تسعى الشركات إلى تطوير العمل الإداري الخاص بها؛ لضمان وجودها المستقبلي في سوق العمل، وتحقيق عائد مادي من الاستثمار، وحتى تصل إلى ذلك يجب أن تعي أهمية تطوير البيئة التنظيمية لتحقيق الاستدامة في العمل، وهذا الأمر لا يُمكن الوصول إليه إلا من خلال مفتاح نجاح منظومة العمل وهُم الموظفون، فهذا المقال سيُوضح أكثر كيفية تحقيق الاستدامة من خلال تطوير الموظفين.
إنّ مفهوم الاستدامة عبارة عن نهج أو مجموعة من السياسات التي تعتمدها المؤسسات لضمان نموها على المدى الطويل في سوق العمل، وهذا يُفيد في جذب الكفاءات وتقليل المخاطر وامتلاك ميزة تنافسية في قطاع الأعمال، لذلك يُعتبر الاستثمار في الموظفين أمرًا مهمًا يضمن استمرارية الشركة مستقبلًا، إذ يُمكن تحقيق ذلك من خلال ما يأتي:
إنّ قيام الشركة في تحديد أهدافها سيُمكّنها بلا شك من توضيح سياستها وتوجهاتها على المدى البعيد، وهذا سيمنحها حيوية، وبدورها أيضًا ستخلق معنى من العمل وثقة متبادلة مع الموظفين، ولكن عند تحديد الأهداف يجب أن تُراعي الإدارة ما يأتي:
كما أنّ تحديد أهداف الشركة يُساهم في تطوير الموظفين من خلال ربط قيم كل موظف بثقافة الشركة وتوجهاتها، ففي عالم الأعمال اليوم من أكثر الأمور التي يفتقدها الموظفون وجود أهداف مستدامة، فهذا يُشعرهم بمصداقية أصحاب العمل وجديتهم في تمكين الموظفين والاستثمار بهم.
يبدأ هذا الأمر في إطلاع الموظف على الحالة الاقتصادية للشركة ومدى تطورها، وهذا الأمر ليس سهلًا أبدًا، ولكنه مهم في عملية إشراك الموظفين، فهذه الاستراتجية من التوجهات الحديثة لتحفيز الموظفين، إذ إنّ الموظف بحاجة إلى معرفة مدى نمو الشركة اقتصاديًا، فقد يكون لديه أفكار في حل أزمة ما، وتجدر الإشارة إلى أنّ إطلاع الموظف على هذا الأمر لا يعني تدخله في الحسابات أو الأمور المالية، ولكنه أسلوب يُشعره بالأمن الوظيفي.
اقرأ أيضًا: الاستثمار العاطفي: كيفية تأثيره في ثقافة الشركة
إنّ إدارة الموارد البشرية من الأقسام المهمة في الشركة، فهو القسم المسؤول عن شؤون الموظفين، والمسؤولون فيه على دراية بأحدث الاستراتيجيات التنظيمية الخاصة بالعاملين وسبل تطوير أداء العمل، فدعم الإدارة العليا في الشركة للموارد البشرية من خطوات تحقيق الجودة في العمل، والتي تضمن ما يأتي:
ولتطوير نظام الموارد البشرية يجب على الشركة العمل على تعيين مدير شؤون موظفين بمواصفات معينة؛ لضمان إسهامه بشكل فعال في بيئة العمل، ومن أهم هذه المواصفات ما يأتي:
إنّ واحدة من الطرق الفعالة في تطوير الموظفين الجدد وتمكينهم هو دمجهم مع الموظفين القدامى، وإعطاء فرصة لتبادل المعرفة والخبرات بينهم، وهذا يتطلب تطوير القيادة أيضًا، لذلك يلزم للعمل على تحقيق الاستدامة في العمل إعادة التفكير في سبل تمكين الموظفين وآلية توجيههم وتطوير المهارات التي تُفيدهم في طبيعة العمل عن طريق توفير دورات تدريبية وورش عمل.
يُرجح بأن تتغير المهارات المطلوبة للوظائف بحلول عام 2025، وهذا بفعل التوجه نحو أتمتة العمل، ولذلك يُنصح بدعم التعلم المستمر للموظفين على نطاق واسع؛ لتمكين الشركة من التواجد الرقمي في سوق العمل أيضًا.
