات بشكل بنّاء، وتعزيز الابتكار والإبداع، والعمل على إدارة التوتر والضغوطات بطرق وحلول مناسبة.

المراجع

  1. Emotional Intelligence: How We Perceive, Evaluate, Express, and Control Emotions
  2. The Importance of Emotional Intelligence in the Workplace
  3. Emotional Intelligence in the Workplace
  4. Emotional Intelligence in the Workplace: What You Should Know
Shares

مقالات ذات صلة

الاستقالة الصامتة: مفهومها وأسبابها وتأثيراتها

زيادة الراتب على أساس الجدارة Merit increase : نظام فعال في الموارد البشرية

كيف تدير فريقك عن بعد؟

error: Content is protected !!
We use cookies to improve your experience on our website. By browsing this website, you agree to our use of cookies.

تسجيل الدخول

إنشاء حساب

كلمة سر منسية