شهد الذكاء الاصطناعي تطورًا سريعًا في السنوات الأخيرة، وأصبح يُستخدم في العديد من المجالات بما فيها إدارة الموارد البشرية، فهو يُتيح أتمتة العمليات المتعلقة بالموظفين، مثل: التوظيف والتدريب وتقييم الأداء، لكن بجانب الفوائد ينطوي تبني الذكاء الاصطناعي على بعض المخاطر المحتملة على الموارد البشرية، مثل: زيادة البطالة التكنولوجية، وانتهاك الخصوصية، واتخاذ قرارات متحيزة، وللذكاء الاصطناعي تأثير على الموارد البشرية، وكيفية تعظيم فوائده مع الحد من المخاطر المرتبطة به.
يعتمد الذكاء الاصطناعي (باللغة الانجليزية:artificial intelligence) على برامج الكمبيوتر القادرة على تحليل البيانات واكتشاف الأنماط لأداء مهام تتطلب عادةً ذكاءً بشريًا مثل حل المشكلات واتخاذ القرارات، وقد دخل الذكاء الاصطناعي حياتنا اليومية، حيث يتفاعل الإنسان والآلة لإنجاز مهام محددة.
أمّا الذكاء الاصطناعي المتقدم مثل ChatGPT فقادر على القيام بمهام معقدة كتحرير النصوص وكتابة الموسيقى بشكل مستقل، ومن المرجح أن يزداد دور الذكاء الاصطناعي في المستقبل في مجالات الحياة كافة، بما في ذلك عالم الأعمال، ومن المخاطر التي يُمكن أن تظهر ما يأتي:
يُمكن أن يؤدي التوسع في استخدام التكنولوجيا إلى الإشكال في سوق العمل، حيث قد يتم استبدال العمال بالأتمتة الذكية، مما يُسبب فقدان وظائف ويُؤثر على القدرة على كسب العيش للعديد من الأفراد.
جمع البيانات الشخصية واستخدامها في عمليات اتخاذ القرار قد يثير قضايا الخصوصية، ويجب أن تكون هناك ضمانات قوية لحماية معلومات الموظفين والمتقدمين للوظائف.
قد يكون هناك نقص في التفاهم بين النظم الذكية والبشر، إذ يُمكن أن يتسبب هذا في صعوبة في التواصل والتفاعل بين الموظفين والأنظمة الذكية.
قد تُواجه المؤسسات تحديات في تكامل تقنيات الذكاء الاصطناعي مع هياكلها التنظيمية الحالية وسياساتها.
يجب التفكير في القضايا الأخلاقية المتعلقة بالاستخدام السليم لتقنيات الذكاء الاصطناعي في تدبير الموارد البشرية، مثل: الشفافية والعدالة في عمليات اتخاذ القرار.
اقرأ أيضًا:ماهو التسويق بالذكاء الاصطناعي
إنّ الخوارزميات المستخدمة في الذكاء الاصطناعي قد تُظهر تحيزًا نحو فئات معينة، مما يُؤدي إلى تفضيل بعض المجموعات على حساب الأخرى، وهذا التحيز يُمكن أن يُؤثر سلبًا على تكافؤ الفرص في مجال الموارد البشرية.
قد يُظهر الذكاء الاصطناعي براعةً فائقة، لكنه ليس خاليًا من العيوب فهو مجرد آلة برمجها البشر، فراغاتها من رملنا وأخطاؤها من صنعنا، فإذا استُخدم بلا رويّة ليحل محل التفاعل الإنساني، فسرعان ما تُصبح بيئة العمل باردة كالروبوت.
لذا علينا ألّا ننسى أن الذكاء الاصطناعي مازال صغيرًا، بحاجة لتوجيهنا ورعايتنا فنحن من نغرس فيه قيم العدل والمساواة لنجني ثمارًا طيبة، ويجب علينا ان نستفيد منه بحكمة فنجمع بين إنسانيتنا و تقنيتنا، لنبني مستقبلاً أفضل للجميع.
