إنّ ثقافة الخوف التي تتبناها بعض الشركات والمديرين لها سلبيات عديدة، فهي تُؤثر على مستوى الأداء العام والقدرة على تنفيذ المهام وسعادة الموظفين والولاء الوظيفي ورغبتهم في الاستمرارية، وتبعًا لذلك لن يكون هناك مكان للإبداع والابتكار وتقديم أفكار جديدة وتنافسية، وعليه في هذا المقال سننُاقش أهم النصائح الموجهة للمديرين للتخلص من هذه الثقافة في بيئة العمل.
عندما يُشجع المدير موظفيه على الإبداع والابتكار، فهذا يُساهم في تحسين أداء العمل وزيادة الإنتاجية، ويتغلب الموظفون على ثقافة الخوف من التفكير الإبداعي، ويُمكن تحقيق ذلك من خلال ما يأتي:
بحيث تتميز بالاحترام والتفاعل الإيجابي والتشجيع على التعبير عن الآراء بصدق ودعم تطور الموظفين.
إذ يقوم المدير في تشجيع الموظفين على طرح أفكارهم بعد القيام في تحليل عميق، وهذا في سبيل تحفيز الموظفين على التغلب على المشكلات والتحديات.
وذلك بهدف دعم تطوير مهارات الموظفين وتعلم أساليب جديدة؛ لتكون ثقافة الشركة إيجابية.
تتمثل إحدى أهم مسؤوليات صاحب العمل أو المدير في بناء الثقة مع الموظفين، فالثقة هي أداة قوية لتقليل ثقافة الخوف والتوتر، وعندما يفتقر الموظفون إليها، فمن المحتمل أن يعيشوا في قلق دائم، وينتهي بهم الأمر بإخفاء مخاوفهم بدلًا من التحدث وطلب المساعدة التي هم في أمس الحاجة إليها.
لبناء شعور بالثقة داخل مكان العمل من الضروري تقديم الدعم للموظفين ومساعدتهم على التطور، والحديث عن أنّ أيّ شخص يُمكن أن يمر بيوم سيئ، أو يمر بلحظات شك، ولكن يجب أن تُبنى بيئة العمل على الصراحة والشفافية، واعتماد أسلوب مفتوح في التعامل مع الموظفين وتوضيح ما يُتوقع منهم والتفكير بما يُمكن أن يتوقعوه.
إنّ ثقافة الشركة التي تُبنى على أساس تحقيق المساواة بين الموظفين وتطبيق أوجه العدالة وعدم التمييز هي ثقافة عمل إيجابية، سيتغلب فيها الموظف على ثقافة الخوف والتوتر والقلق، وسيشعر بأنّ حقوقه ليست مسلوبة منه، وعليه سيُقدم ما يستطيع لتطوير بيئة العمل، وهذا الأمر يضمن للمديرين تحقيق الشمول والتنوع، ويشعر الموظفون في ثقة اتجاه الهيكل التنظيمي.
اقرأ أيضًا: الاستثمار العاطفي: كيفية تأثيره في ثقافة الشركة
إنّ أخلاقيات العمل من أهم العوامل التي تُساعد ثقافة الشركة على التطور، فإذا كانت الشركة تُراعي التزامها بما ينص عليه قانون العمل إلى جانب احترام الموظفين والشفافية في السياسات سيتغلب العاملون على مخاوفهم، وستضمن الإدارة ما يأتي:
وذلك عندما يتصرف العاملون بنزاهة وأمانة، ويكونون مثالًا حسنًا، ويكتسبون ثقة العملاء والشركاء والمجتمع بشكل عام.
وذلك عندما يتعامل الموظفون مع بعضهم البعض ومع العملاء بأخلاقيات المهنة، ويُقدرون التعاون والاحترام المتبادل، فهذا كله يُعزز روح الفريق، ويعمل على تحسين العلاقات في مكان العمل وتوطيدها.
فقد يتسبب التصرف غير الأخلاقي في فقدان الثقة والتأثير على العلاقات العامة للشركة، ويُمكن أن يتعرض الموظفون والمديرون للمسائلة القانونية والعقوبات المالية، وبهذا فإنّ الحرص على ضمان التزام الموظفين بأخلاقيات العمل وسيلة لتفادي الكثير من المشكلات.
وذلك عندما يعلم الموظفون أنّ الشركة تلتزم بالقيم والأخلاق يشعرون بالفخر والانتماء، وهذا يمنحهم دافعًا لتقديم أفضل ما لديهم، ويُقوي ذلك الروح الجماعية بين الموظفين.
