كيف تصبح متخصص في وسائل التواصل الاجتماعي؟

يهدف مقالنا هذا إلى مساعدتك على اتخاذ الخطوات الأولى في مسار وظيفي مربح عمادُه وسائل التواصل الاجتماعي والتسويق الرقمي؛ إذ يمكن النظر إليه بكونه دليلاً يوفر نظرة عامة متعمقة تبيِّن المهارات التي يجب أن تتقنها، وأفضل الخيارات المتاحة للتدريب في مجال التسويق الرقمي، والمسارات المهنية في وسائل التواصل الاجتماعي، وكيف تصبح متخصصاً فيها، فتابع معنا قراءة سطور المقال لتعرف هذا وأكثر.

مختصص في وسائل التواصل الاجتماعي

كيف تصبح متخصص في وسائل التواصل الاجتماعي

لكي تصبح مديراً لوسائل التواصل الاجتماعي “Social Media Manager”، يجب أولاً أن تبرعَ في استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وتتقن العمل على أدوات هذه الصناعة والتكنولوجيا ذات الصلة بها. ورغمَ أنَّك ستحتاج على الأرجح إلى الخضوع إلى تعليم رسمي أو نوعٍ معيَّنٍ من التدريب، إلا أنَّه يمكنك البدء بهذا المسار الوظيفي من خلال زيادة متابعيكَ على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك، وتعزيز علامتك التجارية الشخصية “Personal Brand”.

في أيامنا هذه، يبدأ العديد من العاملين في هذا المجال عملهم بالخضوع إلى دورات تسويق رقمي أو دورات تمهيدية في هذا المجال، وذلك لأنَّها تُعدُّ من أسرع طرائق بدء مسار مهني في وسائل التواصل الاجتماعي؛ لكن ومع ذلك، يمكنك بدء طريقك إلى مهنة التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال إدارة حسابات مشاريعك الخاصة أو مشاريعك الريادية، أو من خلال مساعدة الشركات الصغيرة في إدارة حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي؛ وهذه طريقة رائعة لعمل سيرة ذاتية لنفسك في هذا المجال، مع اكتساب شبكة علاقات قد تفيدك لاحقاً أيَّما إفادة.

إذاً كيف تصبح متخصصاً في وسائل التواصل الاجتماعي؟

إليك 7 خطوات للقيام بذلك:

  • عزِّز وجودك على مواقع التواصل الاجتماعي

قبل أن تبدأ حياتك المهنية كمحترف في وسائل التواصل الاجتماعي، يجب عليك إلقاء نظرة فاحصة على جميع حسابات التواصل الاجتماعي خاصتك، والتأكد من أنَّها تُظهركَ بأفضل صورة ممكنة؛ فعندما لا يكون لديك إنجازات مهنية كبيرة تبهر من خلالها أرباب العمل، فإنَّ أول شيء سيفعلونه هو البحث عنك في محرك بحث جوجل؛ فإذا رأوا ملفات شخصية لك مع نشاط قليل أو معدوم – أو الأسوأ من ذلك، أي شيء غير لائق – فثق بأنَّهم سيبحثون في مكان آخر عن مرشح آخر.

لذا يُعدُّ تحسين صورتك على حساباتك في وسائل التواصل الاجتماعي أفضل خطوة أولى يمكنك اتخاذها لتظهر لربِّ العمل أو العميل المحتمل أنَّك تمتلك موهبة تثير الاهتمام في إدارة المحتوى، وذلك بغض النظر عن عدم امتلاكك الخبرة اللازمة في هذا المجال؛ لذا خصص وقتك وجهدك لزيادة متابعيك، وتفاعل مع مجتمع الإنترنت بطريقة بناءة وإيجابية. 

تُعدُّ إدارة المجتمع “Community Manager” – إدارة ومعالجة عمليات التواصل بين مديري الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعي هذه الحسابات – جزءاً كبيراً من وظيفة أي متخصص في وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أن تساعدك إذا ما رأى أرباب العمل مدى إتقانك لذلك.

  • تعلَّم أساسيات التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي

أيَّا كان شكل التعليم الذي خضعت إليه في مجال التواصل الاجتماعي؛ فمن المحتمل أن يتطلب العمل في وسائل التواصل الاجتماعي نوعاً معيناً من التدريب، بالإضافة إلى الإلمام بالعديد من أشكال التسويق المختلفة، بما في ذلك الإعلانات المدفوعة، وتحسين محركات البحث “SEO”، والتسويق عبر محركات البحث “SEM”، والتسويق بواسطة المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي “Influencer Marketing”، والتسويق عبر البريد الإلكتروني.

