إنّ بيئة العمل تُؤثر على أداء الموظفين وإنتاجيتهم، لذلك فإنّ خلق بيئة عمل سعيدة داخل الشركة سيجعل الموظفين أكثر إبداعًا وابتكارًا واندماجًا، بالإضافة إلى التقليل من التوتر والقلق، وتذكر دائمًا بأنّ كلما زادت سعادة موظفيك ساهم ذلك في نجاح شركتك وتقدمها.
تتنوع الطرق التي تعمل على تهيئة السعادة في العمل، وليس بالضرورة أن تكون هذه الطرق مكلفةً، بل هي إجراءات سهلة وبسيطة، وهي كالآتي:
إنّ الموظفين الإيجابيين هُم أكثر حماسًا وإبداعًا وإنتاجيةً، وذلك بالطبع إلى جانب الخبرة والمهارات الأساسية، إذ يُؤثرون بشكل فعال وملموس في البيئة العملية، ويُمكن الاستدلال على الشخصية الإيجابية أثناء عملية التوظيف من خلال الإجابة على الأسئلة الآتية:
من أفضل الطرق للحث على النمو والتقدم وضمان بيئة عمل سعيدة هو تقدير الموظفين، بالإضافة إلى إظهار الامتنان لهم عبر شكرهم، فذلك يُساهم في شعورهم بالأهمية، ويُحفزهم أكثر على العمل والإنتاجية.
في دراسة أجراها عالما النفس آدم جرانت وفرانشيسكا جينو، كشفت نتائجها بأنّ الشكر من المدير يُعطي الموظف إحساسًا قويًا بالكفاءة وتقدير الذات، كما أنّ إظهار الامتنان له آثار إيجابية على الثقة ما بين الموظفين، وتحفيزهم على مساعدة بعضهم البعض.
قال الكاتب الأمريكي ويليام آرثر وارد: “إنّ الامتنان يُمكن أن يُحول الأيام العادية إلى شكر، ويُحول الوظائف الروتينية إلى بهجة، ويُغير الفرص العادية إلى بركات“.
إنّ الإدارة التفصيلية ومحاولة إجهاد الموظفين بكثرة الطلبات تُعزز لديهم شعور عدم الثقة بعملهم وكفاءتهم، لذلك من المهم التشجيع على العصف الذهني ومنح مساحة صغيرة ليُظهر فيها الموظف إبداعه، مع أهمية إحساسه نوعًا ما بالاستقلالية في إدارة بعض الأمور أو المهام، فالإدارة التي تتجنب التدقيق على التفاصيل بشكل مفرط تضمن بيئةً عمليةً سعيدةً وموظفين فاعلين في مواقعهم.
اقرأ أيضًا: كيف تضع مخطط هيكل تنظيمي لشركتك؟
بيئة العمل لا تخلو من المشكلات والتحديات المستمرة، ولكن طريقة التعامل مع ذلك هي الجوهر الأساس، فمن الأمور الشائعة في ثقافة الشركات أن يقول المدير للموظف: “لا تجلب لي المشاكل”، وهذا الأمر خاطئ للغاية؛ لأنّه لا يُشجع على النمو والنجاح، بل يشعر الموظف بعدم الأمان النفسي والسلبية المفرطة عندما يُواجه مشكلة معينة.
لذلك من المهم أن يتعامل المدير مع مشكلات العمل بهدوء واتزان، ويُحاول مع موظفيه إيجاد حلول فعالة وتشجيعهم على ذلك، ويكون من خلال التفكير بإيجابية، إذ يقول بيل غيتس في كتابه “العمل بسرعة الفكر” هو أنّ من أبرز مهامه كمدير تنفيذي الاستماع إلى الأخبار السيئة حتى يتمكن من التصرف وإيجاد حلول لها.
إنّ إعداد خطة تنمية فردية خاصة بكل موظف في الشركة قد تدفعهم إلى رفع أدائهم المهني، فهذه الخطط تُعطي الموظفين انطباعًا حول جدية الشركة بالاستثمار فيهم، وطريقة البدء في ذلك تكون عبر تحديد 3-4 أهداف مهنية وشخصية للموظف كل عام، ومن ثم تقييم ذلك عبر الأداء المهني.
مع إتمام كل مشروع أو عمل تقوم به الشركة يكون إنجازًا كبيرًا للعاملين فيها، فالاحتفال بذلك الإنجاز يُساعد في الشعور الحقيقي بالنجاح، والمحافظة على روح العمل الجماعي، بالإضافة إلى تحفيز الفريق لتحقيق المزيد من النجاحات، وما يزيد ذلك الحدث أهميةً هو تكريم الموظفين بمنحهم هدايا تقديرية أو رمزية، يكون لها معنى في نفوسهم.
