عند التفكير في تغيير المسار المهني الخاص بك، فإنّ هناك العديد من الأسئلة التي ستدور في رأسك حول الموعد المناسب لاتخاذ هذا القرار والمؤشرات التي تدفعك لذلك، فتغيير مسارك المهني ليس قرارًا سهلًا خاصةً إذا كان لديك خبرة طويلة، وسيُوضح لك هذا المقال بالتفصيل حول الموعد المناسب لاتخاذ قرار تبديل مسارك المهني.
إنّ مفهوم المسار المهني (بالإنجليزية: career path) يُشير إلى مجموعة المهام والوظائف والأعمال التي يُؤديها الموظف خلال مسيرته العملية، وتتشابه هذه الأعمال بالهدف، ويتقدم من خلالها الموظف تصاعديًا، وبالتالي يُحقق التميز الوظيفي والتقدم المهني.
لكن قد يمر الموظف بفترة يشعر بالحاجة إلى تغيير مجال العمل أو المهنة، وقد يُواجه صعوبةً في اتخاذ مثل هذا القرار بعد قطعه شوطًا في مسار التطوير المهني، وتتلخص المؤشرات التي تدل على وجوب تغيير المجال الوظيفي فيما يأتي:
من المؤشرات التي تدل على أنّه حان الوقت لتغيير المسار الوظيفي الخاص بك هو الاحتراق الوظيفي أو الإرهاق الوظيفي، وهي حالة نفسية ناتجة عن التوتر وضغط العمل الهائل، إلى جانب تأثير بيئة العمل السامة، إذ ينتج عنها شعور الموظف بالقلق الدائم والاكتئاب والانهاك وضعف السيطرة والتحكم في القرارات.
هذا الأمر له عواقب خطيرة على الصحة النفسية والجسدية مستقبلًا، فقد يُؤدي إلى الأمراض المزمنة؛ كالسكري والضغط وضعف المناعة، بالإضافة إلى تطور حالة الاكتئاب والحزن الشديد.
قد تصل إلى مرحلة تشعر فيها أنّك لا مبالي وغير مكترث بما يخص العمل وتطوره ومستوى تحسن أدائك، ويُصاحب ذلك انعدام الرضا عن النفس وفقد الطاقة لإكمال المسيرة المهنية، وهذا كله مؤشر واضح للتفكير بجدية في تغيير المسار المهني.
إذا كنت تعمل في بيئة عمل سلبية تتسم بأنّها سامة، فذلك سيُؤثر سلبًا على انتمائك لمكان العمل وانتاجيتك فيه وشعورك بأنّك جزء منه، وقد تتطور هذه الحالة لتصل إلى خوفك من الذهاب إلى العمل، خاصةً مع بداية كل أسبوع، وبالتالي فإنّ سيكون هذا أكبر دليل على أنّه حان الوقت للتفكير بمجال عمل آخر.
اقرأ أيضًا: ماذا تحتاج لبناء مسارك المهني؟
إذا كانت طبيعة عملك والمهام الخاصة بالمسار المهني الذي اخترته تُؤثر على حياتك الشخصية وعلاقتك بأسرتك وأصدقائك ومحيطك، فقد يكون هذا العمل غير مناسب لك، إذ يُهمل الكثير من الموظفين تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعملية، وهذا الأمر غير صائب، خاصةً إذا كنت ربّ أسرة أو مسؤول عنها، فتحتاج إلى تخصيص بعض الوقت لنفسك وعائلتك وممارسة أنشطة متنوعة معهم، حتى تكون سعيدًا.
من المؤشرات التي تدل على أنّ الوقت حان لتغيير المسار الوظيفي هي دوام التفكير بما ستفعله بحياتك المستقبلية وعدم قدرتك على الاستمتاع بما تُحققه حاليًا، فقد تجد نفسك أحيانًا تتصفح إعلانات الوظائف، إلى جانب تفكيرك بموعد تقديم استقالتك، كما أنّ الإجابة بنعم على سؤال “هل ستُغير مسارك المهني إذا استطعت؟” هو مؤشر قوي على أنّه قد حان وقت أخذ هذا القرار.
في حال كنت تُلامس أنّ جهودك في المسار الوظيفي الذي اخترته لن تُحقق لك المستوى المعيشي الذي تطمح له ماديًا، إذ إنّك مهما بذلت من جهد وتقدم عملي واضح لن تحصل على راتب عالي أو محفزات مادية باستطاعتك الحصول عليها بمهنة أُخرى، وهذا في حال كان الهدف الرئيس من تطورك المهني هو الراتب.
