إنّ الأزمات يُمكن أن تُصيب أيّ مجتمع في أيّ وقت، وتتسبب بحالة من القلق والتوتر الشديد، فمثلًا انتشار وباء كورونا في عام 2020 من أكثر الدروس الواقعية التي تطلبت وجود قيادة فعالة وقادرة على التعامل مع حالات الطوارئ؛ لدعم الموظفين والحفاظ على العمل، وتبعها عدة أزمات كان آخرها زلزلال تركيا وسوريا الذي أحدث كارثة إنسانية كبرى تأثر بها الجميع، وفي هذا المقال ستتعرف على طرق واساليب فعالة لدعم الموظفين بعد وقوع الكوارث.
ستكون قادرًا بشكل أفضل على دعم موظفيك إذا عرفت كيف تُدير مشاعر القلق لديك خلال الكوارث، لذلك ابدأ بأخذ الوقت الكافي لفهم ما تشعر به، وضع مسافةً بينك وبين الموظفين حتى تتمكن من اتخاذ قرار واعي حول كيفية التصرف بطريقة تتماشى مع قيمك، واسأل نفسك عدة أسئلة، مثل:
لن يكون بإمكانك تقديم العون للآخرين ومساعدتهم إلا في حال كنت قادرًا على مساعدة نفسك أوقات الأزمات، وبحكم منصبك فانت مضطر إلى أن تتمالك وتكون قويًا وصلبًا، وتُخفف على الآخرين ما يُعانون منه بسبب الأحداث المؤلمة التي تحدث.
يقول جين كلان مؤلف كتاب “القيادة في الأزمات“: “أثناء الأزمات هدفك هو تقليل الخسارة والحفاظ على سير الأمور بشكل طبيعي قدر الإمكان“، لذلك يجب عليك تعزيز التواصل مع الموظفين بشكل منتظم، والاستفسار حول ما إذا كان هناك أحد من الموظفين لديه أيّ أقارب أو معارف تضرروا من الكوارث التي قد حدثت، وتقديم الدعم له.
إنّ الحالات الطارئة تُحدث صدمات لدى العديد من الأشخاص، ويصعب عليهم استئناف أعمالهم والاستمرار في ظل ما يشهده العالم من توتر وقلق، وهُنا يجب أن تُظهر الإدارة تعاونها مع موظفيها عن طريق التواصل مع الموظفين بشكل جماعي أو فردي.
تحدّث مع الموظفين على انفراد ودعهم يصفون ما يمرون به، إذ يُشكّل هذا التعاطف أساس الثقة بينك وبينهم، وبدورك افهم أنّ موظفيك بحاجة إلى بعض الإرشادات حول كيفية تقليل عوامل التشتيت، أو المشورة بشأن تحديد أولويات عملهم، أو زيادة المرونة في العمل.
اقرأ أيضًا: لأصحاب العمل: كيف تحد من التسرب الوظيفي؟
يُمكن معالجة ما يتم التعامل معه خلال الأزمات والكوارث بعقلانية حتى لا تتأثر الحالة النفسية أو العاطفية بقساوة المشهد، ولكن تبقى هناك حاجة إلى التفريغ العاطفي والتعبير عن وجهات النظر، وهُنا يكمن دورك كمدير بسماع وجهة نظر موظفيك والتحدث معهم حول ما يجري؛ لإشعارهم بأنّ ما يمرون به هو طبيعي ويجب تجاوزه بشكل أو بآخر، حتى لا يصلون لمرحلة الإحباط الشديد.
قد يمر بعض أعضاء الفريق بنوبات قلق متطورة بشأن الكوارث التي تحدث، مثل: قلة النوم، عدم القدرة على العمل، صداع مزمن، عدم تناول الطعام، وينظرون إلى من حولهم ويتساءلون حول كيفية تماسكهم، وهنا يأتي دورك كمدير لتُشجعهم على التحلي ببعض التعاطف مع الذات والاعتراف بأنّ التوتر هو استجابة طبيعية لشعورهم بأنّ الأمور قد خرجت عن السيطرة، ولكن من الخطر البقاء في هذه الحالة النفسية.
من المهم إدراك كيفية التعامل مع أعضاء الفريق بإخلاص واهتمام حقيقي، وذلك يكون عن طريق الانتباه والاستماع والرد على ما يُقال، وكذلك التفكير فيما لا يُقال، إلى جانب التركيز على الإيجابية في ظل هذا التوتر الكبير، ولكن تبقى هناك حاجة ماسة إلى بث الروح المعنوية والاستبشار في الخير.