لخلق فريق عمل إيجابي، يجب أن تقوم الشركة بتهيئة بيئة العمل التي تُعزز الاتصال الفعال ما بين الموظفين؛ ليكون هناك روابط اجتماعية حقيقة، مثل: الصداقة، وبناءً على ذلك من المهم أن تُدرك الشركة أهمية قوة التواصل وتأثيرها على حياة الموظفين العملية، ويكون تحقيق ذلك عبر العمل الجماعي، بالإضافة إلى الديكور الخاص بمكاتب الموظفين، إذ له تأثير كبير على النفسية.
اقرأ أيضًا: هل موظفوك محصنين من عدوى دوران العمالة؟
إنّ انتشار الفوضى في المكتب قد يُقلل الانتباه ويُشتته، ويزيد من التوتر مع صعوبة التعامل مع الظروف الطارئة؛ لذلك من المهم المحافظة على ترتيب المكان، والإبقاء على الأساسيات في المكتب، وتجنب وضع الأوراق فوق بعضها البعض، والحرص على ترتيبها، فهذا سينعكس بلا شك على نفسية الموظف وأدائه.
إنّ العيش في المدن يُعرّض الكثيرين إلى التلوث الهوائي والضوضاء، مما يُسهم في خفض الإنتاجية، فالمحافظة على جودة الهواء الذي يتنفسه الموظفون في مكان العمل يُمكن أن يُشعرهم في الراحة أكثر، ومن الطرق الفعالة لذلك هي وضع نباتات ذات رائحة جيدة مع الزهور الجميلة.
كما أنّ معطر الجو وفتح النوافذ يسمح بتدفق هواء ذي رائحة جميلة، فيُحسن ذلك من مزاج الموظفين، ويخلق سعادة لا شعورية في أجواء العمل، حيث تُشير بعض الدراسات بأنّ متوسط النفس الذي يأخذه الإنسان 23000 نفس كل يوم، وهُنا تكمن أهمية الحفاظ على جودة الهواء.
يرغب كل موظف بالحصول على بيئة عمل آمنة وصحية ومريحة، ويشمل ذلك الحفاظ على سلامة المكان، مثل: توفير أرضيات مكتب آمنة، وعدم وجود أسقف متشققة، بالإضافة إلى شمول ما هو معنوي، مثل: الاحترام في البيئة العملية، الصدق والنزاهة والشفافية، فهذا كله سيُقلل من توتر الموظفين وشعورهم بالأمان والراحة والسعادة.
يقول بيل غيتس: “نحتاج جميعًا إلى أشخاص يُقدمون لنا ملاحظاتهم. هكذا نحسن“، وبناءً على ذلك من المهم الحرص على متابعة الموظفين وتقييمهم، بالإضافة إلى تقديم المساعدة لهم، والتعليق على أدائهم الشخصي في العمل مع الحرص على الأسلوب الإيجابي، هذا كله يُسهم بطريقة فعالة ببيئة عمل سعيدة ومزدهرة.
اقرأ أيضًا: كيف ترفع أداءَ فريقك إلى أعلى مستوياته؟
في ضوء ما سبق، يكون تقديم التغذية الراجعة للموظف من خلال بدء الحديث عن نقاط القوة والإجابية التي يتمتع فيها، ومن ثم التعليق على السلوك أو تقديم الإرشادات الضرورية لتحسين المستوى، فهذه الطريقة تجعلهم أكثر وعيًا بأدائهم وكفاءتهم، ومع مرور الوقت ستتحسن إنتاجهم وثقتهم في نفسهم.
إنّ إمكانية تحقيق التوازن بين العمل والحياة، سيُمكن الشخص من ترك مشكلات العمل في العمل، ومشكلات المنزل في المنزل، وهذا سيُؤثر على نحو إيجابي في تحفيز الموظفين وتقليل الإجهاد، ويزيد الإنتاجية في العمل، وتقل الخلافات والنزاعات.
تُشير الدراسات إلى أنّ الموظفين القادرين على الموازنة ما بين حياتهم العملية والشخصية يقومون بعمل أفضل، بينما إذا فقدوا التوازن سيُواجهون عدة مشكلات لا يُمكن السيطرة عليها.
تُؤدي بيئة العمل الإيجابية والسعيدة إلى تحقيق المزيد من النجاحات على المدى الطويل؛ لأنّها تزيد من المشاعر الإيجابية وتُعززها، نظرًا إلى أن الموظفين قادرون على تطوير علاقات أفضل مع بعضهم البعض والتخلص من الضغوط بسهولة، مما يعمل على تعزيز قدراتهم وإبداعهم، ويكونون أكثر ولاءً للشركة، فيُؤثر ذلك على مستوى الأداء العام والأمور التنظيمية.
مقالات ذات صلة