عندما تنخفض الثقة بين الموظفين تتأثر الروح المعنوية والإنتاجية وللأسف قد تحدث أمور تؤدي إلى فقدان ثقة الموظفين في الشركة، مثل: عدم الشفافية، عدم الاستماع للمشكلات، عدم الالتزام بالوعود، وغيرها الكثير من الامور، وفي مثل هذه الحالات، تُواجه الإدارة تحديًا في كسب ثقة موظفيها مرة أخرى، وهناك عدة خطوات يُمكن اتخاذها لإعادة بناء جسور الثقة وتعزيز العلاقات مع الموظفين.
تقوم إدارة الموارد البشرية على أساس الثقة مع الموظفين، فهي الحامي لمصالحهم والداعم لكفاءتهم وفعاليتهم، وبدون هذه الثقة تفقد إدارة الموارد البشرية مصداقيتها وقدرتها على القيام بدورها الحيوي في المنظمة، لذا من الضروري المحافظة على ثقة الموظفين ودعمهم وحل مشكلاتهم، لضمان بيئة عمل إيجابية تعزّز الإنتاجية.
غالبًا ما تُعبّر تصريحات الموظفين عن فقدان الثقة في إدارة الموارد البشرية التي ينتمون إليها، فعلى الرغم من توافرها ظاهريًا للرد على استفساراتهم، إلا أنّهم يرون أنّها غير فاعلة عندما يتعلق الأمر باتخاذ إجراءات حقيقية لمصلحتهم.
وهذا يُشير إلى أنّ هناك مشكلة ثقة حقيقية تواجه إدارات الموارد البشرية، مما يتطلب معالجة جذرية لإعادة بناء الجسور مع الموظفين، فبدون ثقتهم، لن تستطيع الموارد البشرية القيام بدورها بفعالية.
تُؤثر فقدان ثقة الموظفين سلبًا على المنظمات، فعندما لا يثق الموظفون في قادتهم، قد ينخفض مستوى مشاركتهم ويرتفع معدل دوران العمل وينخفض الابتكار، وإعادة بناء الثقة ليست بالأمر الهين، فالثقة تتأسس مع الوقت من خلال التواصل وبناء علاقات تتسم بالكفاءة والنزاهة، ومن أهم الطرق لاستعادتها ما يأتي:
اقرأ أيضًا: ماهو رضا الموظفين؟ وأهم أدوات قياسه؟
من الضروري تحديد السلوك أو الإجراء الذي تسبب في تدمير الثقة، لذلك استمع لمخاوف الموظفين بتعاطف واعترف بمشاعرهم السلبية حيال ما حدث، وقُم بإجراءات استباقية لفهم المشاكل التي أدت إلى فقدان الثقة، مع الاعتراف بوجود مشكلة وإبلاغ الموظفين أنّك على دراية بها، هو الخطوة الأولى لاسترداد ثقتهم.
الأخطاء أمر طبيعي للبشر، لكن لدينا هدف مشترك هو إنجاز مهمة المؤسسة، لذلك حث الموظفين على التركيز على هذا الهدف والعمل معًا لإيجاد حلول، وافتح قنوات التواصل ليشارك الجميع في بناء الحلول واقتراحها، مع تذكير الموظفين بالرؤية والقيم المشتركة سيُساعد على تجاوز المشكلات واستعادة الثقة.
من الضروري الشفافية عند مواجهة أزمة تضر بثقة الموظفين، واعترف بحدوث أمور لم تسر كما خُطط لها، واستخلص الدروس من التجربة، وساعد الموظفين على فهم أسباب المشكلة لتجنب تكرارها مستقبلًا، كما يجب التركيز على التعلم وليس على تحميل أي طرف مسؤولية الخطأ، كما أنّ الشفافية وتحمل المسؤولية أمران حاسمان لاستعادة ثقة الموظفين.
على القادة قبول نقاط الضعف والتحديات التي يواجهونها بصدق وشفافية، ويجب الابتعاد عن التظاهر بأنّ كل شيء على ما يرام والتكتم على المشكلات، وإشراك الفرق في التصدي للتحديات سيُساعد على بناء علاقات أقوى واستعادة ثقتهم، وتقبل القصور بشجاعة ومعالجته بشفافية أمر حاسم لاسترداد ثقة الموظفين.
اقرأ أيضًا: الرضا الوظيفي: أساس السعادة في مكان العمل
من الأهمية بمكان الاستماع الفعّال لمخاوف ومشاعر الموظفين تجاه الموقف، ودعهم يعلمون أنّك تتفهم وضعهم وتتعاطف معهم، وعندما يشعر الموظفون أنّ مشاعرهم محترمة، ستبدأ الثقة بالعودة، وضع خطة واضحة لمعالجة المشكلة وتجنب تكرارها، وتذكر أنّ التوقعات الواضحة والالتزام بحل المشكلة يساعدان على استعادة الثقة.
إنّ القيادة الفعالة تتطلب المساءلة، فعلى القائد محاسبة نفسه أولًا، ستواجه دائمًا تحديات، والنجاح يعتمد على كيفية إدارة تلك التحديات، وبناء الثقة يتطلب الصدق والشفافية مع الموظفين، فالموظفون استثمروا ثقتهم فيك كقائد، فكن عند حسن ظنهم، وكن قدوة يُحتذى بها من خلال مساءلة نفسك أولًا كقائد.
هناك بعض النصائح المفيدة في هذا الصدد لاستعادة ثقة الفريق والقيادة بالقدوة، وهي كالآتي:
من الأسئلة الشائعة في هذا الصدد ما يأتي:
من العلامات التي تُشير إلى فقدان ثقة الموظفين في قسم الموارد البشرية ما يأتي:
تتطلب الشفافية من قسم الموارد البشرية مشاركة المعلومات المهمة مع الموظفين في الوقت المناسب، وشرح القرارات وأسبابها بوضوح، وإتاحة قنوات لتلقي ملاحظاتهم واقتراحاتهم، مع الأخذ بها عند صنع السياسات، فالتعامل بشفافية يبني جسور الثقة ويدعم التواصل الفعال مع الموظفين.
عندما يتم تنفيذ طرق استعادة الثقة وتصبح الممارسات جزءًا متجذرًا من ثقافة وهُوية القسم، ويُشعر الموظفين بقيمتهم وأنّ صوتهم مسموع، عندها يُمكن القول إنّ الثقة استُعيدت بالكامل، وذلك هو المسار الطويل نحو بناء شراكة قائمة على الاحترام المتبادل، والتي تُعد أساسًا لنجاح أيّ منظمة.
اقرأ أيضًا: ازدهار الموظفين تعريفه، خصائصه، أساليبه
يُمثل بناء الثقة بين قسم الموارد البشرية والموظفين عملية شاقة وطويلة الأمد، ولكنها ضرورية لخلق بيئة عمل إيجابية وداعمة، فعندما يفقد الموظفون ثقتهم في قسم الموارد البشرية، غالبًا ما ينعكس ذلك على معنوياتهم وإنتاجيتهم وولائهم للمنظمة.
في النهاية، تتطلب استعادة الثقة التزامًا مستمرًا على المدى الطويل من قِبل قسم الموارد البشرية بممارسات النزاهة والعدالة وتلبية مصالح الموظفين، فالاستثمار في بناء علاقات إيجابية مع الموظفين وكسب ثقتهم أمر ضروري لنجاح أيّ منظمة على المدى البعيد.
مقالات ذات صلة