تستخدم العديد من الشركات اليوم استراتيجيات موارد بشرية مختلفة لتعزيز نموها وازدهارها في المستقبل، ومن هذه الاستراتيجيات المهمة هي تطوير الموظفين في بيئة العمل، إدراكًا منها بأهمية الأيدي العاملة المتطورة في سبيل البقاء في سوق العمل التنافسي.
تطوير الموظفين (بالإنجليزية: Employee Development)؛ هو مجموعة من العمليات التي تقوم بها إدارة الموارد البشرية والمسؤولين في الشركة؛ بهدف تحسين مهارات الموظفين وتطويرهم ورفع أدائهم وتحديد أهدافهم، بالإضافة إلى تعزيز مشاركتهم وخلق بيئة عمل إيجابية، وهذه العمليات لها عدة أشكال، مثل: برامج التدريب، ورش العمل، العمل الجماعي، والندوات وغيرها.
من أفضل الطرق لذلك ما يأتي:
وذلك عن طريق تزويد الموظفين بالأدوات وتمكينهم من استخدامها؛ لتحسين مهاراتهم، مما يتناسب مع أهداف النمو، بالإضافة إلى وجود مسار مهني واضح، وسياسة عمل محددة، فذلك يُسهم بشكل كبير في شعور الموظف بأهميته وتقدير الشركة له، فيُولّد ذلك الانتماء إلى مكان العمل وخلق دافعية وتحسين الإنتاجية والأداء.
إنّ كل موظف من موظفي العمل لديه أسلوب عمل وتعلم فردي، لذلك من المهم الجلوس معهم وسماع أهدافهم وتطلعاتهم، ومناقشة نقاط القوة والضعف؛ لوضع خطة خاصة في تطوير وتحسين المهارات التي تمتع بها، وذلك يضمن عملية تطوير للموظفين مدروسة وناجحة، ويُمكن للشركات الصغيرة توظيف التدريب والتوجيه لتحقيق ذلك، أما الشركات الكبيرة فتطبيق هذا الأمر يكون بحاجة إلى اتباع استراتيجيات شاملة ومنوعة ما بين التدريب والتنفيذ والعمل.
إنّ الموظفين نسيج مهم في الشركة وجزء لا يتجزأ منها، وإنّ تعزيز نهج التعاون يبدأ من الإدارة لتنمية مكان العمل، فمن المهم السماع من الموظفين رؤيتهم نحو العمل في الشركة وأهدافها، من خلال الأقسام المختلفة، كل حسب قسمه وتخصصه، كما يُمكن اتباع عدة طرق، مثل: الاجتماعات الرسمية، واستطلاعات الرأي وغيرها.
اقرأ أيضًا: توجيه الموظفين الجدد.
القاعدة الجوهرية في عملية تعزيز الموظفين في مكان العمل تكون عبر إعطاء الأولوية لتطوير المهارات؛ لضمان نجاح كل واحد في مركزه ومنصبه، كما أنّ عملية تحسين المهارات تحتاج إلى تدريب أكثر من غيرها من المجالات، ولها نتائج إيجابية على المدى الطويل، وتُساعد هذه الطريقة أيضًا في تحديد الفجوات بين مستويات المهارات المطلوبة والفعلية؛ لرفع الأداء العام والكفاءة في العمل.
التواصل المنظم والفعال هو مفتاح نجاح أيّ شركة، فهذا إثبات على سعي الإدارة وجديتها لتحسين ظروف العمل وتطوير الموظفين، كما يفتح المجال أمام طرح أفكار واقتراحات فعالة في بيئة العمل، وضمان رضا الموظفين بمجرد معرفة كل ما يحتاجونه.
كما من المهم أن يكون هناك تواصل فعال بين الموظفين أنفسهم، من خلال العمل ضمن مجموعات، ووضع استراتيجية لخلق ثقافة قوية للشركة، مبنية على قيم ومعتقدات داخل مكان العمل تضمن الألفة والمحبة والتعاون.
إنّ تقديم التغذية الراجعة باستمرار للموظفين، يُساعد في تقدم عملية التطور، من خلال تقديم النصائح، والتأكد من فهم الموظف لدوره وما يتعلق به من أعمال، فذلك يُسهم في اتخاذ إجراءات سريعة من أجل التحسين، وأحد الطرق التي تُؤثر بشكل إيجابي في إعداد خطط خاصة بالتنمية الفردية ومتابعة النتائج المتعلقة بها.
