من المعروف أنّ نجاح أيّة مؤسسة في وقتنا هذا لا يُقاس بكمية ونوع الإنتاج، وإنّما يُقاس بقوة القوى العاملة ونوع العمل وقوة الإدارة والهيكل التنظيمي السائد فيها، ولكن تُواجه بعض المؤسسات اليوم الكثير من التحديات والتغيرات البيئية، التي تتطلب منا التعامل معها حتى نتخطاها، وذلك من خلال وضع أساليب وخطط إدارية تلعب فيه الموارد البشرية دورًا رئيسًا لنجاحها.
يدور تعريف التمكين الإداري حول إعطاء الموظف حقوق وصلاحيات وحرية أكبر في وظيفته، فيجب إعطاؤه حرية الرأي والإبداع والمشاركة في الأمور التي تتعلق بوظيفته التي يديرها؛ لأنّ التمكين الوظيفي يُحرر الشخص من التعليمات والسياسات والرقابة الصارمة، ويُعطيك حرية التصرف في الأعمال التي تقوم بها وتحمل مسؤوليتها.
هذا التمكين يقوم بإخراج إمكانيات الشخص وتحرير مواهبه المكتومة؛ وبالتالي ستستفيد الشركة كثيرا من ذلك، فرب فكرة غيرت مجرى شركة، فمصطلح التمكين يعني “تعزيز سلطة الفرد واستقلاله”، والغرض من هذا هو منح الشخص الكثير من حقوق المشاركة واستقلاليته؛ لأنّ الموظف يجب أن يكون قادرا على تمثيل مصالح شركته بشكل مستقل.
التمكين الوظيفي في الإدارة يمنح الشخص الكثير من حقوق المشاركة واستقلاله؛ وبالتالي يعين أفضل الموظفين للشركة، وأيضا يشعر الموظفون بالالتزام نحو الوظائف الموجهة لهم، ويشعرون بالتوازن النفسي والمهني بسبب غياب النظام الصارم عنهم.
إنّ التمكين يجعل الشركة على استعداد ذهني للموظفين ودمج رأيهم بكفاءة لضمان تحقيق أهداف ونتائج جيدة، والتمكين الوظيفي يمنح الشخص السلطة؛ وبذلك يبدأ العامل في استخدام أفكاره وإبداعه لاستخراج أفضل ما لديه، وذلك يُساعده على أن يكون لديه رضا وظيفي؛ لأنّه يفعل في عمله كل ما يُريده وأيضّا يُحقق نتائج رائعة للشركة؛ لأنّه يخلق أفكار إبداعية جديدة ومبتكرة.
من أساليب التمكين الوظيفي في الإدارة ما يأتي:
وتعني قيام القائد أو الإدارة بمنح سلطات للعاملين الذين لديهم الخبرات والكفاءات المناسبة لهذه الوظيفة؛ لأنّ ذلك يُساعد على القيام بها بالشكل الأمثل، ويتطلب تنفيذ هذا الأسلوب مناخ وبيئة ديمقراطية مناسبة تحمل قيم ومبادئ التعاون بين العاملين.
اقرأ أيضًا: ازدهار الموظفين: تعريفه، خصائصه، أساليبه
يمثل التدريب أهم عامل للشركات، وذلك لتدريب الموظفين على الاستعداد لمواجهة التغيرات والتعامل معها بشكل أفضل.
من أساسيات التمكين الإداري هو تكوين فريق عمل لإنجاز المهام مع بعضهم البعض، فيكونوا عونًا لبعضهم، ويُشارك الجميع بأفكاره وخبراته.
وهي طريقة جميلة للتأثير على الموظف لتحقيق أعماله بشكل أفضل وأسرع، والحوافز قد تكون ماديةً أو معنويةً.
