إنّ إدارة الموارد البشرية وإدارة المواهب استراتيجياتان ترتبطان بالتوظيف والتدريب وطريقة تطوير الموظفين وبيئة العمل، ويرتبطان ببعضهما البعض، ولكنهما من جانب آخر يختلفان في التفاصيل، وفي هذا المقال ستتعرف على الفرق بينهما وما يتصل بذلك.
يكمن الفرق بين المفهومين فيما يأتي:
إدارة الموارد البشرية (بالإنجليزية: Human Resources Management)؛ مفهوم موجود منذ بداية ظهور علم الإدارة، حيث إنّه يُمثل الصلة ما بين الموظفين والإدارة، ويُركّز على العاملين في الشركة ووظائف الإدارة المرتبطة بالتعويضات والتدريب والمزايا والأداء والسلامة، وتُوكل إليه مهام عديدة، مثل: مقابلات العمل والتوظيف والتوجيه، وهو الذراع الإدارية للشركة أو المؤسسة.
أمّا مفهوم إدارة المواهب (بالإنجليزية: Talent Management)؛ فهو مفهوم جديد نسبيًا، إذ يُمثل أحد المجالات المتخصصة في إدارة القوى العاملة، والتي تهدف إلى إدارة مواهب الموظفين ورعايتها بفعالية، وتُركّز على تطوير ورفع كفاءة المواهب في المؤسسة، والتخطيط لجذب أفضل الموظفين والمديرين ذوي المهارات العالية، إلى جانب العمل على الاحتفاظ بهم وتحفيزهم.
إنّ إدارة القوى العاملة أيّ البشرية لديها هدف تسعى لتحقيقه، مثل: رفع إنتاجية موظفيها وتشجيعهم وتحفيزهم، وبالتالي تحقيق عمل وإنجاز ناجح، ينما تُركز الإدارة المتعلقة بالمواهب على رعاية المواهب المخفية أو الظاهرة عند الموظفين، وتمكينهم لتطوير أداء الشركة على المدى الطويل.
تُركز إدارة القوى العاملة أيّ البشرية بشكل أكبر على الإدارة، حيث تتعامل مع المزايا وأيام الإجازات والرواتب والشكاوى، بينما تُركز إدارة المواهب على مساعدة أفضل المواهب وتنميتها في المؤسسة، إذ تهدف إلى إعادة تحفيز وتطوير هذه المواهب بطرق ووسائل عديدة، إلى جانب إبراز أفضل ما في الموظف.
كما أنّ إدارة القوى العامة أيّ البشرية تكون عمليةً منفصلةً في حد ذاتها، بينما الإدارة المتعلقة بالمواهب تكون عمليةً متكاملةً مع الأقسام والأنشطة الأخرى داخل الشركة؛ حيثُ تعمل على عدّة استراتيجيات للوصول إلى أهدافها؛ فمثلًا تهتم في بناء علامة تجارية قوية للشركة كي تجذب أفضل الموظفين؛ وهذا يتعدى العمل مع قسم الموارد البشرية إلى العمل مع القيادة التنفيذية للتخطيط الاستراتيجي الشامل وتنسيق عملية توظيف وتطوير المواهب.
اقرأ أيضًا: مستشار الموارد البشرية
في ضوء ما سبق، تُحدد الإدارة المتعلقة بالمواهب الإمكانات، وتعمل باستمرار على تحسينها من خلال المراجعات والتدريب والتوجيه وغير ذلك، بينما تُركّز إدارة القوى العامة أيّ البشرية على وضع هياكل الأجور والعطل ومعالجة المشكلات والنزاعات وتنظيم أمور العمل وما إلى ذلك.
تُنفّذ جميع عمليات إدارة القوى العاملة أيّ البشرية من قبل القسم الخاص بذلك من غير تدخل من الإدارة التنفيذية أو الأقسام، بينما تحتاج الإدارة المتعلقة بالمواهب إلى تدخّل القادة والمديرين والموظفين والعمل معًا والتعرف على الإمكانيات والتوصيات والمراجعة الدورية لتقدمهم وإنجازاتهم.
إنّ الموارد البشرية أكثر اهتمامًا بالجوانب الإدارية، فعملها يختص بالأجور وأيام العطل والمكافآت والعقوبات والتعويضات، بينما إداراة المواهب محور عملها يرتكز على تحسين المواهب والتطوير المهني والتقدم الوظيفي داخل الشركة.
