كيف تبني لنفسك مساراً مهنياً في 3 خطوات؟

سواءٌ أكنتَ تبحث عن وظيفة لأول مرة أم تسعى إلى القيام بنقلة نوعية في منتصف مسيرتك المهنية، فإنَّ وجود خطة واضحة ومحددة أضمن طريقة لتحقيق السعادة في حياتك المهنية.

كيف تبني لنفسك مساراً مهنياً في 3 خطوات؟

كيف تبني لنفسك مساراً مهنياً في 3 خطوات؟

يُجمِع كل من المدربة المهنية تريسي تيم “Tracy Timm” وخبير توجهات التوظيف توني لي “Tony Lee”، أنَّه من الأفضل أن تشق طريقاً لنفسك بدلاً من أن تدعها تشعر بالراحة والرضا تجاه وضعك الراهن؛ فهذا الأمر عبارة عن “وصفة كارثية”؛ كما وصفتها المدربة تريسي التي تضيف قائلة:

“إذا أردت أنا وأنت صنع حلوى، فلن نرمي المكونات بصورة عشوائية في المقلاة ونضعها كلها في الفرن؛ بل نبحث عن وصفة لتحضير الحلوى، ثم نتَّبع الخطوات بحذافيرها بغية الوصول إلى النتيجة التي نريدها”.

إذاً، كيف تبني لنفسك المسار الوظيفي الأمثل؟

إليك ثلاث خطواتٍ للقيام بذلك:

  1. حدد قيمك ومهاراتك الرئيسة:

    أجرِ عمليةً لاكتشاف الذات؛ فتحديد القيم الرئيسة غير القابلة للتفاوض بالنسبة إلى المرء، هو واحد من ثلاث أمورٍ توصي المدربة تريسي الناس بتقييمها عندما يبدؤون عملية بناء مساراتهم المهنية.

    ربما تصعِّب التزامات العائلية عليكَ العمل في عطلات نهاية الأسبوع، أو إذا كنت تحب المكان الذي تعيش فيه، فقد لا ترغب في الانتقال إلى موقع جغرافي آخر قد تفرضه عليك وظيفتك الحالية؛ أما إذا كنت ترعى أحد أفراد عائلتك، فقد يكون العمل من المنزل بساعات عملٍ مرنة الخيار الأنسب بالنسبة إليك.

    لذا دوِّن إجاباتك عن هذه الأسئلة قبل أن تبدأ:

    • ما هي قيمك؟

    حدد ما هو الأكثر أهمية بالنسبة إلى نمط حياتك، مثل الأجر أو القدرة على الذهاب في إجازة أو مقابلة أشخاص جدد.

    • ما هي الخصال التي تميِّزك؟

    فكر في سماتك الخاصة على الصعيد المهني والشخصي، والتي ظلت ثابتة طوال حياتك؛ فمثلاً: هل أنت تفضل العمل الجماعي، أم تفضل العمل بمفردك؟ وهل أنت سريع التعلم؟

    • ما هي مهاراتك؟

    هذا القسم هو قائمة بما “تعلمته واكتسبته”، تقول المدربة تريسي.

    اكتب قائمة بالخبرات التي اكتسبتها على مدار حياتك الأكاديمية والمهنية. يمكن أن تتراوح هذه القائمة بين إتقان برامج محددة، ومهارات التعامل مع الآخرين.

    اطلب مشورة
    اطلب مشورة

    يعدُّ البدء بتحديد القيم الرئيسة خطوة في غاية الأهمية، لكنَّ الناس يميلون إلى تخطِّيها. تقول المدربة تريسي: “أعتقد أنَّنا نخاف من أن نسأل أنفسنا عن وضعنا الراهن، ذلك لأنَّنا نخشى أن نكون مخطئين في خيارتنا. هذا هو السبب في أنَّنا نضع أنفسنا تحت رحمة مسارٍ مهني يكون فيه عملنا جيداً من حيث المردود المالي والمسمى الوظيفي، والتعويضات الأخرى مثل الرعاية الصحية المقدمة لنا ولعائلتنا؛ وذلك في الوقت الذي لا تتاح لنا فيه رؤية عائلتنا مطلقاً”.

  2. اطلب مشورة أشخاص تنظر إليهم بعين التقدير

    كثيراً ما يصعبُ علينا التحلي بالموضوعية تجاه مواقفنا، لذا نلجأ في أوقاتٍ معينة إلى طلب المشورة من أشخاص نقدِّرهم ونحترمهم. تقول المدربة تريسي: “إنَّ الأمر أشبه بأن تطلب من طبيبٍ أن يجري عمليةً جراحيةً بدلاً من أن تجريها أنتَ لنفسك”.

    لا فرق إن تحدثت إلى مدير أو معلم أو مرشد أو صديق تثق به وتحظى بعلاقة قوية معه؛ فبيت القصيد هنا هو أن يعرف ذلك الشخص مكامن قوتك وضعفك؛ لذا اطلب من هكذا شخصٍ تقديم إرشاداته وتوصياته بناءً على خبرته.