إنّ خلق ثقافة منافسة صحية بين الموظفين تُحفزهم على الإبداع والابتكار وحل المشكلات، وهي مساعد قوي في رفع الكفاءة في العمل والإنتاجية، ولكن يجب أن تعمي الإدارة الفرق بين المنافسة الإيجابية والمنافسة السلبية، وهذا من خلال أن تكون المنافسة هدفها لا علاقة له بالفوز، وإنّما بتقديم الأفضل، لذلك يُنصح بأن تُقدم المحفزات على أساس المنافسة لجميع الموظفين، ولكن بتفاوت حسب تقييم الأداء.
اقرأ أيضًا: 9 طرق لتعزيز تطوير الموظفين في بيئة العمل
إنّ تطوير الموظفين في بيئة العمل والاستثمار بهم يحتاج إلى فهم نقاط القوة والضعف لديهم، ومساعدتهم في التطور بالمسار المهني الخاص بهم، وهذا بهدف التأثير في البيئة التنظيمية للشركة وضمان تقدمها على المدى البعيد.
كما أنّ إعداد خطة تنمية فردية تكون عادةً من مسؤولية قسم الموارد البشرية، إذ يُشرفون على توجيه الموظف ووضع خطة واضحة له وقابلة للتنفيذ بما يتناسب مع مؤهلاته ومنصبه، وذلك سيكون له تأثيره في الولاء الوظيفي عند العاملين، إذ سيشعر بأنّ رؤيته قد اتضحت، وسيُساهم في تطور العمل بحيوية ودافعية كبيرة.
إنّ التواصل الجيد والمفتوح مع الموظفين هو طريقة فعالة في الإسهام باندماج العاملين في بيئة العمل، كما أنّه يُقلل من حدوث نزاعات أو سوء فهم أو إشاعات تُؤدي إلى تدهور الأعمال، خاصةً إذا كانت الشركة تعتمد المرونة، فيُمكن عقد اجتماعات أسبوعية أو إخبار الموظفين على أبرز التحديثات.
إنّ جودة العمل مرتبطة بجودة بيئة العمل، وهذه هي الحقيقة الواقعة والمهم إداركها؛ لضمان القدرة والقابلية على توسيع إطار العمل، وهذا يتطلب توفير ما يأتي:
يرغب الموظفون في تحسين أوضاعهم المادية، وهذا لا يعني أنّ الراتب هو كل شيء، ولكنه من العوامل المهمة في تطوير الموظفين وتحفيزهم على العمل وشعورهم بالرضا والأمان الوظيفي، فهذا يُساهم في تحقيق إشباع لمتطلباتهم المادية، وسيُترجم ذلك تلقائيًا على سلوكهم وإنتاجيتهم، وسيكون أحد العوامل المؤثرة في سياسة استقطاب الكفاءات والمواهب الاستثنائية مستقبلًا.
اقرأ أيضًا: 12 طريقة لخلق بيئة عمل سعيدة
ترتبط رفاهية الموظف بصحته النفسية والجسدية؛ لأنّ ذلك مرتبط بشكل وثيق بمدى قدرته على الإنتاجية، فكلما شعر الموظف بأنّه أفضل كلما كان قادرًا على إعطاء أفضل ما لديه، وبالتالي يجب على الشركة أو الإدارة دعم الأساليب في سبيل تحقيق الرفاهية، مثل: تشجيع العمل عن بعد أو المختلط، تقديم محفزات معنوية كالتقدير والشكر، قياس معدل دوران العمالة أو التسرب الوظيفي مع محاولة إيجاد حل فعال لهذه المشكلات.
إنّ تعزيز تطوير الموظفين وإشراكهم بشكل فعال تكمن أهميته في تحقيق الاستدامة على المدى الطويل، وهذا سيُمكّن أصحاب العمل من القدرة على التنافس وخلق بيئة تنظيمية تتسم بالمهنية العالية، وسيشعر الموظف بالرضا والأمان والتقدير، وعليه سيُقدم أفضل ما عنده في سبيل إنجاح رؤية الشركة وخدمة أهدافها وقيمها.
مقالات ذات صلة