التحديات الشائعة في التوظيف وكيفية التغلب عليها

إنّ التوظيف في الموارد البشرية هو عملية مهمة للغاية لأيّ مؤسسة أو شركة، ولكن المسؤول عن هذه العملية قد يُواجه العديد من التحديات خاصةً في أثناء اختيار أفضل المواهب والكفاءات، أو من الممكن أن تكون هذه التحديات متعلقة في الأمور الفنية أو التخطيط لهذه العملية، لذلك في هذا المقال سنُناقش أبرز التحديات الشائعة في التوظيف وكيفية التغلب عليها.

تحديات التوظيف

أبرز التحديات التي تواجه موظف الموارد البشرية في التوظيف

من أبرز التحديات التي يُواجهها مسؤول العملية الخاصة باختيار الموظف المناسب ما يأتي:

عدم القدرة على جذب المرشحين المناسبين

من التحديات البارزة هي استقطاب أفضل المواهب للعمل في الشركة، إذ يُواجه مسؤولو الموارد البشرية مشكلة نقص الكوادر المناسبة، خاصةً بعد التحقق من السير الذاتية، فوفقًا لدراسة أجرتها Korn Ferry، توصلت إلى أنّه يمكن أن يصل العجز العالمي في المواهب إلى أكثر من 85 مليون عامل بحلول عام 2030، مما يهدد نمو الأعمال في جميع أنحاء العالم، وعليه فإنّ جذب المرشحين المناسبين هو مشكلة عالمية.

التوظيف السريع

ترغب الشركات في إيجاد موظفين بأسرع ما يُمكن؛ لأنّ الوظائف الشاغرة تُكلف الشركة وتُسبب خسائر مادية، ولكن في الحقيقة قد تستغرق هذه العملية عدة أشهر خاصةً مع نقص المرشحين المؤهلين، فهذه العملية قد تكون طويلةً جدًا، أو قد يُواجه فريق الموارد البشرية صعوبةً في الوصول إلى توافق في الآراء.

عدم استخدام التوظيف المستند إلى البيانات

قد يكون جمع البيانات ومعالجتها أمرًا شاقًا، إذ تُعد جداول البيانات أحد الطرق لتتبع بيانات التوظيف، ولكنها تتطلب عملًا يدويًا  يتسبب في الوقوع في الخطأ في كثير من الأحيان، وعليه تحتاج فرق التوظيف إلى طرق لتجميع البيانات وتنظيمها بطريقة فعالة ومبسطة.

هناك العديد من التحديات التي تصاحب تنفيذ نهج قائم على البيانات، إذ لا يُمكن الحصول على بيانات دقيقة في الوقت المناسب، فبعض الشركات ليس لديها أنظمة مناسبة لأتمتة جمع البيانات وتحليلها، وربما يكون فريق الموارد البشرية غير مؤهل للتعامل مع تقنيات التكنولوجيا لجمع البيانات واستخدامها لاتخاذ القرارات.

اقرأ أيضًا: استقطاب الكفاءات: أبرز 5 تحديات وكيفية حلها

التوظيف غير العادل

غالبًا ما تكون التحيزات اللاواعية هي السبب في عدم إيجاد موظفين مناسبين، فالحرص على الموضوعية يُعد أمرًا جيدًا للأعمال؛ لأنّه يُساعد على تعيين أفضل المرشحين دون تدخل الصور النمطية، وينتج عن ذلك مكان عمل شامل يُظهر للمرشحين المحتملين بأنّ هذه الشركة لها معايير خاصة قائمة على العدالة.

لا يدرك العديد من القائمين على عملية التوظيف تأثير التحيزات الشخصية والصورة النمطية، لذلك إذا رأى المسؤول مقدم الطلب حسن المظهر، فقد يعتقد أنّ مقدم الطلب مثالي، ويتجاهل السلبيات، ويّشار إلى هذا بالتحيز التأكيدي، أو أخذ المعلومات التي تثبت صحة معتقداتك وتجاهل كل شيء آخر.

صعوبة إدارة السير الذاتية

إذا كان عدد المتقدمين كبيرًا، فقد يُواجه المسؤول عدم القدرة على فرز السير الذاتية أو أخذ وقت طويل لدراستها، وهذا يُشكّل مشكلةً في عدم تعيين مرشح مناسب في أسرع وقت، بالإضافة إلى وجود سير ذاتية لأشخاص غير مناسبين يُسبب هدرًا للوقت وإضاعة للجهود.

صعوبة تحقيق التنوع والشمول

من التحديات التي يُواجهها المسؤول عن عملية اختيار المرشح المناسب هي توظيف أشخاص من خلفيات متنوعة، إذ تفتقر غالبية الشركات إلى الإستراتيجية الصحيحة في خلق بيئة عمل تتسم بالتنوع، وإذا لم يتم تدريب الفرق الخاصة على كيفية اتباع إجراءات شاملة ومنهجيات للمقابلات القائمة على الكفاءة، فقد يصنفون المرشحين بناءً على افتراضاتهم المتحيزة.

