إنّ عملية الاندماج الخاصة في العلامة التجارية هي استراتيجية مؤسسية يتم فيها دمج الشركة مع شركة أخرى والعمل ككيان قانوني واحد، وعادةً تكون الشركات التي تُوافق على عمليات الاندماج متساوية من حيث الحجم، ويكون الهدف من الدمج هو توسيع الحصة السوقية أو تقليل النفقات عن طريق إنشاء اقتصاد كبير، وفي هذا المقال ستتعرف على إيجابيات وسلبيات هذه العملية.
من إيجابيات الاندماج ما يأتي:
يُمكن أن يُؤدي الاندماج إلى توحيد الهُوية والرؤية الخاصة في الشركة، إذ يتم دمج العلامات التجارية المختلفة تحت مسمى ومظلة واحدة، وهذا يُمكن أن يُساعد على تعزيز صورة الشركة والتعريف بها بشكل واضح ومتسق، ويُساهم ذلك أيضًا في التنوع والشمول.
يؤدي الدمج إلى توفير الجهد والتكاليف خاصةً فيما يتعلق بالتسويق والإعلان والترويج، إذ يتم دمج الجهود تحت علامة واحدة، وهذا يُقلل من التكاليف المرتبطة بالتسويق لكل علامة تجارية على حدة، ويُؤدي الاندماج أيضًا في بعض الأحيان إلى خفض تكلفة المواد الخام، وتُوفر القوة الشرائية، ويُمكن للشركة الأكبر شراء المواد بكميات كبيرة، مما يسمح لهم في الحصول على سعر أقل.
يُمكن أن يُؤدي دمج العلامة إلى تعزيز القوة الشرائية الخاصة في الشركة، وذلك من خلال أن يكون لديها مجموعة موحدة من المنتجات أو الخدمات تحت مظلة واحدة تساهم في زيادة استقطاب العملاء وتعزيز فرص البيع، وينتج عن ذلك بيئة عمل تتسم بالكفاءة.
عندما تندمج شركتان، يُمكن إضافة منتجات تُساعد على حل المشكلات ذات العلاقة بالإنتاجية، وينتج عن ذلك توسيع خطوط الإنتاج وتقدم الشركة دون تكلفة وتطوير العلامة التجارية بما يتناسب مع تنويع العرض وتعزيز الابتكار وزيادة القيمة المضافة وتعزيز صورة العلامة من خلال التركيز على قوة الابتكار والريادة.
من أكبر مزايا دمج شركتين، خاصةً إذا كان الاندماج أفقيًا أو رأسيًا، هو تقليل المنافسة، فعندما تنضم شركتان تعملان في الصناعة نفسها، أو تُقدمان المنتج أو الخدمة معًا، لم تعد تعملان ضد بعضهما البعض، بل تعملان معًا، ويُمكن للشركات المندمجة، التي تعمل ككيان واحد المطالبة فرض نفسها على السوق الذي تعمل فيه أكثر مما لو استمرت في العمل كشركات منفصلة.
اقرأ أيضًا: الاستثمار العاطفي: كيفية تأثيره في ثقافة الشركة
يمكن أن يؤدي دمج شركتين إلى تحسين الكفاءة في مكان العمل، فعلى سبيل المثال، عندما تندمج شركتان أو أكثر معًا، لم تعد هناك حاجة لأن يكون لكل منها قسم التسويق الخاص بها، وقسم البحث والتطوير الخاص بها، وما إلى ذلك، إذ تتحد الأقسام للعمل نحو هدف مشترك.
عندما تندمج العلامة التجارية لشركتين أو أكثر، يُمكن لكل واحدة الاستفادة من خبرة وذكاء الموظفين في الشركة الأخرى، فعلى سبيل المثال، طورت الشركة “ب” طريقة فعالة للاحتفاظ بالعملاء أو المتابعة مع العملاء بعد البيع الأولى، مما يزيد من فرصة إعادة البيع، ويُمكن للشركة “أ” استخدام الطريقة التي طورتها الشركة “ب” بعد الاندماج.
بالإضافة إلى ذلك، يُمكن أن يُؤدي الدمج إلى تعريف الشركتين بطرق جديدة للتعامل مع المشكلات أو التفكير فيها، إذ يتم حل المشكلات التي ربما تكون قد أربكت الشركة “أ” بعد الدمج مع توصية من شخص من الشركة “ب”.
من السلبيات الخاصة في الاندماج ما يأتي:
قد يتسبب الدمج في فقدان هوية العلامة الأصلية للشركات التي تم دمجها، وهذا يُؤدي إلى فقدان تميز كل علامة تجارية، والتي كانت تعرف بها قبل ذلك، مما يُسبب تشوشًا عند العملاء وعدم قدرتهم على التعرف على العلامة الموحدة الجديدة.
