تأثير الصداقات في العمل على الصحة والإنتاجية

تتأثر حياتنا اليومية بشكل كبير بالعلاقات الاجتماعية مع من حولنا، وتُعد الصداقات في بيئة العمل أحد أهم هذه العلاقات التي لها تأثير على الصحة النفسية والجسدية، وعلى الإنتاجية أيضًا، فعندما يكون لدينا صداقات جيدة في العمل، نشعر بالراحة والسعادة والتفاؤل، مما يُحسن من أدائنا في العمل، وفي هذا المقال سنتحدث أكثر حول تأثير العلاقة الإيجابية والطيبة مع زملاء العمل.

تأثير الصداقات في العمل على الصحة والإنتاجية
جدول المحتويات

ما تأثير الصداقات في العمل على الصحة والإنتاجية؟

إنّ تأثير الصداقة مع زملاء العمل يتلخص فيما يأتي:

تقليل التوتر

إنّ الإجهاد والضغط في مكان العمل هو وباء يُمكن أن يُؤثر بشكل كبير على الموظفين، فوفقًا لتقرير حالة مكان العمل العالمي الصادر عن مؤسسة غالوب Gallup، فإنّ 57% من العاملين الأمريكيين يشعرون بالتوتر، بينما يُؤثر القلق والغضب والحزن أيضًا على جزء كبير منهم، ويميل العمال المرهقون إلى أن يكونوا أقل مشاركة وتركيزًا وإنتاجية، بالإضافة إلى ذلك، تشمل مظاهر الإجهاد البدني الصداع واضطراب المعدة وصعوبة النوم وارتفاع ضغط الدم.

يُمكن أن تُساعد الصداقات في مكان العمل على خلق بيئة عمل خالية من التوتر من خلال التخلص من العزلة، ويُمكن للموظفين اللجوء إلى أصدقاء العمل للحصول على المساعدة في المشاريع الصعبة أو التواصل الاجتماعي معهم.

تحسين الروح المعنوية

يمكن أن يُعزز وجود صداقة بين أعضاء الفريق في مكان العمل معنويات الشركة، مما يُعطي دفعةً للتعاون معهم خلال ساعات العمل، والتعاطف معهم أثناء التحديات، والتواصل الاجتماعي أثناء وقت الراحة، أو بعد ساعات، فالشركة الناجحة وبيئة العمل الإيجابية هي التي تسعى إلى أن تكون القوة العاملة فيها سعيدة، وبهذا تتمتع بثقافة شركة إيجابية، والعلاقات الودية بين أعضاء الفريق هي طريقة سهلة للوصول إلى ذلك.

رفع الإنتاجية

يُمكن أن تُؤدي تحديات العمل إلى الاحتراق الوظيفي مع مرور الوقت، مما ينتج عنه إرهاق الموظفين الذي يُقلل من الإنتاجية، لذلك فإنّ أصدقاء العمل يُمكنهم تقديم المساعدة، وهذا بدوره يُحافظ على الأداء العام ومستوى الإنتاجية، مع أهمية الإبقاء على اتصال بالفريق والمهمة العامة للشركة، وكل ذلك يُعزز عاملًا منتجًا ومتحفزًا.

باختصار، عندما يشعر الفرد بالراحة والثقة بالنفس في العمل، فإنّه يعمل بجدية ويكون أكثر إنتاجيةً، كما أنه يكون أكثر ارتباطًا وصلةً بالعمل، وبالتالي يتحسن أداؤه ويكون مساهمًا في ازدهار الشركة.

اقرأ أيضًا: بيئة العمل السامة مقابل بيئة العمل الصحية

زيادة الثقة بمكان العمل

يُمكن أن تُساعد الصداقات في بيئة العمل على بناء علاقة متينة مع الزملاء في العمل، وفهم نقاط القوة والضعف للفريق بشكل أفضل، ويُمكن أن يُؤدي هذا الفهم إلى مزيد من التماسك في مكان العمل، وبالتالي يعرف كل شخص بالضبط من يلجأ إليه عندما يُواجه عقبات معينة، ويُمكن أن يُؤدي الوثوق بالآخرين للمساعدة على رفع جودة العمل للمؤسسة بأكملها.

الحفاظ على الصحة العقلية والجسدية

إنّ الصداقة في مكان العمل تدعم صحة الموظف الجسدية والعقلية، مما يعني أنّ العلاقات الإيجابية في مكان العمل قد تكون منقذة للحياة، إذ إنّها عامل من عوامل التحكم في الأخطار النفسية والسلوكية والفسيولوجية المختلفة، مثل: الاكتئاب، وعندما يكون هناك صداقات قوية ومستمرة في مكان العمل، فإن ذلك يؤدي إلى التقليل من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل: ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري.

الرضا الوظيفي

وفقًا لاستطلاع أجرته Wildgoose ذكرت فيه أنّ الموظفين الذين لديهم أصدقاء عمل مقربون يشعرون بمستويات أعلى من الرضا الوظيفي، فهُم أكثر سعادة وأقل احتمالًا لترك الشركة، كما وجد استطلاع أجرته مؤسسة غالوب عام 2018 أنّ أولئك الذين لديهم أفضل صديق في العمل هم أكثر عرضة بمرتين للانخراط في وظائفهم، وهم أفضل في إشراك العملاء، وإنتاج عمل عالي الجودة، ولديهم شعور أكبر بالرفاهية، وأقل احتمالية للإصابة أثناء العمل.

