إنّ أهمية قواعد العمل تكمن في تسيير الأعمال داخل المؤسسة، بحيث يتم إيضاح القيود المفروضة وجوانب سير العمل، وهذا يُمكّن الشركة من ضمان أداء الموظفين بصورة مناسبة، وجدير بالذكر أنّها قد تكون قواعد غير رسمية أو غير مكتوبة، بحيث إنّها قيود متعارف عليها في مكان العمل، وفي هذا المقال ستتعرف على أبرز القواعد التي تدفع الموظفين لترك وظائفهم.
إنّ قواعد الإدارة أو العمل مهمة في تسيير الأعمال، فهي إجرائية وتشغيلية، وتتضمن مجموعة من السياسات التي تضعها الشركة لتُوجه سلوكيات الموظفين وتركيزهم ورفع أدائهم العام، وقد تكون شفهيةً أو مكتوبةً، ومنها ما هو يضمن بيئة عمل سعيدة، ومنها ما يجعل بيئة العمل سيئة؛ مما يدفع الموظفين لترك مناصبهم، ومن هذه القواعد ما يأتي:
إنّ عدم اهتمام الشركة بوضع أهداف ورؤية واضحة تتناسب مع مواردها وإمكانياتها، سيجعلها تقع في العديد من الأخطاء، وهذا يُؤثر على بيئة العمل الداخلية فيها، حيث سيكون هناك دائمًا تغيير في السياسات والإجراءات التشغيلية بشكل عام، مما يُؤثر بشكل سلبي على أداء الشركة وإجهاد الموظفين.
في ضوء ما سبق، يكمن حل هذه المشكلة من خلال تحديد الأهداف وخلق ثقافة عمل تنظيمية، والسماع من الموظفين عن تطلعاتهم وتوقعاتهم وإشراكهم في صنع القرار، وهذا سيُشعرهم بأنّهم في مكان يُقدرهم، وسيقدمون أفضل ما لديهم، بالإضافة إلى تعزيز الانتماء لبيئة العمل.
إنّ توفر بيئة عمل آمنة يكون بناءً على قواعد العمل الخاصة بالأداء التنظيمي للموظفين، حيث تُشير العديد من الدراسات إلى أهمية الأخذ بعين الاعتبار مستوى الاعتدال في ضغط العمل وتكليف المهام بما يتناسب مع الجهد البدني والفكري.
كما أنّ هناك العديد من الشركات التي تُؤمن بفكرة أنّ ضغط الموظف سيدفعه إلى تحقيق أفضل النتائج، وهذا الأمر خاطئ للغاية؛ لأنّه يُؤدي إلى إرهاق واستنزاف الموارد البشرية، مما يُسبب مشكلات داخلية على المدى البعيد لا يُمكن السيطرة عليها، مثل: التسرب الوظيفي وارتفاع معدل دوران العمالة.
اقرأ أيضًا: ما هي قواعد العمل داخل الشركات؟
إلى جانب أنّ ضغط الموظف بالمهام العديدة، سيُؤثر على نفسيته بشكل كبير، مما أيضًا يتسبب بما يُعرف بالاستقالة الصامتة وانخفاض معدل الأداء العام، لذلك على الشركة أن تضع بعين الاعتبار أهمية خلق بيئة عمل آمنة وسعيدة، تُحقق الاستقرار النفسي، فهذا سيُجنبها ظهور مشكلات عديدة.
إنّ من أهم قواعد الإدارة والعمل هو وضع سياسات تضمن العدالة بين الموظفين، وغياب ذلك سيخلق شعورًا لديهم بأنّ هناك تحيزات، مما يُؤدي إلى انعدام الثقة في الشركة وانخفاض الروح المعنوية، خاصةً إذا كانت هناك أفعال أثبتت بوجود بعض التحيزات، مثل: عدم الإنصات وسماع آراء الموظفين كافة من خلال اجتماع الفريق.
بناءً على ما سبق، على الشركة أن تضع سياسات خاصة تضمن للموظفين حقوقهم في حال التعرض للتمييز بينهم دون تبرير، كما يجب خلق وعي ذاتي لدى المديرين بأهمية القيادة بطريقة عادلة ومميزة ومنصفة، حتى لا يُؤثر غياب ذلك على ترك الموظفين لمناصبهم.
تهتم بعض الشركات أثناء وضعها قواعد العمل بلباس الموظفين، بحيث يكون ضمن صورة محددة تعكس ثقافة الشركة أو مجال عملها، ولكن وجود سياسات صارمة في هذا الموضوع أمر مبالغ به، حيث إنّ غالبية الموظفين قادرون على ارتداء ملابس مناسبة للعمل، ولكن التعامل مع هذا الأمر بشكل صارم ودقيق يُسبب إحراجًا للموظف أو تقييدًا لحريته.
