قد يشبه التنقل في مسار حياتك المهنية إلى حد ما عبور طريق شائك متعرج يوصلك إلى تحقيق النجاحات.
في رواية ساحر أوز؛ سلكت دورثي ذلك المسار المذهَّب إلى مدينة الزمرد للعثور على ساحر أوز، وهو الشخص الذي اعتقدت أنَّ لديه القدرة على تحسين حياتها.
لكن عادةً ما تكون المسارات المهنية غير واضحة (أو مفروشة بالذهب) مثل طريق دورثي؛ فلا نعرف دائماً كيفية إيجاد أفضل دعم لنا يساعدنا في اختيار طريقنا. وإذا لم ينجح مديرك الحالي أو شركتك في تعزيز تطورك المهني؛ توجد حينئذ خطوات واضحة يجب اتباعها لإنشاء مسار لحياتك المهنية.
يمكن للأشخاص الذين يتطلعون إلى رسم خطة لحياتهم المهنية استخدام المسار المهني لتصور استراتيجياتهم للتطوير الوظيفي؛ فلنتحدث عن ذلك بالتفصيل:
يتألف المسار المهني من مجموعة من الوظائف التي يعمل بها الفرد في مسيرته المهنية. تميل المسارات المهنية إلى اتخاذ منحى نمو رأسي، والانتقال من وظائف المبتدئين إلى المناصب الإدارية؛ ولكن يمكن أن تشمل أيضاً التنقلات الوظيفية الجانبية التي يضطلع الفرد من خلالها بأدوار مماثلة في صناعات مختلفة.
تتضمن الخطط المهنية أهدافاً قصيرة وطويلة الأجل تساعد الفرد في الوصول إلى مهنته المثالية. وفي الوقت نفسه، تحتوي المسارات المهنية على مجموعات من المهن والصناعات التي تشترك في سمات مشتركة. ويمكن استخدامها لمساعدة الأفراد على فهم المهارات والمعرفة التي يتعين عليهم تطويرها ليكونوا ناجحين في حياتهم المهنية التي اختاروها.
معلومة: بين عامي 1978 – 2008، قام الأمريكيون الذين تتراوح أعمارهم بين 18-44 بتغيير وظائفهم بمعدل 12 مرة خلال حياتهم المهنية.
يمكن أن يساعد المسار الوظيفي الأفراد على تحديد كيفية الانتقال من منصب إلى آخر داخل ضمن التكتلات المهنية “Career cluster”؛ ولكن ماذا عن أولئك الذين تخرجوا للتو ولم يقرروا أي مهنة يعملون بها، أو أولئك غير الراضين عن مسار حياتهم المهنية الحالي؟
توجد ثلاثة أنواع رئيسية من الباحثين عن عمل يحتاجون إلى التخطيط الوظيفي:
يعد اتخاذ قرار بشأن العمل في أول مهنة أو إجراء تغيير مهني مهمَّة شاقة، ومثل أي قرار رئيسي في الحياة، من المفيد تقسيمه إلى أجزاء صغيرة الحجم.
إذا كنت تفكر في تغيير حياتك المهنية، لكنَّك لا تعرف من أين تبدأ؛ ففكر ملياً فيما يلي:
فلنبدأ بالشيء الأهم: ما الذي تتحمس له؟ بماذا تقضي وقتك في التفكير فيه عندما تكون في وظيفتك الحالية؟
ما هي المهارات التي تمتلكها؟ هل أنت شخص يعشق الأرقام والأنماط والبراهين؟ أم لعلك تستمتع بتوضيح المشكلات المعقدة؟
تتطلب جميع المهن كلاً من المهارات الناعمة والتقنية؛ لذا من الهام تحديد ما تقوم به بشكل جيد، ومعرفة المهارات التي يتعين عليك العمل على تطويرها.
من أنت وما نوع شخصيتك؟ هل أنت قائد قوي الإرادة؟ أم شخص ذو تفكير إبداعي؟ أم لعلك مفكر استراتيجي؟ تعد اختبارات الشخصية طريقة جيدة لتقديم مزيد من الوضوح، أو تأكيد ما تعرفه عن نفسك بالفعل.
لقد حددت ما يعجبك وما تجيده؛ والآن يتعين عليك تطوير مهاراتك أو تعلم شيء جديد. يبدو أنَّ هنالك عدداً لا يحصى من الفصول الدراسية التي يجب أن تحضرها لتتمكن من تطوير مهاراتك.
