يشعر الكثير من الموظفين بعدم الرضا عن الوظيفة التي يعملون بها، وقد يصل ذلك إلى حد الكره للوظيفة؛ ويعود ذلك إلى عدّة أسباب مختلفة؛ منها الرؤساء السيئين وعدم التقدير، والضغط المفرط وساعات العمل الطويلة، وعدم كفاية وقت العطل وكثرة الاجتماعات وغيرها، وفي هذا المقال ستتعرف على الأمور التي يجب أن تفعلها في بيئة العمل عندما تكره وظيفتك.
إنّ بيئة العمل السامة والتقليل من قدر الموظفين ووجود زملاء سامّين يكثر بينهم الثرثرة والنميمة والإشاعات، وتسلط المدراء على الموظفين والتقليل من شأنهم وحجب الكثير من المعلومات عنهم، بالإضافة إلى أيّة ممارسات أخرى قد تكبح تطور الأفراد، ولا تُقدّر مهاراتهم ومجهودهم؛ سيُؤدي إلى إثارة قلق وتوتر الموظفين حيال وظيفتهم، وكره الوظيفة ورغبتهم في تركها.
كما يُمكن أن يُؤدي عدم الرضا عن الوظيفة إلى الاكتئاب والإجهاد المزمن ومشاكل صحية جسدية ونفسية وعقلية، مثل: ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، واضطرابات النوم والأرق وضعف الطاقة واضطراب المزاج، والصداع، واضطرابات الجهاز الهضمي؛ كالقولون العصبي وقرحة المعدة، والاضطرابات السلوكية؛ كالعدوانية وعدم احترام القوانين واللامبالاة، مما ينتج عنه التفكير في ترك العمل والتسرب الوظيفي، ويُمكنك اتباع بعض الأمور للسيطرة على ذلك، ومنها:
يجب أن تعي تمامًا أنّك لست أنت فقط من يُعاني في وظيفتك ويشتكي منها، فهنالك الكثير ممن يُمارس وظيفةً يكرهها ولا يعجبه فيها عدّة أمور؛ كالجدول الزمني أو رئيس العمل أو الزملاء في العمل أو أيّ شيء آخر يتعلق في بيئة العمل.
لذلك حتى تُطمئن نفسك، وتهدأ عليك أن تعلم أنّك لست وحدك من يُواجه هذه المشكلة، فمكان العمل لا يخلو من المشكلات والتحديات والصعوبات على صعيد الفرد والجماعة، وذلك يتطلب منك فهم واقع سوق العمل ومحاولة تطوير ذاتك والحفاظ على الاتزان النفسي، حتى لا يُؤدي ذلك إلى مشكلات نفسية وجسدية.
من أهم الأمور التي يُمكن أن تتبعها هي وضع هدف، بحيث تختار ما إذا كنت ترغب بالبقاء في وظيفتك أو الانتقال إلى وظيفة أُخرى أو أن تفتح مشروعك الخاص، لذلك حاول أن تُحدد وجهتك القادمة، اعمل جاهدًا نحو هذا الهدف، وحدد جدولاً وفترة زمنية، سواء أكنت تُخطط لتغيير مهنتك في غضون ستة أشهر أو عامين.
لا شك بأنّك قد تحتاج للتنفيس عن نفسك ومما تُعانيه، خاصةً عند شعورك بالإحباط والاكتئاب، لكن يجب أن تحتفظ بمعظم التعليقات السلبية لنفسك أو لعائلتك أو لأصدقائك المقربين، فلن تُساعدك كثرة الشكوى والانتقاد إلى زملائك وإدارتك في العمل.
اقرأ أيضًا: إدارة المواهب: سياسة مهمة في الموارد البشرية.
حاول أيضًا عدم نقل الشكاوى حول الوظيفة إلى مواقع التواصل الاجتماعي؛ فكلما بالغت في إذاعة شكواك علنًا، والحديث عن استيائك من عملك كلما ازدادت احتمالية مصادفة الشخص الخطأ لهذه الشكاوى، وقد يُشاركها مع زملاء العمل والمديرين والمسؤولين في الشركة، مما يُؤدي إلى وقوعك في مشكلات عديدة.
من أهم الاستراتيجيات التي يجب أن تتبعها عندما تبدأ في كره عملك واستيائك من بيئة العمل أن تطور مهاراتك التي ستجعلك أكثر قيمةً وفاعليةً لنفسك أولًا؛ كأن تتعلم تطوير مواقع الويب أو التسويق عبر البريد الإلكتروني، ومن المهم جدًا التنويع في المهارات خاصةً في سوق العمل الضيق، وتعلمك مهارات جديد سيُساعدك في البحث عن وظيفة أفضل والاستغناء عن وظيفتك التي تكرهها.
