إنّ إطلاق وصف بيئة العمل السامة أو بيئة العمل الصحية على مكان العمل يعتمد على الحالة والصحة النفسية التي يعيشها الموظفون في الشركة، والتي تُؤثر على إنتاجهم بشكل سلبي وإيجابي، لذلك أصبحت من المفاهيم المهمة التي يجب التركيز عليها، وفي هذا المقال ستتعرف على أوجه الفرق بين المفهومين وأهمية نفسية الموظف في مكان العمل.
هناك عدة أسباب تجعل الحفاظ على الصحة النفسية في مكان العمل مهمة جدًا؛ لارتباطها بعدة عوامل مهمة، وهذه العوامل تتلخص فيما يأتي:
إنّ حفاظ الموظف وإدراك إدارة الشركة لأهمية مكان عمل صحي وسعيد وحجم تأثير بيئة العمل السامة يُسهم في تجنب ظهور مشكلات نفسية خطيرة، مثل: الإرهاق والتوتر والقلق والأرق وغيره، إذ إنّ هذه الأعراض قد تتطور وتكون سببًا في التسرب الوظيفي أو دوران العمالة أو الاحتراق الوظيفي، وبالتالي مشكلات في الهيكل التنظيمي للشركة، وشعور الموظف بالاستنزاف وعدم القدرة على العمل.
إنّ مكان السام هو البيئة التي تظهر فيها سلوكيات سلبية بوضوح، مثل: التلاعب، وعدم العدالة في الفرص، والتنمر، وتعمد الاستهزاء، والإهانة وغيره، إذ تكون هذه السلوكيات السلبية ثقافة متأصلة في الشركة، تُؤثر بشكل مباشر على الإنتاجية والثقة.
أما البيئة الصحية فهي البيئة التي تظهر فيها عناصر الإيجابية بوضوح، وتتميز بقدرة موظفيها على الابتكار والإبداع ودعمهم في شتى المجالات، كما أنّها بيئة تتحلى بالشفافية وتدعم الإبداع، ويكون فيها التعاون والاحترام ثقافة متأصلة في الشركة، حيث تُسهم إيجابًا في قيم الشركة ووضوح أهدافها.
لذلك إنّ مفتاح الحفاظ على بيئة عمل منظمة ومهنية واحترافية هو دعم ثقافة مكان العمل السعيد، فالإدارة التي تهتم بذلك تضمن النجاح على المدى الطويل؛ لأنّها تخلق ولاء وظيفي عند كافة الموظفين أكانت طبيعة عملهم بدوام كامل أو جزئي، أما السمية في مكان العمل وإهمال المشكلات النفسية لدى الموظف سيتسبب في تراجع الأداء العام وعدم القدرة على الاستمرارية على المدى الطويل.
اقرأ أيضًا: ماذا تفعل عندما تكره وظيفتك؟
قبل التفصيل بعلامات كل بيئة من بيئات العمل، يجب الإشارة إلى أنّ ضغط العمل هو أمر طبيعي لا يدل على سميّة مكان العمل، بل إذا رافق ذلك سلوكيات معينة لها علاقة بثقافة الشركة السلبية، لذلك فإنّ علامات مكان العمل السام تتلخص فيما يأتي:
في البيئة السامة يكون انعدام الثقة بين الطلاب والإدارة واضحًا؛ بسبب عدم وجود صراحة وشفافية ومهنية ومعاملة الموظف معاملة تُشعره بأنّه آلة وليس مشاركًا في مكان العمل والتطور، وبالتالي هذا الأمر يستنزف طاقته وجهده ويُفقده الثقة بنفسه.
هناك بعض بيئات العمل تتبنى فكرة أنّه ليس هناك مجالًا لارتكاب الخطأ، وعليه يكثر اللوم، ولا يُوجد مشاركة بالمعلومات المتعلقة بالعمل بشكل كبير ومطلوب، وهذا يضع الموظف تحت ضغط نفسي كبير اتجاه شعوره الخوف في حال ارتكاب خطأ، خاصةً أنّ هذا الأمر طبيعي في عالم الأعمال.
