إنّ شهر رمضان مبارك فرصة لتجديد الأهداف والتركيز عليها، إذ يُمكن فيه تحسين جودة العمل، خاصةً أنّه غالبًا يتم تخفيض ساعات الدوام الرسمية، وهذا دافع للعمل بكفاءة وفعالية، وفي هذا المقال سيُوضح أهم النصائح لإنجاز العمل بكفاءة وفعالية خلال الشهر الفضيل.
إنّ السر في تحقيق الفعالية وإنجاز المهام في رمضان هو إدارة الوقت، وهذا الأمر يكون بالتخطيط الجيد، فعند بدء اليوم يُنصح بوضع خطة للمهام التي سيتم العمل عليها، بحيث تُرتَّب من الأصعب إلى الأسهل، مما يُساعد على عدم وجود مهام إضافية خلال ساعات المساء، كما يُمكن الجلوس مع المدير أو الفريق بهدف التخطيط للمهام وإعادة جدولتها.
في ضوء ما تقدم، ولتوضيح الصورة أكثر، يُمكن التعامل مع وضع الخطط اليومية وإدارة الوقت بشكل جيد وبطريقة عملية بالعمل على ما يأتي:
إنّ تحديد الأولويات تُساعد على وضع خطة عملية يومية أو أسبوعية أو حتى شهرية، فهذا من شأنه يُساهم في تخصيص وقت خلال اليوم للأنشطة ذات العلاقة بالشهر الفضيل، مثل: صلاة التراويح، قراءة القرآن وغيره.
يجب العمل على التنظيم الجيد للوقت، وعدم الانشغال بالأمور غير الهامة؛ لأنّها لن تُساعدك على إعداد خطة عملية أو جدول زمني.
خلال الشهر الفضيل من المهم أن يكون الموظف قادرًا على تحفيز ذاته للالتزام بأفضل الشكل بالأنشطة المختلفة، كما أنّ تحفيز الذات عامل مهم لتحقيق النجاح وتعزيز الثقة في النفس والقدرة على تحمل الصعاب.
إنّ تجنب التشتت يعني الحفاظ على التركيز واستحضار الذهن ما أمكن ذلك، ويكون في الابتعاد عن أمر لا فائدة منه أو مسببات القلق والتوتر في أثناء العمل، مثل: مواقع التواصل الاجتماعي، الأحاديث الجانبية الطويلة مع الزملاء، وكثرة التفكير بما هو غير ضروري.
اقرأ أيضًا: 9 طرق لتعزيز تطوير الموظفين في بيئة العمل
إنّ النوم الكافي والحصول على قسط من الراحة والاهتمام بذلك في شهر رمضان المبارك هو جزء مهم من صحة الإنسان؛ لأنّه يُجدد الطاقة، ويُعزز الصحة العقلية، ويُحافظ على قوة الجسم، ويُقلل من التعب والإرهاق والتوتر في أثناء أداء الأعمال الروتينية أو المكتبية.
كما يُساعد النوم الكافي على تحسين الذاكرة وقوة التركيز والانتباه، فهذا أمر مهم جدًا لأداء العمل والقيام بالفرائض المطلوبة في الشهر الكريم. صحيح أنّه غالبًا خلال الشهر الكريم يشعر الإنسان باضطراب في ساعات النوم، لذلك يجب الحرص على التخطيط مع بدء أول يوم لتنظيم ساعات الاستيقاظ والنوم، بحيث لا يتأثر الأداء العام والإنتاجية والقدرة على أداء الواجبات الدينية، بهدف الحفاظ على النشاط والحيوية طوال الشهر المبارك.
إنّ تحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية خلال شهر رمضان هو هدف مهم جدًا، ولهذا الشهر خصوصيته الدينية، إذ تكثر فيه النشاطات الاجتماعية والزيارات العائلية والولائم الرمضانية، ولكن يجب ألا تُؤثر كل هذه الأمور على تنظيم الوقت وإدارته للحفاظ على الإنتاجية خلال العمل وأداء العبادات، وبالتالي يُنصح بتقليل النشاطات الاجتماعية، بحيث لا تكون يومية أو شبه يومية، إذ يُمكن حصرها بشكل يضمن تحقيق الأهداف المرجوة من هذا الشهر.
بناءً على ما سبق، إنّ تقليل النشاطات الاجتماعية لا يُقصد به الانعزال عن الأهل والأصدقاء والمجتمع، بل أن يتم حصر هذه النشاطات، إذ يُمكن الاحتفال مع الأهل والأصدقاء وزملاء العمل في أول أيام الشهر الفضيل وتبادل التهاني وقبول الدعوات، ولكن بعد ذلك يصعب عليك ضبط الوقت وإدراته؛ مما يُؤدي إلى عدم قدرتك على تحديد الأولويات.