إنَّ فهم جميع أشكال التسويق الرقمي سيجعلك أكثر قيمة للشركة، كما أنَّك ستبني شبكة علاقات مع متخصصين آخرين يحاولون العمل في هذا المجال.

  • تتبَّع حساباتك باستخدام التحليلات

لكي تكون خبيراً في وسائل التواصل الاجتماعي، عليك أن تتقن استخدام الأدوات التحليلية لتتبع منشوراتك ومعرفة مدى التفاعل معها. في الواقع، ورغم العدد الهائل – والمستمر في التزايد – من الشركات التي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في التسويق وبناء العلامات التجارية، لا يزال هناك تصور بأنَّ فاعلية وسائل التواصل الاجتماعي يصعب قياسها. 

تقول شركة “eMarketer” لأبحاث التسويق الرقمي أنَّ 61 بالمئة من المسوقين قد أوضحوا أنَّ قياس عائد الاستثمار هو التحدي الأكبر بالنسبة إليهم. وعلاوة على ذلك، توجد ثلاثة تحديات أخرى – أظهرها الاستطلاع – مرتبطة مباشرة بقياس عائد الاستثمار:

  1. ربط وسائل التواصل بأهداف العمل (33 بالمئة).
  2. تتبع النتائج عبر لوحات القيادة (27 بالمئة).
  3. فهم الأداء عبر القنوات الاجتماعية (25 بالمئة).

بعبارة أخرى؛ عليك أن تبرع في التحليلات لتحسين فاعلية حملاتك التسويقية ومنشوراتك على وسائل التواصل الاجتماعي، فتتمكن بذلك من إثبات قيمتك للشركات.

  • أبدع في المحتوى الذي تنشره

إذا كنت في المراحل الأولى من بناء متابعين لشبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بك، فاستثمر ذلك كفرصة لتجربة أنواع المحتوى التي ترتبط بجمهورك المستهدف. انتبه جيداً لما يصلح وما لا يصلح، واصقل منهجك وفقاً لذلك.

هذا هو الوقت المناسب أيضاً لتطوير أسلوبك المتفرِّد، ورغم أنَّك قد تحتاج في النهاية إلى التكيُّف مع نمط العلامة التجارية أو الشركة التي تنشئ محتوى لها، فلا يزال من المهم أن تثبت لربِّ العمل أنَّه يمكنك نشر محتوى عبر منصات تواصل اجتماعي متعددة بنمط متناسق، فالاتساق هو مفتاح النجاح هنا؛ إذ يجب أن يكون للعلامات التجارية نمط متناسق عبر جميع المنصات، وعليه فإنَّ إظهار أنَّك تفهم كيفية القيام بذلك أمر بالغ الأهمية لتُظهر لأرباب العمل المحتملين أنَّه يمكنهم أن يثقوا بك في إدارة حساباتهم.

  • كن مرناً ومدركاً للتوجُّهات السائدة في وسائل التواصل الاجتماعي

يُعد البحث جزءاً هاماً من أي وظيفة تسويق رقمي، ولكن يصحُّ هذا بشكل خاص في مجال وسائل التواصل الاجتماعي؛ لذا يجب أن تكون على دراية مستمرة بما يفعله منافسوك وأن تعرف ورأي الناس بذلك، وتعرف ما يقوله الناس عنك، وأي من التصاميم أو التوجهات تلقى صدىً واسعاً لديهم. كما يجب أن تكون مستعداً في أي لحظة لإعادة التموضع والعمل بناءً على آخر المستجدات.

إنَّ التغييرات في وسائل التواصل الاجتماعي لا تتوقف أبداً أو تبطئ من سرعتها، لذلك قد يكون من الصعب عليك أن تواكب كل شيء يحدث؛ لكن ولحسن الحظ، يوجد الكثير من الأدوات والتطبيقات والبرمجيات التي تساعد متخصصي وسائل التواصل الاجتماعي على تتبع آخر المستجدات في عالم الإنترنت.