إنّ البيئة السامة لا تُوفر لموظفيها دعمًا للنمو والتطور، حيث لا يُوجد توفير أو دعم، للمساعدة على التقدم، وذلك يُؤدي إلى الإحباط وخيبة الأمل ومحدودية الفرص.
من علامات مكان العمل السام هي انتشار المشكلات الصحية والنفسية، والتي تُؤثر على الإنتاجية بالعمل، وقد تتطور لتُصبح أمراض مزمنة، مثل: الضغط والسكري، إلى جانب التوتر والقلق والاكتئاب والأرق وغيرها.
من أهم العلامات التي تدل على البيئة السامة هي ارتفاع معدل دوران العمالة، خاصةً الدوران الخارجي، فهذا يُؤدي إلى الانغلاق بالعمل وفك الارتباط بالعمل والفريق وعدم الشعور بالأمان الوظيفي.
اقرأ أيضًا: بيئة العمل السامة: كيف تنجو منها؟
أما البيئة الصحية والتي تُؤثر على الصحة النفسية بشكل إيجابي تشمل علاماتها ما يأتي:
إنّ الشركة التي تتبنى ثقافة عمل صحية تُدرك تمامًا أهمية مشاركة الموظفين في العمل، وتقديم آرائهم واقتراح حلول متنوعة، فغالبية الموظفين يبحثون عن بيئة عمل تُقدر أفكارهم وتأخذها بعين الاعتبار.
دائمًا يأتي تقدير الموظف واحترامه في المرتبة الأولى والأساس الذي يبحث عنه أغلب الموظفين ويطمحون بتواجدهم في مكان عمل يدعم هذا الأمر، لذلك فإنّ أبرز العلامات التي تدل على صحية مكان العمل هو تقدير الموظفين.
بيئة الأمان النفسي هي البيئة التي يشعر فيها الموظفون بالراحة في أن يكونوا على طبيعتهم، إذ تُشير أحد الدراسات في هذا الصدد بأنّ الموظفين بالشركات التي تسعى إلى خلق أمان نفسي يتعرضون للإرهاق بنسبة أقل من 40%، وتكون الإنتاجية أعلى بنسبة 50%.
إنّ البيئة الصحية والسعيدة تعتمد نظام العمل التعاوني، وتُحفز موظفيها للعمل ضمن أفرقة، فهي تُدرك تمامًا أهمية قوة اتحاد القوى العاملة، لذلك تتخذ قرارات متنوعة حول تمكين الموظفين، مثل: برامج تدريب وتطوير وغيره.
إنّ أحد العوامل الإيجابية في مكان العمل هو اعتماد الشركة نظام المرونة في العمل، وذلك إدراكًا منها لأهمية خلق مساحة للموظف ليُوازن بين الحياة الشخصية والعملية.
تتلخص تأثيرات مكان العمل السام والصحي فيما يأتي:
تأثير مكان العمل الصحي | تأثير مكان العمل السام |
زيادة الإنتاجية في العمل ودعم المسار المهني. | صعوبة إنجاز العمل والمهام المطلوبة وعدم وضوح المسار المهني. |
رفع المعنويات والحفاظ على الصحة النفسية والتوازن. | فقدان الشغف وانعدام التوازن بين الحياة الشخصية والعملية. |
تحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية | الإصابة بالأمراض الجسدية والنفسية المتنوعة. |
انخفاض خطر الإصابة بالأمراض الجسدية والنفسية. | عدم القدرة على التواصل مع الآخرين وتراجع. |
تطوير المهارات الشخصية والعملية وتحقيق أفضل النتائج. |
اقرأ أيضًا: 12 طريقة لخلق بيئة عمل سعيدة
إليك بعض النصائح التي يُمكن من خلالها التعامل مع ثقافة العمل السامة وهي كالآتي:
إنّ المحافظة على الصحة النفسية في بيئة العمل السامة هو أمر صعب للغاية، فالمقارنة مع مكان العمل الصحي تجد الفروقات كبيرة، فالعلامات مختلفة وحجم التأثير في كلا البيئتين مختلفين، وعليه من المهم أن تتخذ قرارًا بشأن ما ستفعله إذا كنت في مكان عمل سام لا يتم فيه تقديرك ولا احترامك.
مقالات ذات صلة