يحتاج الموظف إلى قضاء إجازة سنوية يستعيد فيها حيويته ونشاطه، حتى لا يتعرض بفعل عبء العمل إلى الاحتراق الوظيفي أو الإرهاق، فالإجازة السنوية هي حق من حقوق العامل في أيّ قطاع، إذ يُمكن أن يأخذها ويستغلها في أواخر السنة، أو في أيّ وقت يرى أنّه مناسب، وبالتالي عليه أن يُخطط لهذا الأمر جيدًا ليجعلها إجازة سعيدة، وفي هذا المقال ستتعرف على أهم النصائح التي تخص الاستمتاع بالإجازة؛ للعودة منتعشًا وإيجابيًا ومليئًا بالطاقة لعملك.
إنّ مفهوم تحقيق السعادة من خلال أخذ قسط من الراحة أيّ إجازة عمل يُقصد بها أن تكون محددًا، وأن تُحاول قدر الإمكان تحقيق التوازن بين مخططاتك وأهدافك، وللشرح أكثر حول هذا الأمر إليك أهم النصائح التي قد تُفيدك لتستثمر إجازتك على أفضل وجه:
تأتي هذه الإجازة بعد فترة طويلة من العمل والاجتهاد وبذل كل ما لديك في سبيل تطوير الأداء العملي والمهني، إذ إنّ غالبية الموظفين خاصةً في القطاعات الإدارية ينشغلون طوال العام بإنجاز المهام وتحقيق الأهداف وجعلها مستدامة لها أثر على المدى الطويل، ويُمكن توجيه هذه المهارة والدافع للاستفادة على المستوى الشخصي.
مع العلم أنّك لست ملزمًا بوضع أهداف، إذ إنّ هذه الإجازة هي فرصة للاستمتاع والراحة، ولكن لا تنسَ أنّه بدلًا من إضاعة وقتك بتصفح الإنترنت ومشاهدة التلفاز لمدة طويلة، قد يكون خيار وضع أهداف وسيلة فعالة لاكتشاف ذاتك من جديد.
في ضوء ما سبق، إنّ الأهداف التي يُمكن تحقيقها في الإجازة، وتكون مستدامةً أيّ لها أثر إيجابي على الصعيد الشخصي كثيرة، مثل: تنظيم ساعات النوم، ممارسة الرياضة، اعتماد نظام طعام صحي، قراءة كتاب في أيّ مجال من المجالات التي تهمك، الجلوس مع العائلة وقضاء غالبية الوقت معهم لتعويض ما فات خلال السنة.
قد لا تسير الأمور وفقًا لما خططت له أحيانًا، وربما ستشعر بالحزن والضيق جراء ذلك، ولكن لا بأس، إذ تذكر أنّ الهدف من العطلة هو الاستمتاع بكل لحظة فيها، فأنت حاولت أن تُخطط بهدف الاستفادة من الوقت والجهد والمال، ولكن يجب أن تضع في الاعتبار أن الاحتمالات جميعها واردة، وهنا يلزم عليك التحلي بالمغامرة والبحث عن السعادة مهما كانت الظروف.
لجعل الإجازة السنوية إجازة سعيدة، من المهم أن تُراجع أولوياتك، وتجلس مع نفسك، وتُحاول مراجعة أهم القرارات التي اتخذتها خلال السنة، وما اكتسبته من تجارب وخبرات، فإنّ إهمالك لهذا الأمر، بمثابة ترك رسائل البريد الإلكتروني في عقلك، حاول قدر الإمكان عدم الدخول للسنة الجديدة إلا وقد راجعت أفعالك وتجاربك بهدوء وفعالية.
اقرأ أيضًا: إدارة المواهب: سياسة مهمة في الموارد البشرية
وفي هذا الصدد يمكنك تفريع مشاعرك والفضفضة لأصدقاء مقربين أو أحد أفراد عائلتك، ولا تخجل من طلب المساعدة، وحاول أن يكون الهدف من ذلك إزالة العبء والتراكمات النفسية؛ لتدخل العام الجديد بروح جديدة، وتشحن طاقتك بالتفاؤل والإيجابية، وبالتالي اعتبر هذه الإجازة فرصة لاسترجاع طاقتك التي استنزفها العمل والضغط.