وجد كل من استطلاعي Gallup و Wildgoose أنّ الأشخاص الذين لديهم أصدقاء عمل مقربين كانوا أكثر ثقةً وتماسكًا في إيجاد حلول لمشاكلهم؛ لأنّ لديهم أصدقاء يدعمونهم.

تقليل معدل الدوران الوظيفي

إنّ الصداقات في بيئة العمل تُوفر إحساسًا بالتوازن بين العمل والحياة، مما يسمح للموظفين بالاستمتاع بحياة اجتماعية في مكان عملهم، وهذا يُؤدي إلى الاحتفاظ بالموظفين، والذي بدوره يُساهم في تقليل معدل دوران العمالة الخارجي مع الأخذ بعين الاعتبار توفير عوامل مكان العمل الإيجابي.

اقرأ أيضًا: 9 طرق لتعزيز تطوير الموظفين في بيئة العمل

طرق لدعم تكوين الصداقات في بيئة العمل

طرق لدعم تكوين الصداقات في بيئة العمل

إنّ القوة العاملة المتماسكة تُعزز قدرة المؤسسة على تقديم منتجات أو خدمات عالية الجودة لعملائها، ونتيجة لذلك يُعد تشجيع لصداقات الموظفين أمرًا إيجابيًا لمؤسستك، ومن الطرق التي يُمكنك فيها دعم ذلك ما يأتي:

  • تنظيم فعاليات شهرية

يُمكن أن تُساعد الفعاليات الشهرية على زيادة الترابط في بيئة العمل، بحيث تكون وسيلة لتخفيف التوتر، إلى جانب أنّها طريقة لتعرف زملاء العمل على بعضهم البعض.

  • نمذجة السلوك المطلوب

من الضروري إظهار السلوكيات التي يُريد أصحاب العمل أن يروها في الفريق، مثل: إظهار موقف ودي والتعرف بصدق على الأشخاص، وهذا يُشجع باقي الموظفين على اتباع السلوك ذاته.

  • تشجيع العمل الجماعي

يُنصح الشركات في تشجيع العمل الجماعي بين العاملين، وتشكيل فرق عمل مختلفة تعمل على مشاريع مشتركة، وذلك لتعزيز التواصل والتعاون بين العاملين.

  • دعم النمو الشخصي

وذلك من خلال إعداد خطط تنمية فردية، يُمكن عن طريقها دعم النمو الشخصي للعاملين، وتوفير فرص التعليم والتدريب والتطوير الوظيفي، لتحفيز العاملين على التطور وتحسين مستواهم الوظيفي، وهذا يُمكن أن يُساهم في تعزيز العلاقات بينهم.

  • توفير فرص للتواصل

يمكن للشركات توفير فرص للتواصل بين العاملين، مثل: تنظيم أنشطة اجتماعية أو السماح للموظفين بالتحدث مع بعضهم خارج ساعات العمل، وذلك لتشجيعهم أكثر على التعرف على بعضهم البعض وتكوين الصداقات.

  • إنشاء نظام إرشاد

يُمكن للموظفين الجدد البدء في العمل من خلال برنامج إرشادي يجمعهم، قد يكون من إعداد الإدارة أو المسؤولين بالتعاون مع قسم الموارد البشرية، إذ يتضمن تعليمات تعكس القيم الخاصة في الشركة، فربما يخلق ذلك شبكة دعم قوية.

  • تفعيل دور قسم الموارد البشرية

إنّ قسم الموارد البشرية هو الذي يُعنى فيما يخص تطور القوى العاملة وفهم احتياجات الموظفين ومطالبهم والتواصل معهم، لذلك يجب تفعيل دوره بحيث لا يقتصر فقط على الإجراءات الرسمية وتتبع مطالب العاملين، بل يمتد ليكون حلقة وصل بين العاملين ومنظمًا للفعاليات المختلفة.

اقرأ أيضًا: كيف تحقق التوازن بين العمل والحياة الشخصية؟

الخاتمة

إنّ رفاهية الموظفين هي ضرورة من ضروريات بيئة العمل السعيدة، وتتعدد أشكالها وأساليبها، ومنها الصداقات بين الزملاء، إذ لها تأثير إيجابي على الصحة العقلية والإنتاجية للعاملين، فهي وسيلة لتقليل التوتر، وتحسين الروح المعنوية، والتغلب على تحديات الاحتراق الوظيفي، وزيادة الثقة بمكان العمل، والحفاظ على الصحة العقلية والجسدية، وخلق ولاء وظيفي ورضا عند القوى العاملة، وتقليل معدل الدوران الوظيفي.

المراجع

  1. Why Work Friends Are Crucial for Your Health
  2. Why It’s Good to Have a BFF at Work
  3. Why it’s good to turn your colleagues into friends
  4. The Benefits of Having Friends at Work
Shares

مقالات ذات صلة

ما دور الإصلاح الإداري في تحسين الأداء الوظيفي؟

ما أهمية بناء شبكة علاقات اجتماعية؟

6 طرق للتوقف عن التعامل مع الأشياء بشكل شخصي

error: Content is protected !!
We use cookies to improve your experience on our website. By browsing this website, you agree to our use of cookies.

تسجيل الدخول

إنشاء حساب

كلمة سر منسية

كن صوتاً مؤثراً في قطاع العقارات

هل تعمل في مجال المبيعات العقارية؟

خصص بضعة دقائق لملء هذا الاستبيان

وساهم بشكل مباشر في تطوير حلول مصممة خصيصاً لمواجهة التحديات في مجال المبيعات العقارية.

 شارك الآن وكن جزءا من التغيير