إنّ ثقافة بيئة العمل السامة هي أسلوب إداري يتعلق بثقافة الشركة أولًا، حيث تُؤثر على إنتاجية الموظف ونفسيته، مما ينعكس بشكل سلبي على نتائج الشركة ومستوى تطورها، إذ يعود سبب هذا الأمر برأيي الكثيرين على المدير والإدارة التي يُمثلها، وفي هذا المقال ستتعرف على أسباب تحمل المدير مسؤولية ذلك، وما هو دوره في مكان العمل، ومخاطره وجوده وأبعاد ذلك على الموظفين.
إنّ الإدارة التي تتصف بأنّها سامة تُعرف بأنّها أسلوب يُدمر كرامة الفرد وثقته بنفسه وفعاليته من خلال الاحتجاجات أو الانتقادات اليومية أو الخطب غير اللائقة، والتي تُؤدي إلى خلق سمات ظروف عمل مدمرة ومهينة، وتُقلل من قيمتها، إذ يُمكن أن يكون لها عواقب نفسية وجسدية كبيرة على الموظفين، وقد أشارت بعض الأبحاث والدراسات إلى أنّ أسباب البيئة السامة تعود إلى الإدارة نتيجة أسباب عديدة، منها الآتي:
في ضوء ما سبق، إنّ الأسباب السابقة هي من مسؤولية المديرين في العمل، حيث إنّهم المسؤولون على الإشراف عن عملية التوظيف والتدريب والتطوير، وهُم وجه الشركة، يُشاركون في تحديد ووضع الأهداف الخاصة بها، وإجراء أيّة تعديلات مناسبة.
المدير السام يُدمر الروح المعنوية، ويُضعف طاقة القوى العاملة، ويُشوه ثقافة الشركة، ويُؤثر على الناس بطرق عديدة، لذا تحتاج الإدارة العليا والموارد البشرية إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لإيجاد حلول واحتوائها؛ وسيُؤدي ذلك إلى تجنيب الشركة العديد من الأضرار، ومن أهم الأدوار التي يجب أن يقوم بها المديرون حتى يحموا فرقهم من ثقافة العمل السيئة ما يأتي:
على المديرين في الشركة أن يطلبوا باستمرار تعليقات من الموظفين، وتركيز الأسئلة عن كيفية سير الأمور، وما الذي يحتاج إلى تحسين، وبهذه الطريقة يُمكنهم إيقاف السمية قبل أن تبدأ أو منعها من التطور والتقدم.
كما يجب على المدير ألّا يخجل من الحديث عن قضايا واهتمامات فرقه، ويجب أن يقوم ببناء علاقة مع الفريق وجعلهم مرتاحين للحديث عن مخاوفهم وقلقهم وتحيزاتهم وما إلى ذلك، فعليه إنشاء شعور بالأمان لدى أعضاء الفريق.
اقرأ أيضًا: 9 علامات تدل على بيئة العمل السامة
يجب على المديرين التخلص من الأشخاص المسؤولين عن إحداث السمية في العمل، إذ قد يكون هؤلاء الموظفون من بين المديرين أو مسؤولي الأقسام أو موظفين عاديين؛ وهذا الإجراء سيُشير إلى أنّه لن يتم التسامح مع السلوك السلبي بعد الآن، وبهذا البعض سيختار عدم القيام بذلك، وتغيير سلوكه والابتعاد عن أيّ تصرف قد يُحدث سمية في العمل.
يجب أن ينظر القائد في تصرفاته وقراراته وآليات التخطيط لديه، ويسأل نفسه ماهي المشاكل التي يُمكن أن يخلقها بسبب قراراته، وما هي الإجراءات المناسبة والتغييرات التي يجب تطبيقها لتحسين بيئة العمل، وما هي الموارد التي يحتاجون إليها للقيام بذلك.
