يُعدّ إحداث التغيير داخل أي مؤسسة أمرًا شاقًا ومعقدًا، إذ يتوجب على القادة تهيئة الموظفين ومواءمتهم مع أسباب ومبررات هذا التغيير، وغالبًا ما يضطرون للعمل في مواجهة عادات ومعتقدات راسخة، وتزداد فرص نجاح مبادرات التغيير عندما تقوم المؤسسات بالتخطيط الاستباقي لها، وتحرص على إشراك الموظفين قبل وأثناء وبعد تنفيذ هذه التغييرات.
يعتبر تمكين الموظفين ومساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة من المسؤوليات الأساسية لأي مدير يسعى للنجاح، لكن من المهم أيضًا الإقرار بتعقيد مهمة الإدارة نظرًا لضرورة التعامل مع أنماط مختلفة من الشخصيات والأهداف والسلوكيات والدوافع، وهذا يعني عدم وجود حلّ إداري موحّد يناسب الجميع فرغم ذلك هناك سبعة أساليب فعالة يمكن للمدراء تبنّيها لدعم الموظفين وتحفيزهم لرفع إنتاجيتهم ومنها:
يجب أن تركز إدارة التغيير على الأشخاص أولاً، فهم محرك التغيير وداعمو استمراريته تفشل التغييرات عندما لا يفهم الموظفون أو يؤمنون بالتغيير، حيث يسهل القادة عملية التغيير عبر إشراك الموظفين والتواصل الاستباقي لخلق رغبة جماعية نحوه، وتعتمد منهجية Prosci لإدارة التغيير على 20 عاماً من الأبحاث والتدريب المكثف ويجب أن يؤمن الموظفون بأهمية التغيير ويحفزون من قبل الآخرين لتبنيه، وإلا فشلت مبادرات التغيير حتماً. إن إشراك الموظفين وكسب تأييدهم أمران حاسمان في نجاح أي تغيير تنظيمي.
يواجه القادة تحديات كبيرة ثقافية وتنظيمية ونفسية عند إدارة التغيير، ما يستدعي استخدام أدوات ونماذج محددة لتوجيه العملية بنجاح، وهناك عدة نماذج متاحة مثل ADKAR ونموذج كوتر، لكنها تتبع مسارين رئيسيين: تحديد الاحتياجات والتخطيط ثم التنفيذ، وتفضل Beehive استخدام منهجية Prosci لسهولة دمجها بين التغيير الفردي والمؤسسي، ولدعمها بأبحاث مكثفة، إضافة إلى تركيزها على التواصل أثناء التغيير، فالنماذج المدروسة ترشد القادة وترفع فرص النجاح عند تبني التغيير.
يُعد التواصل الفعال أمرًا حاسمًا في نجاح إدارة التغيير، إذ يوفر الوضوح حول أسباب التغيير ويحشد الموظفين نحوه، وتفشل محاولات التغيير دون تواصل فعال، إذ يتطلب ذلك التزامًا مستمرًا بالوضوح والإشراك الحقيقي للموظفين من خلال قنوات اتصال ثنائية الاتجاه، فالإشراك يولّد تقدير الموظفين وقبولهم للتغيير، كما يساعد التواصل الفعال على تحديد العقبات المحتملة استباقيًا والتصدي لها قبل أن تعرقل مسار التغيير، إذن التواصل الدائم والشفاف وثنائي الاتجاه أمر لا غنى عنه لنجاح إدارة أي تغيير تنظيمي.
اقرأ أيضًا: 9 طرق لتعزيز تطوير الموظفين في بيئة العمل
أظهر استطلاع لـ Prosci أن القيادة الفاعلة والمرئية تعد السبب الرئيسي لنجاح مبادرات التغيير، لكن الكثير من القادة لا يدركون الدور الحاسم الذي يلعبونه. ومن مسؤوليات القادة في التغيير:
إذن تثقيف القادة بأدوارهم أمر أساسي لقيادة التغيير بنجاح نحو النتائج المرجوة.
