إن جميع الشركات والمؤسسات تسعى لتحقيق التقدم والنجاح والسمعة الجيدة في عملها، لكنها قد تُواجه مشكلات وتحديات مختلفة، مثل: عدم استمرار وبقاء الموظفين في العمل لفترة طويلة، مما يُشكّل مصدر قلق للشركة وإدارتها؛ ويُسمّى ذلك بالدوران الوظيفي، وهو نسبة الموظفين الذين يتركون العمل خلال فترة زمنية معينة، وعادةً ما يقاس سنويًا، أو كل ستة أشهر.
الدوران الوظيفي (بالإنجليزية: Employee Turnover)؛ هو فقدان المواهب في القوى العاملة مع مرور الوقت، ويشمل ذلك أيّة مغادرة للموظفين، بما في ذلك تسريح العمال أو الاستقالات أو إنهاء الخدمة أو التقاعد أو الوفيات أو نقل الموقع، كما أنّه يُركّز على التغيير الحاصل في عدد العاملين في الشركة، والفترة التي يقضيها الموظف في العمل داخل الشركة.
لذا عندما يُقال بأنّ صاحب عمل ما لديه معدل دوران العمل مرتفع أي أنّ الموظفين يقضون فترةً قصيرةً في العمل داخل الشركة التي يُديرها، بينما صاحب العمل الذي لديه معدل دوران وظيفي منخفض أيّ أنّ الموظفين يستمرون في العمل داخل الشركة التي يُديرها لفترة طويلة.
يوجد أربعة أنواع للدوران الوظيفي نذكرها فيما يأتي:
يعني اختيار الموظف مغادرة العمل من تلقاء نفسه طواعيةً ولأسباب تعود له، أيّ أنّه ينفصل عن عمل دون أيّة ضغوطات أو قوى خارجية؛ كأن ينتقل الموظف إلى العمل مع شركة أخرى، أو الانتقال إلى العمل في منطقة أخرى، أو وجود مشكلات مع صاحب العمل ما يجعل استمرار الموظف أمرًا صعبًا ومستحيلًا، فيُخبر مدير عمله في رغبته على ترك عمله داخل الشركة سواء كتابيًا أو شفهيًا.
وفي هذا النوع يُفصل الموظف عن عمله، وتُنهى خدماته، ويُطلب منه مغادرة الشركة؛ أي إنّه قرار تتخذه الشركة دون علم الموظف، وله عدّة أسباب منها؛ ضعف أداء الموظف، انتهاك سياسات العمل، وانخفاض كفاءته وفعاليته وقوته داخل العمل.
وهو الدوران السلبي؛ حيثُ تتأثر الشركة سلبيًا عند ترك الموظفين للعمل، وفيه قد يترك أفضل الموظفين وأكثرهم كفاءةً العمل، نتيجةً لعدّة أسباب تخصّ الشركة، وهي أسباب سيئة وسلبية؛ كالاستقالة الجماعية أو تسريح جماعي للموظفين أو وجود صراع داخلي.
اقرأ أيضًا: 8 أسباب لمشكلة التسرب الوظيفي.
وهو الدوران الإيجابي، ويكون عندما تفقد الشركة الموظفين ضعيفي الأداء وتستبدلهم بموظفين أفضل أداءً، وهذا يُؤدي إلى زيادة ورفع إنتاجية الشركة وتنشيط حركتها.
يُوجد العديد من الأسباب المختلفة للدوران الوظفيها، منها الآتي:
وعدم وجود مكافآت وحوافز أو ترقيات للموظفين، وضعف الرواتب وإهمال الشركة للموظفين وعدم مراعاة ظروفهم. مما يُؤثر على القيام بالوظائف بشكل جيد.
وهذا السبب يتعلق بنظام المؤسسة، مثل: تغيير قيادة الشركة، أو حدوث تغيرات جذرية داخل الشركة، أو نقل مقر العمل من مكان إلى آخر؛ ما يضطر صاحب العمل إلى إقالة العديد من الموظفين، ويُمكن لاستبدال التكنولوجيا بالموارد البشرية أن يكون سبباً في دوران العمل.