وذلك يكون من خلال مشاركة الموظفين للخبرات والمعلومات والحديث عنها للآخرين من خلال القول أو إيجاد نظام يدعم ذلك، مثل: العمل ضمن أفرقة، فهذا يُعزز بيئةً عمليةً قادرةً على النمو، كما يُمكن أن يُقدم الموظفون ورش عمل وقيادة أنواع مختلفة من التطوير؛ لإنشاء ثقافة تعلم خاصة من نظير إلى نظير.
اقرأ أيضًا: كيف توظف موظفين جدد؟
كما أنّ هناك موظفين يرغبون بمشاركة خبراتهم المتنوعة، لكن لا يعرفون كيفية تطبيق ذلك، فمثلًا مشاركة هؤلاء الموظفين بدورة لتدريب المدربين من شأنها بناء مهارات نقل المعرفة والخبرات التي تحتاجها الشركة للنجاح، وبذلك تكون الشركة قد أزالت عائقًا قد يواجه الموظف بإتاحة الفرصة المناسبة في مشاركة خبراته مع الآخرين.
تحتاج الشركات إلى فهم أنّ تنظيم ورشة عمل من حين لآخر لن يُساعد لوحده على تطوير مهارات الموظفين في بيئة العمل، فبدلًا من ذلك، يتعين عليهم إنشاء بيئة تعليمية محددة، حيث يُمكن للموظفين التعلم في أيّ وقت، مثل: تقديم بدل خاص للموظفين يُمكنهم من خلاله تحسين مهاراتهم، فبهذه الطريقة تتجنب الشركة حصر الموظف، فيمكن أن يُسجل في دورات مختلفة لتعزيز مهاراته.
كما يجب وفير الوقت الكافي للموظفين، حتى يتمكنوا من التركيز على التعلم، مثل: منحهم يومًا إضافيًا للإجازة، أو السماح لهم بمغادرة العمل بأوقات محددة؛ لأغراض تعليمية.
من المهم العمل على سد الفجوة بين الأقسام المختلفة، والسماح للموظفين بالتعاون معًا، مثل: عمل مناقشات وندوات بين الإدارات والأقسام المختلفة، حتى يتمكن الموظفون من مشاركة معارفهم مع بعضهم البعض.
بالإضافة إلى ذلك، يُمكن دمج موظفي قسمين مختلفين في فريق، حتى يتمكنوا من نقل معرفتهم إلى بعضهم، فمثلًا إذا كان المسوقون يعملون مع مندوبي المبيعات، فيُمكنهم فهم العملاء بشكل أفضل وتصميم خطط تسويقية مخصصة لذلك.
هناك مجموعة من المهارات التي يجب أن تكون في الموظف لتُساعده على التطور في مكان العمل بالشكل المناسب، وهي كالآتي:
تُعد من أهم المهارات التي يحتاجها الأشخاص، فهي مهمة في إبرام الصفقات والتسويق وتحديد المكاسب؛ للتوصل إلى أرضية مشتركة.
اقرأ أيضًا: كيف تضع مخطط هيكل تنظيمي لشركتك؟
فهي تُعنى في تنظيم العمل مع الآخرين ومعرفة كل شخص لمسؤولياته؛ لتحقيق الأهداف المشتركة وبناء فريق عمل قوي ومترابط.
هي مهارة عمل أساسية ومهمة، من شأنها خلق وعي ذاتي ووعي جماعي؛ للتحكم بشكل أكبر في الأفعال والعواطف، مما يخلق توازنًا ما بين العمل والحياة الشخصية.
وهو أسلوب يعتمد على قدرة الفرد على التواصل مع الآخرين والتكيف معهم، ويرتبط بمهارة الاستماع الجيد ولغة الجسد وطريقة الكلام والعاطفة.
من أكثر المهارات الصعبة والمطلوبة في سوق العمل، نظرًا إلى أهمية التعامل مع البيانات وما يتصل بها من مشكلات معقدة.
إنّ عملية تطوير الموظفين في بيئة العمل تحتاج إلى خلق ثقافة التعلم الذاتي والجماعي داخل المؤسسة، وجلعها عادةً، فلا سبيل للتطور والتقدم والعمل المهني دون إدراك لأهمية الاستفادة من خبرات الموظفين، وإشراكهم في تحديد الأهداف، والعمل على إنشاء خطط تنمية مدروسة.
كما أنّ لقسم الموارد البشرية دورًا مهمًا في وضع أساس متين وتمهيد الطريق للموظفين بالتعاون مع الإداريين؛ بهدف تحسين وتطوير وتنمية مكان العمل بوضع استراتيجيات تعتمد على أهداف وموارد الشركة وإمكانياتها، وهذا من شأنه يفرض سياسة تطويرية للموظفين داخل المؤسسة.
مقالات ذات صلة