كما أن إدارة القوى العاملة أيّ البشرية أكثر تكتيكيةً، حيث تُركّز أكثر على الإدارة اليومية للأشخاص في الشركة، أما الإدارة المتعلقة بالمواهب فعبارة عن استراتيجيات وأنظمة متكاملة مصممة لتحسين العديد من العمليات داخل الشركة.
إلى جانب أنّ إدارة القوى البشرية مُحرّك للعديد من العمليات داخل الشركة، بينما الإدارة المتعلقة بالمواهب تتطلب وتحتاج مشاركة كل الشركة والتعاون بين بعضهم البعض، إذ تتمحور الإدارة البشرية حول الاستقطاب الفعال للموظفين الذين يُمثلون موارد الشركة، حيث تقوم بتوظيفهم ثم الحفاظ عليهم، أما الإدارة المتعلقة بالمواهب فتسعى إلى اكتشاف مواهب الموظفين وتطويرها ووضع استراتيجيات لذلك.
إنّ استراتيجية إدارة القوى العاملة أيّ البشرية تكمن فيما يأتي:
من خلال مواءمة القوى البشرية مع الأهداف المؤسسية والتشغيلية.
من خلال تحديد العدد المناسب للقوى البشرية.
وذلك من خلال متابعة الالتزام بالتشريعات القانونية.
إنّ وضع استراتيجية واضحة لإدارة القوى العاملة البشرية يُسهم في قيادة عمليات الترقيات وتطوير المسار الوظيفي، وهذا بدوره يُؤثر على حافزية الموظفين.
اقرأ أيضًا: كيف تحل أكبر التحديات ذات الصلة باستقطاب الكفاءات
وذلك من خلال اتباع نهج معين في الإدارة المتعلقة بالمواهب ومجالات التطوير المهني والتقييم.
وذلك من خلال وضع معايير معينة ومنع التحيز وتوفير فرص متساوية بناءً على المهارات والقدرات.
أما عند تطوير استراتيجيات الإدارة المتعلقة بالمواهب، يتم الاعتماد على 4 مكونات رئيسية، وهي كالآتي:
وذلك من خلال بناء شبكة توظيف تعمل على اكتشاف المواهب الجديدة وتوظيفها.
ويكون ذلك من خلال ضمان أداء الموظفين بمستوى عالٍ تبعًا لعمليات مراجعة تقيس الأداء وتُحسّنه.
وذلك من خلال إنشاء برامج تدريب وتوجيه فعالة، تُساعد على تطوير المهارات الأساسية التي يحتاجها الموظفون لتطويرهم ورفع مستوى أدائهم.
وذلك من خلال الحفاظ على المواهب عالية الأداء داخل الشركة عبر تطوير خطط التعاقب التي تحكم كيفية قيام المؤسسات بتنمية فريق موهوب من الموظفين.
تتلخص الإجابة عن هذا السؤال فيما يأتي:
تُوفر الاستراتيجيات الإدارية المتعلقة بالمواهب فرصة جذب أفضل الكفاءات المهنية للمؤسسة، مما يخلق علامةً تجاريةً لصاحب العمل، والتي تنعكس بصورة إيجابية على أداء ونتائج الأعمال.
تُساعد الاستراتيجيات الإدارية المتعلقة بالمواهب في الحفاظ على الموظفين ومحاولة تطويرهم ورفع أدائهم وتشجيعهم، وذلك باتباع كافة الوسائل والأساليب المتعلقة بالمحفزات المالية والمعنوية، من خلال التنسيق مع قسم الموارد البشرية.
تُساعد الاستراتيجيات الإدارية المتعلقة بالمواهب في تحديد ما هو الأنسب لكل موظف، بناءً على إنشاء خطط تنموية فردية وتقييم الأداء العام.
إنّ الاستراتيجيات الإدارية المتعلقة بالمواهب تعمل على تعزيز مفهوم المشاركة والتعاون، والاهتمام بتحفيز الموظفين، وهذا بدوره سيخلق بيئة عمل سعيدة.
اقرأ أيضًا: تقييم الأداء الوظيفي
فمن خلال خلق بيئة عمل سعيدة للموظف، وضمان راحته وتشجيعه، سيعمل كله هذا على زيادة رضا العملاء عن الخدمة والتعامل مع الموظفين.
على الرغم من الاختلافات البسيطة ما بين إدارة الموارد البشرية وإدارة المواهب، إلا أنّهما يُكملان بعضهما، وذلك تبعًا للأهداف وطبيعة المهام والاستراتيجيات والاهتمامات، وهذا بدوره ينعكس على أداء العاملين وإنجازات الشركة وجذب أفضل الكفاءات لها، من خلال وضع الأسس والركائز الصحيحة لذلك.
مقالات ذات صلة