أحد أكبر مخاوف أصحاب الأعمال عند دمج شركتين هو كيفية دمج ثقافات تلك الشركات معًا، إذ يُمكن أن يكون الصدام الثقافي مشكلةً، خاصةً إذا كانت لدى الشركتين طرق مختلفة جدًا لإدارة الموظفين أو توقعات مختلفة عندما يتعلق الأمر بسلوك الموظف.
اقرأ أيضًا: ما هي قواعد العمل داخل الشركات؟
يُمكن أن يتطلب الدمج تغييرات تنظيمية في هيكلة الشركة، وهذا قد يُسبب قلقًا عند الموظفين، إذ يتطلب ذلك جهدًا إضافيًا في إدارة التغيير والتأكيد على التكيف مع التغيرات، إلى جانب طمأنة الموظفين ومساعدتهم على حل تجاوز هذه التغييرات بسلاسة.
قد تكون هناك مخاطر عدم نجاح الاندماج الخاص في العلامة، مثل: تباين القيم الداخلية بين الشركات التي تم دمجها، والتي يُمكن أن تُؤدي إلى صعوبات في تحقيق التكامل، إلى جانب تباين في تجربة العملاء وتأثير سلبي على العلاقات العملية الأخرى.
قد تتعرض العلامة الجديدة لمخاطر تشويه إذا كانت إحدى الشركات المدمجة تُواجه مشكلات سابقة، فقد ينتقل هذا التأثير السلبي إلى العلامة بعد الاندماج، وبالتالي يُؤثر على سمعتها ومكانتها في سوق المنافسة.
يُمكن أن يشعر الموظفون بالقلق والتوتر بشأن وظائفهم، وفي بعض الحالات، فإنّ مخاوفهم لها ما يُبررها، إذ يُمكن أن يُؤدي الاندماج إلى إلغاء بعض الوظائف، وينتهي الأمر بتسريح الموظفين في كلتا الشركتين، وهذا إن لم تكن الشركات المندمجة الاحتفاظ بموظفيها.
يُمكن أن يُؤدي الدمج إلى زيادة حصة السوق للعلامة التجارية، وبالتالي ستنشأ قوة احتكارية، وهذا يُؤدي في الغالب إلى ارتفاع الأسعار على المستهلكين، وحتى لو اكتسبت الشركة قوة احتكارية من الاندماج، فلا يتعين عليها أن يُؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار، حتى لا تفقد العملاء، وتتماشى مع الظروف الاقتصادية للمستهلكين.
من أنواع الاندماج ما يأتي:
هو نوع من توحيد الشركات التي تبيع منتجات أو خدمات مماثلة، ويُؤدي إلى القضاء على المنافسة؛ وبالتالي، يُمكن تحقيق تكبير حجم الأعمال.
يحدث الاندماج الرأسي عندما تندمج الشركات العاملة في الصناعة نفسها، ولكن على مستويات مختلفة في سلسلة التوريد، وتحدث عمليات الدمج هذه لزيادة التآزر والتحكم في سلسلة التوريد والكفاءة.
اقرأ أيضًا: الدليل الشامل لبدء حياتك المهنية في مجال التسويق بين الشركات
تحدث عمليات الدمج هذه بين الشركات العاملة في السوق نفسه، وينتج عنها إضافة منتج جديد إلى خط الإنتاج الحالي لشركة واحدة، ونتيجة لهذا الاتحاد، يُمكن للشركات الوصول إلى قاعدة عملاء أكبر وزيادة حصتها في السوق.
اندماج التكتل هو اتحاد لشركات تعمل في أنشطة لا ترتبط ببعضها، ولا يتم الاتحاد إلا إذا كان هناك إمكانية من زيادة ثروة المساهمين.
تتحد الشركات العاملة في أسواق مختلفة، ولكنها تبيع المنتجات نفسها، من أجل الوصول إلى سوق أكبر وقاعدة عملاء أكبر.
عندما تقرر دمج العديد من الشركات معًا يجب دراسة إيجابيات وسلبيات ذلك، فعملية دمج العلامة التجارية تتطلب فهمًا لأبعاد هذا القرار وتأثيره على سير العمل وبيئته، خاصةً أنّ هناك أنواعًا مختلفةً من أشكال اندماج العلامات التجارية، ويُنصح في أثناء هذه العملية في أهمية الحفاظ على الهُوية الخاصة وثقافة الشركة وتطويرها جنبًا إلى جانب مع الشركات المدمجة.
مقالات ذات صلة