من مزايا وفوائد التمكين الوظيفي في الإدارة ما يأتي:
من الأسئلة الشائعة حول ما يأتي:
لأنّ هذه الأسئلة مهمة للغاية، إذ تسمح للشركة بالحصول على ما تحتاجه من معلومات مباشرة عن هذا الموظف، وأيضًا تسمح للموظف بالحصول على معلومات حول المدير، من حيث القيادة وكيفية التواصل والدعم وغيره، وهذه الاستبيانات تُحدد المجالات التي يُمكن للمدير تحسينها واتخاذ الإجراءات التي تُؤدي إلى قوة عاملة أكثر إنتاجًا.
اقرأ أيضًا: تطوير الموظفين: ما مفهومه وأهميته؟
تقوم بعض الشركات بإجراء هذه الاستبيانات سنويًا، والبعض الآخر يقوم بها بشكل متكرر كل ستة شهور مثلًا، أو كل ثلاثة شهور، ولكن من المهم عدم إجراء هذه الاستبيانات بشكل متكرر لأنّ هذا ممكن أن يُؤدي إلى إجهاد الموظفين وانخفاض معدل التقديم لهذه الوظيفة.
يجب على الشركة أو المؤسسة التعامل مع هذه التعليقات بشفافية وانفتاح؛ لأنّ هذا يجعل الموظف يبدي رأيه بصراحة وصدق دون خوف من العواقب، ويجب على المؤسسة أيضًا جمع هذه التعليقات بشكل مجهول؛ لأنّ ذلك يُشجعهم على إبداء رأيهم بصراحة وصدق دون خوف من أحد.
يُمكن للمؤسسات استخدام بيانات مسح الموظفين حول الإدارة لتحديد المجالات التي يُمكن للمديرين فيها تحسين مهاراتهم القيادية والإدارية، ويُمكن أن تُفيد هذه العملية في تطوير برامج التدريب للمديرين والموظفين، وتنفيذ السياسات والإجراءات التي تُحقق إدارة أفضل.
يُعد التمكين إحدى الأدوات الرئيسة في الإدارة العامة والهدف الرئيس منها هو تمكين الموظفين والعاملين في المؤسسات والشركات من أداء الأعمال والواجبات بكفاءة ودقة عالية، فهو يُساعد على ما يأتي:
إذًا فالتمكين الإداري يساهم في تطوير وتحسين أداء المؤسسة ورفع مستوى الإنتاج، وتحسين مستوى الحياة للموظفين وتحسين هُوية الشركة في المجتمع.
التفويض والتمكين أصلهما في الأساس هو إعطاء شخص آخر الصلاحية والقدرة على تنفيذ مهام محددة بالنيابة عن الشخص الأصلي، ولكن هناك فرقًا بينهما يتمثل فيما يأتي:
يعني إعطاء شخص آخر صلاحية محددة لاتخاذ قرارات محددة باسم الشخص الأصلي، ويمكن إلغاؤه في أي وقت، فمثلًا الرئيس يُمكنه تفويض مسؤول محدد للتفاوض مع بلد آخر نيابة عنه.
يعني إعطاء شخص آخر السلطة والتفويض الكامل لتنفيذ المهام المحددة بدلًا من الشخص الأصلي، ولا يُمكن إلغاؤه إلا إذا تم تحديد فترة محددة، وهو أكثر قوة من التفويض، فمثلًا يُمكن لرجل الأعمال أن يمنح شخصًا آخر كل الصلاحيات لإدارة عمله واتخاذ القرارات الشرعية نيابةً عنه لفترة زمنية محددة.
اقرأ أيضًا: 9 طرق لتعزيز تطوير الموظفين في بيئة العمل
يُعد التغيير من أهم سمات الحياة المعاصرة لجميع الشركات والمؤسسات؛ مما يتطلب منا إيجاد الأساليب والوسائل التي تتماشى مع هذا التغيير المحيط بالبيئة، التمكين الإداري عملية ضرورية وهامة جدا لرفع مستوى أداء العاملين، حتى تتحقق أهداف الشركة، والتغيير الاستراتيجي مهم جدًا لتحقيق أهداف الشركة والتعامل مع شريحة واسعة من الشباب.
مقالات ذات صلة