    إليك ثلاث أسئلة يمكن أن تطرحها عليه:

    • كيف وصلت إلى المكانة التي أنت عليها اليوم؟

    قد يفاجئك ما ستعلمه بهذا الخصوص؛ إذ قد يكون ذلك الشخص الناجح قد غيَّر وظيفته عدة مرات، أو بقي في شركة واحدة لمدة 30 عاماً، أو قد يكون قد حصل على ثلاث شهادات جامعية، أو لربما لم يكمل دراسته الجامعية أصلاً. يمكن أن يساعدك سؤال الآخرين عن مساراتهم المهنية في تكوين مسار حياتك المهنية.

    • هل يمكنك أن توصي ببرامج أو تدريب مهني؟

    قد تقدم الشركات الكبرى إلى موظفيها برامج داخلية للتدريب المهني، أو برامج للدوران الوظيفي، أو منحاً لسداد الرسوم الدراسية. إذا كنت طالباً أو عاطلاً عن العمل أو تعمل في وظيفة مؤقتة، ففكر في التقدم بطلب للحصول على زمالات ومنح تتوافق مع نوع التدريب الذي تبحث عنه.

    • كيف يمكنني المساهمة في عمل الشركة بصورة أفضل؟

    قد لا يكون لدى بعض أرباب العمل ميزانية تكفي لمنح موظفيها برامج تدريب، ولكن قد تكون هنالكَ فرص أخرى؛ فعلى سبيل المثال، قد تقدم شركة صغيرة إلى موظفيها مساراً مباشراً للترقية إلى مناصب عليا؛ لذا اطلب عقد اجتماعٍ مع أحد كبار المديرين وأخبره أنَّك على استعداد لتحمُّل المزيد من تحديات ومسؤوليات العمل.

    إذا كنت قلقاً بشأن مناقشة مسار حياتك المهنية مع مدير أو ممثل للموارد البشرية، فتذكَّر أنَّك تتمتَّع بقوة أكبر مما تعتقد. إذا كنت تشغل منصباً معيناً منذ فترة من الزمن، فمن غير المرجح أن ينظر رئيسك إلى الأمر على أنَّه خيانة لكونك مهتم باستكشاف الفرص المتاحة أمامك؛ فامتلاك فكرة واضحة عن أهداف حياتك المهنية أمرٌ يدل على الطموح، وإذا كنت موظفاً جيداً، فغالباً ما سيرغب ربُّ العمل في إبقائك في وظيفتك؛ إذ إنَّ تكلفة تعيين وتدريب موظف جديد ليحل محلك، تفوق كثيراً تكلفة الاحتفاظ بك في وظيفتك الحالية.

    يقول السيد توني لي: “يقيَّم مديرو الموارد البشرية بناءً على قدرتهم في إبقاء معدل دوران العمالة منخفضاً قدر الإمكان؛ فإذا كان لدى الشركة معدل دوران عمالة مرتفع، ستواجه مشكلات على صعيد الثقافة التنظيمية على الأغلب؛ لذا فالكثير من أرباب العمل سيفعلون أي شيء يتعيَّن عليهم القيام به لمنع أي موظف جيِّدٍ من ترك وظيفته”.

  3. حدد مهاراتك القابلة للنقل

قد تساعدك القدرة على تحديد مهاراتك ومعرفتك والتعبير عنها على اتخاذ الخطوة التالية في حياتك المهنية، كما قد تفاجئ إن علمت أنَّه بمقدورك تطبيق مهارة اكتسبتها في صناعة ما ضمن صناعة أخرى. لذا يمكن أن يساعدك تعلُّم كيفية تصوير تجربتك كأحد الأصول أمام أرباب العمل المحتملين على توسيع قائمة خياراتك؛ فعلى سبيل المثال، يقدِّر أرباب العمل المرونة والقدرة على التكيف، بينما يخدمك كونك موظفاً مجتهداً أو طيباً وسخياً مع زملائك في أي دور وظيفي تشغله.

يقول السيد لي: “ما لم تكوِّن فكرة جيدة عن نقاط قوتك وضعفك، وكيف يمكنها أن تخدمك في ظروفٍ معينة؛ فإنَّك تكون في حالة عجزٍ في حقيقة الأمر”.

إذا لم تكن واثقاً من أين تبدأ؛ حاول إرسال رسالة إلى خمسة أشخاص تسألهم فيها عن أكبر ثلاث نقاط قوة تملكها. إنَّه لمن المفيد أن يعرفك هؤلاء الأشخاص الخمسة من فترات مختلفة من حياتك، مثل رفيقك في الغرفة وزميل عملٍ وربُّ عمل سابق، وزميل حالي وأحد أفراد الأسرة. غالباً ما تساعدك النقاط المشتركة في الردود على تضييق نطاق مهاراتك العامة.

المصدر

Shares

مسارات مهنية ذات صلة

المسار المهني لمهندسي البرمجيات

7 خطوات لتصبح كاتب محتوى تسويقي محترف

ما هو التسويق بالذكاء الاصطناعي؟

error: Content is protected !!
We use cookies to improve your experience on our website. By browsing this website, you agree to our use of cookies.

تسجيل الدخول

إنشاء حساب

كلمة سر منسية