في عصر السرعة والمتطلبات المتزايدة أصبح تحقيق التوازن بين متطلبات العمل والحياة مهمة شاقة لكن ضرورية لرفاهية الموظفين في مكان العمل فالتوتر المزمن نتيجة عدم التوازن قد يهدد صحتنا البدنية والنفسية، لذلك يجب علينا محاولة التدريب لرؤى عملية حول كيفية تحقيق التوافق بين متطلبات الحياة المختلفة دون التضحية بواحدة لصالح الأخرى، وأيضًا وضع استراتيجيات فعالة لإدارة التوتر بطريقة صحية تعزز الرفاهية، حيث إن السعي المتوازن نحو أهدافنا المهنية والشخصية هو مفتاح لحياة أكثر إنتاجية ورضا.
التوازن بين العمل والحياة (باللغة الانجليزية:Work-life balance)؛ هو القدرة على تلبية متطلبات الحياة المهنية والشخصية بشكل متناسق، بحيث لا يطغى جانب على الآخر، فالأشخاص الناجحون هُم من يحققون توافقًا بين مسؤوليات العمل ووقت الراحة والعائلة والهوايات وغيرها من جوانب الحياة المختلفة.
أما إدارة الضغط؛ فهي امتلاك المهارات والاستراتيجيات التي تُساعد على التعامل بفاعلية مع الضغوط النفسية والبدنية، من خلال تقنيات، مثل: التأمل والتمارين الرياضية وإعادة الترتيب الإيجابي للأفكار، وإنّ تعلم كيفية إدارة التوتر بشكل صحي وتحقيق التوازن المناسب بين جوانب الحياة يمكّن الفرد من العيش بشكل أكثر سعادة وإنتاجية وتحقيق النجاح على المدى الطويل.
إن عدم تحقيق التوازن بين متطلبات العمل والحياة يُمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة، فالتركيز الشديد على العمل دون وقت كافٍ للراحة والعائلة، يُمكن أن يجعلنا نشعر بالإجهاد الشديد والإرهاق، ويُؤثر سلبًا على صحتنا النفسية والجسدية، ويُوترعلاقاتنا مع الآخرين، كما أن الانخراط المستمر في ساعات عمل طويلة ومرهقة قد يؤدي في النهاية إلى انخفاض الإنتاجية وتدني مستوى الأداء؛ لأنّه يستنزف طاقتنا ويسبب الإعياء، لذا من الضروري إيجاد التوازن المثالي بين متطلبات العمل واحتياجاتنا الشخصية لنحافظ على صحتنا وسعادتنا ونجاحنا على المدى الطويل.
لكي نصل إلى التوازن المثالي بين حياتنا المهنية وحياتنا الشخصية،هناك عدة خطوات علينا معرفتها والحفاظ عليها، وهي كالآتي:
يجب تخصيص وقتاً كافياً للراحة والاستجمام، فالجسد والعقل بحاجة إلى استعادة نشاطهما من خلال النوم الكافي والاسترخاء وممارسة الهوايات المفضلة.
علينا ترتيب الأولويات بعناية ودقة حسب الأهمية وجعلها دليلاً يوجهنا الى الخطوات والقرارات اليومية الصحيحة والمناسبة للحياة العملية والشخصية
يتميز تقسيم الوقت بقيمة عالية وأهمية بالغة لذا يجب علينا ادارة الوقت بين متطلبات العمل والحياة الشخصية بعناية وحكمة، مع مراعاة الأولويات ودون إهمال لجانب على حساب الآخر.
لا تترددوا في طلب المساعدة والدعم من الأسرة والأصدقاء عند الحاجة، فالتعاون يخفف أعباء الحياة، ويُسهم في تعزيز الراحة النفسية ورفع الحس العالي للمشاركة
تخصيص وقت للقيام بالهوايات والأنشطة التي تجلب السرور وترفع هرمون السعادة وتساعد على الاسترخاء وذلك لتجديد النشاط والحيوية.
التواصل الشفاف والعفوي بين صاحب العمل وزملائك واصحابك، واشرح لهم عن ضغط الذي تتعرض له وحول حاجتك للتوازن بين العمل والحياة.
اقرأ أيضاً: خطوات لتنمية الشركات بطريقة ذكية
إنّ فهم تأثير الإجهاد وكيفية إدارته بشكل فعال أمر مهم لتحقيق التوازن الصحي بين العمل والحياة، فالإجهاد هو استجابة طبيعية للضغوطات لكنه عندما يستمر لفترات طويلة يمكن أن يؤثر سلبًا على صحتنا الجسدية والعقلية، لذا من المهم أن نتعلم كيف نميز إشارات وأعراض الإجهاد، مثل: التوتر المستمر، القلق، الإرهاق، ضعف التركيز، والمشاكل الصحية.
كما ينبغي أن نحدد مصادر الإجهاد في حياتنا سواء كانت متعلقة بالعمل أو الحياة الشخصية ونضع استراتيجية للتعامل مع هذه المصادر بشكل بنّاء مثل الاسترخاء وممارسة الرياضة والتأمل.
كما تُعد إدارة الإجهاد بفاعلية أحد أهم مفاتيح المحافظة على التوازن النفسي وسط متطلبات الحياة المتلاحقة، تتوفر العديد من التقنيات المجرّبة التي تساعد على ضبط مستويات التوتر والاسترخاء، فالتأمل مثلًا يُهدئ العقل المتوتر ويريحه من التفكير المستمر، حيث يُركّز الانتباه على اللحظة الراهنة والتنفس بعمق وممارسة الرياضة بانتظام تُخرج الطاقة السلبية من الأجسام المتوترة، فنشعر بالهدوء والاسترخاء.
أما النوم الكافي فيعيد شحن الطاقة ويجدّد النشاط اليومي، والكتابة عن المشاعر تساعد على معالجتها بطريقة بنّاءة، هكذا بتوظيف مزيج من هذه الاستراتيجيات نستطيع التحكم في الجهد والمحافظة على التوازن المثالي.
اقرأ أيضاً: نماذج للموارد البشرية يجب أن يعرفها كل مديرو الموارد البشرية
يمكن للتوازن بين العمل والحياة أن يحسن صحتي بشكل عام على النحو الآتي:
بعض النصائح العملية لإدارة التوتر بفاعلية، وهي كالآتي:
تتلخص أهمية وضع حدود بين العمل والحياة الشخصية فيما يأتي:
إن تحقيق التوازن بين متطلبات العمل والحياة مسألة جوهرية لتحقيق الرفاهية والسعادة والرضا الوظيفي، فالحياة ليست مجرد واجبات ومسؤوليات بل هي رحلة نستمتع بكل لحظة من لحظاتها، لذا دعونا نجعل التوازن هدفنا الأسمى، فنسعى دائما لتوزيع الوقت بين شؤون الدنيا بحكمة ونترك وقتًا كافيًا لأنفسنا وأحبائنا، ولنتذكر أن السعادة لا تكمن في الإنجازات المادية وحدها بل في اللحظات الصافية من الهدوء والاتزان الداخلي.
مسارات مهنية ذات صلة