لا يُشير تطوير الموظفين فقط إلى تحسين مهاراتهم لأداء أدوارهم ووظائفهم، حيث يُشير أيضًا إلى التعلم المستمر الذي يتلقاه الموظفون، ويُساعدهم على التقدم في مسارات حياتهم المهنية، وذلك من خلال تشجيع التعليم المستمر من خلال توفير أو تسهيل فرص التعلم الداخلية والخارجية، وفي هذا المقال ستتعرف على مفهوم تطوير العاملين وأهميته.
تطوير الموظفين (بالإنجليزية: Employee Development)؛ هو عملية مساعدة الموظفين على التقدم في حياتهم المهنية من خلال اكتساب مهارات جديدة، وتنمية كفاءاتهم في مجالات مختلفة، حتى يتمكنوا من الاستمرار في تقديم مساهمات قيمة مع الابتكارات التكنولوجية المستمرة، وتشجيعهم على مواكبة ذلك، من خلال تحسين مهاراتهم وتعزيز معرفتهم العملية.
هناك العديد من الطرق المختلفة للتعامل مع تطوير العاملين، حيث تشمل برامج التدريب المختلفة المستمرة أو أثناء العمل، والإرشاد المهني، وإقامة المؤتمرات والندوات، وغيرها، إذ تدمج استراتيجيات هذا النوع من التطوير ثلاثة مسارات، وهي:
حيث تعتمد على تجارب الموظف السابقة والمهام التي أنجزها.
وهو نوع من أنواع التعلم، حيث يعتمد على تأثير بيئة العمل على الموظف.
ويكون من خلال الدورات والكتب والمؤتمرات والفعاليات والأنشطة المختلفة.
في ضوء ما سبق، إنّ مفهوم هذا النوع من التطوير لا يقتصر فقط على تطوير استراتيجيات التعلم والتطوير التنظيمي، إنّه أبعد من مجرد تنفيذ تدريب إلزامي للموظفين أو إشراكهم بورش عمل، أو تنظيم اجتماعات سنوية معهم لمناقشة سياسات العمل، وعليه فهو يتطلب الاستثمار بالوقت والجهد والمال من الشركة، حيث إنّ هذه الاستثمارات سيعود نفعها على المدى الطويل، وتُؤثر بشكل إيجابي.
تتلخص أهمية هذا النوع من التطوير فيما يأتي:
إنّ تطوير العاملين في الشركة يُوفر عليها تكاليف عديدة، ويُمكّنها أكثر في نمو أعمالها باحترافية، حيث يتم تجنب استبدال الموظفين، مما يُقلل المصاريف التشغيلية، ويضمن تطورهم بشكل أكبر، لهذا فإنّ الشركات التي لا تُولي اهتمامًا بتطوير موظفيها وتدريبهم، فإنّها تخسر الكثير من المال والوقت، وتستنزف الموارد بشكل أكبر، وهذا بسبب عدم وجود استراتيجية واضحة وشاملة في مجال التطوير.
يطمح أصحاب العمل والشركات بأن يُديروا أعمالهم بشكل مريح ومربح، وهذا الأمر ليس ممكنًا من دون وجود أفضل الكفاءات والمواهب، خاصةً أنّ هناك منافسة في سوق العمل على جذب الكفاءات تحديدًا في مجال تكنولوجيا الأعمال، مما يخلق تنافسًا كبيرًا وتحديًا استراتيجيًا.
اقرأ أيضًا: 9 طرق لتعزيز تطوير الموظفين في بيئة العمل.
لذلك، على أصحاب العمل التفكير بالمنافسة على أفضل الموظفين، ومحاولة العمل على تطويرهم ضمن خطة استراتيجية شاملة وواضحة الرؤية، بحيث يتم تشجيع الموظف على القيادة والابتكار، وإتاحة الأدوات والسبل اللازمة لذلك، وأهمها برامج التدريب، وهذا كله يُساهم في إعداد الأفراد للظروف المعاكسة والمواقف غير المتوقعة والتحديات الكبيرة في عالم الأعمال.
تعمل برامج واستراتيجيات تطوير الموظفين على الاحتفاظ بالموظفين وتطويرهم، مما يُتيح بناء ثقافة شركة قوية، بدلًا من تغيير الموظفين كل فترة، فانضمام موظفين جدد مكان الموظفين السابقين خلال فترة وجيزة سيُعيد الشركة إلى نقطة الصفر.