يُمكنك أن تبحث عن أشخاص لتُنفّس عن نفسك من خلال التحدث لهم؛ كالعائلة أو الأصدقاء، فالتنفيس عن الأشياء والتحدث عنها بصوت عالٍ يُعد أمرًا علاجيًا،
حاول البحث عن أشخاص موثوق بهم، كي تُفرغ كل مشاعر الإحباط لديك، حتى يدعموك نفسيًا، ويُشجعوك على تخطي مشكلاتك من خلال اقتراح الحلول لها.
قد تعثر على فرصة عمل جديدة ويطلب منك أصحاب العمل إجراء مقابلة، فاحرص على أن لا تبث حقيقة أنّك كرهت الوظيفة السابقة أثناء المقابلة أو أن تُسيء إلى أصحاب العمل السابقين؛ فمسؤولو التوظيف وأصحاب العمل يبحثوت عن موظفين يبنون أعمالهم وسمعتهم، بالإضافة إلى أنّك قد تُصادف من بين الأشخاص الذين يُقابلونك من يعرف أصحاب عملك السابق.
احرص على ألّا تتحدث عن بحثك عن فرصة عمل جديدة، وليكن بحثك بكل سريّة وهدوء والتزم الصمت بشأن كرهك للوظيفة، ولا تُشارك أمر وظيفتك الجديدة حتى تضمن الموافقة عليك وإنهاء مقابلات العمل ونجاحها.
اقرأ أيضًا: 12 طريقة لخلق بيئة عمل سعيدة.
من الضروري أن تبحث عن شيء إيجابي يُساعدك في الترفيه عن نفسك وتحقيق الراحة،
مارس هواياتك أو أيّة أنشطة مختلفة؛ كاليوجا مثلًا أو أيّة رياضة أخرى، أو الرسم أو التصوير الفوتوغرافي، ويُمكنك التخطيط لرحلة ونزهة في الطبيعة حيث يمكنك السير والتأمل،
كما بإمكانك التطوع والانضمام إلى منظمات تطوعية؛ وهذا سيُساعد بالتأكيد في الترويح عن نفسك والإحساس بالرضا والإيجابية.
لا تقُم بتقديم استقالتك بشكل مباشر، حتى لو كنت لا تستطيع التحمل والتعامل مع الإحباط الناتج من الوظيفة التي تعمل فيها،
فتقديم الاستقالة من العمل والعثور على وظيفة أُخرى ليس بالأمر السهل والسلس؛ بل ابدأ بالتفكير والبحث عن خيارات وبدائل أُخرى، ومثال على ذلك: ابحث في إمكانية تغيير مناوبتك في العمل أو تحويل موعد دوامك، وقُم بالبحث عن الأشياء التي تجعلك أكثر سعادةً، وتُساعدك على البقاء في العمل.
إنّ التحدث مع المدير ومصارحته بالمشكلات والتحديات التي تُواجهها في بيئة العمل ووظيفتك، قد يُسهم في إيجاد حلول فعالة، ولكن احرص أثناء الحديث معه على عدم استخدام كلمات سلبية، بالإضافة إلى أن يكون أسلوبك لبقًا، وبيّن له مخاوفك ومشاعرك، مثل أن تقول: “إنّي أشعر بالضيق حقًا عندما بحدث هذا الأمر”.
كما عليك أن تحرص عند عرض المشكلة على المدير أن تقترح حلولًا لها؛ لتُبيّن له أنّ لديك مهارات حل المشكلات، وتحرص على أداء العمل بشكل جيد، ولكن طبيعة العمل لا تُساعدك في ذلك، وتذكّر بأنّ الشكوى والتذمر كثيرًا لا تنفعك دائمًا.
اقرأ أيضًا: وظائف عن بعد: أفضل 10 وظائف يُمكنك البدء بها.
يمر العديد من الأشخاص بسبب عدة ظروف في بيئة العمل بحالة كره للوظيفة أو المنصب الذي يشغلونه، لذلك فإنّ شعورك بالكره اتجاه وظيفتك أمر شائع لا تمر به وحدك، ولكن لا تدع تلك المشاعر تُسيطر عليك، بحيث تتأثر حياتك ونفسيتك وإنجازك، بل ركز على البحث عن حلول، صارح مديرك وناقش معه المشكلة والحل، وابدأ بخطوات التغيير من عندك، اعمل على تحديد أهدافك وتطوير مهاراتك، واسع للأفضل دوماً.
مقالات ذات صلة