يُحاول الأفراد في أول مقابلة عمل لهم البحث عن نصائح لاجتياز المقابلة الشخصية بنجاح، حيث إنّها مفتاح الحصول على الوظيفة، وأول خطوة لهم في المسار المهني، لذلك يسعون بجدٍ للتحضير وتوقع أسئلة المقابلة وتفاصيلها، وسيُوضح هذا المقال ما يجب أن تفعله في أول مقابلة لك، والنصائح التي يجب أن تعمل بها قبل مقابلات العمل وأثنائها وبعدها.
بعد تلقيك لإيميل حضور مقابلة العمل ستبدأ بالطبع بتحضير نفسك، ولضمان إجابتك عن محاور المقابلة التي ستتضمن أسئلةً سلوكيةً ومهاريةً وأكاديميةً وغيرها، استعد جيدًا قبل الذهاب، وإليك أهم النصائح، التي ستُفيدك قبل أول مقابلة عمل لك، فيما يأتي:
قبل الذهاب للمقابلة من المهم أن تبحث عن الشركة وتفهم سياساتها وتوجهاتها، ومدى توافق ثقافة الشركة مع مبادئك، حيث يُمكنك من الدخول لصفحات التواصل الاجتماعي أو الموقع الإلكتروني، وتضغط على قسم “نبذة عنا” أو “حول” أو ما شابه، للحصول على فكرة أكثر حول تركيز هذه الشركة، وسيُمكّنك ذلك أيضًا من الإجابة على سؤال: “لماذا تُريد العمل معنا؟”.
بالطبع قبل أن تُقدم للشاغر الوظيفي قرأت الوصف الوظيفي الخاص به، ومتطلبات ومسؤوليات المنصب، لذلك ارجع وأعد قراءة الوصف بتمعن أكثر؛ لتفهم حجم المهام التي بانتظارك، فكلما زادت معرفتك بالوظيفة كانت فرصتك بالنجاح والإجابة عن الأسئلة بذكاء أكبر، خاصةً سؤال: “لماذا اخترت هذه الوظيفة؟”، أو “لماذا يجب أن نُوظفك؟”.
أثناء تصفحك لأسئلة وأجوبة مقابلات العمل، يُنصح بأن تتدرب على إجراء مقابلة مع نفسك أو مع أحد أفراد أسرتك أو أصدقائك، وهكذا ستختبر نفسك بشكل جيد وتستعد بكل ثقة وحماس، وتأكد من اللغة من خلال سؤال من تواصل معك ما إذا كانت لغة مقابلة العمل بالإنجليزية أو التركية أو العربية أو غيره.
اختر ملابسًا بسيطةً ومناسبةً للوظيفة ومكان العمل الذي ستذهب إليه، حيث من غير المنطقي الذهاب لمقابلة عمل بملابس غير رسمية أو ألوان فاقعة، إذ يُفضل الحرص على ارتداء ملابس رسمية أو شبه رسمية وألوان محايدة، فهذا سيلعب دورًا في إظهار مدى جديتك خاصةً بالوظائف الإدارية.
اقرأ أيضًا: 7 خطوات لاجتياز مقابلة العمل بنجاح
صحيح أنّك أرسلت السيرة الذاتية الخاصة بك عندما تقدمت للوظيفة، لكن يُمكنك إحضار نسخة منها، واحرص على أن تتضمن أنشطتك وإنجازاتك المهنية والتطوعية ومهاراتك وهدفك الوظيفي.
من المهم التأكد من مكان إجراء المقابلة، ويُفضل إخبار من تواصل معك بإرسال تفاصيل المكان والزمان عبر البريد الإلكتروني، حتى تتأكد من أنّك تعرف إلى أين ستذهب والموعد المحدد لذلك، فإنّ وصولك لموعد المقابلة متأخرًا سيُعطي طابعًا سلبيًا عنك، وبالتالي احرص على الوصول باكرًا، وضع في الاعتبار أفضل وسيلة نقل يُمكنك الذهاب من خلالها.
في حال كان لديك أسئلة تود معرفتها خلال المقابلة دوّنها؛ لتسألها لمسؤول التوظيف، فقد تكون مهتمًا مثلًا بمعرفة أوقات الدوام وطبيعة عقد العمل والراتب والمرونة والمسار الوظيفي وبيئة العمل والعمل الجماعي وغيره، حيث إنّها أمور يجب أن تكون واضحةً لك من البداية.