ما هي متطلبات راتبك؟ حدد قيمة الراتب الذي تتمنى الحصول عليه، وقيمة الراتب الذي تحتاجه.
نصيحة: بغض النظر عن الصناعة التي تعمل فيها، يجب أن تكون توقعات راتبك واقعية. تعرف إلى الطرائق التي تمكنك من طلب علاوة حتى تكون مستعداً لإجراء تلك المحادثة عندما يحين الوقت.
ابنِ شبكة علاقات لنفسك. ابدأ بالأشخاص الذين تعرفهم: الأصدقاء والعائلة والزملاء وزملاء الدراسة والمعارف؛ ثم اعمل على توسيع شبكة علاقاتك. تواصل مع زملائك في المناسبات المحلية، واتبع قادة الفكر في مجال اهتمامك على شبكة لينكد إن، وتواصل معهم وانضم إلى الجمعيات ومجموعات التطوير المهني ذات الصلة.
هذه ضرورة مطلقة لأي شخص يتطلع إلى التحقق من اهتماماته المهنية. إنَّ التحدث مع الأشخاص الذين يشغلون المنصب الذي تهتم به حالياً يوفر لك رؤية ثاقبة قد لا تتمكن من الحصول عليها في أي مكان آخر.
غالباً ما تكون هذه العلاقات طويلة الأمد فردية أو قائمة على المجموعة، وتركز على دعم وتطوير نمو أولئك الذين يسعون للحصول على الإرشاد اللازم. وعلى نحو متزايد، تستخدم المؤسسات برامج التوجيه لتصميم وتوظيف ومطابقة وإدارة مبادرات التوجيه.
يمكن لهؤلاء الخبراء المساعدة في توجيه الباحثين عن عمل من خلال البحث عن وظائف، والمساعدة في كتابة سيرهم الذاتية وإعداد المرشحين لمقابلات التوظيف أو الترقيات.
هذا الخيار مفيد للباحثين عن عمل فور تخرجهم من جامعاتهم، أو لأولئك الذين يكونون على وشك التخرج. يمكن للمرء طلب المساعدة للحصول على تدريب داخلي من خلال جامعته. وبالمثل، غالباً ما تعلن الشركات عن برامج تدريب داخلي من خلال صفحاتها المهنية.
يمكن أن تكون منصات العمل المستقل ووكالات التوظيف طريقة رائعة لإثبات جدارتك في المجال الذي تريد العمل فيه؛ حيث تساعد منصات العمل المستقل على ربط الشركات بالعاملين المستقلين، وتساعد وكالات التوظيف في وضع المرشحين في وظائف قصيرة أو طويلة الأجل.
فيما يلي بعض الأمثلة على المسارات الوظيفية التي يمكن للأفراد اجتيازها في أثناء العمل في مجالات مثل الإعلان والهندسة والموارد البشرية والمبيعات، على سبيل المثال لا الحصر؛ والتي تهدف إلى تقديم فكرة عامة عن الشكل الذي قد تبدو عليه المهنة في أكثر من مجال:
مساعد إداري ← مساعد تنفيذي ← مدير مكتب.
منسق الحساب -> مساعد الحساب -> مدير الحساب -> مدير الحساب الرئيسي.
مساعد التحرير – محرر مساعد – محرر مشارك – محرر – محرر أول – مدير تحرير.
مهندس معاون ← مهندس مبتدئ ← كبير المهندسين ← مهندس مشروع ← مستشار هندسي.
كاتب موارد بشرية ← مساعد موارد بشرية ← مسؤول توظيف ← منسق تدريب وتطوير ← مدير الرواتب ← اختصاصي موارد بشرية ← مدير قسم الموارد البشرية ← مساعد مدير الموارد البشرية ← مدير الموارد البشرية ← نائب رئيس الموارد البشرية.
كاتب مبيعات التجزئة -> مساعد مدير -> مدير القسم -> مدير المتجر -> مدير إقليمي.
ممثل خدمة العملاء -> مندوب مبيعات داخلي -> مندوب مبيعات خارجي -> مندوب مبيعات الحساب الرئيسي -> مدير إقليمي للمبيعات.
مسارات مهنية ذات صلة