ما هو المسار الوظيفي؟

ما هو المسار الوظيفي؟

المسار الوظيفي عبارة عن سلسلة وظائف تساعدك على المضي قدماً نحو أهدافك المهنية. يشتمل مسارك الوظيفي على الوظائف التي ستحتاجها للوصول إلى هدفك الوظيفي النهائي، بدون انتهاجِ منهجية عملٍ ثابتة بالضرورة، فلا وجود لخطة عملٍ أو جدول زمني محددٍ للارتقاء في درجات السلم الوظيفي (career ladder).

غالباً ما ينظر إلى المسارات الوظيفية على أنَّها نمو رأسي (vertical growth) أو شغلُ إحدى المناصب العليا، ولكن يمكن أن تعني أيضاً تنقلاتٍ أفقية (lateral move) – تنقلات بين المناصب ذات المستوى الوظيفي نفسه – ضمن الصناعة نفسها أو صناعةٍ أخرى.

وجدت دراسة استقصائية لمكتب إحصاءات العمل الأمريكي أنَّ معدلات تغيير الوظائف لجيل طفرة المواليد (baby boomers) سبق وأن بلغت 12.3 وظيفة – من سن 18 إلى 52.2 – في المتوسط، وتضمنت هذه التغييرات أنواعاً مختلفة من الوظائف في مختلف الصناعات.

تشتمل بعض المسارات الوظيفية على حالات صعود وهبوط لدرجات السلم الوظيفي، بل إنَّ بعض العاملين قد يفضلون الانتقال إلى درجاتٍ متدنية منه. إن بدا لكَ ما قرأته توَّاً غير منطقي، فلعلَّ حيرتك قد تزول إن علمتَ أنَّهم يفضلون النزول في درجات السلم الوظيفي عن طريق مطالبة شركاتهم بالانتقال إلى وظائف ذات مسؤوليات وضغوطاتٍ أقل، باستثناء أن يكونوا متحمسين للعمل في شركاتٍ دون غيرها، والتي تكون الوظائف الوحيدة المتاحة فيها ذات مستوى أدنى.

نصيحة: إذا كنت تشعر بالحيرة وعدم الثقة من الخطوة القادمة في مسار حياتك المهنية، فتحدَّث إلى مستشار مهني، إذ يمكن أن يساعدك مستشار مرموق في توضيح أهدافك واستكشاف خياراتك المهنية.

أنواع المسارات الوظيفية

عادةً ما تشير المسارات الوظيفية إلى مسارك ضمن صناعة أو مؤسسة معينة، فمثلاً: إذا كنت تطمح إلى أن تصبح مدير مدرسة، فستبدأ عادةً كمدرس، ثمَّ تعمل على تطوير مؤهلاتك الإدارية في أثناء التدريس. وإذا كانت المدرسة ضخمة، فيمكنك رسم مسارك الوظيفي ضمنها، بحيث تصبح رئيس قسم، ثم ترتقي في المناصب لتصبح مساعد مدير، فمدير في نهاية المطاف. وذات الأمر يسري على شتَّى أنواع المناصب والمنظمَّات، فإذا كنت في منظمة صغيرة، فقد تحتاج إلى الانتقال إلى منظمة أكبر لتحقيق أهدافك المهنية، وفي هذه الحالة تكون قد ارتقيت ضمن تخصصك المهني، لكن عبر الانتقال إلى منظمةٍ أخرى.

تساعدك بعض المنظمات على وضع وتطوير مسار وظيفي لنفسك كجزء من إجراءاتها الداخلية في عملية تطوير الموظفين، وفي هذه الحالة، تتدارس أنت ومديرك المباشر أو مدير قسم الموارد البشرية، سبُلَ تطوير مسيرتك المهنية داخل المنظمة.

يمكن أن تجري هذه المناقشة كجزء من عملية تقييم الأداء، إذ قد تخطط المنظمة لإخضاعك إلى عملية تعليمٍ أو تدريب، أو إسناد مهام عمل إضافية تؤهلك لتولي مسؤولية أدوار وظيفية لاحقة في مسيرتك المهنية.

يعتمد مسار حياتك المهنية – أولاً وأخيراً – على قيمك المهنية (career values) وأهدافك الشخصية، فقد تنتقل من صناعة إلى أخرى سعياً إلى الحصول على دخل أعلى ومزايا أفضل، أو زيادة رضاك الوظيفي (job satisfaction)، أو ربما تتخلَّى عن مسارك الوظيفي جملة وتفصيلاً، بغيةَ رعاية أسرتك أو مواصلة تعليمك.