تساعدك خدمة جوجل تريندز على معرفة ما يبحث عنه الأشخاص بصورة عامة، كما تساعدك منصة هوت سوت “HootSuite” في مراقبة التوجهات السائدة عبر عدد من المنصات المختلفة، وتساعدك منصة جيوفيديا “Geofeedia” على معرفة الاتجاهات الشائعة في مناطق جغرافية مختلفة، بينما لا تكتفي منصة سوشيال منشن “Social Mention” بإتاحة الفرصة لمعرفة ما يتحدث عنه الأشخاص على منصات مختلفة فحسب، بل وتُعلِمك أيضاً ما إذا كانت الإشارة إلى كلمة رئيسية أو عبارة معينة ترتبط بمشاعر إيجابية أم سلبية أم محايدة.

  • تولَّ أمر عدة مشاريع على وسائل التواصل الاجتماعي

يجب أن تكون الآن جاهزاً لتولي مشروع ما؛ وسواء أَكنتَ تستطيع الحصول على مهمة مستقلة في هذه المرحلة أم قررت العمل في مشروع واعد، فيجب أن تبدأ بناء رصيد لكَ من المشاريع للحصول على وظيفة كمتخصص في وسائل التواصل الاجتماعي في نهاية المطاف (لماذا لا تحاول إطلاق مدونة أو موقع على شبكة الإنترنت، أو تنظيم صفحة إنستغرام ملفتة للنظر أو قناة جذابة على اليوتيوب؟).

ومع ندرة وجود متخصصين في وسائل التواصل الاجتماعي، وكون العديد من الشركات في المرحلة الأولى من تأسيس وجود قوي على وسائل التواصل الاجتماعي؛ تتوافر الكثير من الفرص المتاحة للعمل كمتخصص في وسائل التواصل الاجتماعي للشركات، سواءً أكانَ الأمر كموظفٍ أو عاملٍ مستقل؛ فمثلاً، تعرض منصة “إنديد” لوحدها أكثر من 3500 مشروع لوسائل التواصل الاجتماعي للعاملين المستقلين، يدفع بعضها ما يصل إلى 100 دولار في الساعة إذا تمكَّنت من أن تثبتَ تمتُّعكَ ببعض الخبرة. 

  • تقدم إلى العمل في وظائف ذات صلة بمجال التواصل الاجتماعي

إذا كنت قد بنيت سيرة ذاتية رائعة، أو أنهيت للتو دورة تدريبية على وسائل التواصل الاجتماعي، أو برنامجاً تدريبياً سمح لك بتولي مشاريع عديدة في هذا المجال؛ فمن المحتمل أنَّك قد بتَّ الآن مؤهلاً للعثور على وظيفة بدوام كامل كمحترف في وسائل التواصل الاجتماعي.

أكثر المناصب الوظيفية المبدئية شيوعاً هي منسق وسائل التواصل الاجتماعي “Social Media Coordinator”. يقوم منسقو وسائل التواصل الاجتماعي بصياغة المحتوى ونشره، بما في ذلك التغريدات والحالات، وعادة ما يكون مسؤولاً أيضاً عن إدارة تعليقات المتابعين ومراقبة ما يقولونه عن العملاء، كما أنَّهم يعملون جنباً إلى جنب مع مديري ومشرفي حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لوضع استراتيجية تحدد طريقة الرد على التعليقات.

الدرجة التالية في السلم الوظيفي هي اختصاصي وسائل التواصل الاجتماعي “Social Media Specialist”، والذي يكون لديه المزيد من الصلاحيات في وضع استراتيجية شاملة ودور أكبر في إدارة المحتوى من وجهة نظر إبداعية. إنَّها واحدة من أهم المناصب الوظيفية في التسويق الرقمي في وقتنا الحالي، إذ تعرض منصة “إنديد” ما يقرب من 13500 وظيفة متاحة لهذا المسمى الوظيفي.

وأخيراً، إنَّ الأدوار الوظيفية على مستوى الإدارة في مجال وسائل التواصل الاجتماعي هي مدير وسائل التواصل الاجتماعي “Social Media Manager” ومشرف وسائل التواصل الاجتماعي “Social Media Director”.

غالباً ما تركز الأدوار الوظيفية على مستوى الإدارة على الاستراتيجية بصورة أكبر، وعلى نشر رسائل الحالة والرد على التعليقات بصورة أقل، وتختلف المهام بناءً على احتياجات العميل؛ فعلى سبيل المثال، قد يركز بعضهم أكثر على المسابقات للترويج لمنتجاتهم، وبعضهم الآخر قد يريد معرفة المزيد عن منافسيه. وبالطبع، يحصل مشرفو وسائل التواصل الاجتماعي على رواتب أعلى.

