قد يُشكل الاحتراق الوظيفي مشكلةً لا يُمكن السيطرة عليها، فتتفاقم وتُؤثر على الوظيفة، إذ لها عدة أبعاد خطيرة قد تقضي على مستقبلك ومسيرتك المهنية، ولكن لا تقلق إذ يُمكن منع الاحتراق وعلاجه قبل أن يظهر أو يزداد، وعليه يجب أن تكون أكثر وعيًا بالمفهوم والأعراض ومدى الخطورة والعلاج الأنسب.
الاحتراق الوظيفي أو الإرهاق الوظيفي (Job Burnout)؛ هي حالة نفسية مزمنة تُصيب الموظف في عمله، نتيجة عدة عوامل، منها: الإجهاد والتوتر والقلق، مما يُؤثر بشكل سلبي على النشاط البدني ونفسية الموظف، فيُساهم ذلك في تراجع الإنتاجية في العمل وصعوبة أداء المهام المتعلقة بذلك.
في ضوء ما سبق، تُصيب هذه الحالة الموظفين العاملين مدة سبع سنوات وأكثر في الوظيفة ذاتها، ولها ثلاثة أبعاد، هي: الإرهاق العام، التشاؤم، وضعف القدرة البدنية، مما يُسبب كل ذلك كره مكان العمل، ويُشير الباحثون إلى أنّ السمات الشخصية للموظف والحياة الأسرية لها تأثير في إصابة الموظف بالإرهاق الوظيفي.
تتلخص علامات هذه الحالة فيما يأتي:
مثل: مشكلات في النوم، الصداع الدائم، ضعف المناعة، ارتفاع ضغط الدم، مشكلات في الجهاز الهضمي، تقلبات في الشهية، انخفاض الطاقة، زيادة الأوجاع والآلام.
مثل: انخفاض التركيز، تقلب المزاج.
مثل: الاكتئاب، انعدام الثقة بالنفس، الشعور بعدم القيمة، التفكير بالموت، مشاعر اليأس والأفكار السلبية، وفقدان الاهتمام بالأمور المفضلة.
مثل: الاستياء من العمل، عدم التواصل مع الزملاء، عدم القدرة على القيام بعمل واحد، واستنزاف موارد الشركة.
كما يُوجد طريقة لتكتشف ما إذا كنت مصابًا بالاحتراق أو الإرهاق الوظيفي، وذلك بالإجابة على الأسئلة الآتية:
اقرأ أيضًا: 4 نصائح لتقليل معدل دوران العمالة.
إذا كانت إجابتك نعم عن الأسئلة السابقة، فهذا مؤشر على إصابتك بالاحتراق أو الإرهاق الوظيفي، وقد تكون هذه الأعراض دلالةً على مشكلات صحية جسدية ونفسية خطيرة.
هناك عدة أسباب لهذه الحالة، تتلخص فيما يأتي:
إذ يُؤثر ضغط العمل الكبير على قدرة الموظف على السيطرة في قراراته وأدائه، مما يتسبب بتراجع إنتاجيته، ويزيد في شعوره بالإنهاك والتعب والقلق والتوتر.
إذا كان العمل يستنزف وقتك وجهدك، حتى خارج ساعات الدوام الرسمي، بحيث لا يُمكنك قضاء بعض الوقت مع العائلة والأصدقاء، فقد يتسبب ذلك بشعورك بالإرهاق، مما يُؤدي إلى اضطرابات عديدة على مستوى الحياة المهنية والشخصية.
ذلك لأنّها تُسهم في زيادة التوتر العصبي لدى الموظف، فقد لا تكون بيئة العمل مستقرةً، مثل: وجود قلة احترام، تعرض بعض الموظفين للتنمر، تدخل المدير بكل صغيرة وكبيرة في أعمال الوظيفة، وعدم الثقة بالموظفين وغير ذلك.
إنّ التواصل الجيد مع الإدارة يُشعر الموظف باهتمامها الشديد والحقيقي بالأفراد داخل المؤسسة وتطويرهم، كما أنّه يُسهم في بناء ثقافة للشركة، وغياب كل هذا يُؤدي إلى شعور الموظف بالإحباط وعدم الاهتمام.
