عندما كنت شاباً وسألك الناس عمَّا تريد أن تكون عليه حينما تكبر، فهم في الحقيقة كانوا يسألونك عن مسارك الوظيفي الذي تريده لنفسك.
لا يختار الأشخاص دائماً مساراتهم الوظيفية ويمضون فيها بسهولة؛ إذ بل عادةً ما تكون طويلة وشائكة، مع وجود الكثير من العقبات والقرارات المختلفة على طول الطريق؛ لكن ومع ذلك، يعد اختيار مسار وظيفي طريقة رائعة لبدء حياتك المهنية، وذلك لتتمكن من بناء مهاراتك وتكتسب واكتساب المعرفة والخبرة المناسبة للعثور على وظيفة مرضية وممتعة.
ولكي تقوم بذلك، سيكون لزاماً عليكَ التفكير في اهتماماتك ومهاراتك وأهدافك المهنية في أثناء اتخاذكَ قرارات معينة في الحياة؛ مثل الجامعة التي ستدرس فيها، وأول وظيفة يتعين عليك بدء العمل فيها، أو فيما إذا كنت ستحصل على شهادة دراسات عليا أو شهادة متخصصة؛ وفي هذه المقالة نشرح كيفية اختيار المسار الوظيفي من خلال تحديد مهاراتك واهتماماتك الرئيسة، ومدى مطابقة هذه الإمكانات لمجال عمل مهني محتمل يمكن أن تبدأ العمل فيه.
إنَّ المسار الوظيفي هو في حقيقته عبارة عن المناصب الوظيفية التي تشغلها أثناء عملك في مجال معيَّن.
يمكن أن تحدد وظيفتك الأولى أو شهادتك الجامعية – على سبيل المثال -(لا داعي لها) بداية مسار حياتك المهنية؛ وكلما اكتسبت معرفة ومهارات إضافية، أمكنكَ(ستمتلك القدرة على ) التقدم أو “الانتقال عمودياً” إلى أدوار وظيفية أكثر تقدماً؛ كما أنَّ بعض الموظفين “ينتقلون أفقياً” ضمن أدوار وظيفية متساوية في ترتيبها ضمن السلم الوظيفي – ولكن مختلفة في طبيعتها، ومن هنالك يتخصصون أو يغيرون مساراتهم الوظيفية.
فيما يلي بعض الأمثلة عن المسارات الوظيفية المحتملة في مختلف الصناعات:
يجب أن يعبِّر مسارك الوظيفي عن أهدافك وخططك المستقبلية وشخصيتك؛ لذا يمكن أن يساعدك التفكير في هذه العوامل على اختيار الحالة الخطوة الصحيحة التي يجب أن تبدأ بها، وعلى اتخاذ قرارات مستنيرة بمرور الوقت.
قبل اختيار أيِّ مهنة تريد العمل فيها، تأمَّل قليلاً واطرح على نفسك أسئلة محددة وأجب عنها؛ إذ يُساعد التفكير المعمَّق على تضييق نطاق اختياراتك إلى خيار وحيد محدد بدقة أكبر، لذا ضع في حسبانك أن تسأل نفسك الأسئلة الآتية:
ما إن تُجِب عن هذه الأسئلة – أو أي أسئلة مشابهة – يمكنك البحث بصورة أفضل عن المسارات الوظيفية المحتملة. ومن المهم أيضاً إعادة النظر في أهدافك المهنية في أثناء نموك على الصعيدين المهني والشخصي، وذلك لضمان بقاء أهدافك قابلة للإنجاز ومتوافقة مع اهتماماتك.
بمجرد تضييق نطاق اختياراتك، ضع لحياتك المهنية أهدافاً مرحلية، وابحث عن أشخاص آخرين في مجالك، واعرف المناصب الوظيفية التي عملوا فيها خلال 5 أو 10 سنوات من بداية حياتهم المهنية، ودوِّن مسمياتهم الوظيفية خلالها.
حدد الوظائف أو الترقيات التي تريد الحصول عليها ضمن خطتك المستقبلية لتحقيق كل هدف من الأهداف المرحلية التي وضعتها لنفسك، ثم ابحث عما يمكنك فعله للوصول إلى تلك الأهداف (قد تحتاج إلى الخضوع إلى برامج تدريبية أو تحمل مسؤوليات وظيفية محددة).
يمكنك من خلال تحديد أهدافك المهنية، التخطيط بناءً على التقدم السنوي الذي يجب أن تحرزه؛ لذا خصص وقتاً كل فترة وأخرى للتفكير في أهدافك المرحلية وحياتك المهنية بصورة عامة.
يُعرَّف نمط الشخصية بأنَّه مجموعة الخصال الشخصية التي يتمتع المرء بها، والتي يمكن تصنيفها ضمن مجموعات.
وتوجد طرائق عدة لاكتشاف نمط شخصيتك، والتي يركز الكثير منها على استجاباتك للمواقف والظروف المختلفة.
قد تنجذب أنماط الشخصيات المختلفة بصورة فطرية نحو اهتمامات مختلفة، وتُطوِّر نقاط قوة مختلفة، بما في ذلك على الصعيد المهني.