التغلب على تحديات التوظيف

كيف تتغلب على تحديات التوظيف؟

من الطرق للتغلب على التحديات الخاصة باختيار المرشحين المناسبين ما يأتي:

بناء تجمع للمواهب

تجمع المواهب هو عبارة عن مجموعات من المرشحين المؤهلين والذين يُمكنهم شغل المناصب المستقبلية في شركتك، إذ يُمكن عمل تجمع لهم بحث يُساعد على تقليل الوقت المستغرق في تكاليف التوظيف؛ لأنّ لديك بالفعل مرشحين مؤهلين تم فحصهم مسبقًا وينتظرون شاغرًا مناسبًا، ويجب في أثناء الإعداد لبناء تجمع للمواهب الحرص على ما يأتي:

  • النظر في عمليات التوظيف السابقة للمرشحين الذين تقدموا إلى المراحل النهائية أو البحث عن مرشحين جدد، وتأكد من اتباع قوانين حماية البيانات، مثل: القانون العام لحماية البيانات (GDPR).
  • الاتصال الدائم بالمرشحين السابقين، عبر الاجتماعات الشخصية أو إرسال معلومات مفيدة إليهم، فهذا يُثبت لهم بأنّك الدائم التفكير بهم.

اقرأ أيضًا: إدارة المواهب: أهميتها والأسئلة الشائعة حولها

تدريب فرق التوظيف

حتى مديري التوظيف المحترفين والمحاورين قد يحتاجون إلى رفع مستوى مهاراتهم في، لذلك من المهم تدريبهم على أسئلة المقابلة لطرحها أو كيفية بناء علاقة مع المرشحين، وبعض الأفكار لتدريب فرق الموارد البشرية ما يأتي:

  • إرشاد المحاورين حول كيفية التحضير للمقابلات.
  • ترتيب مقابلات وهمية، إذ سيكون هذا مفيدًا بشكل خاص للمبتدئين في هذا المجال. انشر موارد التوظيف.
  • إجراء تدريبات خاصة في التعامل مع التحيزات الشخصية، ومعرفة تأثير الصورة النمطية في عملية اختيار الموظف المناسب.

تنويع استراتيجيات التوظيف الخاصة بك

إنّ العمل على إعداد استراتيجية توظيف قوية أمر مهم، يتطلب منك تحقيق التنويع واتباع أساليب عديدة، منها ما يأتي:

  • استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر وظائفك أو الترويج لشركتك.
  • عرض مزاياك وقصص الموظفين في موقع الوظائف الخاص بك لتشجيع المزيد من المتقدمين.
  • حضور معارض التوظيف والمؤتمرات.

الاستثمار في ATS

ATS هو برنامج يُدير عملية التوظيف، إذ يٌمكنه تبسيط العملية عن طريق تمكين الفرق من التعاون والاحتفاظ بجميع بيانات المرشحين في مكان واحد، فهو على مزايا عديدة، منها الآتي:

  • إعداد التقارير، والتي يُمكن أن تُساعد على استخلاص معلومات مفيدة من عملياتك السابقة لتحسين العمليات المستقبلية.
  • أدوات الجدولة والتقويم، والتي يُمكن أن تُساعد على جدولة المقابلات بسرعة.
  • القوالب المضمنة، والتي تُساعدك على نشر إعلانات الوظائف وإرسال رسائل البريد الإلكتروني إلى المرشحين بسرعة، دون كتابة النص من البداية في كل مرة.
  • بطاقات تقييم الأداء، والتي يمكن أن تجعل التحول نحو المقابلات المنظمة أكثر سلاسة، بحيث تُساعدك على تقييم المرشحين بشكل أكثر موضوعية.

اقرأ أيضًا: المسميات الوظيفية في قسم التوظيف والموارد البشرية

الخاتمة

إنّ التوظيف عملية تتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا من قِبل الموارد البشرية، ومع وجود الأدوات والاستراتيجيات المناسبة، يُمكن أن يكون التوظيف أكثر سلاسة وفعالية، فهناك عدة طرق يُمكنك من خلالها التخفيف من تحديات التوظيف في مجال عملك، مثل: بناء تجمع للمواهب، تدريب فرق التوظيف، تنويع استراتيجيات التوظيف الخاصة بك، الاستثمار في ATS.

من أبرز التحديات التي تُواجه موظف الموارد البشرية في أثناء اختيار المرشح المناسب هي جذب أفضل المرشحين، فعملية البحث عن أفضل المواهب تستغرق وقتًا طويلًا، وعملية التوظيف السريع ليست خيارًا صائبًا، وعدم استخدام البيانات في هذه العملية يتسبب في الكثير من الأخطاء، إلى جانب صعوبة تحقيق العدالة والابتعاد عن الصورة النمطية والتحيزات الشخصية، كما أنّ كثرة السير الذاتية وفرزها وتصنيفها يُسبب ضياع الوقت، بالإضافة إلى صعوبة تحقيق التنوع والشمول.

المراجع

  1. 4 Common Recruiting Challenges And How To Overcome Them
  2. Top 9 recruiting challenges and how to overcome them
  3. The most common recruiting challenges and how to overcome them
Shares

مسارات مهنية ذات صلة

ماذا تحتاج لبناء مسارك المهني؟

كيف تصبح أخصائي شؤون تنظيمية

10 نصائح تساعد الشباب على اختيار المسار المهني الأفضل

error: Content is protected !!
We use cookies to improve your experience on our website. By browsing this website, you agree to our use of cookies.

تسجيل الدخول

إنشاء حساب

كلمة سر منسية