إنّ العمل عن بعد أو العمل من البيت تطور خلال السنوات الماضية؛ بسبب جائحة كورونا التي فرضت على عالم الأعمال ظروفًا معينةً، وأجبرت الدول على وضع قوانين تُنظم العمل ما بين الموظفين ومدرائهم، ومن بين هذه الدول تركيا التي قامت بتحديد إجراءات ومبادئ متعلقة بهذا النوع من العمل.
إنّ العمل عن بعد نُظم لأول مرة في قانون العمل التركي عام 2016 في إطار مبدأ حرية التعاقد، ولكنه دخل حيز التنفيذ من خلال نشره في الجريدة الرسمية بتاريخ 10-3-2021 ورقمه 31419، إذ عُرف على أنّه هو عمل العامل في المنزل أو خارج مكان العمل باستخدام أدوات الاتصال التكنولوجي ضمن نطاق المؤسسة التي أنشأها صاحب العمل، وأبرز ما تضمنه الآتي:
يجب إنشاء عقد عمل مكتوب مع بداية تكليف الموظف بمهامه، أو تحويل عقد العمل للموظف في مكان العمل إلى عقد عن بعد باتفاق متبادل، ويجب إخطار الموظف بهذا الطلب في غضون 30 يومًا، خلالها يتم تقييم مدى ملاءمة الوظيفة لهذا النوع من العمل.
وفقًا للمادة 5 من هذه اللائحة يجب تضمين الأحكام المتعلقة بدفع الأجور وأدوات العمل التي يُوفرها صاحب العمل، بالإضافة إلى المعدات وطريقة الاتصال، ومدة العمل، وكل ما يتعلق بظروف العمل العامة والخاصة.
يتضمن عقد العمل الإطار الزمني ومدة العمل، بحيث يتم تحديد الفترة الزمنية، ويُمكن تغيير ساعات العمل من قبل الطرفين مع مراعاة الالتزام بالقيود المنصوص عليها في التشريعات، بالإضافة إلى تحديد طريقة الاتصال بين الموظف والإدارة.
اقرأ أيضًا: مهارات الحاسوب.
أثناء العمل في المنزل، لا يمكن أن يتجاوز وقت العمل اليومي 11 ساعة، بما في ذلك العمل الإضافي، فالعمل الذي يتجاوز 45 ساعةً في الأسبوع يُعتبر عملًا إضافيًا، حتى لو كان في المنزل، ووفقًا لأحكام العمل الإضافي، يجب دفع ما لا يقل عن 50% من أجر العمل الإضافي بالساعة.
لن يكون هذا النوع من العمل ممكنًا في الوظائف التي تتضمن العمل مع المواد الكيميائية الخطيرة والمشعة، أو معالجتها، أو العمل الذي يتضمن مخاطر التعرض للعوامل البيولوجية والآفات المتنوعة.
يلتزم صاحب العمل بالإبلاغ عن قواعد العمل والتشريعات ذات الصلة فيما يتعلق بحماية البيانات ومشاركتها، والتي يتم تحديد تعريفها ونطاقها في العقد، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية هذه البيانات، مع الأخذ في الاعتبار طبيعة العمل الذي يُؤديه الموظف.
في قانون العمل رقم 4857، واللوائح ذات الصلة بالتشريعات الخاصة بتنظيم العمل، يتم تعريف مصطلح “موظف” على أنّه “شخص يعمل بموجب عقد عمل”، ولا يُحدد ما إذا كان الموظف من الجنسية التركية أم لا، وبالتالي لا يوجد أيّ فرق إذا كان الموظف مواطنًا أو أجنبيًا.
مع ذلك، يحتاج المواطن غير التركي أيّ الأجنبي إلى تصريح عمل ساري المفعول والتسجيل في نظام الضمان الاجتماعي التركي، حتى يتمكن من العمل في البلاد، حتى لو كان ذلك عن بعد، وهناك أربع فئات لتصاريخ العمل، وهي كالآتي:
هو الأكثر شيوعًا بين تصاريح العمل، ويكون لمدة معينة متفق عليها بين الطرفين.
ويصدر هذا النوع إذا كان لدى الأجنبي في تركيا تصريح إقامة.
اقرأ أيضًا: أنظمة تتبع المتقدمين.