شهد مجال الموارد البشرية في السنوات الأخيرة تحولات جذرية بفعل التطور الهائل في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوظيفها في عمليات إدارة الموارد البشرية، ومن المتوقع أن يزداد تأثير الذكاء الاصطناعي على هذا المجال في المستقبل، مما يتيح فرصاً ومن آثار الذكاء الاصطناعي ما يأتي:
من أبرز مزايا الذكاء الاصطناعي في مجال الموارد البشرية هو توفير الوقت والجهد اللازمين لإنجاز المهام الروتينية، فعلى سبيل المثال يستطيع الذكاء الاصطناعي الإجابة عن استفسارات الموظفين المتكررة المتعلقة بالإجازات والسياسات بشكل فوري ودقيق.
كما يُمكنه إنشاء الإعلانات الداخلية بسرعة وكفاءة، ويوفر الذكاء الاصطناعي أيضاً الوقت والجهد في مشاريع تطوير المحتوى التدريبي، حيث ينتج مسودة أولية عالية الجودة في وقت قياسي مقارنةً بالجهد البشري المبذول.
لذا من خلال أتمتة المهام المنخفضة القيمة يتيح الذكاء الاصطناعي لأخصائيي الموارد البشرية تفريغ المزيد من الوقت للتركيز على الأنشطة الإستراتيجية ذات القيمة المضافة.
من مزايا الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية هو قدرته على تقليل الأخطاء الناتجة عن العنصر البشري. فالملل والتعب قد يؤديان أحيانًا إلى أخطاء الموظفين عند إدخال البيانات وإنجاز المهام الروتينية.
لكن الذكاء الاصطناعي لا تؤثر عليه مثل هذه العوامل البشرية مما يجعل أداءه أكثر دقة واتساقًا، فهو قادر على تكرارالمهام بكفاءة عالية دون حدوث أي انخفاض في الجودة.
لذلك، يُعد الذكاء الاصطناعي حلًا مثاليًا للحد من الأخطاء البشرية في المهام الموحدة والمتكررة التي تنفذها إدارات الموارد البشرية.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي والمونتاج:التحديات والفرص
من الأسئلة الشائعة حول ذلك ما يأتي:
نعم، قد يُؤدي التحول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية إلى فقدان بعض الوظائف التقليدية. ومع ذلك، قد يفتح هذا الانتقال أيضًا أفقًا لظهور وظائف جديدة تتطلب مهارات متقدمة في التفاعل مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
يُمكن التغلب على التحيز في الذكاء الاصطناعي من خلال توفير بيانات متوازنة ومتنوعة لتدريب النماذج وتنفيذ تقنيات، مثل: تعديل الوزن لتحقيق عدالة أفضل في القرارات، ويجب أيضًا فحص الخوارزميات بشكل دوري لضمان عدم وجود تحيز غير مقصود.
اقرأ أيضًا: الذكاء الاصطناعي: أفضل 10 أدوات لمصممي الجرافيك
يُعد الذكاء الاصطناعي من أبرز التقنيات الواعدة التي ستحدث تحولاً جذريًا في مجال الموارد البشرية. فهو يتيح أتمتة العديد من المهام واتخاذ قرارات أكثر دقة وموضوعية بناءً على تحليل البيانات. لكن من المهم أيضًا تجنب المخاطر المحتملة مثل انتهاك الخصوصية والتحيز وفقدان الوظائف.
يتعين على المؤسسات اعتماد نهج متوازن يستفيد من إمكانات الذكاء الاصطناعي مع ضمان بقاء العنصر البشري في محور القرارات، وذلك بدمج الرؤية الإنسانية مع القدرات التحليلية للآلة. إنه السبيل الأمثل نحو مستقبل واعد يحقق مصلحة الجميع.
مقالات ذات صلة