على المدير أن يعمل على تحسين مهارات فريقه وسد الفجوات في المهارات والتركيز على التطوير الشامل والتعلم من الفريق، كما يُمكن له أن يتحدى فريقه، على أن يكون على استعداد لتعليمهم إذا كانوا أقل من التوقعات، وأن يسعى إلى الحفاظ على عقلية مستدامة والقيام بتطوير عقلية النمو في الفريق، ويجب عليه أن يتحمل المسؤولية الكاملة عن تصرفات فريقه، واحتضان التنوع في الفريق.
يُمكن منع تبعات مكان العمل السام إذا كان المديرون على استعداد للحفاظ على نهج مرن؛ لأنّ بناء فريق جيد الأداء يعتمد بشكل أكبر على مدى استعدادك كقائد لتدريب وتثقيف فريقك، وليس مجرد توقع النتائج، فالعديد من المديرين يفتقرون إلى المعرفة اللازمة لقيادة الفرق، وفي مثل هذه الحالات من الأفضل الحصول على مساعدة من المحترفين والخبرات الأخرى لتحسين المهارات القيادية.
اقرأ أيضًا: 12 طريقة لخلق بيئة عمل سعيدة
يُوجد عدّة أنواع للمديرين في مكان العمل الذي يتصف بالثقافة السامة، ومنها الآتي:
والجشع والأناني الذي يستخدم الناس لخدمة مصالحه واحتياجاته الشخصية، إذ يكون متلاعبًا جدًا، ويفتقر إلى التواضع ووضع الأهداف الواقعية والفعّالة.
إذ يستخدم كل الوسائل الممكنة لتحقيق أهدافه، إذ لا تُعاطفه في بيئة العمل أو أيّ ذكاء عاطفي، كما أنهّ لا يميل إلى التركيز على إدارة الابتكار، وهذا يثبّط الإبداع والتقدّم في مكان العمل، كما أن الصحة العقلية والبدنية والنفسية للموظفين لا تهمه.
فهو نوع من أنواع المديرين الذين يُراقبون كل عنصر من عناصر عمل موظفيهم، ويعتقدون أنّ الموظفين ليسوا مسؤولين، ولا يُمكنهم تقديم الجودة أو الكمية المطلوبة من العمل، إذ يشعرون بأنّ الموظفين غير مخولين وغير موثوق بهم بما يكفي لبذل قصارى جهدهم.
وهو شخصية قاتلة للإبداع، إذ يُعرقل تطور الأعمال وتنميتها لتتسم بأنّها سامة، إذ يستمد سعادته من تخويف القوى العاملة، ويعتبر نفسه ضحية، ويستخدم السلوك العدواني كدفاع عن النفس وعن الأخطاء التي يمر بها، وبالتالي يتجاهل مشاعر الآخرين وحقوقهم.
إنّ التعامل مع مدير في بيئة العمل السامة أمر صعب للغاية، ومن النصائح التي يُمكن تقديمها في هذا الصدد ما يأتي:
اقرأ أيضًا: الاختراق الوظيفي: كيف تقضي وظيفتك على حياتك؟
إنّ بيئة العمل السامة مرهقة جدًا على الصعيد النفسي والجسدي للموظف، فهي أحد أسباب تراجع الأداء العام وعدم تطور العلامة التجارية للشركة، والمسؤول عن هذا الأمر بالمقام الأول هو المدير؛ ذلك لأنّه المشرف على عملية التوظيف وسير الأعمال والتدريب والتطوير، كما أنّه المشارك في وضع وتحديد أهداف الشركة ورؤيتها.
يكمن دور المدير في حماية الموظفين من تبعات هذه البيئة بالتماس ردود الأفعال، واكتشاف الموظفين السلبيين، والتفكير في آليات التخطيط، ودعم وتطوير مهارات الفريق، وتحسين المهارات القيادية الشخصية، وتتعدد أنواع المدير، ومنها: المدير العدواني والمدير الأناني والمدير الدقيق والمدير المهووس بالسلطة.
مقالات ذات صلة