يُعد جذب المواهب أمرًا حيويًا للشركات الصغيرة والمتوسطة، إذ إنّ المواهب مكون أساسي في بناء وتحقيق أهداف الشركة، ويُساهم بشكل كبير في نمو الأعمال وازدهارها، ولكن هناك منافسة كبيرة في سوق العمل لاستقطاب الكفاءات، والشركات الصغيرة والمتوسطة تُنافس الشركات الكبيرة في هذا المجال، وفي هذا المقال ستتعرف أكثر على هذا الموضوع.
الشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs)؛ هي الشركات التي تمتلك عددًا محدودًا من الموظفين، وتُحقق إيرادات قليلة مقارنةً بالشركات الكبيرة، ولا يُوجد تعريف دقيق للشركات الصغيرة والمتوسطة، إلاّ أنّ هناك بعض القياسات التي يتم ابتاعها للاستدلال على نوعية هذه الشركات.
فمثلًا؛ في الاتحاد الأوروبي، تُصنّف الشركات الصغيرة والمتوسطة على أنّها الشركات التي تضم من 10 – 249 موظفًا، وتُحقق إيرادات سنويّة تتراوح بين 2 – 50 مليون يورو، وفي سنغافورة تُعتبر مؤسسات ذات حجم مبيعات سنوي يقل عن 100 مليون دولار سنغافوري، وتضم أقل من 200 عامل.
من أفضل الطرق لاستقطاب الكفاءات في الشركات الصغيرة والمتوسطة ما يأتي:
وذلك من خلال إنشاء بيئة ممتعة وجذابة تُركّز على التعاون والتواصل، إذ سيخلق ذلك شعورًا بالانتماء، بحيث يُريد الأشخاص أن يكونوا جزءًا من هذا العمل، ومن المهم أيضًا احترام الخصوصية الشخصية، وفهم احتياجات المتقدمين والموظفين، فثقافة الشركة تُساهم في خلق سمعة طيبة لها.
إنّ التنوع والمساواة والشمول من العوامل التي تُساهم في استقطاب الكفاءات والمواهب إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة، فالعمل في بيئة متنوعة وشاملة تُحفز على الإبداع والابتكار والإنتاجية، وتُساهم في جعل الشركة أكثر جاذبيةً للموظفين والعملاء على حد سواء، ومن الطرق التي يُمكن أن تُساعد على الاهتمام في التنوع والمساواة والشمول ما يأتي:
اقرأ أيضًا: ما العوامل المؤثرة في استقطاب وجذب الكفاءات؟
إنّ تقديم فرص النمو الوظيفي للعاملين هو جزء رئيس من عملية جذب المواهب في الشركات الصغيرة والمتوسطة، فإذا كان الموظف يشعر بأنّه يتلقى الدعم اللازم لتطوير مهاراته والنمو المهني، فإنّه سيشعر بأنّ الشركة تهتم بمستقبله، وهذا يخلق لديه التزامًا بالعمل.
هناك عدة طرق يُمكن من خلالها عرض فرص النمو الوظيفي للمرشحين والعاملين، وهي كالآتي:
إنّ وصف الوظيفة الجيد من العوامل التي تُساعد على استقطاب الكفاءات للشركات الصغيرة والمتوسطة، إذ يجب أن يتضمن وصف الوظيفة الجيد العديد من العناصر، أهمها ما يأتي:
وهذا بهدف توضيح المسمى الوظيفي المطلوب بشكل واضح ودقيق.
إذ يتمكن المتقدمون للعمل فهم الأمور المطلوبة والمسؤوليات في المنصب المعلن عنه.
إذ يتمكّن المتقدمون للوظيفة من تحديد ما إذا كانوا مؤهلين لشغل المنصب المعلن عنه أو لا.
يجب توضيح موقع العمل في وصف الوظيفة، ليتمكن المتقدمون من تحديد ما إذا كان مكان العمل وطبيعته يتوافقان مع ما يتطلعون إليه.
إذ يجب توضيح المتطلبات الشخصية التي يجب توافرها لدى المرشح، مثل: المهارات الشخصية والقدرات، فهذا كله يُساعده على أداء العمل بكفاءة.