تتنوع أسئلة أول مقابلة عمل، إذ يُحاول مسؤولو التوظيف من خلال المقابلات الوظيفية التنويع بالأسئلة بين سلوكية ومهارية وأكاديمية؛ لجذب أفضل الكفاءات والمواهب، في حين أنّ الخبرة مهمة في بعض الشركات والوظائف، إلا أنّ يُمكنك تفادي ذلك بالنصائح الآتية:
ركّز على مسؤول التوظيف أو المدير الذي يقوم بإجراء المقابلة معك، إلى جانب التحكم بلغة الجسد والنظرات وحركة اليدين، فحاول السيطرة على عدم إظهار الارتباك، وخذ نفسًا عميقًا في البداية، حتى لا تفقد أفكارك، وفي أيّ من مقابلات العمل التي تُجريها اتبع ما يأتي:
اقرأ أيضًا: أسئلة هامة لمقابلة إنهاء الخدمة (مع الإجابات)
كن واثقًا من أنّك تستحق هذه الوظيفة بناءً على مهاراتك وقدراتك، إذ يجب أن تُوضح ذلك في المقابلة، فهذا الأمر سيكون إيجابيًا، خاصةً أنّها أول مقابلة لك، وليس لديك كثير من الخبرة.
قبل الذهاب للمقابلة كنت قد أجريت بحثًا حول أهداف الشركة وسياستها وثقافتها، لذلك حاول دمج ما تعرفه عنها أثناء إجابتك عن الأسئلة، فهذا الأمر سيُظهر مدى اهتمامك بالانضمام لفريق العمل.
إنّ عالم الأعمال اليوم يتطلب من الموظف أن يكون مرنًا، فالمرونة في العمل تتطلب القدرة على التكيف مع جميع الظروف، لذلك حاول إظهار مدى مرونتك في تحديد جدول العمل خلال أول مقابلة عمل لك، فهذا الأمر سيزيد من احتمالية تعيينك.
إنّ الهدف من مقابلتك هو أن تجعل نفسك متميزًا عن باقي المتقدمين لهذا المنصب؛ لذا سلّط الضوء على الطرق الأساسية التي أثّرت بها على الآخرين في بيئة أكاديمية أو اجتماعية، وجوانب القوة في شخصيتك، مثل: “أنا شخصية متعاونة، أُحب العمل الجماعي، وأتحمل ضغط العمل”.
أثناء حديثك عن نفسك وإنجازاتك لا تُحاول الكذب، وكُن صادقًا وإيجابيًا، وقدّم تفاصيل حقيقة، ففي حال تم كشف أيّ معلومة خاطئة، لن ترغب الشركة بتعيينك، وسيكون موقفك صعبًا حينها.
إذا قمت بتحضير أسئلة قبل إجراء المقابلة حول تفاصيل العمل وطبيعته، فلا تنسَ أن تسألها، وأضف سؤالًا حول كم مدة الانتظار للرد بعد المقابلة الشخصية.
لتكون مقابلة عمل ناجحة اشكر المحاور في النهاية على تخصيص الوقت لمقابلتك واهتمامه في معرفة تفاصيل عنك، فهذا الأمر سيُؤكد على أنّك شخصية ودودة وتُقدّر عمل الآخرين.
لا تنتهي تفاصيل المقابلة بعد إجرائك إيّاها، إذ إنّ هناك تفاصيل بَعدية يُنصح بالقيام بها، وتتضمن ما يأتي:
أرسل رسالة شكر بعد المقابلة مباشرةً إلى كل شخص أجرى معك المقابلة عبر البريد الإلكتروني؛ لتذكيره بمدى اهتمامك بالمنصب أو الرد على الإيميل الرئيس للشركة، إذ يجب عليك إرسالها في غضون 24-48 ساعةً بعد المقابلة.
في حال لم يتم الرد عليك بعد المقابلة، فلا تتوتر وتتلف أعصابك، إذ إنّ المقابلات في بعض الشركات قد تأخذ وقتًا طويلًا، وفي حال لم يتم الرد أو تم رفضك، فحاول البحث عن فرص أُخرى، وتذكّر أنّ الرفض لا يعني بأنّك شخص غير موهوب، بل هو دافع للمحاولة مجددًا ووسيلة لتطوير مهاراتك.
اقرأ أيضًا: أسئلة مقابلات العمل الأكثر شيوعًا مع إجاباتها
إنّ كيفية النجاح في أول مقابلة عمل لك، تتطلب منك التحضير جيدًا، لسد فجوة عدم وجود خبرة عمل، وتذكّر أنّ الثقة بالنفس هي أحد أسرار النجاح، مع بيان مدى جديتك وحرصك على الانضمام لبيئة العمل بناءً على مهاراتك ودافعيتك وتحليك بالمرونة وحفاظك على هدوئك واتزانك ولغة جسدك، وغيرها من الأمور والاستراتيجيات والأساليب التي يُمكنك اتباعها بفاعلية في مقابلات العمل.
مقالات ذات صلة