ما الصعوبات التي يواجهها الخريجين في سوق العمل؟

يواجه حديثو التخرج تحديات عديدة في سوق العمل بعد تخرجهم من الجامعة، تتمثل في صعوبة العثور على فرص عمل مناسبة وملائمة لتخصصاتهم ومهاراتهم الفردية، بالإضافة إلى ذلك، قد يُواجهون منافسةً شديدةً من زملائهم الخريجين الآخرين، ويحتاجون إلى إظهار روح عالية واهتمام فعّال بتطوير مهاراتهم والبقاء على اطلاع بالتغيرات في سوق العمل لتحقيق النجاح المهني، وفي هذا المقال سنُناقش أبرز هذه الصعوبات.

ما الصعوبات التي يواجهها الخريجين في سوق العمل؟
جدول المحتويات

التوقعات غير الواقعية بشأن وظيفتهم الأولى

في أثناء البحث عن وظيفة في سوق العمل، يُواجه الأشخاص تحديًا شهيرًا؛ حيث ترغب الشركات في توظيف أشخاص ذوي خبرة، فكيف يحصل المرء على الخبرة في البداية؟ يُمكن أن يكون العمل أربعة أشهر بأيّ وظيفة حتى وإن كان في وظيفة كاشير يُقدّر أكثر من الشهادة الجامعية والتقدير العالي، إذ ينصح مستشارو التوظيف بقبول التدريبات غير المدفوعة أو وظائف ذات أجور منخفضة كوسيلة لاكتساب الخبرة الأولى، ولكن هذا قد يُؤثر على مسار الراتب ويجعل المفاوضات المستقبلية صعبة.

قد يشعر أكثر الخريجين بعدم وجود قيمة لهم، وبأنّ الوظائف الموجهة لهم قليلة ومحدودة في نطاقها، فالدراسة باجتهاد لسنوات يُمكن أن تُؤدي إلى الاعتقاد الخاطئ بأنّ الإنسان يستحق الوظيفة التي يطمح إليها، وأنّ الحصول على أقل من ذلك هو ظلم وخيبة أمل كبيرة، وعليه يجب على الشخص قبول ما يُتاح له في سوق العمل وأنّ ليس هناك تطابق مئة في المئة، وقد يستغرق الوقت ليُدرك الإنسان أنّ “الوظيفة المثالية” هي حقيقة حلم.

صعوبة فهم ثقافة العمل

بعدما يتم قبول الخريج في الشركة، قد يكتشف أنّ الواقع داخلها يختلف عما تم ترويجه سابقًا، فأولًا، يُوجد جوانب في الحياة المهنية قد تكون غير محببة ولكنها ضرورية، مثل: ملء الاستمارات وتقديم تقارير المصروفات، وحضور الاجتماعات أو التعامل مع مختلف الأشخاص، إذ قد تتغير الأولويات وتجد نفسك تعمل على مشروعات مختلفة عما تم توظيفك للعمل به، وقد يُؤدي قضاء الكثير من الوقت في مهام ليست لها صلة بمجموعة مهاراتك الأساسية إلى فقدان الحماس بسرعة.

ثانيًا، يتغير التفاعل الاجتماعي، ففي الجامعة، يُمكن للطالب أن يختار من يرغب في التواصل معه ويبني صداقات استنادًا إلى الصلات الشخصية، ويتجنب الآخرين إن لزم الأمر، ولكن في مكان العمل، لا يُمكنك أن تُحدد من ستتعاون معه، وقد يُتعب الأستاذ غير المحبوب الطالب لمدة ثلاث ساعات فقط في الأسبوع خلال الفصل الدراسي، ولكن عليك التعامل مع زملاء العمل لمدة 8 ساعات يوميًا، وكل يوم.

اقرأ أيضًا: 9 طرق لتعزيز تطوير الموظفين في بيئة العمل

بالتالي تحتاج إلى بناء علاقات والحفاظ عليها مع زملاء العمل من أجل نجاحك المهني وحياتك المهنية، فأن تكون محترفًا، يعني ترك قضاياك الشخصية والأخلاقية للأشخاص في المنزل والحفاظ على الحياد، أمرًا حيويًا.

أما النقطة الثالثة، فتتعلق بأن تصبح مسؤولًا، فالمخاطر في العمل أكبر والعواقب أكثر جدية، بالجامعة، يُمكن أن تُعاد إجراء الاختبارات والامتحانات، ولكن في مكان العمل، قد يتسبب فشلك في تنفيذ مهمة أساسية في التأثير على مكانتك في المؤسسة بشكل دائم، وعلى الرغم من أنّه يُقال عادةً أنّ “كل خطأ فرصة للتعلم”، إلا أنّه يُكلف صاحب العمل مالًا، والذي قد لا يكون لديه الصبر للتسامح مع الأخطاء مرارًا وتكرارًا، وهذا يضع ضغطًا جديدًا على أكتاف الخريجين في سوق العمل.

التعامل مع التقييمات

يمضي الطلاب عادةً سنوات في عملية التعلم، حيث يقومون بتطبيق معرفتهم في بيئات تعليمية تحت الرقابة، وفي هذا السياق، تُعد الواجبات معيارًا للتقييم، إلى جانب الاختبارات المنتظمة التي تُقيّم بدقة مستوى مهارات الطلاب وأدائهم، وتحديد مكان الطالب بالنسبة لزملائه في الفصل، والقواعد دائمًا واضحة وعادلة، ولا يُوجد غموض، إذ يعرف الطالب مسبقًا الحد الأدنى للدرجات المطلوبة للنجاح، ويتم تصنيف وتقييم واجباته المدرسية من قِبل المعلمين، ويحصل على تعليقات وتقييمات محددة.