إنّ عدم فهم الموظف لصلاحياته ودوره داخل الشركة وما يتوقعه منه المدير، يتسبب بعدم شعوره بالارتياح والفوضوية بالعمل.
إنّ انعدام المساواة بين الموظفين، وتفضيل البعض على حساب الآخرين، قد يُولد شعوراً بغياب العدالة وانعدام الثقة في بيئة العمل، وهذا يُؤدي بلا شك إلى انخفاض الإنتاجية، وعدم الانتماء لبيئة العمل.
اقرأ أيضًا: نصائح لتوظيف الشخص المناسب.
في ضوء ما سبق ذكره، إنّ هذه الأسباب في حال اجتماعها مرةً واحدةً أو وجود واحد منها قد تؤدي إلى آثار وخيمة، وشعور الموظف بالإحباط الشديد والسلبية اتجاه مكان العمل، فيُؤثر ذلك بشكل مباشر على الإنتاجية والأداء، بالإضافة إلى الإرهاق والقلق.
يُشير عدد من الخبراء إلى أنّ الأشخاص الذين يعانون من الإرهاق الوظيفي لفترة طويلة معرضون للوفاة المبكرة بنسبة 26 – 35% بالإضافة إلى مشكلات جسدية، وهُم أكثر عرضةً بثلاث مرات لخطر الإصابة بالاكتئاب وأمراض القلب في المستقبل، مع احتمالية الإصابة بمرض السكري.
طريقة التعافي من هذه الحالة تكون من خلال الآتي:
إنّ وجود مشرف مباشر أو قسم الموارد البشرية من شأنه متابعة عمل الموظفين وتطورهم والتحديات التي تُواجههم، لذلك قد تكون فكرة التحدث مع أحدهم جيدة، ومشاركة مخاوفك معهم، إذ يُمكن أن تكون نتيجة ذلك وضع خطة معينة أو تغيير مهام معينة.
إنّ البحث عن عمل جديد، يعني تحدٍ جديد وتبديل للمهام، حيث يُمكن أن يُساعدك ذلك في تطوير نفسك ومساعدتك في التخلص من بيئة العمل الصعبة والمرهقة والفوضوية.
إذا لم تكن قادرًا على التحكم في بعض الأمور، وشعرت بأنّك معرض لأن تفقد نفسك، فالأفضل في هذه الحالة اللجوء إلى أخصائي نفسي أو طبيب، يكون قادرًا على تحديد ما يُمكن أن تفعله في المرحلة المقبلة.
إنّ تعلم مهارة جديدة سيُفيد بزيادة إيمانك بنفسك وثقتك بقدراتك، لذلك عليك التفكير بما تحتاجه للتطور وعليه تختار المهارة التي تود تعلمها، مثل: مهارات القيادة، مهارات التواصل، أو مهارات التسويق.
اقرأ أيضًا: طرق لتحسين مهارات في التطوير الذاتي.
تُوفر لك الإجازة راحةً مؤقتةً يُمكنك فيها التفكير بما يجب القيام به، فضلًا عن أنّها تمنحك وقتًا لتقضيه مع عائلتك.
تُساعد التمارين الرياضية على التخلص من التوتر والقلق، وإبعاد تفكيرك ولو لوقت قصير عن العمل، فتُعزز الشعور بالهدوء والراحة.
وذلك من خلال مواجهة المواقف الصعبة التي تمر بها بتروٍ وصبر، وعدم اتخاذ أيّ قرار يخص مسيرتك المهنية دون التفكير به جيدًا، بالإضافة إلى أن تكون واعيًا بما تشعر به وتحسه.
اجعل النوم أُولى أولوياتك، فإذا كنت تُعاني من اضطراب في النوم، فلا يُمكنك أن تكون منتجًا في بيئة العمل، وستتأثر علاقتك بعائلتك، لذلك احرص على ضبط ساعات نومك.
إنّ الاحتراق الوظيفي حالة نفسية يجب أن يكون الموظف قادرًا على التعامل معها، لذلك عليه أن يكون واعيًا بمفهومها وأعراضها وأسبابها، حتى لا يتسبب ذلك بفقدانه مسيرته المهنية أو الوظيفة الذي هو عليها، فيُؤثر ذلك على صحته الجسدية والنفسية والعقلية.
مقالات ذات صلة