نوع خاص من التصاريح، يصدر بموجب شروط محددة، ويُسمح من خلاله العمل في أيّ مجال يتم اختياره، أو إذا كانت هناك رغبة في إنشاء عمل خاص.
هي نوع استثنائي من تصاريح العمل، وتتطلب توصية من لجنة القوى العاملة، وهدف هذا التصريح جذب العمال الأجانب ذوي المهارات العالية؛ للانتقال إلى البلاد والعمل بها.
تتوفر العديد من المنصات الإلكترونية التي قد تُساعد الباحثين عن عمل في إيجاد وظيفة مناسبة، وأهمها ما يأتي:
يُعتبر هذا الموقع من أكبر منصات البحث عن وظائف في البلاد.
من أكبر المواقع الإلكترونية في العالم، وهو مناسب للوظائف المتعلقة بقطاع الشركات الخاصة.
فهو يُوفر فرص عمل في البلاد عامةً وإسطنبول خاصةً.
من المواقع المستخدمة بكثرة لدى الأتراك، ويُوفر فرص عمل بمجالات متعددة.
من المنصات التي تُوفر وظائف التعليم.
موقع يُعنى بمعلمي اللغة الإنجليزية في البلاد.
من أشهر الوظائف عن بعد ما يأتي:
تتلخص مهام المترجم بتحويل النص المكتوب من لغة إلى أخرى، ويُمكن للمترجمين العمل بشكل مستقل عن بعد، أو من خلال شركات خاصة بتقديم خدمات الترجمة، وعليهم أن يكتسبوا مهارات لغوية عالية، وهذا التخصص مطلوب في تركيا، نظرًا إلى أنّ البلاد تتميز بتنوع الثقافات فيها.
تتمثل هذه الوظيفة بتصميم رسومات وتمثيلات مرئية بوساطة برامج حاسوبية، ويُمكن للمصمم العمل على إنشاء إعلانات وشعارات وتحسينات معينة، إذ يتم العمل في هذه الوظيفة بشكل مستقل، أو من خلال مؤسسة معنية بذلك.
اقرأ أيضًا: تقنيات ناجحة لإدارة الوقت.
من أكثر المهن عن بعد شيوعًا، إذ تُتيح الكثير من المنصات طرق التعليم الفردي أو الجماعي، ويُمكن للمدرسين العمل بشكل حر أو من خلال مؤسسات تعليمية تُوفر لهم الأدوات اللازمة، وتتسم هذه الوظيفة بالمرونة العالية.
إنّ الكتابة من الوظائف الشائعة عن بعد، خاصةً الكتابة التسويقية، فهناك الكثير من الشركات التي تُعنى بالمحتوى وصناعته، ويتطلب ذلك وجود كتاب مشاركين.
يتلخص عمل المحاسب عن بعد في تدقيق المعاملات المالية ومراجعة السجلات والوثائق للشركة، كما يُمكن تقديم المشورة المالية وإعداد الميزانيات الخاصة بالشركة ودراسة نفقاتها، وجدير بالذكر أنّها من المهن المربحة التي تتطلب مهارات عالية خاصة في التحليل.
تشمل هذه المهنة كل ما يخص الأساليب المتعلقة بالتسويق عبر الإنترنت وتطوير التجارة الإلكترونية، ولها عدة أدوات تتعلق بالعمل على تحسين محركات البحث، ومواقع التواصل الاجتماعي وتقنيات التعامل مع البرامج المختلفة.
من الوظائف المطلوبة ولها مستقبل زاهر، حيث يتلخص عمل المبرمج باستخدام علوم الحاسوب لحل المشكلات التقنية، والعمل على بناء برمجيات مختلفة في عدد من المجالات.
إنّ نظام العمل عن بعد في تركيا راعى الأطراف المتعاقدة، من خلال تضمنه بعض الأحكام الخاصة بعقد العمل وطبيعته، بالإضافة إلى الوقت وطريقة التواصل، وذكر بعض الأعمال التي لا يُمكن أن تكون عن بعد، وألزم صاحب العمل بتدابير معينة، وعلى الراغبين في هذا النوع من العمل فهم ما يترتب عليهم، كما يُمكنهم البحث عن وظائف من هذا النمط عبر منصات إلكترونية عديدة.
مقالات ذات صلة