لذلك إذا كنت تشعر بأنّ إمكانياتك ومهاراتك تُهدر بشكل واضح، ولا يُوجد أيّ تطور ملحوظ على المستوى المهني والمادي، إلى جانب زيادة شعور بعد الرضا، فالأفضل لك التفكير بتغيير المسار الخاص بالمهنة.
اقرأ أيضًا: كيف تختار المسار المهني المناسب لك؟
بالطبع عندما اخترت مسارك المهني وحددته كنت قد فكرت طويلًا بالقيم الخاصة به وما يجعلك مرتبطًا بهذا المسار، ولكن قد يتغير هذا الأمر بعد سنوات جراء تغييرات معينة أو تغير طريقة تفكيرك، لذلك قد تكون النتيجة هو انفصالك عن شغفك، وبالتالي قبل اتخاذ قرار تغيير المسار الوظيفي أعد التفكير في القيم الأساسية وما تُريده حقًا بما يتناسب مع مهاراتك وقدراتك العملية والعملية.
يُنصح لتحديد المسار الوظيفي في إدارة الموارد البشرية ما يأتي:
إنّ استشارتك لمتخصص في مجال إدارة الموارد البشرية قد يُساعدك في تحديد المسار المهني المناسب لك، فهو يلعب دورًا أساسيًا في عملية التخطيط، فقد يُوجه لك نصائح تُفيدك في تحديد أهدافك ويُسلط الضوء على أمور قد أغفلتها في شخصيتك، ويُرشدك لمهن تتناسب مع طبيعتك ومهاراتك.
احصل على استشارة من منصة موارد لنُساعدك في تحديد مسارك المهني، وذلك من خلال الضغط على الرابط من هنا.
إذا كنت تمتلك خبرة عملية طويلة تُؤهلك للعمل بشكل مستقل، فلماذا لا تأخذ هذه الخطوة؟ قد يكون الأمر في البداية صعبًا وشاقًا، إذ إنّه ليس قرارًا سهلًا، ولكن إذا خططت جيدًا ووظفتك مهاراتك وخبراتك بالشكل المناسب سيكون بمقدروك اتخاذ مثل هذا القرار، فقد يكون ذلك سببًا لإعادة اكتشاف نفسك وتحقيق الرضا الوظيفي الذي تطمح إليه.
أعد التفكير بالصفات الشخصية التي تتمتع بها، وذلك يتحديد نقاط القوة أو الضعف، إلى جانب قدرتك على التعبير عن نفسك بشكل سليم، فمثلًا قيّم ما إذا كنت شخصيةً إيجابيةً أو سلبيةً، واسأل نفسك ما إذا كان لديك ثقة بالنفس وقادر على تحمل المسؤولية والانفتاح والتنظيم والتفاوض والانضباط وغيرها من الصفات.
اقرأ أيضًا: خطوات لإختيار مسار وظيفي لنفسك
استغل المنصات الإلكترونية وخاصةً منصات التوظيف، مثل: اللينكد إن؛ لتوسيع شبكة معارفك في مجالات اهتمامك، حيث قد يكون ذلك نقطة البداية في عملك الخاص أو قد تحصل على وظيفة تتناسب مع مؤهلاتك ومهاراتك، لذلك احرص على استخدام هذه المنصات ومتابعة المؤثرين في القطاعات المختلفة والتشبيك مهم، وفكّر بتقديم خدماتك عليها.
بعد أن تقوم بإجراء تقييم ذاتي وتُحدد نقاط قوتك وضعفك، فلا بُد من التركيز على تطوير مهاراتك من خلال الدورات التدريبية وورش العمل والقراءة، وغيرها من الأمور التي يُمكن أن تُساعدك في فهم عالم الأعمال أكثر وتطوير قدراتك.
إنّ اتخاذ قرار تغيير المسار المهني ليس سهلًا، بل يجب بدايةً التفكير بالمؤشرات التي تدفعك نحو تبديل المسار الوظيفي، وأشهرها، هي: الاحتراق الوظيفي، عدم الرضا عن النفس، الخوف من الذهاب للعمل، تأثر حياتك الشخصية، الحلم بمهنة جديدة، ضعف الحوافز المادية، فقدان الشغف، وتكون طريقة تحديد المسار الخاص بالمهنة عبر استشارة مرشد مهني، والتفكير بالعمل الحر، وتقييم النقاط القوة والضعف، وتوسيع شبكة المعارف، إلى جانب العمل على تطوير المهارات.
مسارات مهنية ذات صلة