مع الاستعداد لاستقبال أول أيام شهر رمضان الكريم، يبدأ الموظفون في التفكير في كيفية بدء أول يوم، فبالرغم من تخفيض ساعات العمل خلال الشهر الفضيل كما هو متعارف عليه، إلا أنّ طريقة التعامل وكيفية تنظيم الأمور قد يتداخل عند العديد من الموظفين، لذلك ستتعرف في هذا المقال على كيفية الاستعداد لبدء أول يوم عمل في شهر الصيام.
لكي تكون قادرًا على إنجاز مهامك خلال ساعات العمل بكفاءة خاصةً في أول أيام شهر رمضان، فعليك أن تحرص على تناول وجبة السحور؛ لأنّها مهمة جدًا لإمدادك بالطاقة اللازمة، إذ يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “تَسَحَّرُوا؛ فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً“.
إنّ وجبة السحور أيضًا تكمن أهميتها في منع الشعور بالجوع أو العطش، فالشعور بذلك يمد الجسم بالطاقة السلبية، ويُعطل الشخص عن ممارسة أعماله، ويُفقده التركيز، وبشكل خاص يُفضل تناول وجبات صحية وغنية بالعناصر الغذائية، مثل: البروتينات والخضار والفواكه، وشرب الماء بكميات كافية، والابتعاد عن الموالح والحلويات، حتى لا تشعر بالعطش.
إنّ سر تنظيم الوقت ونجاحه يكمن في تحديد الأولويات ووضع خطة منظمة ليوم العمل، فدوام مكتب العمل في رمضان يحتاج إلى تركيز عالٍ والاستعداد للمهام المستعجلة، لذلك يجب أن تبدأ بالعمل المستعجل؛ ومن ثم القيام بالمهام الصعبة، وبعد ذلك المهام السهلة، وابتعد عن القيام بإنجاز عدد كبير من المهام في وقت واحد.
إنّ تنظيم الوقت خلال شهر الصيام يُشجعك أيضًا على القيام بأداء العبادات، مثل: قراءة القرآن والاستغفار وصلاة التراويح، وبالتالي فإنّ مهارتك في تحديد الأولويات ستُؤثر على وجود وقت فراغ أكبر خلال اليوم.
خلال شهر رمضان المبارك وساعات الصيام الطويلة، يشعر الكثير من الموظفين أنّ أوقات الاستراحة في العمل لا فائدة منها، أو لا يُوجد شيء يُمكن فعله، ولكن في الحقيقة إنّ موضوع استغلال هذا الوقت واستثماره بالشكل الصحيح متاح، إذ تستطيع تعلم أشياء جديدة أو الجلوس بهدوء لاستعادة النشاط أو أداء العبادات لتزكية النفس أو قراءة كتاب معين.
اقرأ أيضًا: كيف تحقق التوازن بين العمل والحياة الشخصية؟
يُعاني غالبية الناس من اضطرابات في مواعيد النوم خلال شهر الصيام، إذ إنّ معدل النوم الطبيعي للإنسان هو من 6 – 8 ساعات، لذلك فكرة السهر لوقت السحور لن تجعلك تحصل على الراحة اللازمة، أيّ أنّك بسبب ظروف عملك ستستيقظ باكرًا والسهر لوقت السحور سيجعلك تنام أقل من 4 ساعات، وبالتالي ستتأثر طاقتك في العمل، وستشعر بالنعاس والكسل.
إنّ شهر الصيام هو فرصة للتخلص من العادات السيئة، فهو شهر الخير والمحبة والعطاء والعمل الصالح والأجر فيه مضاعف، لذلك يُمكن للموظفين استغلال هذه الفرصة للتخلص من أبرز الأمور التي تُسبب لهم القلق والتفكير بطريقة سلبية، وتُؤثر على أداء عملهم خلال اليوم، مثل: العصبية والتدخين وتأجيل الأعمال، إذ يُمكن اتباع طرق معينة لذلك، أبرزها ما يأتي:
إنّ شهر رمضان هو شعر العمل عكس ما يتوارد عن الكثيرين بأنّ هذا الشهر لن يستطيع فيه الفرد الإنجاز والعمل بشكل صحيح، وعليه يجب أن تُحفز نفسك، فأنت تستطيع الصيام والعمل في وقت واحد، وليس في هذا صعوبة إذا أدرت شؤون حياتك على نحو منظم، ولا تنسَ أن تُكافئ نفسك بعد كل إنجاز تُحققه، وكل عمل تقوم به.