إنّ أكثر الأمور الشائعة عند اقتراب نهاية السنة هي بدء الناس بالتخطيط لتحديد أهدافهم للسنة القادمة دون وضع خطة واضحة لكيفية تحقيق هذه الأهداف، لذلك احرص عند الجلوس لوضع خطط للعام القادم أن تُدوّن كيفية تحقيق الأهداف التي تسعى إليها.
في ضوء ما سبق، بدلًا من أن تُحدد هدفًا مثل خسارة 10 كيلو من وزنك، حاول أن تضع آلية تحقيق ذلك، مثل: سأحرص على المشي 4 مرات أسبوعيًا ولمدة نصف ساعة في الصباح قبل الذهاب لعملي، وهذا الأمر سيدفعك ضمنيًا لتنظيم أوقات نومك والاستيقاظ باكرًا، وبالتالي سيكون احتمال وصولك لأهدافك أقرب منالاً.
لقضاء إجازة سنوية سعيدة، عليك الابتعاد قليلًا عن كل ما يتصل بالعمل،واستغل هذه الإجازة من العمل في تعويض ما فاتك والتخطيط لما ينتظرك، وعليه لا بأس من أن تأخذ قرارًا بحذف تطبيقات العمل مؤقتًا، والخروج من البريد الإلكتروني، حتى لا تتصفحه كثيرًا، ويُمكنك أيضًا حجب أرقام الهواتف الخاصة بزملائك، حتى لا تُفكر في مراسلة أحدهم وسؤاله عن أمور العمل.
كما أنّك إذا كنت صاحب منصب إداري، فدع القلق عنك، وثق بقدرات فريقك، وتذكّر بأنّ هذه الإجازة فرصة لشحن طاقتك من جديد، ومنحك منظورًا مختلفًا حتى تعود بقوة وحيوية، وبالتالي ضع صحتك النفسية ورفاهيتك في المقام الأول، ولا تتنازل عن ذلك أبدًا.
اقرأ أيضًا: الاحتراق الوظيفي: كيف تقضي وظيفتك على حياتك؟
إنّ الإجازة التي تأتي سنويًا يجب استغلالها لتجربة أشياء جديدة ومثيرة للاهتمام، لذلك حاول الترويح عن نفسك قدر الإمكان وتعويض الكثير من الأمور التي شغلك عنها العمل بصحبة العائلة والأصدقاء، ولا تغفل التنويع بأنشطتك، إذ إنّ هناك الكثير من الأنشطة التي يُمكن ممارستها، ومنها الآتي:
إنّ هذه الإجازة فرصة لتعويض الوقت بصحبة العائلة، خاصةً إذا كنت رب أسرة، فإنّ أطفالك بحاجة إليك، وعليه استغل هذا الأمر للتقرب منهم، حيث قُم بالتخطيط لأنشطة مشتركة ومتنوعة، يكون لها تأثير على بناء التقارب وتعزيز التواصل، فمن المهم أن يُدرك طفلك منذ سن صغيرة أهمية قضاء الوقت مع العائلة وحجم المتعة في ذلك، الأمر الذي له بالغ الأثر على صحتهم النفسية وإدراكهم لأهمية الروابط الأسرية، وزيادة ثقتهم بنفسهم، وإشباع احتياجاتهم العاطفية.
من الأمور التي قد تُشعرك بالسعادة بعض الشيء هو الذهاب للتسوق، فهذا الأمر عادةً يحتاج إلى وقت طويل لا يتوفر لديك في الأيام العادية، لذلك اذهب واشترِ ما يلزمك وينقصك من ملابس وأدوات وغيره.
إذا كنت تنوي الذهاب في جولة سياحية داخلية أو خارجية، فعليك التخطيك لذلك جيدًا قبل عدة أسابيع واختيار من سيذهب معك في هذه الرحلة، فقد تكون العائلة أو الأصدقاء، وعليه يجب أن تجلس معهم، وتُخططون للأمر سويًا.