تصنِّف عدة أنواع من الاختبارات الخيارات المهنية الشائعة لكل نمط من أنماط الشخصية؛ فإذا أجريت مجموعة متنوعة من الاختبارات وظهرت فيها وظيفة أو وظيفتان، فغالباً ما ستكون هذه المهن تستدعي تستأهل منك النظر فيها. وتتضمن نورد لك هنا بعض الأدوات الشائعة التي يمكنك استخدامها لتحديد نمط شخصيتك ما يلي:
هو استبيان استبطاني مبني على الإبلاغ الذاتي، يُمكنه الإشارة إلى التفضيلات النفسية المختلفة فيما يتعلق في بكيفية إدراك الأشخاص للعالم وكيفية اتخاذهم قراراتهم للقرارات. وبناءً على هذه المعلومات، يُصنِّف هذا المؤشر الأشخاص إلى أربع فئات رئيسة، والتي يمكنك من خلالها تحديد نمط شخصيتك من بين 16 نمطٍ متاح.
تُعدُّ هذه الأداة استبياناً للتقييم الذاتي، في حين أنَّ هذا الاستبيان مشابه لمؤشر مايرز بريغز، فإنُّه يحدد بشكل أوثق أكثر دقة الأدوار الوظيفية التي تتطابق مع كل مزاج، فهو يركز على السلوكات والأمزجة بدلاً من التفضيلات الشخصية.
سمي هذا المؤشر نسبة إلى العالم النفسي كارل يونغ، وهو عبارة عن تقييم ذاتي يمكن أن يوفر لمحة عامة عن نوع شخصيتك والمهن الموصى بها لك من خلال تحديد الوظائف المعرفية أو التفسيرات التي تكمن وراء تفضيلات نفسية معينة.
يمكن أن يساعد رضاك عن الأدوار الوظيفية السابقة في توجيه دفة اختياراتك المهنية؛ لذا تعرَّف إلى على ميولك واهتماماتك في وظائفك السابقة – مثل التركيز على مهارة معينة كنت تستمتع بالقيام بها – وراجع تاريخك الوظيفي لتحديد الوظائف التي شعرت بالرضا تجاهها.
إنَّ العديد من الوظائف لها متطلبات تعليمية محددة للمتقدمين والموظفين الجدد؛ مثل الحصول على شهادة الدراسة الثانوية، أو إكمال برنامج درجة البكالوريوس أو الحصول على درجة الماجستير؛ كما يتعيَّن على المتقدمين إلى بعض الوظائف الحصول على شهادات في مجال معين يتعلق بالمنصب الوظيفي.
راجع المتطلبات التعليمية للوظائف التي تهتم بها، وتقدم إلى الوظائف التي توافق مستواك التعليمي الحالي، أو احصل عن درجات أو شهادات إضافية قد تحتاجها لاحقاً.
اعمل دوّن قائمة بمهاراتك ومجالات خبرتك الحالية، واطلب من زملائك في العمل أن يقدموا لك تغذية راجعة لمهاراتك التقنية والشخصية، ومهاراتك في إدارة الأفراد؛ إذ يمكن أن يساعدك هذا التقييم في العثور على وظائف تتناسب مع خبرتك الحالية.
بناءً على نمط شخصيتك، قد يكون لديك اهتمامات تصلح لمهن مختلفة؛ لذا تمعَّن في هواياتك واهتماماتك والأعمال التطوعية التي قمت بها سابقاً، بغية تحديد النشاطات التي تستمتع بالقيام بها.
في حين أنَّ هذه المعلومات خارج السياق المهني، فإنَّها تساعدك على تضييق خيارات مسارك الوظيفي؛ فعلى سبيل المثال، قد تستمتع بوظيفة في مجال الأمن السيبراني إذا كنت تستمتع بحل الألغاز المنطقية، أو قد تستمتع بوظيفة في مجال المبيعات إذا كنت تحب مقابلة أشخاص جدد.
استخدم هذه المعلومات للتقدم لشغل وظائف قصيرة الأمد، أو تطوع لاستكشاف خيارات وظيفية جديدة؛ إذ تتيح لك هذه التجربة اختبار مدى ملاءمتك للعمل ضمن مجال مهني معيَّن.
يمكن أن يساعدك تحديد قيمك الرئيسة في التركيز على مهنة ترضيك على الصعيد الشخصي، كما قد يساعدك في العثور على المجالات والتخصصات التي تحبها. ضع في الحسبان وضع قائمة بالصفات التي تعتقد أنَّ وجودها في الشركة أو موظفيها أمرٌ هام لك شخصياً.
يمكنك استخدام هذه القائمة للبحث عن الشركات والأوصاف الوظيفية التي تتشارك هذه القيم.
يمكن أن يكون للمسارات الوظيفية المختلفة مجموعة مختلفة من المداخيل غالبا ما يتبع اختلاف المسارات الوظيفية اختلافا في المردود المادي فيما بينها؛ لذا ابحث عن متوسط الرواتب حسب المسمى الوظيفي، والشركة والموقع الجغرافي. يمكن أن يُشكِّل هذا هذه نقطة بداية جيدة لتحديد الأموال التي ستكسبها حين تبدأ العمل أول مرة، بالإضافة إلى إمكانية كسب المزيد من المال مع مرور الوقت، وذلك بعد اكتساب قدر معين من الخبرة. وفي حين أنَّ الراتب لن يعادل – بالتأكيد – وظيفة جذابة ومرضية، إلا أنَّه عامل هام يجب مراعاته عند تحديد مسار حياتك المهنية.
مسارات مهنية ذات صلة