إنّ ثقافة الخوف تدل على عدم وجود تواصل فعال بين الموظفين والإدارة، والتواصل الفعال مبني على الاستماع والإنصات للموظفين، فالاستماع الفعّال للموظفين وتعزيز التواصل يٌساهم في بناء علاقات عمل إيجابية، ويعمل على تحسين اتخاذ القرارات، وتعزيز الاحتفاظ بالمواهب.
عندما يشعر الموظفون بأنّ آراءهم تُؤخذ بعين الاعتبار، وأنّهم مشاركون في صنع القرارات سيزيد ذلك من رضاهم، وبالتالي يُوفر هذا استقرارًا للشركة، ويُساعد على بناء ثقافة إيجابية، كما يُساعد التواصل الفعال على اتخاذ قرارات أكثر دقةً، من خلال تقوية الشفافية، وهذا بدوره يُشجع على التفكير الإبداعي والابتكار.
اقرأ أيضًا: تطوير الموظفين: ما مفهومه وأهميته؟
إنّ من العوامل التي تُساهم في التخلص من ثقافة الخوف في بيئة العمل وتطوير ثقافة الشركة على نحو إيجابي هو التشجيع على العمل الجماعي وتبني نهج التعاون في العمل، ومن النصائح المهمة في هذا الصدد ما يأتي:
إنّ منح فرص التطوير للموظفين وتدريبهم من أحد العوامل الفعالة في تحفيز وتطوير العمل الجماعي والتعاون والتخلص من التوتر والقلق في ثقافة الشركة، ويُنصح في هذا الصدد ما يأتي:
وهذا يكون على أساس القيام في تحليل المهارات والمعارف لدى الموظفين، بهدف تحقيق أهداف الشركة، ويُمكن استخدام استبيانات أو استطلاعات حول الاحتياجات التدريبية للحصول على آراء واقتراحات مختلفة.
يُمكن أن تكون هذه البرامج التدريبية على المستوى الداخلي والخارجي، وتتمثل في الغالب من ورش عمل، وتدريبات خاصة في تطوير المهارات، وحضور مؤتمرات ذات علاقة في مجال العمل وغيرها.
ويكون ذلك من خلال توفير موارد التعلم على الإنترنت، وحضور ورش العمل والندوات، وتوفير وقت للتعلم وتبادل المعرفة.
الأشخاص السعداء أكثر إنتاجيةً، فالموظفون السعداء ينتجون عملًا احترافيًا، وهذا لا يُمكن أن يحصل من غير تشجيع الموظفين ودعمهم معنويًا وماديًا، لذلك يُنصح بعدم تحول العمل إلى منافسة سلبية، بل الأساس القوي هو المنافسة الإيجابية، إلى جانب فهم طبيعة الاختلاف بين الموظفين وخصوصية كل موظف لمعرفة كيفية التعامل معه بأفضل صورة.
اقرأ أيضًا: لماذا يقع اللوم على المدير ببيئة العمل السامة؟
إنّ الخطأ وسيلة للتعلم وفهم كيفية مواجهة التحديات في المستقبل، لذلك طالما يتم التعامل مع الأخطاء كفرص، فهذا مؤشر على إدراك الإدارة لأهمية التخلص من ثقافة الخوف، فالتجربة والخطأ والتعديل هي الطرق الوحيدة للتحسين والتطوير ، وعليه يجب إتاحة الفرصة أمام الموظفين للمخاطرة والتجربة في سبيل التعلم وتطوير العمل.
إنّ النقد البناء وتزويد الموظفين في التغذية الراجعة إحدى الأدوات الهامة للتخلص من ثقافة التوتر والقلق في الشركة، ويُنصح في هذا الصدد لضمان تطوير ثقافة الشركة ما يأتي:
إنّ سعي المديرين للتخلص من ثقافة الخوف في الشركة يتطلب مجهودًا في سبيل تطوير ثقافة الشركة وانفتاحها على سوق العمل، فالموظف هو جزء أساسي من تطوير بيئة العمل والنهوض في العلامة التجارية، لذلك يُنصح في تشجيعه دائمًا على الإبداع والابتكار، وتعزيز الثقة، ومراعاة المساواة، والالتزام بالمعايير الأخلاقية وغيره من الأمور تطرق إليها المقال لتحقيق الفعالية وضمان نتائج إيجابية ومستدامة.
مقالات ذات صلة