فقد يترك الموظفون عملهم بسبب العلاقة السيئة مع الإدارة، أو لاتباعها سياسات وإجراءات تضر في الموظف وليست لصالحه، كألا تُراعي حياة الموظف الشخصية، أو أن تطلب منه إنجاز أعمال يقوم بها أكثر من شخص، أو إنجاز ساعات إضافية بشكل مستمر؛ مما قد يُؤثر سلبًا على حياته الاجتماعية والعائلية.
وهو مؤشر على عدم وجود خطة تقدم ونمو واضحة تدعم جهد وكفاءة الموظفين.
فقد يكون وصف الوظيفة في البداية مختلفًا تمامًا لما هو على الواقع؛ وعند اكتشاف الموظفين ذلك الاختلاف يختارون ترك العمل.
وهذا يعود سلبًا على أداء الموظفين وإتقانهم للعمل.
فلا يشعر بالانتماء له ولا أنه جزء منها، نتيجة عدم إشراكه في اتخاذ القرارت وعدم السماح له بإعطاء رأيه في بعض الأمور؛ ما يُؤثر سلبا على شعوره بأهميته كعنصر فعال في المؤسسة.
اقرأ أيضًا: 4 نصائح لتقليل معدل دوران العمالة.
للدوران الوظيفي سلبيات قد تُؤثر بشكل كبير على الشركة وتقدمها، منها الآتي:
حيثُ إنّ تكلفة استقالة موظف تُعادل ثلث دخله السنوي، بالإضافة إلى أنّ الشركة قد تدرب الموظفين قبل عملهم، وتسعى لتطوير مهاراتهم، لكن في النهاية لا يستمر الموظف، ويذهب بما اكتسبه من مهارة إلى شركة أُخرى يعمل بها.
فعملية التوظيف والاستقطاب عن طريق أشخاص أو مسؤولين متخصصين تهدر جهدًا ووقتًا كبيرًا، وتكرارها المستمر يُسبب خللًا، فمثلًا نتيجة لوجود حالات طارئة داخل الشركة؛ يتم تعيين موظف غير مناسب للوظيفة، وبعد فترة قصيرة جدًا يترك العمل، وتبقى هذه المشكلة تتكرر.
فالسماع عن كثرة الاستقالات في أيّة شركة قد يؤدي إلى إحباط من يرغب في العمل فيها، والابتعاد عنها، وهذا كفيل بأن تخسر الشركة الكفاءات المستقبلية .
حيثُ تنشغل الشركة في البحث عن بدائل وحل مشكلات التوظيف عن التركيز على نمو العمل وازدهاره وتعزيز نقاط القوة فيه.
على الرغم من وجود سلبيات عديدة للدوران الوظيفي، إلّا أنّه يُوجد إيجابيات لهذه العملية تُؤثر على الشركة وسير عملها، منها الآتي:
لا بُد لكل شركة أو مؤسسة أن تبحث عن الطرق والأساليب والوسائل التي تضمن فيها استمرار الموظفين واستقرار عملهم داخلها،من خلال حرصها على توفير بيئة عمل داعمة لأهدافهم وطموحاتهم وآمالهم واحتياجاتهم، واختيار الموظفين المناسبين من البداية؛ فالشخص المناسب يعني استمرارية أطول في العمل، بالإضافة إلى إقامة دورات تدريبية تُتيح فرصة للموظفين لتبادل المعارف والخبرات مع غيرهم.
اقرأ أيضًا: هل موظفوك محصنين من عدوى دوران العمالة؟
يجب على الشركة احترام وتقدير الموظفين، فلا يجوز الاستهزاء بهم والاستخفاف بأفكارهم وآرائهم ومشاعرهم بل يجب الإنصات لهم وأخذ أفكاره بعين الاعتبار، وشكرهم الدائم على ما يُقدمونه من أعمال وإنجازات، ومراعاة الظروف التي قد تحصل مع كل فرد منهم بشكل طارئ ومفاجئ.
بالإضافة إلى ضرورة وجود تقدير مالي لما يبذلونه من جهد داخل عملهم، وأن تحرص الشركة بشكل مستمر على تقديم الملاحظات المستمرة وما هو مطلوب منهم؛ حتى لا يشعر الموظف بحالة من الضياع وعدم الإنتاج والإنجاز، كل هذه الخطوات كفيلة بتأمين استقرار أكبر ومعدلات دوران وظيفي أقل.
مقالات ذات صلة