يساعد التواصل الهادف والواضح والمتسق الموظفين على فهم المنطق وراء التغيير بشكل أفضل، فهو يوفر السياق لتوضيح سبب وكيفية وماذا للتغيير، ويجيب التواصل الفعال عن تساؤلات الموظفين حول تأثير التغيير على أعمالهم، ما يدفعهم نحو دعم التغيير بدلاً من مقاومته، فالانتقال من الالتزام السلبي إلى المشاركة الإيجابية يولّد قوة دافعة نحو التغيير ويحد من المعارضة التي قد تعوق التقدم. إذن التواصل الفعال والمستدام مفتاح أساسي لكسب تأييد الموظفين للتغيير.
تشهد مبادرات التغيير تقلبات بين نقاط عالية ومنخفضة. ويمكن للقادة إدارة ذلك استباقيًا لصالح التغيير:
إن مراقبة التقلبات والتصرف الاستباقي يساعد القادة على إدارة زخم التغيير لتعظيم فرص النجاح. فالاستباقية والمرونة مفتاحان للتعامل مع التقلبات المحتملة أثناء مسيرة التغيير.
اقرأ أيضًا: مادور المدير في تطوير الموظفين في بيئة العمل
تعد مقاومة التغيير سامة لنجاحه، ومن الأسهل التصدي لها مبكرًا من خلال الانتباه لعلاماتها كتقاعس الموظفين وانتشار الشائعات، والتواصل هو المفتاح للكشف المبكر عن مقاومة التغيير، من خلال إنشاء حلقات تغذية راجعة دورية مع الموظفين لسماع آرائهم، ثم يجب اتخاذ إجراء سريع للتصدي لها قبل أن تستفحل فالأشخاص هم قلب أي تغيير، وإشراكهم والتواصل الواضح معهم أمران حاسمان لإدارة المقاومة بفاعلية.
يمكن أن تحقق عملية التغيير بنجاح عدة أهداف مرجوة من أبرزها:
فالتغيير إن أحسن إدارته يحقق النمو والتقدم للمنظمة بشكل متواصل.
يُعدّ التغيير أمرًا حتميًا وضروريًا لنمو المنظمات وازدهارها إلا أنّ عملية التغيير قد تُثير الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات لدى الموظفين، خاصةً مع ما قد يصاحبها من حالة من عدم اليقين،
ولتوضيح الرؤية والتصدي لهذه المرحلة هناك العديد من الاسئلة الشائعة أهمها مايلي:
يوجد عدة أدوار قيادية رئيسية ضمن فريق قادة التغيير منها:
فالتغيير يتطلب قيادات متعددة على مختلف المستويات لقيادة ودفع التحول بفعالية.
يمكن أن يكون للتغيير تأثير كبير على الموظفين، إيجابياً وسلبياً، من عدة جوانب:
لذا من المهم إشراك الموظفين ودعمهم خلال التغيير للتقليل من آثاره السلبية.
اقرأ أيضًا: ازدهار الموظفين: تعريفه، خصائصه، أساليبه
تحقيق التميز يبدأ من الداخل من خلال الاستثمار في الموظفين وتطويرهم.، فالمواهب هي محرك النجاح المؤسسي ودور كل قائد هو تهيئة الظروف المُمكنة لفرق العمل كي تبلغ ذروة إمكاناتها
ويتطلب ذلك بناء ثقافة داعمة تركز على النمو والتطوير المستمرين، كما يجب وضع استراتيجيات فعالة لاستقطاب الكفاءات والاحتفاظ بها وتحفيزها، اذ إن رعاية المواهب وصقل مهاراتهم ودفع إبداعاتهم هي السبيل الأمثل نحو تميز المنظمة واكتساب ميزة تنافسية فالتركيز على رأس المال البشري هو مفتاح مواجهة تحديات المستقبل.
1- 7 ways to make your team more adaptable to change
2- The ultimate guide to motivating a team — and why it matters
مقالات ذات صلة