إنّ أهمية تحفيز النفس خلال هذا الشهر تكمن فيما يأتي:
كما من الطرق التي تُساعدك على تحفيز نفسك أكثر ما يأتي:
اقرأ أيضًا: لكل موظف: 11 طريقة لتطوير ذاتك في العمل
قد تشعر في ساعات العمل في رمضان بالملل والضجر وعدم القدرة على التركيز خاصة مع بداية أول أيام الشهر، إذ إنّك تحتاج إلى أن تعتاد قليلًا على الأجواء الرمضانية، ولكن حاول قدر الإمكان عدم تأجيل العمل لساعات متأخرة في الليل أيّ بعد الإفطار، فهذا الأمر سيُسبب لك الإرهاق والتعب، وأنت بحاجة إلى ساعات الليل للراحة والاسترخاء.
إنّ الموظفين الذين يعملون بنظام عمل مرن من المنزل خلال الشهر الفضيل سيُواجهون بالطبع مشكلات خاصة بتأجيل العمل لساعات متأخرة، ولكن هذا الشهر فرصة لإعادة ترتيب وتنظيم الأعمال، ولهذا يجب أن يحرص كل شخص على تنظيم الوقت وإدارة الأولويات كما ذُكر سابقًا بطريقة لا تُؤثر على الحياة الشخصية، وتُحقق التوازن.
إذا كنت شخصًا عشوائيًا، فحاول أن تتجنب الفوضى خاصةً إذا كانت أعمالك مكتبية، لذلك في بداية شهر الصيام حاول تنظيم أمورك المكتبية ومعداتك، حتى لا تُضيع وقتك في البحث عن الملاحظات والأوراق المهمة، والتي ستنعكس سلبًا على أدائك العام، ففي هذا الشهر يجب أن تستغل كل دقيقة بالشكل الصحيح.
كما أنّ كثرة انشغالك في أثناء العمل في التصفح وسائل التواصل الاجتماعي والحديث مع أصدقاء العمل بأمور غير مهمة قد يتسبب أيضًا بنوع من الفوضى، وبالتالي ينعكس ذلك على شعورك بالتشتت والضياع، لذلك قلل من حديثك مع الآخرين وتجنب الملهيات.
من الطبيعي أن تكون الأمور الخاصة بالعمل في أول أيام شهر الصيام غير مفهومة، خاصةً مع تخفيض ساعات العمل في رمضان، وهذا يتطلب التحلي بالصبر في أثناء مواجهة التحديات والأزمات، ويكون الحل بالتعاون مع زملاء العمل والحديث مع المدير عن إيجاد حلول فعالة للتغلب على المشكلات.
اقرأ أيضًا: ما هي قواعد العمل داخل الشركات؟
من الأمور التي تعمل على تنشيط خلال أول أيام شهر الصيام ممارسة الرياضة، خاصةً في أوقات الاستراحة والفراغ، فالرياضة وسيلة لإنتاج الطاقة، ومن الأمثلة على الأنشطة الرياضية التي يُمكن ممارستها: المشي، الركض، اليوغا، ولكن احرص على أن تكون الأنشطة الرياضية غير متعبة وطويلة.
يُمكن أن تشكل أيام شهر رمضان المبارك تحديًا كبيرًا لدى الكثيرين في العمل، وذلك بسبب تغير الروتين اليومي خاصةً فيما يتعلق بأسلوب الحياة والغذاء، ولذا يجب أن يحرص الموظف على الاستعداد لأول أيام الشهر بالتخطيط الجيد للحفاظ على الكفاءة والإنتاجية في العمل.
يُنصح بتنظيم الوقت والاستيقاظ مبكرًا قبل الفجر؛ لتناول السحور والصلاة وقضاء بعض الوقت في الذكر والدعاء، ومن ثم الانطلاق للعمل، والحرص في أثناء أداء المهام على التنظيم والترتيب وتحفيز الذات والتحلي بالصبر للتخلص من العادات السيئة، ولا تنسَ ممارسة الرياضة.
مقالات ذات صلة