في أثناء القيام في المهام اليومية قد يشعر البعض بأنّه منشغل للغاية ولا يستطيع مقابلة الآخرين أو استلام مهام جديدة أو إنجاز المهام الحالية، ولكن في الواقع قد يكون الأمر مختلفًا، فهناك علامات تُشير إلى وهم الانشغال، إذ ستتعرف في هذا المقال حول هذا الموضوع أكثر.
يتظاهر البعض بالانشغال لعدة أسباب قد تكون شخصية أو مهنية، ومنها ما يأتي:
إذ يظن بعض الأشخاص أنّ التظاهر بالانشغال يُعطيهم أهمية، وبهذا يفرضون احترامهم، فهُم يظنون أنّ ذلك سيجعل وقتهم ثمينًا.
إنّ بعض الأشخاص يشعرون بالخجل، ويُعانون من صعوبة في الاندماج مع الآخرين، فيختارون التظاهر بالانشغال؛ لشعروا بالأمان والراحة.
إنّ هناك بعض الأشخاص يستصعبون قول “لا” للآخرين، فيتظاهرون بالانشغال حتى لا يتعرضوا لضغط العمل.
لا يستطيع الكثير من الموظفين معرفة كيفية تحديد الأولويات، لذلك فإنّهم يتظاهرون بالانشغال لصعوبة إدارة وقتهم ومعرفة طرق تنظيمه.
إنّ التظاهر بالانشغال في ظن بعض الأشخاص يُساعد على التهرب من المواعيد والمناسبات والالتزامات.
إنّ المفاخرة بالانشغال من الحالات التي يشعر بها الشخص بأنّه مشغول، وليس لديه الوقت للقيام بأمور متنوعة، ولكن واقعيًا يكون ذلك تفخيمًا لحجم المهام أو محاولة لإشغال الذات بشكل زائد، ومن العلامات التي تدل على هذا الأمر ما يأتي:
من الأمور التي تدل على أنّك موهوم بالانشغال هي التفكير الزائد بالأمور الصغيرة، إذ إنّ ذلك يُسبب القلق والتوتر والضغط النفسي، إلى جانب تشتت الانتباه وعدم القدرة على التركيز، مما يُؤثر على الإنتاجية في العمل، وإنجاز المهام الرئيسة، والتفكير الزائد في الأمور الصغيرة تتعدد أسبابه، منها: نمط الحياة السريع، الانتقال بين المهام بشكل متكرر، تركيز الجهد على النتائج، وليس طريقة العمل، وصعوبة تحديد الأولويات.
اقرأ أيضًا: كيف تتغلب على تأثيرات بيئة العمل السامة؟
إنّ متوسط عدد ساعات العمل بدوام كامل يقع بين 47 – 48 ساعة في الأسبوع، وإذا كنت تعمل لساعات أقل من ذلك، فأنت أقل انشغالًا من الشخص العادي، وهذا لا يعني أنّه يجب أن تصل ساعات عملك إلى أكثر من 47 ساعة، فأيّ عمل يزيد عدد ساعاته عن 40 ساعة هو عمل مرهق، بل المقصود هنا أنّها وسيلة لمعرفة ما إذا كنت مشغولًا حقًا، أو أنّك تتوهم ذلك.
يُفضل الحصول على 7 إلى 9 ساعات من النوم يوميًا، ويعتمد معدل ساعات النوم على مدى انشغال الفرد والتزاماته وأولوياته، فإذا وجدت نفسك تحصل على 7 إلى 9 ساعات كاملة من النوم كل ليلة، فهذا يدل على أنّك تعتني بنفسك لتكون منتجًا، وفي الوقت نفسه يدل على أنّك لست مشغولًا كما تعتقد.
إنّ هذا الأمر نسبي، يعتمد اعتمادًا كليًا على طبيعة المهام التي تُؤديها، إذ يقترب متوسط الرسائل الإلكترونية من 121 رسالة بريد إلكتروني كل يوم، ويُعد البريد الإلكتروني مؤشرًا على عبء العمل والإنتاجية، إذ إنّه من العلامات التي تدل على ما إذا كنت مشغولًا أو لا.
الأشخاص المشغولون عادةً ليس لديهم الوقت الكافي لقضائه مع أصدقائهم وأحبائهم، لذلك إذا كنت تقضي وقتًا مع عائلتك وأصدقائك، فهذا يدل على أنّك لست منشغلًا، فهناك أشخاص لا يستطيعون رؤية المقربين إلا بضع ساعات.