في العالم المهني، تتلاشى معظم هذه المؤشرات، فقد يستخدم أصحاب العمل مقاييس أداء رئيسية، ولكن لكل شركة تعريفها الخاص وقد يختلف تفسيرها حتى بين المديرين في نفس الشركة، قد تكون التغذية الراجعة أو التقييمات نادرة، وأحيانًا يجب البحث الاستفسار عن ذلك، وقد تكون ذاتية أو موجزة أو غير متسقة.

اقرأ أيضًا: أشهر 12 موقعًا لوظائف العمل عن بعد

وعندما يتعين عليك التعامل مع تفسيرات غير موحدة بعدما كنت في بيئة تقييم موحدة وخطة واضحة، فإنّ الأمر يُمكن أن يكون مربكًا ومحيرًا، وعادةً ما يتضمن معظم أماكن العمل تقييمات أداء سنوية، ولكن مرة أخرى، قد تكون القواعد غير مكتوبة بوضوح.

نقص التدريب

عندما يبدأ الأشخاص عملًا جديدًا خاصة الخريجين يكون التركيز عليهم عالي، وبالتحديد فيما يتعلق في تطوير المهارات اللينة التي يتعين عليهم تعلمها، ومع ذلك، يختلف كل مكان عمل ويتطلب تدريبًا خاصًا للأدوار المحددة أو تحسين المهارات.

غالبًا ما يعتقد المديرون المباشرون والزملاء أنّ جميع الموظفين لديهم المعرفة والمهارات اللازمة لأداء الوظائف، ولكن في الواقع، قد لا يكون الخريجون الجدد مجهزين بشكل كامل.

باختصار، لكي تكون خريجًا ناجحًا، من المهم أن تُحافظ على ثقتك بنفسك وأن تستمر في التعلم من خلال التدريب، لكي تكتسب مهارات جديدة مع تقدمك في العمل، خاصةً عند بداية مشوارك المهني.

القلق

القلق

يشعر الموظفون الجدد غالبًا بالقلق والتوتر عندما يتعين عليهم القيام بمهام جديدة أو تجربة أشياء ليس لديهم خبرة فيها، إذ يشعرون بالإرهاق في الأيام الأولى من محاولتهم على التكيف، وعليه من المهم أن يُدرك الأشخاص أنّ التحضير يُمكن أن يُساعد على التغلب على القلق في العمل.

إذا شعرت بالقلق بشأن المهام المطلوبة منك، قُم بتخصيص بعض الوقت للتحضير والقيام بأنشطة عملية يُمكنك القيام بها لنفسك، وتذكر يجب أن تكون صبورًا في أثناء عملية التعلم.

مهارات التعامل مع الآخرين

بالنسبة للخريجين الذين أكملوا دراستهم عبر الإنترنت خلال جائحة كورونا COVID-19، يُواجهون مشكلةً تتعلق بمهاراتهم الاجتماعية، إذ أشار عدة مستشارين مهنيين إلى أنّ هؤلاء الخريجين أظهروا مرونة وقدرة على التكيف، ويُمكن التغلب على هذه المشكلة من خلال التوجه إلى مكان العمل بعقل متفتح، سيتمكن الخريجون من الاندماج بسهولة، ولكن في أماكن أخرى، قد يشعرون بالوحدة.

اقرأ أيضًا: أهمية قواعد العمل: تعرّف عليها

الخاتمة

في الختام، يظهر أنّ الجامعات تُركز على جوانب محددة في إعداد الطلاب لحياتهم المهنية، ولكن هناك العديد من الجوانب الأخرى التي يجب تغطيتها، فسوق العمل يتطلب فهم عدد من القواعد، والقدرة على التكيف مع بيئة العمل واكتشاف توقعات صاحب العمل، لذلك، يتعين على الطلاب الخريجين تنمية مهارات الاتصال، والعمل الجماعي، وحل المشكلات، إلى جانب المهارات الأكاديمية.

كما ينبغي على الكليات أن تُقدم تدريبات شاملة تُركز على هذه الجوانب العملية، وتُوفر الموارد التي تُمكّن الطلاب من فهم وتطبيق المفاهيم المهنية، وبالاستعداد والتكيف، يُمكن للخريجين النمو والنجاح في أماكن العمل وتحقيق أفضل النتائج.

المراجع

  1. The Challenges Facing Graduates in Modern Workplace
  2. 10 hurdles faced by graduates entering the workforce
  3. The Biggest Hurdles Recent Graduates Face Entering the Workforce
Shares

مقالات ذات صلة

ما أهمية بناء شبكة علاقات اجتماعية؟

8 طرق ذكية لإدارة الوقت وتنظيمه خلال شهر رمضان

مهارات إدخال البيانات لسيرتك الذاتية وحياتك المهنية

error: Content is protected !!
We use cookies to improve your experience on our website. By browsing this website, you agree to our use of cookies.

تسجيل الدخول

إنشاء حساب

كلمة سر منسية