إنّ الانشغال بالأمور الاجتماعية بشكل مبالغ فيه يُسبب التعب والإرهاق، ولا يسمح بالتركيز على تحقيق الهدف الأسمى لهذا الشهر المبارك والتفكر بأبعاده النفسية والروحية.
اقرأ أيضًا: الاستثمار العاطفي: كيفية تأثيره في ثقافة الشركة
في شهر رمضان المبارك يكون الصيام من الفجر وحتى المغرب، وبالتالي تكون فترة الطعام والشراب محدودة، فهذان الأمران مهمان لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة لتحمل الصيام والقدرة على التركيز وأداء المهمات بأفضل شكل، لذلك يتطلب الصيام تغييرًا في نمط الأكل والتركيز على جودة الطعام وقيمته الغذائية، بهدف الحفاظ على الصحة العامة وتفادي التعرض لنقص الفيتامينات.
بناءً على ما سبق، يجب التركيز على الطعام المتوازن الذي يشمل البروتينات والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن والكربوهيدرات، وشرب كميات وفيرة من المياه لتجنب التعرض للجفاف أو الشعور بالعطش، ومن المهم أيضًا تفادي الأطعمة المليئة بالسكر والمواد الحافظة والأطعمة المقلية، فهذه الأطعمة تُسبب الكسل، إذ يُمكن استبدالها بالخضار والفواكه.
إنّ الاهتمام بتناول وجبة السحور أمر ضروري، وذلك انطلاقًا من وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: “تسَحَّرُوا؛ فإنَّ في السَّحورِ بَرَكةً“، فالسحور الوجبة التي يتناولها الصائم قبل أذان الفجر، وتُساعده على الحفاظ على نشاطه وتركيزه طوال اليوم حتى أذان المغرب.
يُمكن الاستفادة من وقت الفراغ خلال ساعات الدوام في شهر رمضان لإنجاز العمل بكفاءة وفعالية، وذلك باتباع ما يأتي:
استغل وقت الفراغ في العمل كالاستراحة لتقييم مستوى أدائك وتحديد الجوانب التي يجب عليك تطويرها وتحسينها، مثل: تحديد نقاط القوة والضعف والتحديات التي تُواجهك للوصول إلى حل لها.
يُمكن خلال الشهر الفضيل وفي أثناء أوقات الفراغ في العمل استغلال الوقت لتحسين المهارات وتعلم تقنيات جديدة في العمل، فالطرق التي تهدف إلى ذلك كثيرة، منها: الدورات التدريبية، قراءة الكتب وغيرها.
بالطبع من أكثر التحديات التي ستُواجهك هي التنظيم والترتيب الأوقات، لذلك استغل وقت الفراغ في وضع جدول زمني خاص بكل مهمة.
اقرأ أيضًا: تقنيات ناجحة لإدارة الوقت
إنّ التقليل من الضغط النفسي والجسدي ومحاولتك الدائمة للبحث عن حلول فعالة وعملية في سبيل تطوير ذاتك في بيئة العمل سيُمكنك من عدم الوصول لمرحلة الإرهاق الناتجة عن التوتر والقلق والاضطرابات العديدة، إذ قد تُواجه عددًا من التحديات في بداية الشهر الفضيل، وهذا أمر طبيعي بسبب تغير نمط الحياة، ولكن بالتغذية السليمة وتحديد الأولويات وتنظيم المهام سيكون الأمر سهلًا وبسيطًا.
في حال واجهتك مشكلةً لم تكن قادرًا على حلها وتشعر بسببها بالإجهاد الزائد، فيجب ان تطلب المساعدة من المديرين أو زملاء العمل، فمن الدروس التي يُعلمنا إياها شهر رمضان المبارك هي العمل الجماعي والتعاون، وهذا يجب أن ينعكس على بيئة العمل، ومن الجميل أن تبدأ بها أنت.
إنّ إنجاز العمل في شهر رمضان المبارك بكفاءة وفعالية يتطلب جهودًا ذاتيةً وجماعيةً عنوانها التعاون والعمل الجماعي، ومن المهم أن يهتم كل فرد في وضع خطط فعالة، ويهتم بصحته الجسدية والنفسية، ويُحدد أولوياته، فهذا سيُساهم في منع التشتت وتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعملية وأداء العبادات والقيام بالواجبات الدينية خلال الشهر الفضيل.
كما أنّ استغلال وقت الفراغ بشكل إيجابي لتطوير المهارات والبحث عن حلول فعالة للتحديات والمشكلات سيُمكّن الفرد من إنجاز مهامه على أفضل ما يكون، إلى جانب النوم بشكل كافي والتقليل من الأنشطة الاجتماعية.
مقالات ذات صلة