إنّ الإجازات والعطلات مهمة، فإذا واصلت السير في العمل دون إعطاء نفسك فرصة لفك الضغط وإعادة تقييم حياتك، فستتأثر إنتاجيتك وستتعرض للإرهاق، لذلك إذا كان لديك متسع من الوقت لقضاء الإجازات بانتظام، على الأقل أسبوع من أيام الإجازة في عام معين، فأنت لست مشغولًا كما تدعي.
اقرأ أيضًا: العمل عن بعد: أهم 11 مهارة تحتاجها لتكون ناجحًا
إنّ متابعة البرامج الترفيهية كالأفلام والمسلسلات من العلامات التي تدل على مدى انشغالك، فإذا كنت تدعي أنّك مشغول، وفي الوقت ذاته تُتابع التلفاز بشكل منتظم، فهذا يعني أنّه يجب إعادة التفكير في أولوياتك، فالأشخاص المشغولون لا يستطيعون قضاء وقتهم في المتعة ومتابعة البرامج التلفزيونية.
إنّ قضاء وقت طويل في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي من العلامات التي تدل على أنّك تدعي الانشغال، فإذا كان لديك وقت في الجلوس على هذه الوسائل لساعات دون الشعور بضياع الوقت، فهذا مؤشر على أنّ لديك وقت فراغ، وهذا في حال كنت تستخدم هاتفك أكثر من ساعتين في اليوم.
من الطرق التي تُساعد على التغلب على علامات وهم الانشغال ما يأتي:
اجلس واسأل نفسك سؤالًا حول كيفية قضاء الوقت، فهذا يُساعدك على أن تكون أكثر وعيًا بأهمية عدم إهدار وقتك واللجوء إلى الاعتذار بحجة الانشغال، فالتفاخر بالانشغال أحيانًا يجعل بعض الأشخاص ينفرون منك، وهو أحد العوامل التي تُشتت الانتباه، وتُفقدك على التركيز على مهامك اليومية، لذلك خذ قرارًا حول هذه المشكلة وألزم نفسك به.
يُمكن أن تلجأ إلى تغيير عاداتك اليومية، كمحاولة للتغلب على مشكلة وهم الانشغال، لذلك أعد التفكير بروتين يومك منذ بدء الصباح وحتى نهاية اليوم، فقد يُساعدك ذلك على تبديل عاداتك السيئة وتجنب إهدار الوقت بما لا ينفع.
إنّ ضياع الوقت وعدم القدرة على تنظيمه من الأمور التي تُوهمك بأنّك مشغول، لذلك احرص على جدولة المواعيد وتنظيم الوقت منذ بداية اليوم وحتى نهايته، فهو السبيل الذي من خلاله تستطيع التغلب على مشكلات أداء المهام، وتحقيق التوازن بين الحياة العملية والشخصية.
اقرأ أيضًا: 9 طرق لتعزيز تطوير الموظفين في بيئة العمل
أعد تقييم أولوياتك وانظر إلى المهام اليومية المملة التي مطلوب منك أداءها، بحيث تعمل على ترتيب المهام من الأصعب إلى الأسهل أو العكس، ويكون لديك قائمة بالمهام الروتينية، وهذه النقطة تتقاطع مع أهمية جدولة الوقت وتنظيمه، فتحديد الأولويات جزء لا يتجزأ من إنجاح إدارة الوقت.
إنّ علامات وهم الانشغال متعددة، ولا تُساهم في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعملية، كما أنّها من أسباب خفض الإنتاجية والكسل، لذلك يجب ألا يستسلم الشخص إلى هذا الوهم، ويتفاخر به أمام الآخرين؛ ليُحافظ على صحته العقلية والجسدية.
بالتالي إنّ التفكير في الأمور الصغير، والعمل لأقل من 47 ساعة في الأسبوع، والحصول على قسط كافي من النوم، والمراسلات القليلة، والالتقاء بالأهل والأصدقاء، وأخذ إجازة بانتظام، ومتابعة البرامج الترفيهية، وقضاء وقت على وسائل التواصل الاجتماعي والهاتف، كل هذا من العلامات التي تدل على أنّك شخص يدعي الانشغال.
مقالات ذات صلة