النمو الطبيعي كمصمم يعني التأثير في المنظمة بطريقة أكثر أهمية، مثل الاستراتيجية وأهداف العمل وإدراك العلامة التجارية وسير العمل. كما يعني أيضاً العمل مع زميل من الدرجة الأولى من قسم المنتجات والبحث والتطوير.
ما تعلمته من التحدث إلى قسم الموارد البشرية حول التطوير الوظيفي هو: بالنسبة إلى الموارد البشرية، فإنَّ المسمَّيات الوظيفية المختلفة لمجال التصميم هي ما يمكِّنهم من تحديد درجات الأجور. هنالك الكثير من المصممين الذين تخرجوا مباشرة من الجامعة، والذين يمتلكون النضج والقدرة التقنية والعقلية المتمحورة حول المستخدم؛ والتي تمكِّنهم من العمل كمصممين أكثر خبرة، لكنَّ افتقارهم للخبرة المهنية جعلهم في منصب مصمم مبتدئ، براتب أقل (نفس الشيء ينطبق على المصممين الذين لديهم سنوات عديدة من الخبرة، لكنَّهم لا يمتلكون المهارة اللازمة).
يعتمد الترقي في مجال التصميم على عاملين: عندما يرى مديرك أنَّك جاهز للحصول على زيادة في الأجر، وعندما يتوافر منصب وظيفي أكثر أهمية. يشبه العمل في الأدوار العليا لعب الكراسي الموسيقية؛ فكلما صعدت، زاد عدد المنافسين على مقاعد أقل.
يعكس الوضع الحالي عدم القدرة على تحديد مساهمة الفرد في الشركة، لذا فإنَّ الموارد البشرية تذهب إلى أكثر الأشياء التي يمكن قياسها بسهولة؛ مثل سنوات العمل في المؤسسة أو درجة الراتب الأولية.
بعد قولي هذا، إليك اقتراح متواضع لوصف دور كبير المصممين:
يجب أن تعكس الأقدمية مستوى تأثير المصمم في المنظمة. إذا كنت من كبار المصممين الذين يتعاملون مع مهام صغيرة جداً وغير هامة للمؤسسة؛ فأنت لست مصمماً كبيراً.
النمو الطبيعي كمصمم يعني التأثير في المنظمة بطريقة أكثر أهمية، مثل الاستراتيجية وأهداف العمل وإدراك العلامة التجارية وسير العمل. كما يعني أيضاً العمل مع زميل من الدرجة الأولى من قسم المنتجات والبحث والتطوير.
القدرة على التعاون على المستوى الاستراتيجي مع مديري المنتجات وأصحاب المنتجات، وتحسين وتحديد أولويات تحقيق أهداف العمل. إذا كانت وظيفة مدير المنتج هي أخذ احتياجات العمل وترجمتها إلى منتجات وميزات، فإنَّ مسؤولية المصمم هي استيعاب هذه المتطلبات وفهمها.
غالباً ما يُطلب من كبار المصممين قيادة تغييرات كبيرة في الشركة. لن يحاول الأشخاص الذين تريدهم بجانبك عند تغيير الاستراتيجية أو إنشاء منتج جديد إقناعك بأنَّ المنتج / العملية القديمة جيدة، ولن يجادل فيما إذا كان هذا التغيير ضرورياً. القيام بالتحسين للعملاء والشركات، مع مراعاة سعادة فريق التطوير.
جنباً إلى جنب مع إعداد ودعم المصممين الجدد، فإنَّ المؤثر في مجال التصميم يثقف الناس في المؤسسة ورشدهم في عملية التصميم. إذا اعتقد مدير منتج جديد أنَّ مهمة المصمم هي التلوين ورسم الرسوم التوضيحية الجميلة؛ فإنَّ مهمة المؤثر في التصميم هي توصيل أهمية عملية التصميم والمنهجيات داخلياً، وتوضيح كيف أنَّ العمل التعاوني لتجربة المستخدم “UX” يجعل النتيجة النهائية أفضل.
في بعض الأحيان، أحتاج أيضاً إلى أن أتذكَّر أنَّهما دوران مختلفان لهما مسؤوليات مختلفة؛ فأحدهما ذو سلطة تربوية “Pedagogical authority” تتأكد من أنَّ الجميع سعداء في فرقهم، وتوظف مصممين جدد وتهيئهم وتمثل فريق التصميم كلما حدثت معضلة في الأدوار والمسؤوليات.
والآخر هو أكثر من سلطة مهنية تفرض منهجيات التصميم وتدفقات العمل والعقلية المتمحورة حول العميل في المؤسسة، وتحدد أي معضلة متعلقة بالمهنية، والأهم من ذلك؛ تعمل كنقطة اتصال احترافية لفريق التصميم.
يمكن أن يتولى شخص واحد هذين الدورين، ولكن من النادر أن تجد شخصاً يتمتع بالمهارات الناعمة اللازمة ليكون مديراً جيداً يمتلك القدرة على التواصل الفعال، والخلفية والخبرة لاستخدامها كسلطة مهنية.
لن يقوم أحد بترقيتك إلى منصب مدير لا يحتاجه أحد، لمجرد أنَّه المستوى التالي في مسار حياتك المهنية. لذا افهم ما تحتاجه الشركة الآن، واسأل نفسك عن المهارات والخدمات التي يمكنك تقديمها لتقديم الحلول لها.
هذا يتعلق بالمفهوم الياباني إيكيغاي “Ikigai” – “غاية الوجود”؛ أي الجمع بين ما تحب، وما تجيده، وما يحتاجه العالم، وما يمكنك الحصول عليه من أموال.
إذا كانت مؤسستك تواجه مشكلة في تجهيز موظفين جدد، فيمكنك التخصص وامتلاك تجربة في هذا الأمر. إذا كانت هناك حاجة لمواءمة تصورات البيانات “Data visualizations”، يمكنك القيام بذلك وإنشاء نظام تصميم لمخططاتك “Charts”، وعناصر واجهة المستخدم “Widgets” الخاصة بك. لن يقول أحد “من فضلك لا تحل هذه المشكلة الضخمة التي حددتها، إذ لا يوجد منصب وظيفي متاح لذلك”.
يتعلق الأمر بإيجاد منصب وظيفي جديد يناسبك ويناسب المنظمة. وإذا كان بإمكانك أن تتألق في مجال معين ليس بهذه الأهمية لمنظمتك، فربما قد حان الوقت للعثور على منظمة جديدة. إذ في النهاية، سوف تشعر بالملل عندما لا تفعل شيئاً تستمتع به وتجيده.
آمل أن تكون هذه الأفكار قد ساعدتك في حل معضلات حياتك المهنية، وأن ترى نفسك تتقدم في مؤسستك في الاتجاه الذي يناسبك.
مسارات مهنية ذات صلة