وسائل التواصل الاجتماعي

هل مجال وسائل التواصل الاجتماعي مجال آخذٌ في النمو؟

نعم، تُعدُّ وسائل التواصل الاجتماعي مجالاً ينمو بسرعة؛ إذ توقعت شركة فوريستر “Forrester” للأبحاث أن يصل الإنفاق على التسويق الرقمي إلى 146 مليار دولار بحلول عام 2023، كما أظهرت أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي وأشكال التسويق الرقمي الأخرى قد نمت من 2011 إلى 2016 بنسبة 30 بالمئة أسرع من إجمالي طرائق التسويق الأخرى.

يوجد الآن أكثر من 3.6 مليار مستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي حول العالم، ويستخدم 56 بالمئة منهم أكثر من منصة واحدة بصورة منتظمة، وما يصل إلى 90 بالمئة من الشركات تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لنفسها، كما من المتوقع أن يتضخم عدد المستخدمين ليصل إلى 4.4 مليار شخص في عام 2025 – لدى فيسبوك وحده ما يقرب من 2.5 مليار مستخدم نشط شهرياً. 

ونظراً لأنَّ معظم المستخدمين يقضون ما يقارب من ساعتين يومياً في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، فإنَّ هذا يمثل جمهوراً ضخماً ستحاول الشركات الوصول إليه. وهذا ما يفسر كون 4 من كل 10 وظائف تسويق تتطلب الإلمام بمهارات التسويق الرقمي، ويفسر سبب تزايد الطلب على وظائف تتطلب امتلاك مهارات التسويق الرقمي بمعدل الضعف تقريباً.

كيف تصبح متخصصاً في وسائل التواصل الاجتماعي بدون خبرة مسبقة في هذا المجال؟

حتى إذا لم تكن لديك خبرة كافية في هذا المجال، فهنالك العديد من المسارات الوظيفية التي تمكِّنك من أن تصبح متخصصاً في وسائل التواصل الاجتماعي، خاصةً وأنه لا يوجد ما يمنعك من استكشاف أحدث منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ومن تعلم كيفية إنشاء محتوى جيد، ومن الحصول على متابعين لما تنشره عليها.

هذه الخطوة الأولى فقط نحو العمل كمتخصص في وسائل التواصل الاجتماعي؛ لذا من المحتمل أن تفكر في حضور دورة تسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو دورة تدريبية في مجال التسويق الرقمي. 

ملحوظة: ليس من غير المألوف أن تقوم الشركات بتوظيف الأشخاص فور الانتهاء الدورات التدريبية، خاصة مع هذا الطلب المرتفع حالياً على المسوقين الرقميين. 

يبدأ العديد من المسوقين أيضاً في وظائف عامة في التسويق، ويقررون التحول إلى وسائل التواصل الاجتماعي كمجال لتخصصهم، ويتخصص بعضهم في التسويق عبر منصة واحدة، وهو ما قد يشكِّل استراتيجية فعالة عند العمل الحر؛ إذ قد يكون لدى شركة صفحة تديرها عبر تويتر أو فيسبوك، ولكنَّها قد تحتاج إلى شخص ماهر في التسويق عبر منصة تيك توك.

وإذا لم تمتلك خبرة كافية وبدأت من الصفر، فمن المحتمل أن تبدأ العمل في مجال التسويق كموظف مبتدأ. ولحسن الحظ، من النادر أن يكون عدد وظائف التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي قليلاً للمبتدئين، لذا إن كانت لديك موهبة في معرفة كيفية التواصل مع الجمهور رقمياً، فمن المحتمل أن تجد نفسك تتسلق السلم الوظيفي في أي وقت من الأوقات.

المصدر

Shares

مسارات مهنية ذات صلة

كل شيء عن مهنة محلل الموارد البشرية

الدليل الوظيفي النهائي لتصميم الجرافيك

كيف تصبح مسؤول توظيف؟

error: Content is protected !!
We use cookies to improve your experience on our website. By browsing this website, you agree to our use of cookies.

تسجيل الدخول

إنشاء حساب

كلمة سر منسية