مثل: فرص النمو والتدريب والتطوير والحوافز المالية، وذلك لجذب الكفاءات وتشجيعهم على التقدم للشاغر.
اقرأ أيضًا: 8 عناصر رئيسة لبناء استراتيجية إدارة المواهب
تحديد المنصات المناسبة لنشر الوظائف هو جزء مهم في عملية استقطاب الكفاءات، ويُمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة استخدام مجموعة متنوعة من المنصات والأدوات للوصول إلى المرشحين المناسبين، وأهم هذه المنصات هي منصة اللينكد إن، إذ إنّها تُتيح الوصول إلى مجموعة واسعة من الباحثين عن عمل، ويُمكن من خلالها أيضًا بناء هُوية رقمية وتعزيز تواجد الشركة كنوع من التسويق.
إنّ مواقع التواصل الاجتماعي مهمة جدًا في عملية جذب المواهب المناسبة، فهي وسيلة للترويج لصورة الشركة، ويُمكن من خلالها إنشاء محتوى جذاب، والاستفادة من الإعلانات المدفوعة، وذلك عبر استهداف المرشحين المناسبين عن طريق اختيار العمر والموقع والاهتمامات والمهارات، وهذا يساعد في وصول الإعلان إلى شريحة واسعة من المرشحين المحتملين.
من الأمور التي تجذب المرشحين المناسبين إلى بيئة العمل هي مراعاة المرونة، فهي مطلب أساسي في ظل هذا التطور التكنولوجي، إذ إنّها وسيلة مهمة لتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والحياة العملية، وهناك عدة طرق يُمكن اتباعها في سبيل تحقيق المرونة، وهي كالآتي:
وذلك من خلال توفير الشركات الصغيرة والمتوسطة جذب أفضل المواهب عن طريق توفير بيئة عمل جاذبة وداعمة للعاملين، وبالتالي يُنصح الشركات في تشجيع التواصل الفعال والشفاف بين الفريق والإدارة، وتبني سياسة العمل الجماعي، وتوفير الفرص للمشاركة والمساهمة، إلى جانب الاستثمار في تطوير المهارات، والتأكد من توفير التجهيزات اللازمة والمساحات المناسبة للعمل.
اقرأ أيضًا: الفرق بين إدارة الموارد البشرية وإدارة المواهب
إنّ الانفتاح على الأفكار الجديدة من العوامل المهمة التي تُساعد على استقطاب الكفاءات في الشركات الصغيرة والمتوسطة، فعندما يشعر المرشحون بأنّهم موضع تقدير واهتمام، ويتم تشجيعهم على تقديم أفكارهم وآرائهم، فإن ذلك يشجعهم على الإسهام بشكل أكبر بعد ذلك في تطوير المؤسسة
بالإضافة إلى ما سبق، يُمكن أن يُؤدي الانفتاح على الأفكار الجديدة إلى تحقيق العديد من الإيجابيات، مثل: زيادة الإنتاجية وتحسين الجودة والابتكار وتحقيق الأرباح، وهذا بدوره يجذب الموظفين الموهوبين الذين يتمتعون بالحماس والرغبة في التطور وتحقيق أفضل النتائج.
إنّ عملية جذب المواهب واستقطاب الكفاءات هي أمر مهم يجب أن تُركز عليه الشركات الصغيرة والمتوسطة في سبيل الحفاظ على تواجدها في سوق العمل وضمان الاستمرارية والاستدامة، وهناك عدة طرق يُمكن اتباعها في هذا الصدد، مثل: التركيز على ثقافة الشركة للحفاظ على سمعتها، والاهتمام في التنوع والمساواة والشمول لضمان العدالة، وعرض فرص النمو للموظفين لخلق ولاء عند العاملين، وكتابة وصف وظيفي جيد، وتحديد المنصات المناسبة، والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ومراعاة المرونة، وإشراك الفريق، والانفتاح على الأفكار الجديدة.
مقالات ذات صلة
هل تعمل في مجال المبيعات العقارية؟
خصص بضعة دقائق لملء هذا الاستبيان
وساهم بشكل مباشر في تطوير حلول مصممة خصيصاً لمواجهة التحديات في مجال المبيعات العقارية.
شارك الآن وكن جزءا من التغيير