في ضوء ما سبق، طالما أنّ الموظف لم يرتدِ لباسًا غير مناسب لبيئة العمل أو ثقافة المكان فلا داعي للتدقيق عليه بشكل مفضل، أما إذا ارتدى لباسًا غير لائق، فيُمكن الحديث معه بشكل انفرادي دون إحراجه أمام باقي الموظفين.
اقرأ أيضًا: 12 طريقة لخلق بيئة عمل سعيدة
مع التقدم الذي يشهده عالم الأعمال اليوم، أصبح مطلب العمل المرن أساسيًا في بيئة العمل، حيث إنّ توجه الشركات اليوم نحو تحقيق هذا الهدف من خلال عدة أشكال، منها: العمل عن بعد، لذلك من الأمور التي يجب أن تحرص عليها الشركات أثناء وضع قواعد الإدارة والعمل هي المرونة، والابتعاد عن سياسة الحضور والانصراف.
في ضوء ما سبق، إنّ التدقيق على مواعيد الحضور والانصراف في بيئة العمل، سيُشعر الموظف بانعدام ثقة الإدارة به، كما أنّه طالما يُقدم ما هو مطلوب منه بصورة جيدة، فلا داعي للتدقيق على هذا الأمر إلا في حالة وجود تقصير، فقد يُقسم الموظف عدد ساعات العمل الأسبوعية بما يتناسب معه، وفي حال عدم تحقيق ما هو مطلوب منه تتم محاسبته.
من قواعد العمل التي تُسبب مشكلات معينة في بيئة العمل هي تقييد استخدام الإنترنت والهاتف، حيث إنّ هناك قيودًا واضحة بشأن استخدام الإنترنت؛ كحجب بعض المواقع غير الأخلاقية، وهذا أمر مبرر، ولكن هناك شركات تُقيّد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا أمر غير مبرر، حيث إنّ متخصصي الموارد البشرية يستخدمونها لفحص المرشحين، وقد يكون هناك استخدامات طارئة لها في مجال الإعلام والصحافة والبحث عن معلومات.
أما عن تقييد تلقي الموظفين مكالمات شخصية، فهذه مشكلة؛ لأنّ لكل موظف حياته الخاصة وظروفه التي يجب أن تُحترم، ولكن إذا كان هناك بعض الموظفين يستخدمون هواتفهم باستمرار؛ مما يُؤثر على تركيزهم، فيحق تنبيهه والحديث معه بهذا الأمر.
اقرأ أيضًا: 8 أسباب لمشكلة التسرب الوظيفي
إنّ بعض الشركات تضع بعض قواعد الإدارة والعمل الخاصة بالإجازات بشكل دقيق، بحيث لا يُسمح للموظف بأخذ إجازة للراحة إلا للأمور الطارئة، مثل: المرض أو وفاة أحد أقارب الدرجة الأولى، ويتم التدقيق على أنواع الإجازات السابقة بشكل مبالغ فيه، بحيث يُشعر بعض الموظفين بعدم تعاون الشركة مع ظروفهم، وتعقيد الكثير من الأمور، مما يتسبب في ترك الموظفين لعملهم.
بعض الشركات لا تكون سياساتهم واضحة بشأن رواتب الموظفين والعلاوات، وحتى يتم في بعض الأحيان، التأخر على الموظفين في استلام الراتب، وهذا يُشكل إزعاجًا، حيث إنّ الهدف الأول للموظف هو الدخل المادي، وأيّ تأخر عليه قد يتسبب في مشكلات للموظف في حياته، لذلك يجب أن تكون الشركة واضحة بشأن الراتب ومواعيد تسلمه.
إنّ قواعد العمل وُجدت لتحقيق الشفافية في بيئة العمل، وتسيير الأعمال التشغيلية، فهدفها إجرائي، وهذه القواعد تتضمن سياسات يجب الحفاظ عليها؛ وأيّ خلل بها أو عدم اهتمام قد يُشعر الموظف بعدم الاستقرار والراحة في بيئة العمل، مثل: تحديد أهداف غير متسقة، الفشل في خلق بيئة عمل آمنة نفسيًا، وعدم وجود عدالة في التعامل بين الموظفين.
إلى جانب وضع قواعد محددة للباس، وسياسات التدقيق على الحضور والانصراف، وتقييد استخدام الهاتف والإنترنت، وقواعد الإجازة وسياسات الراتب، لذلك على الشركات أن تُوفر مرونةً في العمل وتُعيد في تناسب السياسات مع ما يتطلع إليه الموظفون.
مقالات ذات صلة