إنّ الخروج بنزهة في الطبيعة ليوم كامل أمر ممتع للغاية، إذ يُساعد في الاسترخاء والتأمل بالهواء الطلق وتحت ضوء الشمس.
قد يكون ضغط وعبء العمل خلال أيام السنة قد وقف عائقًا أمام ممارسة هواياتك التي تُحبها، أما وقد حلت الإجازة السنوية فحاول أن تستغلها في ممارسة هواياتك، مثل: الرسم أو الكتابة أو الزخرفة أو رياضة معينة أو غيره.
لا سعادة تُعادل سعادة العطاء والعمل لأجل الخير، إذ يُمكن أن تستغل إجازتك هذه في المشاركة بالأعمال الخيرية المتنوعة، مثل: التطوع في جمع تبرعات لمساعدة المحتاجين في الشتاء، أو توزيع الأطعمة على الفقراء، أو زيارة مركز الأيتام أو دار المسنين، أو تنظيف الشوارع، فهذا ما سيجعلك سعيدًا حقًا.
إذا كانت لديك اهتمامات في الفن والثقافة والتاريخ، فقُم بزيارة المتاحف الفنية وصالات العرض ومعارض الكتب، حيث من خلالها ستكتسب معلومات جديدة.
إذا كنت تعيش في منزل به فناء، فيُمكنك استغلال المساحات الزراعية لزراعة النباتات والخضراوات، وسيكون الأمر عظيمًا في حال قمت بذلك مع أحد أطفالك أو أفراد أسرتك، فهذا من الأنشطة الممتعة والتي تُفرغ الطاقة السلبية.
اقرأ أيضًا: 9 طرق لتعزيز تطوير الموظفين في بيئة العمل
لا تعتقد بأنّك ستكون سعيدًا في حال ذهبت إلى شاطئ جميل أو خرجت بنزهة لا تُنسى، إذ إنّها عوامل مؤثرة ولكنها ليست الأساس، وتذكر بأنّ سر السعادة هو في داخلك وليس في الظروف المحيطة بك، فلا تقع بهذا الفخ الذي تربط فيه بين السعادة والماديات،الأساس هو إرادتك الحقيقة في قضاء وقت ممتع بغض النظر عن الظروف والمفاجآت والتحديات التي قد تمر بها.
بعد قضاء إجازة سعيدة يجب أن تتهيأ للعودة إلى العمل بجدية ودافعية كبيرة، لذلك حاول قبل يوم من العودة الجلوس مع نفسك وتهيئتها لذلك، وفي هذا المجال نُقدم لك النصائح الآتية:
ألقِ نظرةً على جدول الأعمال، حتى تعرف إذا كان هناك مواعيد مهمة أو اجتماعات؛ لتُحدد ما يُمكنك فعله.
بعد قضاء إجازة سنوية سعيدة غالبًا أنّك قد أهملت فيها البريد الإلكتروني، وهذا أمر طبيعي، وقد يكون قد أُرسل لك رسائل متنوعة، لذلك حاول ألا تفتح البريد إلا بعد أن تصل للعمل، وتعرف ما آخر التطورات التي حدثت أثناء غيابك.
بالتأكيد أنّه خلال إجازتك حدثت تغييرات كثيرة في بيئة العمل، وطرأت أمور جديدة، وبالتالي فأنت بحاجة لفهم المتغيرات وآخر التحديثات، وعليه لا تخجل من طلب المساعدة من زملاء العمل أو المدير المباشر.
إنّ قضاء إجازة سنوية سعيدة وممتعة يتطلب منك أن يكون لديك الدافعية والحماس للاستمتاع بكل وقت، بالإضافة إلى أهمية أن يكون لديك الوعي بأنّها فرصة لإعادة شحن طاقتك وتعويض ما فاتك خلال السنة الفائتة، والتخطيط للسنة القادمة بروح جديدة وعزيمة لا تنقطع، بهدف تحقيق النجاح على الصعيد المهني والشخصي.
مقالات ذات صلة