كما يخلق تطوير العاملين ثقافة تعلم في الشركة، حيث يتم تحفيز كل موظف لتعلم مهارات جديدة واكتساب دروس جديدة، وإذا كنت صاحب عمل، فإليك نصائح تُساعدك في العمل على تعزيز ثقافة الشركة، وهي فيما يأتي:
ما يُشعر الموظف بتقدير كبير في مكان العمل هو إشراكه وجعله جزءًا من خطط التطوير، إذ تُساعد خطط تطوير الموظفين على إجراء تحليل ذاتي لكل موظف، حيث يُمكنهم ذلك من معرفة ما ينقصه من مهارات وخبرات، وهذا سيُساعده على تحسين أدائه وتحقيق نتائج أفضل، كما يُعزز مفهوم العمل الجماعي وأهميته.
في ضوء ما سبق، لا يُمكن أن يتطور أيّ عمل كبير إلا بجهود جماعية لا فردية، وهذا يتطلب تعزيز مفهوم العمل الجماعي، إذ ينعكس ذلك على ما يأتي:
اقرأ أيضًا: استقطاب الكفاءات: ما هي أفضل الأساليب لذلك؟
إنّ خطط تطوير العاملين والعمل على ذلك باستراتيجية واضحة، يُعطي دفعةً للحفاظ على الموظفين والتقليل من معدل دوران العمالة والتسرب الوظيفي، حيث إنّ خطط التطوير الخاصة بذلك تُمكّن الشركة من أهدافها التنموية، مما يُعزز لدى الموظفين شعور الانتماء ودفعة لتحقيق رؤية الشركة وما تطمح إليه.
بالإضافة إلى ما سبق، إنّ دوران العمالة وعدم إيجاد حل لخفضه، يُؤثر على ما يأتي:
لذلك، تأتي أهمية تنفيذ خطط تطور الموظفين، حيث سينعكس ذلك إيجابيًا على رفع الإنتاجية وتحسين الأداء العام، ورفع مستوى الكفاءات، وتحقيق الرضا المهني والنفسي، وتفادي المشكلات والتحديات التي قد تطرأ دون سابق إنذار على بيئة العمل، وعندما يُقرر أحد العاملين ترك العمل، ستكون هناك خطة لملء شاغره دون زيادة العبء على باقي الموظفين.
تُساعد استراتيجيات تطوير العاملين في تحقيق شعور الموظف بالرضا، فوجود ثقافة للشركة يُعزز الانتماء، بالإضافة إلى ثقة الموظفين بقدراتهم ومهاراتهم للقيام بالأعمال بشكل جيد وفعال، كما إذا عملت الشركة على إنشاء علاقة جيدة مع الموظفين وتوفير بيئة عمل مناسبة بالأدوات والإمكانيات سيُساعدك ذلك في رفع مستوى الإنتاجية.
كما أنّ ذلك سينعكس على تعامل الموظفين مع بعضهم داخل المؤسسة، وتقليل معدلات إهدار الوقت، وخلق ثقافة الرقابة الذاتية، نتيجة الشعور بالمسؤولية اتجاه العمل، وهذا كله سيُؤثر بشكل إيجابي على الصعيد الشخصي والعملي.
اقرأ أيضًا: إدارة المواهب: سياسة مهمة في الموارد البشرية.
إن جعل استراتيجيات تطوير الموظفين أولويةً في ثقافة الشركة يضمن بقاء الموظفين على اطلاع جيد باتجاهات الصناعة وأفضل الممارسات في سوق العمل، بالإضافة إلى تطوير مهاراتهم وأدواتهم، وهذا يُعزز مشاركتهم، ويجذب أفضل المواهب والكفاءات، ويُوفر الوقت والجهد والمال.
كما أنّ تطوير العاملين ميزة تنافسية أكبر للشركة، حيث يطمح كل صاحب ورائد أعمال بإدارة عمله بشكل مريح ومربح، يضمن له الاستدامة والتطور ضمن خطة منهجية شاملة، وهذا ما يُتيحه على المدى الطويل خطط تطور الموظفين، خاصةً أنّ هذا النوع من التطوير يُتيح فرص التعلم وتبادل الخبرات بين الموظفين.
مقالات ذات صلة