أنت لا تعرف مدى الصدمة الناتجة عن التحديق في لوحة بيضاء تقول للرسام: “لا يمكنك فعل أي شيء”. فللوحة القماش تلك نظرة غبية تفتن بعض الرسامين حتى يتحولوا إلى أغبياء. يخشى العديد من الرسامين من القماش الفارغ، لكنَّ اللوحة الفارغة تخشى الرسام الشغوف الذي يتجرأ على كسر تعويذة “لا يمكنك فعل أي شيء”.
يقول جيمس كلير:
“بدلاً من العمل إلى أن تتقاعد، اعمل على نمط حياتك المثالي. عادة ما يكون هنالك طريق لتحقيق ذلك في غضون بضع سنوات بدلاً من بضعة عقود”.
رغم أنَّ قول هذا أسهل من فعله، إلا أنَّ الفكرة بسيطة للغاية: نحن بحاجة إلى البحث عن تفضيلاتنا الشخصية، وتحليل جميع الخيارات التي لدينا بعناية. ولحسن الحظ، في تصميم المنتجات، لدينا العديد من الخيارات؛ مما يجعل من السهل تعديل المسارات الوظيفية خلال حياتنا المهنية. يبقى الجزء الأصعب متمثلاً في العثور على أفضل الخيارات التي تلائمك:
غالباً ما يكون سبب تغيير المصممين لوظائفهم بشكل متكرر، وتجربة مسارات وظيفية مختلفة إلى هو نفسه كما هو الحال في الصناعات الأخرى:
هل جربت هذه الطريقة من قبل؟ هذه المؤشرات في مسارك الوظيفي في مجال التصميم، هي إشارات جيدة للتغييرات المهنية المطلوبة. ولتسهيل اتخاذ قرارات مسار حياتك المهنية في ها المجال، نود مناقشة بعض نماذج التطوير الوظيفي المعروفة.
إيكيغاي” Ikigai” – السر الياباني لحياة طويلة وسعيدة: بالنسبة لأولئك الذين لا يجدون هدف حياتهم، فإنَّ هذا النموذج الذي تم اختباره عبر الزمن يعد جوهرة حقيقية. يُطلق على تعريف السبب أو الغرض الحقيقي من الحياة في الفلسفة اليابانية اسم “إيكيغاي”. إنَّه ما يجعلك تستيقظ كل صباح ويبقيك متحفزاً.
هذا المفهوم عبارة عن فلسفة وأسلوب حياة يحاول تحقيق التوازن بين الجوانب الروحية والعملية لأنشطة عملك؛ إذ يعلمنا هذا النموذج تحقيق راحة البال من خلال موازنة أربعة عناصر أساسية:
هذا المفهوم يعلمنا أيضاً إيجاد توازن في الرغبات البشرية المتضاربة، سواء كانت تبحث عن المعنى، أم البحث عن المتعة، أم الحياة السهلة. من المثير للاهتمام أنَّه لا توجد كلمة “تقاعد” في اليابان، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بفكرة جيمس كلير حول العمل نحو أسلوب حياة مثالي.
نماذج مهنية على شكل حرف آي “I-shaped”، وعلى شكل حرف تي “T-shaped”، ونماذج مهنية أخرى: إنَّه لمن المثير للاهتمام أنَّ الحاجة إلى بناء فرق متنوعة ومتعاونة ليست بالأمر الجديد. تم اعتماد نموذج “شكل حرف تي” لأول مرة على نطاق واسع من قبل تيم براون الرئيس التنفيذي لشركة إيديو “IDEO”، بغية تقييم المرشحين من حيث اتساع معرفتهم وعمق خبراتهم. والذي في وقت لاحق، أصبح من الممارسات الشائعة في عملية التطوير المرن للبرمجيات بغية تجميع فرق المنتج من المطورين والمختبرين والمصممين من ذوي المهارات المتعددة.
ما هو النموذج الوظيفي الذي يجب أن تختاره أو تطوره؟ على ما يبدو، لا توجد إجابة خاطئة على هذا، وذلك لأنَّها تعتمد على نوع شخصيتك، وكيف تريد أن يُنظر إليك في السوق. وعلى الرغم من ذلك، فإنَّ التوجه السائد في صناعة تصميم المنتجات ينتقل من نموذج شكل حرف تي “T-shaped” لتصميم المحتوى إلى نموذج شكل باي “Pi-shaped”.
يمكن تفسير أسباب هذا التحول في التصميم لما يلي:
يتساءل عادل صديقي “Adil Siddiqui” في مقال له عما إذا كنت مستعداً لأن تكون المصمم الأول في شركة ناشئة؛ وذلك لأنَّه سيتعين عليك القيام بأنواع مختلفة تماماً من المهام:
“عليك أن تصمم كل شيء؛ حرفياً!! هوية العلامة التجارية “brand identity”، والإطارات الشبكية للمنتج “product wireframes”، ونظام التصميم، وإرشادات واجهة المستخدم، وعمليات التصميم، وصفحات الهبوط “landing pages”، وتطبيقات الأجهزة المحمولة، والنماذج الأولية “prototypes”، ووثائق المطور “developer documentation”، والقمصان، والملصقات “stickers”، والبضائع، وبطاقات العمل، وبطاقة هوية الموظفين “employee id card”، والمواد الإعلانية “advertising materials”، وتصميمات الطباعة “print designs”، ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي؛ والقائمة تطول”.
نموذج منطقة التعلم: من أجل التعلم، علينا استكشاف المجهول. يعود عليك الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك واختيار بعض التحديات الجديدة بمكافأة كبيرة.
طوَّر الألماني توم سينينجر هذا النموذج الذي يهدف إلى توضيح كيف يمكننا إنشاء مواقف تعليمية؛ حيث يساعد هذا النموذج على تذكيرك بدفع نفسك دائماً نحو مرحلة التعلم، سواء كان ذلك متعلقاً بأدوات التصميم الجديدة، أم المعرفة بمجال الصناعة، أم التكنولوجيا المتقدمة، أم بالتغييرات في عملية التصميم.
يمكن أن يكون اختيار المسار الوظيفي للتصميم مهمة شاقة؛ حيث يستغرق الأمر وقتاً وجهداً لإيجاد مسارك المهني الخاص في صناعة التكنولوجيا، ولكن يصبح من الأسهل امتلاك المهارات الخاصة بك، ووضع نفسك في السوق من خلال معرفة أهدافك وتفضيلاتك الشخصية.
مسارات مهنية ذات صلة