أمثلة على المسارات الوظيفية

لتكوين فكرة واسعة عن الخيارات المتاحة أمامك، فمن المفيد مراجعة أمثلة عن المسارات الوظيفية لطائفة متنوعة من المجالات. ضع في حسبانك أنَّ بعضها مسارات مباشرة تشتمل على وظائف محددة تنقلك إلى أعلى درجات السلم الوظيفي، وتتم عادةً ضمن ترتيب معيَّن:

• الإدارة: مساعد إداري – مساعد تنفيذي – مدير مكتب.
• الإعلان: منسق الحسابات الإعلانية (Advertising Account Coordinator) – مساعد تنفيذي للحسابات الإعلانية (Assistant Account Executive) – مسؤول تنفيذي للحسابات الإعلانية (Account Executive) – كبير مسؤولي الحسابات الإعلانية (Senior Account Executive).
• الاتصالات: مساعد علاقات عامة – ممثل العلاقات العامة (Public Relations Representative)- مساعد مدير العلاقات العامة – مدير الاتصالات. 
• خدمة العملاء: ممثل خدمة العملاء – مندوب مبيعات داخلي – مندوب مبيعات خارجي – مندوب مبيعات الحسابات الرئيسة – مدير مبيعات إقليمي.
• التحرير: مساعد التحرير – محرر مساعد – محرر مشارك – محرر – كبير المحررين – مدير التحرير.
• الهندسة: مهندس مبتدئ – كبير المهندسين – مدير مشروع – مستشار هندسي.
• الموارد البشرية: مساعد شؤون الموارد البشرية – مساعد شؤون الاستحقاقات – مساعد مدير الموارد البشرية – مدير الموارد البشرية.
• البيع بالتجزئة: محاسب مبيعات – مساعد المدير – مدير القسم – مدير المتجر – المدير الإقليمي.

متطلبات المسار الوظيفي

لدى بعض الناس مسارات وظيفية مدروسة وحسنة التخطيط، في حين يأخذ آخرون الأمور على عواهنها، ويتكيَّفون مع تغيُّر أهدافهم وتفضيلاتهم. يمكن أن يكون كلا الأمرين – أو مزيجٌ منهما – ناجعاً.

فيما يلي بعض الطرائق التي يمكنك من خلالها اتخاذ مسار وظيفي ناجح لنفسك:

•  المواظبة على التعلُّم

يتغيَّر سوق العمل بسرعة في أيامنا هذه، ولمجاراته، يجب أن تكون على أتمِّ الاستعداد لتضيف مهاراتٍ جديدة إلى مجموعة مهاراتك. ولكي تعرف المهارات الأكثر طلباً في مجال عملك، اطَّلع على حسابات زملائك على موقع لينكد إن (LinkedIn)، وتعلَّم المهارات التي ستحتاجها للتقدم في مسارك الوظيفي.

•  التشبيك

يمكن أن يساعدك التواصل مع زملائك في تحديد اتجاهات جديدة لمسيرتك المهنية، حتى وإن لم تكن مهتماً بالتنقل بين الوظائف في الوقت الحالي.

•  التحلِّي بالمرونة

لا تتمسك بشدة بالخطَّة التي وضعتها لمسيرتك المهنية، وانفتح على جميع الفرص التي تتاح أمامك، وضع أهدافك النهائية في عين الاعتبار. ما هو المهم بالنسبة إليك؟ وما الذي تستمتع به في وظيفتك الحالية؟ وما الذي تفضل التخلص منه في وظيفتك القادمة؟

•  عدم الخشية من التنقلات الأفقية بين الوظائف (lateral move)

تحتاج أحياناً إلى التنقل أفقياً بين الوظائف – أو حتى إلى وظائف أدنى – للمضي قدماً في مسيرتك المهنية، فإذا كانت الوظيفة توفر لك فرصة تطوير مهاراتك وبناء علاقات تكون ذات قيمة مستقبلاً، فكن منفتحاً على التنقل أفقياً.

ملخص ما سبق

• المسار الوظيفي سلسلة من الوظائف التي توصلك إلى أهدافك المهنية.
• قد لا يكون مسار حياتك المهنية خطياً.
• يمكنك رسم مسارك المهني ضمن صناعةٍ أو أكثر، أو داخل منظمتك.
• تتضمن العديد من المسارات الوظيفية مستويات متزايدة من المسؤولية.
• لتطوير مسارك الوظيفي، تواصل مع زملائك، واستفد من الفرص المتاحة لتحسين مجموعة مهاراتك.

المصدر