حاول أن تجعل الاجتماعات قصيرة، وكُن أكثر وعيًا بشأن إدارة الوقت وتحديد أولويات العمل؛ لتعريف الموظفين بها، وركّز على المهام الرئيسية، وحاول تخطي المهام الثانوية، ويُمكن أن تمنح الموظفين مرونةً أكبر في العمل.
إنّ التخطيط والتنظيم مهاراتان مهمتان سيحتاج لهما المدير بهدف تطوير الاستراتيجيات وإحداث تغييرات هيكلية يُمكن أن تُساعد في التأقلم مع الأحداث الطارئة، كما يُعد نشر الوعي أمرًا بالغ الأهمية، إذ يجب أن يكون الموظفون على دراية بالخطوات التي يُمكنهم اتخاذها للاستعداد للتغيرات الطارئة في الهيكل التنظيمي.
اقرأ أيضًا: المهارات الإدارية الفعالة
خلال الكوارث يجب أن يكون المدير حاضرًا وسهل الوصول إليه، لذلك دع الموظفين يعرفون أفضل طريقة للوصول لك، خاصةً أنّهم في كثير من الأوقات يحتاجون إلى سماع آراء قادتهم بشكل متكرر، وبهذا يثقون بأنّ كل شيء تحت السيطرة، فالمدير حاضر ذهنيًا وقادرًا على التعامل مع الظروف الطارئة بثقة كبيرة، والمسؤوليات موزعة بشكل منظم.
من الأمور التي يجب أن تُظهرها المؤسسة خلال حدوث الأزمات هي مسؤوليتها الاجتماعية من خلال تقديم ما تستطيع تقديمه في سبيل التخفيف من نتائج الأزمات الطبيعية، وذلك عبر تقديم تبرعات مالية أو تنظيم حملة تطوعية يُشارك فيها المديرون والموظفون بالشراكة مع مؤسسات المجتمع أو بمفردهم.
إنّ فكرة العودة إلى العمل واستئنافه قد تكون صعبة لتطبيقها مباشرةً، لذلك تحتاج إلى التدرج للعودة إلى الروتين اليومي في العمل، ومن المؤكد أنّه لن يتم تخطي ما حدث وتجاوز ما خلفته الأزمات والكوارث، ولكن مع تقديم الدعم للموظفين ومحاولة خلق ثقافة تنظيمية تعاونية في ظل هذه الظروف العصبة قد يسهل العودة، مع العلم أنّ الأمر يحتاج إلى صبر وتعاون أكثر من أيّ وقت مضى.
إذا شعرت بأنّ أحد موظفيك غير قادر على المجيء إلى العمل أو القدرة عل إنجاز نصف عمله بشكل جيد، فتكلم معه وامنحه إجازة لفترة حتى يمتص الصدمة ويستطيع العودة بحالة نفسية أفضل مما هو عليها، إذ من المهم فهم احتياجات الموظف ومنحه بعض الوقت الشخصي؛ للتتخفيف عليه ومساعدته على التجاوز.
اقرأ أيضًا: كيف تجعل من البهجة أولوية في مكان العمل؟
منذ أن شهد العالم في مطلع عام 2020 انتشار فيروس كورونا الذي تسبب في الكثير من الأزمات الدولية أصبح لدى المديرين فكرةً حول كيفية التعامل مع الكوارث الطبيعية التي قد تحدث دون سابق إنذار، وآخر هذه النكبات كان زلزال تركيا وسوريا الذي أصاب العالم بصدمة كبيرة في البلدين، وعلى إثره فقد الكثيرون أقارب معارف لهم.
لذلك فإنّ هناك طرق فعالة يُمكن من خلالها أن يدعم المدير موظفيه، ومنها: أن يهتم بنفسه أولًا ويكون قادرًا على إدارة مشاعر القلق لديه، وبعدها تأتي أهمية تعزيز التواصل مع الموظفين ومساعدتهم على التعبير عمّا بداخلهم، إلى جانب تشجيعهم للتعاطف مع الذات، ومن ثم تحديد الأولويات في العمل والتركيز على التنظيم، ومن المهم أن يبقى المدير حاضرًا ومتاحًا، كما يُفضل إقامة حملة تطوعية تعاونية، ومن ثم البدء تدريجيًا للعودة إلى العمل.
مقالات ذات صلة